ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة النحو والتصريف وأصولهما (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   مفعول به ثان أم حال (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=330)

طارق يسن الطاهر 04-07-2008 09:00 AM

مفعول به ثان أم حال
 
باسم الله
أرجو إفادتي عن إعراب ما تحته خط في قوله تعالى مع بيان السبب ، وهل لذلك علاقة بين رأى القلبية ورأى البصرية؟
"... لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعًا متصدعًا من خشية الله ..."

أبو عبد الله 04-07-2008 10:40 AM

رد: مفعول به ثان أم حال
 
خاشعا : حال ، والتقدير : لرأيته حالة كونه خاشعا متصدعا ؛ لأن (رأى) التي تنصب مفعولين هي (رأى)القلبية ، أما هذه فبصرية ، فلا تنصب إلا مفعولا واحدا ، ومن ذلك قول أبي الطيب :
إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تطنن أن الليث يبتسم
فـ(بارزة) حال ، والله أعلم

طارق يسن الطاهر 04-07-2008 11:18 AM

رد: مفعول به ثان أم حال
 
جزاك الله خيرا أخي أبا عبد الله

سهيل النهدي 06-07-2008 11:32 PM

رد: مفعول به ثان أم حال
 
وهل صحيح ما يقال في إعراب الآية الكريمة التالية، أن من أعربها مفعولاً ثانياً فقد كفر، ومن أعربها حالاً فقد أصاب السنة، وهي قوله تعالى :
"كذلك يريهم الله أعمالهم حسراتٍ عليهم".

والتخريج لما سبق، قالوا: إن "حسراتٍ" حالٌ منصوبةٌ، فإذا كان المُعْرِب من أهل الاعتزال فحينئذٍ سيعربها مفعولاً به، لأنهم ينكرون -في مذهبهم- رؤية الله -جل جلاله- يوم القيامة، خلافاً لمذهب أهل السنة والجماعة، الذين يثبتون الرؤية، كما في قوله تعالى "وجوه يومئذٍ ناضرة، إلى ربها ناظرة". وغيرها من الآيات والأحاديث التي تثبت رؤية المؤمنين يوم القيامة لله -جل ثناء الله- وهو الصحيح، بل هو المذهب الحق، والقول الحقيق في هذه المسألة.

ولا يفوتني أن أذكر فضل صاحب الموضوع أخي الحبيب طارق الطاهر، وإفادة أخينا الغالي أبا عبدالله، فقد أحسنا أحسن الله إليهما ورفع قدرهما في الدنيا والآخرة..

رنا خير الله 07-07-2008 03:26 PM

رد: مفعول به ثان أم حال
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل سهيل النهدي (المشاركة 1774)
وهل صحيح ما يقال في إعراب الآية الكريمة التالية، أن من أعربها مفعولاً ثانياً فقد كفر، ومن أعربها حالاً فقد أصاب السنة، وهي قوله تعالى :
"كذلك يريهم الله أعمالهم حسراتٍ عليهم".

والتخريج لما سبق، قالوا: إن "حسراتٍ" حالٌ منصوبةٌ، فإذا كان المُعْرِب من أهل الاعتزال فحينئذٍ سيعربها مفعولاً به، لأنهم ينكرون -في مذهبهم- رؤية الله -جل جلاله- يوم القيامة، خلافاً لمذهب أهل السنة والجماعة، الذين يثبتون الرؤية، كما في قوله تعالى "وجوه يومئذٍ ناضرة، إلى ربها ناظرة". وغيرها من الآيات والأحاديث التي تثبت رؤية المؤمنين يوم القيامة لله -جل ثناء الله- وهو الصحيح، بل هو المذهب الحق، والقول الحقيق في هذه المسألة.

ولا يفوتني أن أذكر فضل صاحب الموضوع أخي الحبيب طارق الطاهر، وإفادة أخينا الغالي أبا عبدالله، فقد أحسنا أحسن الله إليهما ورفع قدرهما في الدنيا والآخرة..

