المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال : ما الذي يحدد القرب والبعد في أسماء الإشارة ؟ وهل يجوز إنابة القريب مناب البعيد ؟


السميدع
29-10-2008, 01:49 PM
يستخدم اسم الإشارة (هذا) لمفرد القريب
ويستخدم اسم الإشارة (ذاك) للمفرد البعيد
ولكن مالذي يحدد القرب والبعد
متى يكون الشيء قريبا ومتى يكون بعيدا

مبدعة بلا حدود
04-11-2008, 01:55 PM
الذي يشير هو من يحدد ،
هل المشار إليه قريب أم بعيد؟

أبو قتادة وليد الأموي
24-11-2008, 11:49 PM
احياناً يا اخي يستعمل " ذلك " للإشارة لبعيد القدر لا بعيد المسافة وعليه تخريج بعض البلاغيين لقوله تعالي ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) الآية علماً بان القريب من القلب ونحوه لا يشار إليه بـ" هذا " !!!
اما عن الضابط للقرب والبعد اللفظي المسافي لا المعنوي فيرجع للمعجمات لأجله !!
وكذلك كتب الترعيفات وأغلبها جدلية منطقية والنحاة حينما قالوا ذلك لم يضبطوه بضابط ولا حدوه بحد فتلك التعقيدات قليلة عندهم وهي مأخوذة من كلام الفلاسفة والمناطقة لا سجية في النحاة كما بين ابن تيمية في نقضه !!
فليتنبه

عامر الصانع
18-06-2011, 06:36 AM
من المعلوم أن الكاف تزاد على اسم الإشارة ليدلّ على التوسط وتزاد اللام مع الكاف للدلالة على البعد 0
لكن كيف أستحدمها عند الإشارة إلى أمر معنوي هل أراعي زمن حصوله أم قرب ذكره في الكلام 0
وما الشواهد على هذا الإستخدام؟

إبراهيم أبو جقيم
18-06-2011, 08:40 AM
اعتقد أن محل هذا السؤال هو في "حلقة البلاغة".

أبو أنس التيمي
28-06-2012, 01:01 PM
إخواني في الله ... والأخوات

أرجو أن أجد عندكم ضالتي ، وأرجو منكم إعانتي.

هل يُصح إستخدام أسماء الإشارة للقريب مثل " هنا " للبعيد ؟ والعكس ؟

إن كان يصح ذلك فمن من أهل العلم المتقدمين قال به وما الدليل ؟

وإن لا ، فما معنى قول إبن مالك في كتابه " تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد " : وقد ينوب ذو البعد عن ذي القرب؛ لعظمة المشير أو المشار إليه، وذو القرب عن ذي البعد؛ لحكاية الحال، وقد يتعاقبان مشارا بهما إلى ما ولياه من الكلام" ؟

أسألكم بالله أعينوني

حارث نديم
28-06-2012, 06:41 PM
قول ابن مالك، واضح ولا تحتاج إلى الإعانة بعده. وأمّا الدليل فهو : ’’ذلك الكتاب لا ريب فيه‘‘ والحال أنّ الكتاب المشار إليه هو قريب واستخدم ربّ العالمين إشارة البعيد. لعظمة المشار إليه. في العجالة أكتفى بهذا المثال. والله أعلم بالصواب.

محمد بن إبراهيم
28-06-2012, 09:50 PM
قال ابن عقيل في المساعد (1 / 190-191) ( وقد ينوب ذو البعد عن ذي القرب لعظمة المشير كقوله تعالى: ((وما تلك بيمينك يا موسى))، أو المشار إليه كقوله تعالى: ((قالت فذلكن الذي لمتنني فيه)) بعد قوله: ((وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم)) والمجلس واحد إلا أن مرأى يوسف عند امرأة العزيز كان أعظم من مرآه عند النسوة، فأشارت إليه بما يشار به للبعد إعظامًا وإجلالاً، وذو القرب عن ذي البعد لحكاية الحال، كقوله تعالى: ((كلاًّ نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك))، وقوله: ((هذا من شيعته وهذا من عدوه)) وقد يتعاقبان مشارا بهما إلى ما ولياه من الكلام كقوله تعالى متصلاً بقصة عيسى على نبينا وعليه السلام: ((ذلك نتلوه عليك من الآيات)) ثم قال: ((إن هذا لهو القصص الحق))، فأشار بـ(ذلك) إلى ما أشار إليه بـ(هذا). ومذهب الجرجاني وطائفة أن (ذلك) قد يكون للحاضر بمعنى (هذا)، وأنكر ذلك السهيلي.)

