ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة العلوم الشرعية (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=15)
-   -   ما المقصود بـ ( القرء ) فى قوله تعالى : ( ثلاثة قروء ) ؟ (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=6613)

عَرف العَبيرِ 24-02-2012 04:04 AM

ما المقصود بـ ( القرء ) فى قوله تعالى : ( ثلاثة قروء ) ؟
 
قال تعالى (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قُرُوء)
ماالمقصود بـ ( القُرْءِ ) ؟
بارك الله فيكم...

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 24-02-2012 10:17 AM

هذه الكلمة من الأضداد ، فهي بمعنى ( الحيض ) و ( الطهر ) ، فتأتي في المعنيين ، لأن أصل معناها ( الوقت ) .

قال في ( تاج العروس : 1/366 ) :
اقتباس:

(*! والقَرْءُ ويُضَمُّ ) يُطلَق على : ( الحَيْض ، والطُّهْر ) وهو ( ضِدو ) ذلك لأَن القَرْءَ هو ( الوَقْتُ ) . فقد يكون للحَيْض ، وللطُّهْرِ ، وبه صرَّح الزَّمَخْشَرِيّ وغيرُه ، وجَزم البَيْضاوِيّ بأَنّه هو الأَصل ، ونقله أَبو عمرو ، وأَنشد :
إِذَا مَا السَّمَاءُ لَمْ تَغِمْ ثُمَّ أَخْلَفَتْ
*!قُرُوءَ الثُّرَيَّا أَنْ يَكُونَ لَهَا قَطْرُ

