ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة الأدب والأخبار (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   أبيات شعرية استُعملت فيها مصطلحات علوم العربية (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1566)

عائشة 17-04-2009 09:01 PM

أبيات شعرية استُعملت فيها مصطلحات علوم العربية
 
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ


الحمدُ للهِ، وبعد:
فقدْ وَقَفْتُ علَى أبياتٍ شعريَّة استُعْمِلَتْ فيها مُصطَلحاتُ أهلِ النَّحْوِ؛ فاستملحتُها، ورأيتُ أنْ أعتنيَ بجمعِها. وأسوقُ -الآنَ- ما تيسَّرَ لي الوقوفُ عليه -من غيرِ التزامٍ بترتيبٍ معيَّنٍ-.

قال المتنبِّي -يمدح سيفَ الدَّولةِ-:
إذا كانَ ما تَنْويهِ فِعلاً مُّضارِعًا * مَضَى قَبْلَ أن تُلقَى عَلَيهِ الجَوازِمُ
[ « ديوانه » ].

قال أُسامةُ بن مُنقِذ:
كأنَّ بديعي -شِعْرَه وبيانَهُ- * حُروفُ اعتلالٍ، والهمومَ جَوازِمُ
[ « ديوانه » ].

قال أبو تمَّام:
خَرقاءُ يلعَبُ بالعقولِ حَبابُها * كتلعُّبِ الأفعالِ بالأسماءِ
[ « ديوانه » ].

قال ابنُ الرُّوميِّ -يهجو الأخفشَ الأصغر-:
قولا لنَحْوِيِّنَا أبي حَسَـنٍ: * إنَّ حُسـامي مَتَى ضَرَبْتُ مَضَـى
لا تَحْسَبَنَّ الهِجَاءَ يَحْفِلُ بالرَّفْـ * ـعِ ولا خَفْضِ خافضٍ خَفَضَا
[ « ديوانه » - عن: مقدّمة تحقيق « كتاب الاختيارين » للأخفش الأصغر ].

قال أبو الحارث الواسطيّ:
جئتُه زائرًا فقال لي البَوْ * وَابُ صـبرًا فإنه يتغـدَّى
قلتُ سَمْعًا فقد سَمِعتُ قديمًا * خُبْزُهُ لازمٌ ولا يَتَعَدَّى
[ « البخلاء » للخطيب البغداديّ - عن: مشارَكةٍ للأخت / أمّ محمَّد ].

قالَ ابن عُنَيْن:
كأنِّيَ مِنْ أخبارِ ( إنَّ ) ولَمْ يُجِزْ * لَهُ أحَدٌ في النَّحْـوِ أن يتقدَّمَا
عَسَى حَرْفُ جَرٍّ مِن نَّداكَ يجُرُّني * إليكَ فإنِّي من وِّصالِكَ مُعْدِمَا
[ « شرح شذور الذَّهب » لابن هشامٍ ].

قال الزَّمخشريُّ:
إنَّ قَوْمِي تَجَمَّعوا * وبقَتْلي تَحدَّثوا
لا أُبالي بجَمْعِهِمْ * كُلُّ جَمْعٍ مُّؤنَّثُ
[« شرح الآجُرُّوميَّة » لابن عُثيمين ].

قال الشَّاعر:
كأنِّيَ تنوينٌ وأنتَ إضافةٌ * فأينَ تراني لا تحلُّ مكاني
[ « شرح الآجُرُّوميَّة » لابن عُثيمين ].

قال الشَّاعر:
أضمرتُ في القلبِ هَوَى شادِنٍ * مُشتغِلٍ بالنَّحْوِ لا يُنصِفُ
وَصَفْتُ ما أضمرتُ يومًا لَّهُ * فقال لي: المُضمَرُ لا يوصَفُ
[ « الأشباه والنَّظائر » للسُّيوطيِّ ].

