المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما الفرق بين " جزاك الله " و " جازاك الله " ؟


البتول
16-02-2011, 12:14 AM
ما الفرق بين "جزاك الله" و "جازاك الله" ؟

عائشة
16-02-2011, 11:02 AM
عندي جوابٌ قديمٌ عن هذا، أنقلُه من الملفَّات المحفوظة في جهازي:

جاء في "لسان العرب":
(وسُئِلَ أبو العبَّاس عن جَزَيْته وجازَيْته، فقالَ: قالَ الفرَّاءُ: لا يكون جَزَيْتُه إلاَّ في الخير، وجازَيْته يكونُ في الخَيْرِ والشَّرِّ، قالَ: وغيرُه يُجِيزُ جَزَيْتُه في الخير والشرِّ، وجازَيْتُه في الشَّرِّ) انتهى.

وفيه عن الجوهريِّ قوله:
(جَزَيْتُه بما صنَعَ جَزاءً، وجازَيْتُه: بمعنًى) انتهى.

وقال أبو حيَّان الأندلسيُّ في "البحر المحيط" عند تفسيره قول الله تعالى: ((ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إلاَّ الكَفُورَ)) [ سبـأ 17 ]:
(وأكثرُ ما يُستعملُ الجزاءُ في الخيرِ، والمُجازاة في الشَّرِّ، لكن في تقييدهما قد يقعُ كلُّ واحدٍ منهما موقعَ الآخَرِ) انتهى.

وفي "زاد المسير" لابن الجوزيِّ -عند تفسير الآيةِ الكريمةِ-:
(فإن قيلَ: قد يُجازَى المؤمِن والكافرُ، فما معنى هذا التَّخصيص؟
فعنه جوابان:
أحدهما: أنَّ المؤمِن يُجزَى ولا يُجازَى، فيُقال في أفصح اللُّغةِ: جَزَى اللهُ المؤمِنَ، ولا يُقال: جازاه؛ لأنَّ جازاه بمعنى: كافأه، فالكافر يُجازى بسيِّئته مثلها، مكافأةً له، والمؤمِن يُزاد في الثَّواب، ويُتفضَّل عليه، هذا قول الفرَّاءِ.
والثَّاني: أنَّ الكافر ليستْ له حَسَنة تُكفِّر ذنوبه، فهو يُجازَى بجميع الذُّنوب، والمؤمِن قد أَحْبَطَتْ حسناتُه سيِّئاتِه، هذا قول الزَّجَّاج) انتهى.

فراج يعقوب
23-12-2016, 03:50 PM
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

دحسين السعدي
12-03-2017, 12:20 PM
وفي هذا نظر فقد ورد في القرآن الكريم قوله:(ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلامثلها)(سورة الأنعام :الآية:160),وقال تعالى:(ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ )(سورة القصص الآية:84)ﭽ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﭼ غافر: ٤٠ قال الأزهري:(وَسُئِلَ أَبُو الْعَبَّاس عَن جَزَيْتُه وجازَيْته، فَقَالَ: قَالَ الْفراء: لَا يكون جَزَيتُه إِلَّا فِي الْخَبَر، وجازيته يكون فِي الخيْر والشّرّ.
قَالَ: وَغَيره يُجِيز جَزَيتُه فِي الْخَيْر والشّر، وجازيته فِي الشّر، وَيُقَال: اللّحم السّمين أَجْزَأَ من المهزول، وَمِنْه يُقَال: مَا يُجْزِئُني هَذَا الثَّوْب، أَي مَا يَكفيني).تهذيب اللغة باب الجيم والزاي(جزى) هذا هو الصحيح الذي نقله عن الفراء والله تعالى أعلم