يُريد وَقْتَ نَوْئِها الذي يُمْطَرُ فيه النَّاسُ ، وقال أَبو عُبيدٍ : *!القَرْءُ يَصلحُح للحَيْضِ والطُّهر ، قال : وأَظنُّه من*! أَقْرَأَتِ النُّجومُ إِذا غابت . ( و ) القُرْءُ ( : القَافِيَةُ ) قاله الزمخشري ( ج *!أَقْرَاءٌ ) وسيأْتثي قريباً ( و )*! القرْءُ أَيضاً الحُمَّى ، والغائب ، والبَعِيد وانقضاءُ الحَيْض وقال بعضهم : ما بين الحَيْضَتَيْنِ . *!وقَرْءُ الفَرَسِ : أَيَّامُ وَدْقِهَا أَوْ سِفَادِهَا ، الجمع أَقْرَاءٌ و ( قُرُوءٌ وأَقْرُؤُ ) الأَخيرة عن اللّحيانيّ في أَدنى العدد ، ولم يَعرِف سِيبويه*! أَقْراءً ولا أَقْرُوءًا ، قال : استغَنْوا ، عنه بِقُرُوءٍ . وفي التنزيل { ثَلَاثَةَ قُرُوء } ( البقرة : 228 ) أَراد ثَلاثةً من القروءِ كما قالوا خَمْسَة كِلاَبٍ يُراد بها خَمْسَة من الكِلاَبِ وكقوله :
خَمْس بَنَانٍ قَانِيءِ الأَظْفَارِ
أَراد خَمْساً مِن البَنانِ ، وقال الأَعشى :
مُوَرّثَةً مالاً وَفي الحَيِّ رِفْعَةً
لِمَا ضَاعَ فِيهَا مِنْ قُرُوءِ نِسَائِكَا
وقال الأَصمعيُّ في قوله تعالى { ثَلَاثَةَ قُرُوء } قال : جاءَ هذَا على غير قياس ، والقِياس : ثلاثَة أَقْرُؤٍ ، ولا يجوز أَن يقال ثلاثَة فُلُوسٍ ، إِنما يقال ثلاثة أَفْلُسٍ ، فإِذا كَثُرت فهي الفُلُوسُ ، ولا يقال ثَلاثَة رِجالٍ ، إِنما هي ثَلاَثة أَرْجِلَة ، ولا يقال ثَلاثة كِلاَبٍ ، إِنَما هي ثلاثة أَكْلُبٍ ، قال أَبو حاتم : والنَّحويون قالوا في قول الله تعالى { ثَلَاثَةَ قُرُوء } أَراد ثلاثةً من القُروءِ ، كَذَا في ( لسان العرب ) ، ( أَو جَمْعُ الطُّهْرِ قُرُوءٌ ، وجمعُ الحَيْضِ أَقْرَاءٌ ) قال أَبو عُبيدٍ : الأَقراءُ : الحيضُ ، والأَقراءُ : الأَطهار ( و ) قد ( أَقْرَأَت ) المرأَةُ ، في الأَمريْنِ جميعاً ، فهي *!مُقْرِىءٌ ، أَي ( حَاضَتْ ، وطَهُرَتْ ) وأَصله من دُنُوِّ وَقْتِ الشيءِ ، وقَرَأَت إِذا رَأَت الدَّمَ ، وقال الأَخْفَشُ : أَقَرأَت المرأَةُ إِذا صارت صاحِبَةَ حَيْضٍ ، فإِذا حاضَتْ قُلْتَ : قَرَأَت ، بلا أَلفٍ ، يقال أَقْرأَت المرأَةُ حَيْضَةَ أَو حَيْضتَيْنِ ، ويقال : قَرَأَت المرأَةُ : طَهُرَت ، وَقَرَأَتْ : حَاضَت قال حُمَيدٌ :
أَرَاهَا غُلاَمَانَا الخَلاَ فَتَشَذَّرَتْ
مِرَاحاً ولَمْ تَقْرَأْ جَنِيناً وَلاَ دَمَا
يقول : لم تَحْمِلْ عَلَقَةً ، أَي دَماً ولا جَنِيناً . قال الشافعيُّ رضي الله عنه :*! القَرْءُ : اسْمٌ للوقْتِ ، فلما كان الحيضُ يَجيء لوَقْتٍ ، والطُّهْرُ يَجيء لِوَقْتٍ ، جازَ أَن تكون الأَقْرَاءُ حِيَضاً وأَطْهَاراً ، ودَلَّتْ سُنَّةُ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلمأَنَّ اللَّهَ عزّ وجلّ أَراد بقوله { وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوء } ( البقرة : 228 ) الأَطهارَ ، وذلك أَن ابن عُمَرَ لما طَلَّقَ امرأَته وهي حَائضٌ واستفْتَى عُمَرُ رَضي الله عنه النبيَّ صلى الله عليه وسلمفيما فَعَل قال ( مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا ، فإِذا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْهَا ، فَتِلْكَ العِدَّةُ التي أَمر اللَّهُ تعالى أَن يُطَلَّق لَها النِّساءُ ) ، وقرأْت في طَبقات الخَيْصرِيّ من ترجمة أَبي عُبيدٍ القاسم بن سَلاَّم أَنه تَناظَر مع الشافِعيِّ في القَرْءِ هل هو حَيْضٌ أَو طُهْرٌ ، إِلى أَن رجع إِلى كلام الشافعيّ ، وهو مَعدُودٌ من أَقرانه ، وقال أَبو إِسحاق : الذي عندي في حَقِيقة هذا أَن القَرْءَ في اللغةِ الجَمْعُ وأَنّ قولَهم قَرَيْتُ الماءَ في الحَوْضِ وإِن كان قد أُلْزِم الياءَ ، فهو جَمَعْتُ ، وقَرَأْتُ القُرآنَ : لَفَظْتُ به مَجموعاً فإِنما القَرْءُ اجْتِمَاعُ الدَّمِ في الرَّحمِ ، وذلك إِنما يكون في الطُّهْرِ ، وصحَّ عن عائشةَ وابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنهما قالا : الأَقراءُ والقُرُوءُ : الأَطهار ، وَحقَّقَ هذا اللفظَ مِن كلام العَرب قَوْلُ الأَعشى :
لِمَا ضَاعَ فِيهَا مِنْ قُرُوءِ نِسَائِكَا
*!فَالقُروءُ هنا : الأَطهار لا الحِيَضُ لأَن النساءَ يُؤَتَيْنَ فِي ا ءَطْهَارِهِنَّ لا في حِيَضِهِنَّ ، فإِنّما ضاع بِغَيْبَتِه عَنهنَّ أَطْهارُهُن ، قال الأَزهريُّ : وأَهلُ العراق يَقولون : القَرْءُ :الحَيْضُ ، وحُجَّتُهم قولُه صلى الله عليه وسلم ( دَعِي الصَّلاَةَ أَيَّامَ أَقْرائِكِ ) أَي أَيَّام أَقْرائِكِ ) أَي أَيَّام حِيَضِك ، قال الكسائي والفَرَّاءُ : أَقْرأَت المرأَةُ إِذا حاضَتْ ( وقال الأَخفش : ) . وما قَرَأَتْ حَيْضَةً ، أَي ما ضَمَّتْ رَحِمُها عَلَى حَيْضَةٍ ، وقال
ابنُ الأَثيرِ : قد تَكَرَّرَتْ هذه اللفظةُ في الحَدِيث مُفَرَدةً ومَجموعةً ، فالمُفردَةُ بفتح القاف وتُجمع على أَقراءٍ وقُرُوءٍ ، وهو من الأَضداد ، يقع على الطُّهْرِ ، وإِليه ذَهب الشافعيُّ وأَهلُ الحِجازِ ، ويَقَع على الحَيْضِ ، وإِليه ذهب أَبو حَنيفة وأَهْلُ العِراقِ ، والأَصلُ في القَرْءِ الوَقْتُ المَعلوم ، ولذلك وقَع على الضِّدَّينِ ، لأَن لكُلَ منهما وَقْتاً ، وأَقرأَت المرأَةُ إِذا طَهُرَت ، وإِذا حاضت ، وهذا الحَدِيثُ أَراد *!بالأَقْراءِ فيه الحِيَضَ ، لأَنه أَمرهَا فيه بِتَرْك الصلاةِ .

وهذا الاختلاف في معناها له أثر في مسألة العدة ، والكلام فيها مبسوط في كتب التفسير ، فراجعها .