قال ابن العفيف:
يا سـاكنًا قلبِيَ المُعنَّى * ولَيْسَ فيهِ سِـواكَ ثَاني
لأيِّ شَيءٍ كَسَرْتَ قَلبي * ومَا الْتَقَى فيهِ ساكِنَانِ
[ « نشوة السَّكران » لصدِّيق حسن خان ].

قال ابنُ الوَرْديِّ:
قال مَنْ أهواهُ: صِفْ صُدْغي بِمَا * فيهِ تَوْجـيهٌ وحَبِّبْهُ إِلَيّْ
قُلْتُ: إنَّ الصُّدْغَ لَامٌ قَدْ كَوَى * نَصْبُها قَلْبِي فَهَذا لَامُ كَيْ
[ « نشوة السَّكران » لصدِّيق حسن خان ].

قال ابن عُنَيْن:
ولا تَعْجَبَنَّ إذَا ما صُرِفْتَ * فلا عَدْلَ فيكَ ولا مَعْرِفَهْ
[ « ثمرات الأوراق » لابن حِجَّة الحمويّ ].

قال ابنُ الورديّ:
وشـادِنٍ يسألُني * ما المبتدَا والخَـبَرُ؟
مَثِّلْهُما لِي مُسْرِعًا * فقلتُ: أنتَ القَمَرُ
[ « ثمرات الأوراق » لابن حِجَّة الحمويّ ].

قال ابن الدَّهَّان النَّحويُّ -في زيد الكنديِّ-:
لا بَدَّلَ الله حالاً قَدْ حباكَ بِهَا * مَا دَارَ بينَ النُّحاةِ الحَالُ والبَدَلُ
[ « البُلغة » للفيروزآباديّ ].

قال السراج الوراق يرثي الجزار:
رَفَعُوكَ وانتصَبوا قِيامًا خَافِضِي الْ * أَصْوَاتِ إذْ جَزَمَ الرَّدَى مِنكَ العُرَى
وغَـدَوْتَ في الأكفانِ عنهم مُّضْـمَرًا * وهُمُ يَرَوْنكَ للجَـلالةِ مُظْهَرَا
إنَّ الصَّـحيحَ اعتلَّ مُذْ فَارَقْتَنَا * وأبيكَ والجَـمْعَ الصَّحيحَ تَكَسَّـرَا
[ « نصرة الثَّائر » للصَّفديّ ].

وقال -أيضًا-:
نَصَبَ العداوةَ حاسدوكَ فأعْقَبوا * جَزْمًا لألسنِهِمْ وخَفْضَ الشَّانِ
فمَتَى أراهُم أدبَروا ورؤوسُـهُمْ * مَرْفـوعةٌ بِعـوامِلِ المُـرَّانِ
[ « نصرة الثَّائر » للصَّفديّ ].


غُير العنوان من ( أبيات شعرية استُعملت فيها مصطلحات نحوية ) إلى ( أبيات شعرية استُعملت فيها مصطلحات علوم العربية )
* المشرف *

أبو العباس 17-04-2009 09:33 PM

هذا باب لطيف ولو جمع لصار كتابًا وهو يدل على تصرّف الأدباء وأخذهم في أبواب المعاني من كل طرف . وأذكر أن لأحدهم مرثية في ابن مالك رحمه الله مليئة بمثل هذا .

أبو الفضل 24-04-2009 12:57 PM

أبدعتِ أيتها الفاضلة الحكيمة توّجكِ الله بالحكمة و رزقك العلم النافع و العمل الصّالح

الاثري البهجاتي 27-04-2009 03:59 AM

الأخت عائشة
حياكم الله وبياكم
وأحياكم للأمة ولغتها، ترفعون منارها

جمال الشرباتي 29-04-2009 05:48 AM

البسملة1

بارك الله بكم

فيصل المنصور 03-05-2009 12:43 AM

مما يُسلَك في هذا السبيلِ ما ضُمِّن من الشِّعر مصطلحاتٍ عروضيةً . وقد أصبتُ من ذلك قولَ بعضهم يهجو رجلاً :

لقد كانَ في عينيكَ يا حفصُ شاغلٌ ، *** وأنْفٍ كثِيلِ العَودِ عمَّا تَتَبَّعُ
تتبعتَ لحنًا في كلامِ مرقِّشٍ *** وخَلْقُك مبنيٌّ على اللَّحنِ أجمعُ
فأُذْناك إقواءٌ ، وأنفُك مكفَأٌ *** وعيناك إيطاءٌ ؛ فأنت المرقَّعُ !