أبو أنس التيمي
01-07-2012, 04:54 PM
قول ابن مالك، واضح ولا تحتاج إلى الإعانة بعده. وأمّا الدليل فهو : ’’ذلك الكتاب لا ريب فيه‘‘ والحال أنّ الكتاب المشار إليه هو قريب واستخدم ربّ العالمين إشارة البعيد. لعظمة المشار إليه. في العجالة أكتفى بهذا المثال. والله أعلم بالصواب.

أعذرني يا أخي فأنا ضعيف العلم بذلك العلم.

وأطلب منك -إذا تكرمت- أن تشرح لي "حكاية الحال" في قول إبن مالك رحمه الله ، ما المقصود بها ؟

أبو أنس التيمي
01-07-2012, 04:57 PM
أشكركم جميعا على ما بدر منكم ومساعدتكم.

أبو أنس التيمي
01-07-2012, 05:26 PM
ونظرا لأهميّة الأمر -حينها- وتأخر الرد ، أُضطررت إلى البحث بمفردي -وأنا أجهل الناس باللغة وعلومها- فخرجت بهذه المادة التي لا أستطيع الحكم عليا بصواب أو خطأ .... وها أنا هنا أعرضُها على أهل اللغة من أجل النقد والتصويب.

وجدت الآتي :


يقول صاحب كتاب المقاييس اللغة ... باب الهاء وما بعدها في المضاعف والمطابق :

(( وأمَّا الكلام الآخر فقال الفراء: اجلس هاهُنَا قريباً، وتنحَّ هاهَنَّا، أي تباعَدْ؛))

وقد نقل صاحب كتاب تهذيب اللغة ... في باب الهاء والنون :

عن الحطيئه شعرا يهجو أمه حيث قال :
فَها هَنَّا اقعُدِي عني بعيداً.......أراحَ الله منكِ العالمِينا.

وقال ابن مالك في تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد : "وقد ينوب ذو البعد عن ذي القرب؛ لعظمة المشير أو المشار إليه، وذو القرب عن ذي البعد؛ لحكاية الحال، وقد يتعاقبان مشارا بهما إلى ما ولياه من الكلام".

ومنه قول خفاف بن ندبة السلمي:
أقول له، والرمح يأطر متنه
تأمل خفافا إنني أنا ذلك


وقال الرضى في شرحه على كافية إبن الحاجب بعد أن ذكر تقسيم النحويين دلالة إسم الإشارة إلى ثلاث مراتب : قريب ، متوسط وبعيد ، قال: قوله "ويلحق بها حرف التنبيه" يعني "ها" إنما يلحق من جملة المفردات أسماء الإشارة كثيرا ، لأن تعريف أسماء الإشارة في أصل الوضع بما يقترن إلها من إشارة حسيّة ، فجيئ في أولها بحروف ينبّه بها المتكلمُ المخاطبَ حتى يلتفت إليه ، وينظر إلى أي شيئ يشير من الأشياء الحاضرة ، فلا جرم ، لم يؤت بها إلا فيما يمكن مشاهدته وإبصاره من الحاضر والمتوسط ، لا في البعيد ، وكان مجيئها في الحاضر أكثر منه في المتوسط ، فهذا أكثر إستعمالا من هذاك ، لأن تنبيه المخاطب لإبصار الحاضر الذي يسهل إبصاره أولى منتنبيهه لإبصار المتوسط الذي ربما يحول بينه وبينه حائل ، ولم يدخل في البعيد الذي لا يمكن إبصاره إذ لا ينبه العاقل أحدا ليرى ما ليس في مرأى ، فلذلك قالوا لا يجتمع "ها" مع "لا".