عَرف العَبيرِ 25-02-2012 02:36 AM

الحمد لله وبعدُ :
فبارك الله فيك أخانا / أبا إبراهيم ، على ماقدمتَ ، وزادكم الله نبلاً وكرماً.
إذن نخلُص من ذلك أن القُرْءَ يجوز تذكيره وتأنيثه ، من باب جواز تطابق الأسماء على المسميات أم لايجوز ؟
بارك الله فيكم

منذر أبو هواش 26-02-2012 12:19 AM

ثلاثة قروء
 
السلام عليكم

يجوز تذكير القُرْءَ حملا على اللفظ سواء أكان معناه مذكرا (الطهر)، أو كان معناه مؤنثا (الحيضة)، أي إنه في حال التذكير حملا على اللفظ فإن التذكير وحده لا يكفي لتحديد المعنى المراد هل هو مذكر أم مؤنث. وفي هذه الحالة تلزم القرينة من أجل تحديد المعنى المراد.

وإذا أريد بالقرء الطهر فإنه يجوز تذكيره حملا على معناه المذكر، وإذا أريد بالقرء الحيضة فإنه يجوز تأنيثه حملا على معناه المؤنث.
اقتباس:

جمع قرء أو قرء وهو الحيض لقوله عليه السلام (دعى الصلاة أيام اقرائك)، وقوله (طلاق الأمة تطليقتان وعدتها حيضتان) ولم يقل طهران، وقوله تعالى (واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر)، فأقام الأشهر مقام الحيض دون الإطهار و لأن المطلوب من العدة استبراء الرحم، والحيض هو الذى يستبرأ به الأرحام دون الطهر ولذلك كان الاستبراء من الأمة بالحيضة.

ولأنه لو كان طهرا كما قال الشافعى لا نقضت العدة بقرأين وبعض الثالث فانتقض العدد عن الثلاثة، لأنه إذا طلقها لآخر الطهر فذا محسوب من العدة عنده، و إذا طلقها فى آخر الحيض فذا غير محسوب من العدة عندنا، والثلاث اسم خاص لعدد مخصوص لا يقع على ما دونه، ويقال أقرأت المرأة إذا حاضت وامرأة مقرئ وانتصاب ثلاثة على أنه مفعول به، أى يتربصن مضى ثلاثة قروء أو على الظرف أى يتربصن مدة ثلاثة قروء.



أبو محمد الجعلى 08-03-2012 07:02 PM

حاول أبو إسحاق الاستفادة من (اشتقاق الأسماء) للخلوص على الْمُراد من معنى القرء، فلما كان أصل الكلمة هو: (الجمع) رأى أبو إسحاق أن اكتمال اجتماع الدم في الرحم يكون عند الطهر، فرجّح معنى الطهر على معنى الحيض.
فقال: (الذي عندي في حقيقة هذا أن القرء في اللغة: (الجمع)، وأن قولهم: قريتُ الماء في الحوض) ... فهو: جمعْتُ، وقرأتُ القرآن: لفظتُ به مجموعًا، وإنما القرء: اجتماع الدم في الرحم، وذلك إنما يكون في الطهر).

قلتُ: أصل الكلمة هو الجمع والإخراج. وهذا يمكن أن يشهد لأبي إسحاق مذهبهُ إذ الإخراج يكون عند اكتمال الجمع وليس مبتدأه، وهو معنى قوله: (قرأتُ القرآن: لفظتُ به مجموعًا) أي: ألقيتُهُ.
وقولهم: (هجان اللون لم تقرأ جنينًا) معناهُ: لم يجمع رحمها جنين، أي لم تحمل. ومعناهُ أيضًا: لم تلقهِ، ولم تطرحهُ، ولم تسقطهُ؛ أي لم تخرجهُ.

ولكن مجرد الجمع صحيح في مسمى القرء. وعبارات العلماء تصرح بكون الأصل فيه مطلق الجمع.
ثمّ أن الحيض فيه إخراج للدم عند مبتدأه، وليس شرطًا في الإخراج اكتمالهُ ونهايتهُ. فوقع الإخراج في الحيض كما وقع في الطهر.
فلا فرق في ذلك في مبتدأ الوقت أو في آخرِهِ.
لذا يُقال للمرأة (قرأَت)، إذا رات الدم. (وهذا يكون عند بداية الحيض)، وأقرأت الشاة والناقة إذا استقر الماء في رحمها (وهذا عند اللقاح وبداية الحمل، قبل إخراج الجنين).

ومِنهُ جُعِل أصل القرء: (الوقت) بالتساوي..
فأولهُ قرء، وآخرهُ قرء ..

أما أول الوقت، كما ذكر أبو عبيد: (وأصلهُ من دنو وقت الشيء)، وقولهم: (قروء الثريا أن يكون لها قطر) أي: وقت نوئها.

وأما آخر الوقت؛ فقول أبي عبيد أيضًا: (أظنّه من أقرأت النجوم: إذا غابت). ومنهُ اطلاق الاسم على الغائب، والبعيد، وقوافي الشعر التي يُختم بها.

ولَمّا تساوى الطرفان تساوى اطلاق الْمُسمى عليهما..


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 10:18 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