[ الموشح ، لأبي عبيد الله المرزُباني ص 20 ]

عائشة 03-05-2009 01:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل فيصل المنصور (المشاركة 7717)
مما يُسلَك في هذا السبيلِ ما ضُمِّن من الشِّعر مصطلحاتٍ عروضيةً . وقد أصبتُ من ذلك قولَ بعضهم يهجو رجلاً :

لقد كانَ في عينيكَ يا حفصُ شاغلٌ ، *** وأنْفٍ كثِيلِ العَودِ عمَّا تَتَبَّعُ
تتبعتَ لحنًا في كلامِ مرقِّشٍ *** وخَلْقُك مبنيٌّ على اللَّحنِ أجمعُ
فأُذْناك إقواءٌ ، وأنفُك مكفَأٌ *** وعيناك إيطاءٌ ؛ فأنت المرقَّعُ !

[ الموشح ، لأبي عبيد الله المرزُباني ص 20 ]

قد كانَ في نيَّتي جمعُ مثلِ هذه الأبيات، حتَّى إذا وَقَفْتُ علَى عددٍ منها؛ وَضَعْتُها في حديثٍ مُستقِلٍّ. وكنتُ قد أثبتُّ عندي الأبيات الَّتي تفضَّلْتَ بذِكْرِها -مشكورًا-، من « البيان والتَّبيين » ( 2 / 215 )، مع اختلافٍ يسيرٍ في الرِّوايةِ، ووَرَدَ البيتُ الأخيرُ فيه علَى هذه الشَّاكلة:
فعَيْنُكَ إقواءٌ وأنفُك مُكْفَأٌ *** ووَجْهُكَ إيطاءٌ فأنت مُرقَّعُ
ووقَفْتُ في شعرِ أبي تمَّام علَى قولِه:
شِدَادَ الأسرِ سالمةَ النَّواحي *** مِنَ الإقواءِ فيها والسِّنَادِ

د . سليمان خاطر 03-05-2009 06:53 PM

ألف الدكتور عبد الهادي الفضلي كتابا حاول فيه جمع ما ورد من الأبيات متضمنا مصطلحات نحوية،وسماه:أعراف النحو في الشعر العربي.
وقد قرأته قبل مدة فألفيته جمع كثيرا وفاته كثير؛فهذا الباب لطيف واسع،بعضه مما يستظرف ويحسن ذكره وبعضه الآخر يصعب ذكره في منتدى عام. وآخر ما قرأته في ذلك قصيدة أستاذة النحو،لإبراهيم صعابي:
إنْ ( كنتِ ) مُغْرمَـةً ( بالنّحـو ) واسيـهِ
مَا ضَيّـعَ ( النّحْـوَ ) إلاّ بعـضُ أَهْليـهِ

واسْتَشْعِري في ( المنَادى ) نَبْـضَ لَفْتَتِـهِ
إنّ الحبيـبَ ميـاهُ ( النَّـدْبِ ) تَـرْويـهِ

إنْ ( ظَلَّ ) ( مُبْتَدأً ) ( كُوني ) لَهُ ( خَبَرًا )
وَتَمِّمـي ( جُمْلَـةَ ) الأشْـواقِ فـي فيـهِ

( وَأَعْرِبي ) أَيَّ خَفْقٍ ( بَاتَ ) ( يَنْصِبُـهُ )
( وَصْلُ ) الُمحِـبِّ فَيَنْـأى عَـنْ تَجَنّيـهِ

وَأَظْهِري كُـلَّ شَهْـدٍ جَـاءَ ( مُسْتَتِـرًا )
( تَقديرُهُ ) ( أنـتِ ) فـي أَبْهـى أَمانِيـهِ