عبد الله علي رمضان
12-03-2017, 01:07 PM
البسملة2
قال تعالى ذلِكَ ((جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ يــجازَى إِلاَّ الْكَفُورُ))
اسْتِئْنَاف بياني ناشىء عَنْ قَوْلِهِ: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ فَهُوَ مِنْ تَمَامِ الِاعْتِرَاضِ.
وَاسْمُ الْإِشَارَةِ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ نَائِبًا عَنِ الْمَفْعُولِ الْمُطْلَقِ الْمُبَيِّنِ لِنَوْعِ الْجَزَاءِ، وَهُوَ مِنَ الْبَيَانِ بِطْرِيقِ الْإِشَارَةِ، أَيْ جَزَيْنَاهُمُ الْجَزَاءَ الْمُشَارَ إِلَيْهِ وَهُوَ مَا تَقَدَّمَ مِنَ التَّبْدِيلِ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ. وَتَقْدِيمُهُ عَلَى عَامِلِهِ لِلِاهْتِمَامِ بِشِدَّةِ ذَلِكَ الْجَزَاءِ.وَاسْتِحْضَارُهُ بِاسْمِ الْإِشَارَة لما فِيهَا مِنْ عَظَمَةِ هَوْلِهِ.وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ اسْمُ الْإِشَارَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ بِالِابْتِدَاءِ وَتَكُونَ الْإِشَارَةُ إِلَى مَا تَقَدَّمَ مِنْ قَوْلِهِ: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ إِلَى قَوْلِهِ: مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ وَيَكُونُ جُمْلَةُ جَزَيْناهُمْ خَبَرَ الْمُبْتَدَأِ وَالرَّابِطُ ضَمِيرٌ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ: جَزَيْنَاهُمُوهُ. وَالْبَاءُ فِي بِما كَفَرُوا للسبيبة و (مَا) مَصْدَرِيَّةٌ، أَيْ بِسَبَبِ كُفْرِهِمْ.وَالْكُفْرُ هُوَ الْكُفْرُ بِاللَّهِ، أَيْ إِنْكَارُ إِلَهِيَّتِهِ لِأَنَّهُمْ عَبْدَةُ الشَّمْسِ.وَالِاسْتِفْهَامُ فِي وَهَلْ يُجَازَى إِنْكَارِيٌّ فِي مَعْنَى النَّفْيِ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الِاسْتِثْنَاءُ.
والْكَفُورَ: الشَّدِيدُ الْكُفْرِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَعْرِفُونَ اللَّهَ وَيَعْبُدُونَ الشَّمْسَ فَهُمْ أَسْوَأُ حَالًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ.وَالْمَعْنَى: مَا يُجَازَى ذَلِكَ الْجَزَاءُ إِلَّا الْكَفُورُ لِأَنَّ ذَلِكَ الْجَزَاءَ عَظِيمٌ فِي نَوْعِهِ، أَيْ نَوْعِ الْعُقُوبَاتِ فَإِنَّ الْعُقُوبَةَ مِنْ جِنْسِ الْجَزَاءِ. وَالْمَثُوبَةَ مِنْ جِنْسِ الْجَزَاءِ فَلَمَّا قِيلَ ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا تَعَيَّنَ أَنَّ الْمُرَادَ: وَهَلْ يُجَازَى مِثْلَ جَزَائِهِمْ إِلَّا الْكَفُورُ، فَلَا يُتَوَهَّمُ أَنَّ هَذَا يَقْتَضِي أَنَّ غَيْرَ الْكَفُورِ لَا يُجَازَى عَلَى فِعْلِهِ، وَلَا أَنَّ الثَّوَابَ لَا يُسَمَّى جَزَاءً وَلَا أَنَّ الْعَاصِيَ الْمُؤْمِنَ لَا يُجَازَى عَلَى مَعْصِيَتِهِ، لِأَنَّ تِلْكَ التَّوَهُّمَاتِ كُلَّهَا مُنْدَفِعَةٌ بِمَا فِي اسْمِ الْإِشَارَةِ مِنْ بَيَانِ نَوْعِ الْجَزَاءِ، فَإِنَّ الِاسْتِئْصَالَ وَنَحْوَهُ لَا يَجْرِي عَلَى الْمُؤْمِنِينَ.
وَقَرَأَ المدنيان وابن كثير وأبو عمرو البصري وابن عامر الشامي وشعبة عن عاصم
يُجَازَى بِيَاءِ الْغَائِبِ وَالْبِنَاءِ لِلْمَجْهُولِ وَرَفْعِ الْكَفُورَ.
وَقَرَأَ الباقون وهم حمزة والكسائي وحفص عن عاصم
بِنُونِ الْعَظَمَةِ وَالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ وَنصب الْكَفُورَ.
جزاكم الله خيرًا