بل هي (أي حسرات) مفعول ثالث للفعل (يُري) قولا واحدا، وهذا الفعل ماضيه: (أرى) ومضارعه: (يُري)، وهو يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل، الأول الضمير (هم) في: (يريهم)، والثاني: (أعمالهم)، والثالث: (حسرات). ولا مكان للجانب العقدي هنا، لأن المقصود في الآية رؤية الأعمال، لا رؤية الله جل وعلا. تحياتي لكم جميعا.

عائشة 08-07-2008 06:53 AM

رد: مفعول به ثان أم حال
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل رنا خير الله (المشاركة 1803)
بل هي (أي حسرات) مفعول ثالث للفعل (يُري) قولا واحدا

بَلْ يجوزُ أنْ تُعربَ ﴿حَسَرَاتٍ﴾ -في الآيةِ الكريمة- حالاً.
قال العُكْبَرِيُّ -رحمه الله- في " التِّبيان ":
( ﴿يُرِيهِم﴾ مِن رُّؤية العَيْنِ؛ فهو مُتَعَدٍّ إلى مَفعولَيْن هنا بهمزة النَّقْل، و﴿حَسَرَاتٍ﴾ علَى هذا حال. وقِيلَ: ﴿يُرِيهِم﴾؛ أي: يُعْلِمُهُم؛ فيكون ﴿حَسَرَاتٍ﴾ مفعولاً ثالثًا ) انتهى.
وقال أبو حيَّان -رحمه الله- في " البحر المُحيط ":
( وجوَّزوا في ﴿يُرِيهِم﴾ أن تكونَ بَصَريَّة عُدِّيَتْ بالهمزة؛ فتكون ﴿حَسَرَاتٍ﴾ منصوبًا علَى الحال، وأن تكونَ قلبيَّةً؛ فتكون مفعولاً ثالثًا ) انتهى.

.
.

سهيل النهدي 08-07-2008 12:18 PM

رد: مفعول به ثان أم حال
 
وما دمنا نتفيّأُ ظِلالَ اللغةِ الحبيبةِ؛ فسأكتبُ بالتشكيلِ..

أشكرُ جزيلَ الشكرِ الأختين الكريمتين الأستاذةِ رنا والأستاذةِ عائشةَ على تفضُّلِهما بالجواب، وجعلَ ذلك في موازين حسناتِهما.

خطأٌ مني، والصحيحُ أنها مفعولٌ به ثالثٌ. وأما مسألةُ الرؤيةِ، فصحيحٌ ما تفضّلتي به أستاذةُ رنا من أنه لا مجالَ للرؤيةِ هنا، غيرُ أنَّ المعتزلةَ ينكرون رؤيةَ اللهِ - عزَّ وجلَّ - ورؤيةَ الأعمالِ يومَ القيامةِ. ومن هنا ردَّ عليهم أهلُ السّنةِ أنَّ الأعمالَ تُرى يومَ القيامةِ لورودِ الآياتِ - كما في الآيةِ التي معنا،وسورة (إذا زلزلت) - والأحاديثِ التي تثبتُ رؤيةَ الإنسانِ يومَ القيامةِ لعملِه. ومن ذلك ما ثبتَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قالَ في شأنِ صاحبِ السِّوادَين والنَّعلَين، عبدِاللهِ بنِ مسعودٍ رضي الله عنه " أتعجبون من دقّةِ ساقَيه، لهما في الميزانِ أثقلُ عندَ اللهِ منْ جبلِ أُحُدٍ" أو كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم.

عفواً، لم أوضّحْ ذلك في مداخلتي، فقدْ كتبتُها على عجلٍ.

جزاكُما اللهُ عني خيرا..

رنا خير الله 08-07-2008 10:39 PM

رد: مفعول به ثان أم حال
 
شكرا لك أختي الكريمة عائشة على هذه المعلومة المفيدة التي نقلتيها لنا، وأنا أعربتها بحسب علمي فلم أعد إلى المصادر، لكن الظاهر مما نقلته أن الأرجح والمشهور كونها مفعولا ثالثا، أي الرؤية قلبية لأن الأعمال لا تُرى، والله أعلم.
وأشكرك أخي الفاضل سهيل على هذا السؤال الذي أفدتنا به. ووفقنا الله وإياكم لكل خير.

