أبو تميم التميمي
30-05-2008, 02:22 PM
البسملة1
يشرّفني أن أستهلّ موضوعي بالشكرِ والثناء الزاخر للأخوة الفضلاء القائمين على هذا الملتقى العامر ، والذي لمستُ فيهِ روح اللغة العربية الأصيلة منذ استئذاني بالدخول إليكم حتى قبولي بالانضمام ! ، فأسألُ الله لكم التوفيق في الدارين.
أمّا بعد :
فقد اندسّت في الإسلامِ طائفةٌ من العلماء أتباعٌ للهوى ، كما اندسّت في غيرها من الأديان ، فكانتْ سبباً في إضلالِ النّاس وغوايتهم . لأنّهم همُ الذين يجب أنْ يكونوا ورثة الأنبياء ، فآثروا السلطان على الحقِّ ، والجاه على الفضيلةِ ، حتى اتخذوا من عِلمهم وسيلة يُضلّون بها سواد النّاس وَناشئتهم ، كما يُضلّ كثيرونَ مِن علماءِ هذا العصْر سواد أهله وناشئته ! .
هؤلاء العلماء هم في الحقيقةِ أنصَار الشّيْطان ، وَهم لذلكَ أثقل النّاس تبِعةً أمَام الله . وكان واجب على كلّ عالم مخلص حقّاً لعلمهِ ولله ، أنْ يُحاربهم وأنْ يستأصلَ بذور فسادهم ، لأنهم يفتِنونَ الناس عن الحقّ والهدى ويُضلونهم عن سَواء السّبيل ! . ولقدْ شاهدتُ مشايخ كانوا على سمتِ المشايخ الذين سمعنا أوصَافهم في النقولِ . وقدْ قيل :
إنّ الفقيهَ هوَ الفقيه بفعلهِ * * ليْسَ الفقيه بنطقهِ وَمقالهِ
ورأيتُ جمعاً من المشايخ بدّد تفريطهم في الأخلاقِ مَا جمعوا من العلمِ ، فقلّ نفعهم وكثُر سقطهُم ، وصدق عثمان -رضي الله عنه- إذْ يقولُ : (ما أسرّ أحدٌ سريرة ، إلاّ أظهرها الله على صفحاتِ وجهه ، وفلتات لسانه ) . وإنّي عجبتُ من قبيحِ فعلهم حين أذهبُوا المروءة ، وأسقطوا أدنى مَراتب الأخلاَق !
فتمّثل لي قول الشاعر :
إذا لم يزد علم الفتى قلبه هدى * * وسيرتهُ عدلاً وأخلاقهُ حُسْنا
فبشّرهُ أنّ الله أولاه نقمـةً * * يُساءُ بها مِثل الذي عبَدَ الوثنا
جهِلُوا أنّ العلمَ هو معرفة الحقائق ، والنظر في سيرِ السلف وأتباعهم ، والتأدب بآدابهم . فأين هُم من علماءِ المعاملة الذين كان فيهم صلة ابن أشيم إذ رآه السبع هَرب منهُ ، وهوَ يقولُ إذا انقضَى الليل : (يارب أجرني من النار ، أوَ مثلي يسألُ الجنة !)
إحفظ لشيبكَ من عيبٍ يُدنّسهُ * * إنّ البياضَ قليل الحمل للدّنسِ
كحَاملٍ لثيابِ الناس يَغسلهَا * * وثوبهُ غارقٌ في الرجسِ والنّجس
يومَ القيَامةِ لا مَالٌ وَلا ولدٌ * * وَضمّة القبر تُنْسي لذّة الرقصِ
فالمسكين كلّ المسكين من ضاع عمرهُ في علمٍ لم ينتفع بهِ ، ففاتته لذّات الدنيا وخيرات الآخرة ، حتى قدِمَ مُفلساً على قوّةِ حجّة عليهِ !
اللهم أعذنا من ذلكَ كلّه . .