مُدِّي لَهُ مِـنْ شِـراعِ ( العَطْـفِ ) بارقَـةً
تُلَمْلِـمُ القَـلْـبَ فــي دِفْءٍ وتُـؤْويـهِ

( هذا ) حَبيبُكِ ( مَرْفـوعٌ ) ( بِضَمّتِـهِ )
فَأَكْثِـري ( ضَمَّـهُ ) ( فالضَـمُّ ) يشْفيـهِ

( هَـذا ) حَبيبُـكِ مَـنْ مَـرَّتْ جَنَـازُتُـهُ
كُفِّي الدُّمـوع .. أَيَبْكـي المَيْـتَ مُرْدِيـهِ

فـي دَرْبِـهِ (أدواتُ الـشَّـرْطِ ) واقـفَـةٌ
تُمَارسُ (الجَـزْمَ ) فـي عُنْـفٍ وَتَشْوِيـهِ

فَالشَّوقُ ( فِعْلٌ صَحيـحٌ ) كُلُّـهُ (عِلَـلٌ )
( مازالتِ ) ( العِلَـلُ ) الجَوْفـاءُ تُشْقيـهِ

( وَأصْبَحَ ) الدّهْر ُيَشْكُـو زَيْـفَ مَوْعِدِنـا
( وَأصْبَـحَ ) الحُـبُّ يُقْصينـا وَنُقْصِيـهِ

بَعْـضُ الكـلامِ مُبَـاحٌ حيـنَ يُدْهِشُـنـا
وَسِـرُّ دَهْشَتِنـا فـي ( الحـالِ ) نُخْفِيـهِ

أُسْتاذةَ ( النّحـو ) ( تَدْريباتُنـا ) كَثُـرَتْ
فَهَـلْ نُؤَجِّـلُ جُــزْءًا بَـعْـدَ تَرْفِـيـهِ؟

كُـلُّ الكتـابِ ( فَـراغَـاتٌ ) سَنَمْلَـؤُهَـا
( بِمَصْـدَرِ ) الشَّـوْقِ لِلأَحْبَـابِ نُهْدِيـهِ

فَـلا يَغُـرَّكِ ( تَفْضيـلٌ ) ( لِـذِي ) كَلِـمٍ
( لا يلزمُ ) ( الفِعْل ) ( إلاّ ) في ( تَعَدِّيهِ )

( وَخَبّرِي ) ( صِلَةَ الموصـولِ ) أَنَّ لَهَـا
مِـنَ الفُـؤَادِ ( مَحَـلًا ) فيـكِ يُحْيِـيـهِ

وَأَسْهِبي فـي (بنَـاءِ الفِعْـلِ ) وَانْتَظِـرِي
أَن ( تُعْرِبَ ) ( الأمرَ ) مَأْسَاةٌ ( وَتَبْنِيـهِ )

( فللإشـارةِ ) فـي شَـرْعِ الهَـوى نَغَـمٌ
مِنْـه اشْتِعَـالُ الجَـوَى وَالوَعـدُ يُذْكِيـهِ

( هَـذَا ) مُحِبُّـكِ ( بالتّنْويـنِ ) مُلْتَحِـفٌ
بِرَغْـمِ ( عُجْمَتِـهِ ) ( تَنْوينُـهُ ) فِـيـهِ

مَـا عَـادَ (يُعْـرِبُ ) إلاّ جَمْـرَ أَسْئِـلَـةٍ
وَأَنْـتِ ( مَصْروفَـةٌ ) فـي زَوْرَقِ التِّيـهِ

( مُجَرَّدٌ ) مِنْ حُـروفِ الصَّمْـتِ يَسْبقُـهُ
شَـوْقٌ ( مَزيـدٌ ) إلـي عَيْنَيْـك يُسْديِـهِ

صُبِّي لَهُ مِـنْ صَبَابـاتِ الهَـوى مَطََـرًا
وَأَغْرقِيـهِ بِـهِ مِــنْ غَـيْـر ِتَنْـويـهِ