أبو معاذ باوزير 08-07-2008 11:40 PM

رد: مفعول به ثان أم حال
 
بارك الله فيكم ياحماة اللغة , أحسبكم والله حسيبكم ولاأزكيكم على الله .




لازلتم مباركين ياأعضاء ملتقى أهل اللغة المبارك .

سهيل النهدي 09-07-2008 02:00 PM

رد: مفعول به ثان أم حال
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل رنا خير الله (المشاركة 1847)
شكرا لك أختي الكريمة عائشة على هذه المعلومة المفيدة التي نقلتيها لنا، وأنا أعربتها بحسب علمي فلم أعد إلى المصادر، لكن الظاهر مما نقلته أن الأرجح والمشهور كونها مفعولا ثالثا، أي الرؤية قلبية لأن الأعمال لا تُرى، والله أعلم.
وأشكرك أخي الفاضل سهيل على هذا السؤال الذي أفدتنا به. ووفقنا الله وإياكم لكل خير.

عذراً أختي الكريمة رنا، فما ذكرته من أن الأعمالَ لا تُرى غيرُ صحيح. فما كنّا فيه من حديث منذ أمسِ دليلٌ على أن الأعمال تُرى. وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة، وهو الصحيح. خلافاً للمعتزلة.
ولذلك قلنا إنَّ من أعربَ الآيةَ الكريمةَ السابقةَ على أنها مفعولٌ به ثانٍ فقد كفر. والسببُ في ذلك أنه أنكر رؤيةَ الأعمالِ يوم القيامة. ومن أنكر رؤيةَ الأعمالِ يومَ القيامة فقد أنكر رؤيةَ الله سبحانه وتعالى، ومن أنكر رؤيةَ الله سبحانه وتعالى يوم القيامة فقد افتئتَ على الله،وقال على الله ما لم يقلْه. فاللهُ عز وجلّ يقول: "وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ إلى ربها ناظرة".وهو يقول : لا، لا يمكن أن يُرى الله يوم القيامة.

هذا والله أعلم.

سبحان الله..لو تأمل الإنسانُ قليلاً لأدرك نعم الله عليه أن سخّر له هذا الصندوق يتخاطب به مع إخوة له في أصقاع الأرض، فيتعلّم ويثري. وكل شيء في هذه الدنيا يذكّر بالله جل جلاله، ولكن أين الذين يتفكرون ويتدبرون. جعلنا الله وإياكم منهم بمنّه وكرمه. فهاهنا مسألةٌ بُدئت بإعراب، وإذا بها تنتهي إلى فنون مشتبكة من درر العلم وفوائد اللغة.

نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا ممن رضي عنهم وأرضاهم..آمين.

محمد التويجري 09-07-2008 02:30 PM

رد: مفعول به ثان أم حال
 
اقتباس:

..لو تأمل الإنسانُ قليلاً لأدرك نعم الله عليه أن سخّر له هذا الصندوق يتخاطب به مع إخوة له في أصقاع الأرض، فيتعلّم ويثري. وكل شيء في هذه الدنيا يذكّر بالله جل جلاله، ولكن أين الذين يتفكرون ويتدبرون. جعلنا الله وإياكم منهم بمنّه وكرمه. فهاهنا مسألةٌ بُدئت بإعراب، وإذا بها تنتهي إلى فنون مشتبكة من درر العلم وفوائد اللغة.

نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا ممن رضي عنهم وأرضاهم..آمين.
لا فض فوك
ما خُلقت هذه الدنيا إلا من أجل لا إله إلا الله
وكل شيء سواها مضيعة

سهيل النهدي 09-07-2008 06:20 PM

رد: مفعول به ثان أم حال
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل محمد التويجري (المشاركة 1865)
لا فض فوك
ما خُلقت هذه الدنيا إلا من أجل لا إله إلا الله
وكل شيء سواها مضيعة

جزاك الله خيراً أستاذي..