قلت : لاحظت أنه يتكلم عن "ها" التنبيه ، في مثل هذا التي أصلا ذا ... وهذاك التي أصلها ذاك .... وعلى مذهبه وجمهور النحويين فيوجد إسم إشارة آخر هو ذلك.

فيصبح عندنا : "ذا" للقريب تدخل عليها "ها" التنبيه فتكون "هذا" وأشار إلى أنها الأكثر إستخداما.
وعندنا : "ذاك" للمتوسط تدخل عليها "ها" التنبيه فتكون "هذاك". وهي الأقل إستخداما.
وعندنا : "ذلك" للبعيد ، ولا يدخل عليها "ها" التنبيه.

ثم أكمل قائلا : ويجوز ذكر البعيد بلفظ القريب تقريبا لحصوله وحضوره ، نحو : هذه القيامة قد قامت ، ونحو ذلك فنقول : اسم الإشارة لماكان موضوعا للمشار إليه إشارةحسية ، فاستعماله فيما لا يدركه الإشارة كالشخص البعيد والمعاني مجازٌ ، وذلك بجعل لإشارة العقلية كالحسية مجازا لما بينهما من المناسبة.

قلت : ويبدوا لي والله أعلم أنه رجح مذهب جمهور النحاة حول المراتب الثلاث خاصة في اسم الإشارة للمكان "هنا" ، حيث قال بعد شيئ يسير : فـ "هنا" للقرب ، و"هناك" للمتوسط ، و"هنالك" للبعيد.

وقد سبق وذكرنا قول الرضى في شرحه على الكافية : فلذلك قالوا لا يجتمع "ها" مع "لام".
وكان كلامه السابق عن "ها" التنبيهية .... لنذهب قليلا إلى إبن مالك ونرى
قال في تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد بعد أن حكى مذاهب أهل النحو في مراتب أسماء الإشارة وأن الجمهور قسمها إلى ثلاث : قريبة ، وسطى وبعيدة ، ثم شرع في رد هذا المذهب ورجح هو المرتبتان فقط أي القرب والبعد ... قال ص242 : وقد روى الفرّاء أن بني تميم : يقولون ذاك وتيك ، بلا ((لام)) ، حيث يقول الحجازيون : ذلك وتلك ، باللام ، وأن الحجازيين ليس من لغتهم إستعمال الـ ((كاف)) بلا (( لام)) ، وأن التميميين ليس من لغتهم إستعمال ((الكاف مع اللام)) فلزم من هذا أن اسم الإشارة على اللغتين ليس له إلا مرتبتان : القرب والبعد.

قلت : نفهم من كلام إبن مالك أن لغة أهل الحجاز هي ذلك وهنالك.

لنرى إذن مايقوله إبن مالك في ص 250 : من قال في الإشارة إلى الشخص القريب "ذا" قال في الإشارة إلى المكان القريب "هنا" دون تنبيه ولا خطاب ، ومن رأى مُصاحبة التنبيه فقال "هذا" ، قال "ههنا". ومن قال "ذاك" ، قال هناك. ومن قال "ذلك" قال "هنالك". ومن سوى "ذاك" و "ذلك" ملغيا للتوسط سوى "هناك" و "هنالك" ، ومن قال "هذاك" ، جامعا بين التنبيه والخطاب ، قال "ههناك". ولا يُقال "ههنالك" ، كما لا يُقال "هذالك".