وَأَسْكِنِيـهِ حَنَايـا القَـلْـبِ واحْتَجِـبـي
عَنْ ( عَيْنِ ) (زَيْدٍ ) وَ ( عَمْرًا ) لاتَعُوديِهِ

لُومي ( التَّعَجُّبَ ) إن أَغْـرَى سِـواكِ بِـهِ
فَمَـاأَجَـلَّ عِتَـابًـا فِـيــكِ يُـبْـدِيـهِ

( وَمَيِّزي ) الوَجْدَ ( مَلْفُوظًا ) بلا ( بَـدَلٍ )
فَــلا يَبـيـدُ .. وَلا الأيّــامُ تُبْـلـيـهِ

أُسْتـاذةَ ( النَّحْـوِ ) هَـلْ لِلْحُـبّ ِعِنْدكُـمُ
( بَـابٌ ) لِـذي أَمَـلٍ بِالقُـرْبِ يُغْريِـه؟

هَيَّا أَعيدِي دُرُوسَ ( النَّحْوِ ) ( أَجْمَعَهَـا )
وَكُــلّ ُدَرْسٍ عَـلـى مَـهْـلٍ أَعِيـديِـهِ

يَا أَنْتِ يَا أَنْتِ أَحْلامُ الفَتَـى ( انْكَسَـرَتْ )
وَلـجَّّـةُ الـيَـأسِ بــالآلام تُـدْمِـيـهِ

مَـا لِلْحَبيـبِ وَقَــدْ أَغْــراكِ مَقْتَـلُـهُ
( أَضْحَى ) يَحِنُّ إلي أَحْضَانِ ( مَاضِيـهِ )

( فَاعْتَـلَّ ) أَوَّلُـهُ ( وَاعْتَـلَّ ) أَوْسَطُـهُ
( وَاعْتَـلَّ ) آخِـرُهُ ( وَاعْتَـلَّ ) بَاقِـيـهِ .
ولا شك أن هذا الباب متفاوت جدا في جوانبه المختلفة شكلا ومضمونا.والله المستعان.

عائشة 20-06-2009 02:55 PM

ومِمَّا اشتمَلَ علَى ( نحوٍ ) و( عَروضٍ ) -معًا-: ما أَوْرَدَهُ ابنُ هشامٍ في « شَرْحِ الشُّذورِ »؛ حيثُ قالَ:
( ومن محاسِنِ بعضِ الفُضلاءِ: أنَّه كَتَبَ من مدينةِ قوص إلَى الشَّيخ العلاَّمةِ بهاء الدِّين محمَّد بن النحاس الحَلَبيّ -رحمه الله-، يتشوَّقُ إليهِ، ويشكو لهُ نُحولَهُ؛ فقال:
سَلِّمْ علَى المَوْلَى البَهَاءِ وصِفْ لَهُ * شَوْقِي إلَيهِ وأنَّني مملوكُهُ
أبدًا يُحَرِّكُنِي إليهِ تشَوُّقي * جِسْمِي بِهِ مَشْطورُهُ مَنْهُوكُهُ
لَكِن نَّحلْتُ لِبُعْدِهِ فكأنَّني * أَلِفٌ ولَيْسَ بِمُمْكِنٍ تَحْرِيكُهُ ) انتهى