رنا خير الله 09-07-2008 06:22 PM

رد: مفعول به ثان أم حال
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل سهيل النهدي (المشاركة 1862)
عذراً أختي الكريمة رنا، فما ذكرته من أن الأعمالَ لا تُرى غيرُ صحيح. فما كنّا فيه من حديث منذ أمسِ دليلٌ على أن الأعمال تُرى. وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة، وهو الصحيح. خلافاً للمعتزلة.
ولذلك قلنا إنَّ من أعربَ الآيةَ الكريمةَ السابقةَ على أنها مفعولٌ به ثانٍ فقد كفر. والسببُ في ذلك أنه أنكر رؤيةَ الأعمالِ يوم القيامة. ومن أنكر رؤيةَ الأعمالِ يومَ القيامة فقد أنكر رؤيةَ الله سبحانه وتعالى، ومن أنكر رؤيةَ الله سبحانه وتعالى يوم القيامة فقد افتئتَ على الله،وقال على الله ما لم يقلْه. فاللهُ عز وجلّ يقول: "وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ إلى ربها ناظرة".وهو يقول : لا، لا يمكن أن يُرى الله يوم القيامة.

هذا والله أعلم.

سبحان الله..لو تأمل الإنسانُ قليلاً لأدرك نعم الله عليه أن سخّر له هذا الصندوق يتخاطب به مع إخوة له في أصقاع الأرض، فيتعلّم ويثري. وكل شيء في هذه الدنيا يذكّر بالله جل جلاله، ولكن أين الذين يتفكرون ويتدبرون. جعلنا الله وإياكم منهم بمنّه وكرمه. فهاهنا مسألةٌ بُدئت بإعراب، وإذا بها تنتهي إلى فنون مشتبكة من درر العلم وفوائد اللغة.

نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا ممن رضي عنهم وأرضاهم..آمين.

أخي، أنا لا أقصد الإنكار والعياذ بالله. ومن أنا حتى أنكر؟!! لكن أرى أن العلماء حقا اختلفوا في مسألة رؤية الأعمال، أي هل ترى أو لا ترى، ولا علاقة للمعتزلة وأهل السنة في ذلك، لأن الاختلاف ليس بسبب عقيدة وإنما بسبب اختلاف فهم أو تأويل للآية، وهي تحتمل الوجهين. ثم ما علاقة إنكار الأعمال بإنكار رؤية الله عز وجل؟!!! بصراحة أنا لم أفهم العلاقة بين هذين هل من ينكر رؤية الأعمال ينكر رؤية الله والعياذ بالله؟!!. حبذا أخي لو نقلت لنا النص الذي فيه هذا الاختلاف العقدي بين أهل السنة والمعتزلة لأني بحثت فلم أجد شيئا من هذا. والظاهر أن الأعمال ترى ـ كما فهمت أنا من الحديث ـ والله أعلم: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ) هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
وسأنقل لك أقوال بعض العلماء فيها، وسأبدأ بالزمخشري وهو من المعتزلة، يقول: (" يريهم الله أعمالهم حسرات " أي ندامات وحسرات : ثالث مفاعيل أرى ومعناه أن أعمالهم تنقلب حسرات عليهم فلا يرون إلا حسرات مكان أعمالهم "). فهذا المعنى تحتمله الآية، ولا علاقة للجانب العقدي فيها ولم يتطرق الزمخشري إلى ذلك أبدا!!.
قول القرطبي: (أي كما أراهم الله العذاب كذلك يريهم الله أعمالهم و { يريهم الله } قيل : هي من رؤية البصر فيكون متعديا لمفعولين : الأول الهاء والميم في { يريهم } والثاني : { أعمالهم } وتكون { حسرات } حال ويحتمل ان يكون من رؤية القلب فتكون { حسرات } المفعول الثالث) لاحظ أخي القرطبي ليس من المعتزلة ومع ذلك قال أولا عن الرؤية البصرية: (قيل) أي أن الكلام منقول ليس رأيه، أما رأيه فهو: (ويحتمل...) أي الوجه الثاني وهو الرؤية القلبية، فهل هذا يدل على أنه من المنكرين لرؤية الأعمال؟!!! لا طبعا بل الأمر اختلاف فهم ووجهة نظر وتعدد تأويل والآية تحتمل الوجهين .
أخيرا أنقل لك أغرب ما قرأت في كتب التفسير حول إعراب ومعنى هذه الآية أن المفسر جعل الرؤية هنا بصرية لكن أنكر رؤية الأعمال بالبصر وفسرها على أنها رؤية عواقب الأعمال لا الأعمال نفسها، مع العلم أن المفسر ليس اعتزاليا، وإنما المسألة ـ كما قلت لك ـ اختلاف فهم. هذا المفسر هو ابن عاشور في كتابه: (التحرير والتنوير) وهو من العلماء وإذا اطلعت على تفسيره تجد له ميزة رائعة قلما نجدها في بقية التفاسير ألا وهي تدقيقه في المعاني اللغوية واستنباطه الجوانب الإعجازية منها حتى إننا نجده يقف على معاني بعض صيغ الزيادة التي عجز الصرفيون عن معرفة معناها. لن أطيل عليك، سأنقل لك نصه في هذه الآية: {والإشارة في قوله ( كذلك يريهم الله ) للإراءة المأخوذة من يريهم على أسلوب ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا )
والمعنى أن الله يريهم عواقب أعمالهم إراء مثل هذا الإراء إذ لا يكون إراء لأعمالهم أوقع منه فهو تشبيه الشيء بنفسه باختلاف الاعتبار كأنه يرام أن يريهم أعمالهم في كيفية شنيعة فلم يوجد أشنع من هذه الحالة وهذا مثل الإخبار عن المبتدأ بلفظه في نحو شعري شعري أو بمرادفة نحو والسفاهة كاسمها وقد تقدم تفصيله عند قوله تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا )
والإراءة هنا بصرية ولذلك فقوله ( حسرات عليهم ) حال من ( أعمالهم ) ومعنى ( يريهم الله أعمالهم ) يريهم ما هو عواقب أعمالهم لأن الأعمال لا تدرك بالبصر لأنها انقضت فلا يحسون بها}.
وبناء على هذا لا نقول إلا كما قال العلماء أي أن الرؤية هنا قد تكون بصرية وقد تكون قلبية بغض النظر عن الجانب العقدي واختلاف المذاهب. ووفقنا الله وإياكم لكل خير.