أبو تميم التميمي
يشرّفني أن أستهلّ موضوعي بالشكرِ والثناء الزاخر للأخوة الفضلاء القائمين على هذا الملتقى العامر ، والذي لمستُ فيهِ روح اللغة العربية الأصيلة منذ استئذاني بالدخول إليكم حتى قبولي بالانضمام ! ، فأسألُ الله لكم التوفيق في الدارين.
أمّا بعد :
فقد اندسّت في الإسلامِ طائفةٌ من العلماء أتباعٌ للهوى ، كما اندسّت في غيرها من الأديان ، فكانتْ سبباً في إضلالِ النّاس وغوايتهم . لأنّهم همُ الذين يجب أنْ يكونوا ورثة الأنبياء ، فآثروا السلطان على الحقِّ ، والجاه على الفضيلةِ ، حتى اتخذوا من عِلمهم وسيلة يُضلّون بها سواد النّاس وَناشئتهم ، كما يُضلّ كثيرونَ مِن علماءِ هذا العصْر سواد أهله وناشئته ! .
هؤلاء العلماء هم في الحقيقةِ أنصَار الشّيْطان ، وَهم لذلكَ أثقل النّاس تبِعةً أمَام الله . وكان واجب على كلّ عالم مخلص حقّاً لعلمهِ ولله ، أنْ يُحاربهم وأنْ يستأصلَ بذور فسادهم ، لأنهم يفتِنونَ الناس عن الحقّ والهدى ويُضلونهم عن سَواء السّبيل ! . ولقدْ شاهدتُ مشايخ كانوا على سمتِ المشايخ الذين سمعنا أوصَافهم في النقولِ . وقدْ قيل :
إنّ الفقيهَ هوَ الفقيه بفعلهِ * * ليْسَ الفقيه بنطقهِ وَمقالهِ
ورأيتُ جمعاً من المشايخ بدّد تفريطهم في الأخلاقِ مَا جمعوا من العلمِ ، فقلّ نفعهم وكثُر سقطهُم ، وصدق عثمان -رضي الله عنه- إذْ يقولُ : (ما أسرّ أحدٌ سريرة ، إلاّ أظهرها الله على صفحاتِ وجهه ، وفلتات لسانه ) . وإنّي عجبتُ من قبيحِ فعلهم حين أذهبُوا المروءة ، وأسقطوا أدنى مَراتب الأخلاَق !
فتمّثل لي قول الشاعر :
إذا لم يزد علم الفتى قلبه هدى * * وسيرتهُ عدلاً وأخلاقهُ حُسْنا
فبشّرهُ أنّ الله أولاه نقمـةً * * يُساءُ بها مِثل الذي عبَدَ الوثنا
جهِلُوا أنّ العلمَ هو معرفة الحقائق ، والنظر في سيرِ السلف وأتباعهم ، والتأدب بآدابهم . فأين هُم من علماءِ المعاملة الذين كان فيهم صلة ابن أشيم إذ رآه السبع هَرب منهُ ، وهوَ يقولُ إذا انقضَى الليل : (يارب أجرني من النار ، أوَ مثلي يسألُ الجنة !)
إحفظ لشيبكَ من عيبٍ يُدنّسهُ * * إنّ البياضَ قليل الحمل للدّنسِ
كحَاملٍ لثيابِ الناس يَغسلهَا * * وثوبهُ غارقٌ في الرجسِ والنّجس
يومَ القيَامةِ لا مَالٌ وَلا ولدٌ * * وَضمّة القبر تُنْسي لذّة الرقصِ
فالمسكين كلّ المسكين من ضاع عمرهُ في علمٍ لم ينتفع بهِ ، ففاتته لذّات الدنيا وخيرات الآخرة ، حتى قدِمَ مُفلساً على قوّةِ حجّة عليهِ !
اللهم أعذنا من ذلكَ كلّه . .
أبو تميم التميمي