المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مواقف طريفة رسمها قلم الطنطاوي ..


ناصر الحقيقة
10-10-2010, 05:03 PM
مواقف طريفة رسمها قلم الطنطاوي ..

الأديب / علي الطنطاوي صاحب أسلوب ساحر ، وعبارة أخّاذة يجعلك حين تقرأ له أو تستمع تنسى نفسك ولا تدري أين أنت !! ..
وقد قرأتُ عدداً من كتبه ؛ ومنها الذكريات ، ووقفتُ فيها على مواقف حدثت له استطاع بأسلوبه أن يحكيها حتى لكأنّك معه فيها ..
ولأجل أن أمتع إخواني بشيءٍ منها فتحتُ هذه الحلقة ، ولا مانع أن يشاركني فيها بعض إخواني ممن وقف على شيءٍ منها في غير الذكريات ، على أن الطبعة التي سأحيل عليها هي الطبعة الخامسة ( 2007 ) لدار المنارة ..

ودمتم بخير ..

ناصر الحقيقة
11-10-2010, 07:49 AM
موقف ( 1 ) :
ذكر الطنطاوي فيما ذكره وهو يسرد معاناة المعلم في فصله مع الطلاب ، فقال :
قلت هذا لأسرد عليكم حادثة مما وقع لي ، كنت أعلم التلاميذ ما جاء في الكتاب في تعريف الاسم ، وأنه ( الكلمة التي تدل على معنى مستقل في الفهم وليس الزمن جزءاً منه ) .
شرحت ذلك وأعدته وكررته فلم يفهموا عني .
وكيف يفهمونه وهو أعلى مما تصل إليه أفكارهم وأفهامهم .
وبعد أن تكلمتُ ربع ساعة ، قلت : مَنْ فهم ؟ .
فرفع ولد أصبعه ، فحمدت الله على أن واحداً منهم قد فهم .
وقلت : قم يا بني بارك الله فيك ، فأخبرني ما هو الاسم ؟ .
فقال : يا أستاذ ، هذا دعس على رجلي ، فصحتُ به ويحك ، إني أسألك عن تعريف الاسم ؛ فلماذا تضع رجلك في التعريف ؟! .
ألم اقل لكم إن هذه الشكاوى ممنوعة أثناء الدرس ، فقال : ولماذا يدوس هو على رجلي ، فصحت بالآخر ، لم دست على رجله يا ولد ؟ .
فقال : والله كذاب ، ما دست على رجله ، ولكنه هو الذي عضني في أذني .
فغضبت وصرخت ، كيف يعضك وأنا قاعد هنا .
قال : ليس الآن ، ولكنه عضني أمس !! ..

ج 3 صـ325 ، 326 .

طالب طب
21-10-2010, 02:53 PM
استمرّ
بوركت

عقيلة أهلها
08-11-2010, 05:02 PM
شكرا لك

ناصر الحقيقة
15-04-2011, 05:57 PM
موقف ( 2 ) :

ذكر الطنطاوي فيما ذكره وهو يسرد سيرته في بغداد ، وكان يعمل في التعليم ، وكان مما قال من المواقف الطريفة :

وكان معنا مدرّس فلسطيني يدرس اللغة الإنكليزية ، ولكنه خفيف الروح صاحب نكتة ، له غرائب منها :
أنه يركب الحافلة المزدحمة فيُخلي الناس المقعد كله له ، فيقعد وحده مكان اثنين والناس مزدحمون على المقاعد أو هم وقوف يمنعهم أن يقعدوا معه .
ذلك أنه يجعل جسده كله يختلج فجأة ! وتصطك أسنانه ، ويُخرج من حلقه أصواتاً مبهَمة عجيبة وتهتز أطرافه ، يجيء ذلك كله في لحظة واحدة ، يعود بعدها ساكناً كما كان قبلها ساكناً ، فيحسبه الناس مجنوناً أو مصروعاً فيبتعدون عنه وبذلك يخلو له المكان!! ..

ج3 صـ356 ، 357 .