أبو عدي 22-06-2009 11:10 PM

أذكر مما هو قريب من هذا :
( أما بعد : أي عماد النادي ، وزينة الحاضر والبادي : جوامع النفع وعوامل الرفع ، فجر الأمة الصادق ، ومزنها الوادق ، عامل الجملة ، وطليعة الحملة : من تعقد عليه الخناصر ، في رأب الأواصر ، صخرة الإسلام الراسية ،والأعاصير عاتية ، من أحسب أنهم أهل لهذه القافية
قوم تسامو في سماوات العلى
رفعوا فكانوا يرفعون المسندا
أفعالهم تحيي القلوب وعندهم
همم قويات يذبن الجلمدا
سبل المعالي إن أرادوا طيها
تركوا أقل من الذراع الفدفدا
ومتى يحر في تيهها ذو حيرة
أبدوا له بالدو منها أنجدا
فهم الأولى كسبوا العلى أبهى الحلى
فبهم تجلت لؤلؤا وزبرجدا
سمطا غدو ا في جيدها وأساورا
في المعصمين وفي النواظر إثمدا
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
ها أنا ذا أخيكم ها أنا ذا
ذو هفوات كثرت وعلل قد ظهرت وبطنت وذا وذا
فميزوا المبهم من حالي ومن قالي ومن كم وكأين وكذا
فأرضنا اهتزت إليكم وربت وسال ماؤها وجوها عذا
=-=-=-=-=-=-=-=-=-
وبتحية الإسلام أحييكم في هذه الليلة ، تحية خالدة ، ثابتة لازمة ، تنفي الحروف الجازمة ، تسوم ساكن الود أن يتحرك ، ومعتل الاخاء أن يصح .
لها نكهة كالورد فاح مع الصبى وطعم كأحلى ما تمج الجوارس
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
ليحصل التمييز والإعرابُ - لمن له خفض أو انتصابُ
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
من أورد الآمال حوض فعالكم - فلها الأمان من أن تذاد وتصرفا
فالله يرضيكم ويرضى عنكمُ - ويحلكم غرفا علون ورفرفا
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
عتبات الفتح بنيت على الكسر ، وصائدة المناسر صادها النسر
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
لا يعرفون الياء من الألف ، ودائما في باب ما لا ينصرف .
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
فصارت الأمة ميدان تنازع لعوامل الخفض ، إذ تنازعها عاملان :
1_ عامل على تجريدها من دنياها يجهد في التجريد ، ويتمنى المزيد .
2_ وعامل على تجريدها من دينها يكيد ما وسعه الكيد .
ويلتقي العاملان في نقطة واحدة ، ألا وهي القضاء على هذه الأمة ، وهذا محال بفضل الله ومنه .
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
إذا أنا لم أطلق لساني لنعته - فنحوي وصرفي والبلاغة طالق
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
فمفرد بالوفا قد جاء منحصرا - في نعته المبتدا المرفوع والخبر
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
خبـير النحو علمهم معاني - التنازع في الهوى والاشتغال
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
فلا تخشوا الإعلال ما كل مصدر - يعل وما الأفعال إلا لفاعل
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
ورب إشارة عدت كلاما - ولفظ لا يعد من الكلام
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
أخو همة أوجبت رفعه - على الفاعلية والابتدا
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
لقد ند البيان وفي فؤادي - رسى حبي لكم كالراسيات
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
فعامل بالجر قد تسلطا - على الذي في كفره تخبطا
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
وصاروا عند ذلك كالحيارى - تصفق باليمين وبالشمال
خبير النحو علمهم معاني - التنازع في الهوى والاشتغال
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
معاشر الإخوة :
ما أحوجنا إلى ماضينا الأصيل لنهذب به الحال ، فيظهر التمييز في مستقبل الأفعال ، منصوبا في ذهن الأجيال ؛ ليفعل فعل الماء في الأرض البكر ، تكون قبله قاحلات ، فتصير بعده جنات ممرعات :
وريحان النبات يعيش يوما - وليس يموت ريحان الفعال
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
لغوا كحرف زيد لا معنى له - أو واو عمرو فقدها كوجودها
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
هذه جمعتُها من شريط الشيخ علي القرني : ( الزرياب الإبريز في وفاء النبي العزيز ) .
وعذرا على التطفل على صاحبة الموضوع .