فنقول : الأمر إذن إما :

على مذهب التقسيم الثلاثي : قريب ، متوسط وبعيد
بلا تنبيه "ها" ولا خطاب "كاف"
الشخص القريب "ذا" --- المكان "هنا"
الشخص المتوسط "ذاك" ---المكان "هناك"
الشخص البعيد "ذلك" --- المكان "هنالك"

مع التنبيه "ها"
الشخص القريب "هذا" --- المكان "ههنا"
الشخص المتوسط "هذاك" --- المكان "ههناك"
الشخص البعيد "هذلك" --- المكان "ههناك"

ومن سوى -أي قسمين فقط-
بلا "ها" التنبيه ولا "كاف" الخطاب
الشخص القريب "ذا" --- المكان "هنا"
الشخص القريب ذك أو ذلك --- هناك أو هنالك

مع "ها" التنبيه و "كاف" الخطاب"

الشخص القريب "هذا" --- المكان "هنا"
الشخص البعيد "هذاك" --- المكان "ههناك"
ولا يُقال "ههنالك" كما لا يُقال "هذلك"

وعليه ، وكما تقرر من قول إبن مالك حكاية عن الفرّاء -وقذ ذكر الرضى مثل ذلك ص 195ج2 أن أهل الحجاز ليس من لغتهم إستعمال الـ ((كاف)) بلا (( لام)) ... فالمُتصوّر أنهم يقولون "ذلك" للبعيد وتكون "ههناك" للمكان البعيد ، وعلى ما تقدّم من كلام إبن مالك والرضى من عدم جواز إجتماع الـ "ها" التنبيهية مع الـ "لام" فلا يمُمكننا قول "ههنالك" كما لا يممكننا قول "هذلك" ، كذلك على ما تقدم من قول إبن مالك الرضى ، قال إبن مالك ص244 : وتصحب هاء التنبيه المجرد كثيرا ، والمفرد المقرون بالكاف دون اللام قليلا.... وشرح فقال .... ولا تلحق المقرون بكاف الخطاب إلا مجردا من اللام -قلت:وهذا يفيد ما قررناه من قبل- ، وعدم لحاقها إياه أكثر من لحاقها.

قلت : فهذا كلام ابن مالك يفيد أن هاء التنبيه تلحق بـ "ذا" أكثر من لحاقها بـ "ذاك" .... فتأمل.

وقال الرضى كم نقلنا من قبل : وكان مجيئها في الحاضر أكثر منه في المتوسط ، فهذا أكثر إستعمالا من هذاك ، لأن تنبيه المخاطب لإبصار الحاضر الذي يسهل إبصاره أولى من تنبيهه لإبصار المتوسط الذي ربما يحول بينه وبينه حائل ، ولم يدخل في البعيد الذي لا يمكن إبصاره إذ لا ينبه العاقل أحدا ليرى ما ليس في مرأى ، فلذلك قالوا لا يجتمع "ها" مع "لا".

والحاصل أن "ذا" للقريب تقابلها "هنا"
و "هذا" للقريب تقابلها "ههنا" عند دخول "ها" التنبيه
و"ذاك" للبعيد تقابلها "هناك"
ولا يُقال للبعيد "هذلك" وإنما يُقال "هذاك" عند دخول "ها" التنبيه وإنما يُقال "هذاك" ويقابلها "ههناك"
ولما كان الأكثر إستعمالا دخول الـ"ها" اسم الإشارة القريب ، فلا شك أنه هو الأفصح.

وهو المطلوب

___

تنبيه : كل ما كتبته كان ردا على أحد الملحدين يُحاول الطعن في حديث عن النبي صل الله عليه وسلم ، فقد أشار فيه نحو جهة بيت من بيوتاته وفي باقي الروايات نحو جهة المشرق ، والملحد يُصر أن اللفظ الأول هو الصحيح بسبب كلمة "ها هنا" فهي للقريب وليس يقصد شيئا خارج المدينة.

فلله الحمد والمنّة ، أجبناه شرعا وعقلا ، وكان هذا هو الرد لغةً ... لذا أنا ألجأ إليكم بعد الله لعلّه يفتح عليكم وتعاونوني.

وجزاكم الله خيرا.