ما المقصود بـ ( القرء ) فى قوله تعالى : ( ثلاثة قروء ) ؟
قال تعالى (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قُرُوء)
ماالمقصود بـ ( القُرْءِ ) ؟ بارك الله فيكم... |
هذه الكلمة من الأضداد ، فهي بمعنى ( الحيض ) و ( الطهر ) ، فتأتي في المعنيين ، لأن أصل معناها ( الوقت ) .
قال في ( تاج العروس : 1/366 ) : اقتباس:
وهذا الاختلاف في معناها له أثر في مسألة العدة ، والكلام فيها مبسوط في كتب التفسير ، فراجعها . |
الحمد لله وبعدُ :
فبارك الله فيك أخانا / أبا إبراهيم ، على ماقدمتَ ، وزادكم الله نبلاً وكرماً. إذن نخلُص من ذلك أن القُرْءَ يجوز تذكيره وتأنيثه ، من باب جواز تطابق الأسماء على المسميات أم لايجوز ؟ بارك الله فيكم |
ثلاثة قروء
السلام عليكم يجوز تذكير القُرْءَ حملا على اللفظ سواء أكان معناه مذكرا (الطهر)، أو كان معناه مؤنثا (الحيضة)، أي إنه في حال التذكير حملا على اللفظ فإن التذكير وحده لا يكفي لتحديد المعنى المراد هل هو مذكر أم مؤنث. وفي هذه الحالة تلزم القرينة من أجل تحديد المعنى المراد. وإذا أريد بالقرء الطهر فإنه يجوز تذكيره حملا على معناه المذكر، وإذا أريد بالقرء الحيضة فإنه يجوز تأنيثه حملا على معناه المؤنث. اقتباس:
|
حاول أبو إسحاق الاستفادة من (اشتقاق الأسماء) للخلوص على الْمُراد من معنى القرء، فلما كان أصل الكلمة هو: (الجمع) رأى أبو إسحاق أن اكتمال اجتماع الدم في الرحم يكون عند الطهر، فرجّح معنى الطهر على معنى الحيض.
فقال: (الذي عندي في حقيقة هذا أن القرء في اللغة: (الجمع)، وأن قولهم: قريتُ الماء في الحوض) ... فهو: جمعْتُ، وقرأتُ القرآن: لفظتُ به مجموعًا، وإنما القرء: اجتماع الدم في الرحم، وذلك إنما يكون في الطهر). قلتُ: أصل الكلمة هو الجمع والإخراج. وهذا يمكن أن يشهد لأبي إسحاق مذهبهُ إذ الإخراج يكون عند اكتمال الجمع وليس مبتدأه، وهو معنى قوله: (قرأتُ القرآن: لفظتُ به مجموعًا) أي: ألقيتُهُ. وقولهم: (هجان اللون لم تقرأ جنينًا) معناهُ: لم يجمع رحمها جنين، أي لم تحمل. ومعناهُ أيضًا: لم تلقهِ، ولم تطرحهُ، ولم تسقطهُ؛ أي لم تخرجهُ. ولكن مجرد الجمع صحيح في مسمى القرء. وعبارات العلماء تصرح بكون الأصل فيه مطلق الجمع. ثمّ أن الحيض فيه إخراج للدم عند مبتدأه، وليس شرطًا في الإخراج اكتمالهُ ونهايتهُ. فوقع الإخراج في الحيض كما وقع في الطهر. فلا فرق في ذلك في مبتدأ الوقت أو في آخرِهِ. لذا يُقال للمرأة (قرأَت)، إذا رات الدم. (وهذا يكون عند بداية الحيض)، وأقرأت الشاة والناقة إذا استقر الماء في رحمها (وهذا عند اللقاح وبداية الحمل، قبل إخراج الجنين). ومِنهُ جُعِل أصل القرء: (الوقت) بالتساوي.. فأولهُ قرء، وآخرهُ قرء .. أما أول الوقت، كما ذكر أبو عبيد: (وأصلهُ من دنو وقت الشيء)، وقولهم: (قروء الثريا أن يكون لها قطر) أي: وقت نوئها. وأما آخر الوقت؛ فقول أبي عبيد أيضًا: (أظنّه من أقرأت النجوم: إذا غابت). ومنهُ اطلاق الاسم على الغائب، والبعيد، وقوافي الشعر التي يُختم بها. ولَمّا تساوى الطرفان تساوى اطلاق الْمُسمى عليهما.. |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 10:18 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