عائشة 09-08-2009 02:39 PM

قال شرف الدِّين الحصنيُّ -يرثي ابنَ مالكٍ-:
يا شتاتَ الأسماءِ والأفعالِ * بَعْدَ مَوْتِ ابْنِ مالكِ المفضالِ
وانحراف الحُروفِ مِن بعدِ ضَبْطٍ * منهُ في الإِنفصالِ والإِتِّصالِ
مَصدرًا كانَ للعُلومِ بإذن اللهِ مِنْ غيرِ شُبهةٍ ومُحالِ
عدم النَّعت والتَّعطُّف والتَّو * كيد مستبدلاً من الإبدالِ
ألَمٌ إعتراهُ أسكنَ مِنْهُ * حَرَكاتٍ كانتْ بغيرِ اعتلالِ
يا لَهَا سكتةً لِهَمْزِ قضاءٍ * أوْرَثَتْ طولَ مُدَّةِ الإِنفصالِ
رَفَعوهُ في نَعْشِهِ فانتَصَبْنَا * نَصْبَ تَمييز كيفَ سيرُ الجبالِ
فخّموهُ عندَ الصَّلاةِ بدَلٍّ * فأُميلَتْ أسرارُهُ للدَّلالِ
صَرَفوهُ يا عُظْمَ ما فعلوهُ * وهْوَ عَدْلٌ مُعرَّفٌ بالجَمالِ
أدغَموهُ في التُّربِ مِنْ غيرِ مِثْلٍ * سالمًا من تغيُّر الإنتِقالِ
وَقَفوا عند قَبرِهِ ساعةَ الدَّفْـ * ـنِ وُقوفًا ضرورة الإِمتثالِ
ومَدَدْنا الأكُفَّ نطلُبُ قَصرًا * مسْكَنًا للنَّزيلِ مِن ذي الجَلالِ
[ « الوافي بالوفيات » للصَّفديِّ: 3 / 288، 289 ].

قال الصَّفديُّ -يرثي أبا حيَّان الأندلسيَّ النَّحويَّ-:
ماتَ إمامٌ كان في عِلْمِهِ * يُرَى أَمامًا والوَرَى مِن وَّرَا
أمسَى مُنادًى لِلبِلَى مُفرَدًا * فضَمَّهُ القبرُ علَى ما تَرَى
يا أسفا كان هُدًى ظاهرًا * فعادَ في تُربتِه مُضْمَرا
وكان جمعُ الفَضْلِ في عصرِه * صحَّ فلمَّا أن قضَى كُسِّرَا
وعُرِّفَ الفضلُ بهِ بُرهةً * والآنَ لَمَّا أن مَّضَى نُكِّرا
وكانَ ممنوعًا من الصَّرْفِ لا * يطرُقُ مَن وَّافاهُ خَطْبٌ عَرَا
لا أفعَل التَّفضيل ما بينَه * وبين مَنْ أعرِفُهُ في الوَرَى
لا بَدَل عَن نَّعْتِه بالتُّقَى * ففِعْلُهُ كان له مَصْدَرا
لم يُدَّغَمْ في اللَّحْدِ إلاَّ وقَدْ * فَكَّ مِنَ الصَّبرِ وثيقَ العُرَا
بكَى لهُ زيدٌ وعَمْرٌو فمِنْ * أمثلةِ النَّحْوِ ومِمَّن قَرَا
ما أعقدَ التَّسهيلَ مِن بعدِه * فكم له منْ عُسْرَةٍ يسّرا
وجَسَّرَ الناسَ على خَوْضِهِ * إذْ كانَ في النَّحو قد استبحَرا
مِن بعدِهِ قد حالَ تمييزُه * وحَظُّهُ قد رَجَعَ القَهْقَرَى
[ « الوافي بالوفيات » للصَّفديِّ: 5 / 185 ].

ثُمَّ قال -بعد أبياتٍ-:
أفديه مِن مَّاضٍ لأَمْرِ الرَّدَى * مُستقبَلاً مِن رَّبِّهِ بالقِرَى
[ « الوافي بالوفيات » للصَّفديِّ: 5 / 186 ].

قالَ ابنُ طلحةَ الإشبيليُّ:
بدا الهِلالُ فلمَّا * بدا نَقَصْتُ وتَمَّا
كأنَّ جِسْمِيَ فِعْلٌ * وسِحْرَ عَيْنَيْهِ لَمَّا
[ « بغية الوعاة » للسُّيوطيِّ: 1 / 122 ].

قال محمَّد بن عبد الله الزناتي الكملاني، الملقَّب بحافي رأسه:
ومُعتقِدٍ أنَّ الرِّياسةَ في الكِبْرِ * فأصبَحَ مَمقوتًا بِهِ وَهْوَ لا يَدْري
يَجُرُّ ذُيولَ العُجْبِ طالبَ رِفْعةٍ * ألاَ فاعجَبوا مِن طالبِ الرَّفْعِ بالجَرِّ!
[ « بغية الوعاة » للسُّيوطيِّ: 1 / 138 ].

قال محمَّد بن علي بن هانئ اللخميُّ:
ما للنَّوَى مُدَّتْ لِغَيْرِ ضَرورة ٍ * ولطالما عَهدي بها مقصورَهْ
إنَّ الخليلَ وإن دعَتْهُ ضرورةٌ * لَمْ يَرْضَ ذاكَ فكيفَ دُونَ ضرورَهْ
[ « بغية الوعاة » للسُّيوطيِّ: 1 / 193 ].

قال علي بن عبد الله، أبو الحسن الكوفيُّ المغربيُّ، المعروف بسيبويه:
عذَّبْتَ قلبي بِهَجْرٍ مِّنكَ مُتَّصِلِ * يا مَنْ هَواهُ ضَميرٌ غَيْرُ مُنفَصِلِ
ما زالَ مِنْ غَيرِ تأكيدٍ صدودُك لي * فما عدولُكَ مِنْ عَطْفٍ إلى بَدَلِ!
[ « بغية الوعاة » للسُّيوطيِّ: 2 / 170 ].

.

أبو الفضل 09-09-2009 11:20 AM

مالي أراكم نسيتم قصيدة شيخنا الفاضل الكريم أبا قصي حفظه الله - متى نلتقي - فقد ورد فيها شطرُ بيتٍ حمل مصطلحا نحويا كما تريد الاستاذة عائشة :

قال فأبدع :

أو الحبِّ كفَّاهُ مغلولتانِ ... كما مُنِعَ الفعلُ من أن يُجَرْ

محمد بن إبراهيم 09-11-2009 12:36 AM

ومما ينتظم في هذا السلك قول أحدهم:
قضيت التعجب من أمره ** فصرت أطالع باب البدل
وقول الآخر:
لا تقطعوا من لاتعود هجركم ** فهو الذي بلبان وصلكم غذي
ورفعتم مقداره في الابتدا ** حاشاكمُ أن تقطعوا صلة الذي
وقال الآخر:
قد منعتم صرف الدنانير عنِّي ** ولكم في الورى هبات كثيره
أنا شاعر وفي شرع نظمي ** صرفها جائز لأجل الضروره
وقال الآخر:
عزلت ولم أذنب ولم أك جانيا ** وهذا لإنصاف الوزير خلاف
حذفت وغيري مثبت في مكانيا ** كأنيَ نون الجمع حين يضاف

محمد بن إبراهيم 23-03-2010 02:15 AM

ومن ذلك قول أبي عبيد البكري :
وما زال هذا الدهر يلحن في الورى ** فيرفع مجرورا ويخفض مبتدا
ومن لم يحط بالناس علما فإنني ** بلوتهم شتى مسودا وسيدا

محمد خليل الزروق 24-03-2010 11:43 PM

ومن هذا الباب بيتان قرأتهما - وأحْذَرُ أن يكونا فيما سلف ، فلم أقرأه كله - أظنه ذكرهما الأستاذ عبد السلام هارون في مقدمة نشرته للكتاب :
عذَّبْتَ قلبي بهجر منك متصلِ * * يا من هواه ضمير غير منفصل !
ما زال من غير تأكيد صدودك لي * * فما عدولك من عطف إلى بدلِ ؟!


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 02:22 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