الفاتح 09-07-2008 06:51 PM

رد: مفعول به ثان أم حال
 
السلام عليكم
أخي سهيل , هلاّ عللت لنا ما أشرتُ إليه
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل سهيل النهدي (المشاركة 1833)
وما دمنا نتفيّأُ ظِلالَ اللغةِ الحبيبةِ؛ فسأكتبُ بالتشكيلِ..
أشكرُ جزيلَ الشكرِ الأختين الكريمتين الأستاذةِ رنا والأستاذةِ عائشةَ على تفضُّلِهما بالجواب، وجعلَ ذلك في موازين حسناتِهما.
خطأٌ مني، والصحيحُ أنها مفعولٌ به ثالثٌ. وأما مسألةُ الرؤيةِ، فصحيحٌ ما تفضّلتي به أستاذةُ رنا من أنه لا مجالَ للرؤيةِ هنا، غيرُ أنَّ المعتزلةَ ينكرون رؤيةَ اللهِ - عزَّ وجلَّ - ورؤيةَ الأعمالِ يومَ القيامةِ. ومن هنا ردَّ عليهم أهلُ السّنةِ أنَّ الأعمالَ تُرى يومَ القيامةِ لورودِ الآياتِ - كما في الآيةِ التي معنا،وسورة (إذا زلزلت) - والأحاديثِ التي تثبتُ رؤيةَ الإنسانِ يومَ القيامةِ لعملِه. ومن ذلك ما ثبتَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قالَ في شأنِ صاحبِ السِّوادَين والنَّعلَين، عبدِاللهِ بنِ مسعودٍ رضي الله عنه " أتعجبون من دقّةِ ساقَيه، لهما في الميزانِ أثقلُ عندَ اللهِ منْ جبلِ أُحُدٍ" أو كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم.
عفواً، لم أوضّحْ ذلك في مداخلتي، فقدْ كتبتُها على عجلٍ.
جزاكُما اللهُ عني خيرا..

جزاك الله خيرا
تحيّاتي واحترامي

سهيل النهدي 17-07-2008 01:07 AM

رد: مفعول به ثان أم حال
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

سأبدأ بالأخت رنا مجيباً لها أني لم أقصد الإساءة لأحد، وإنما أردت بيان مذهب أهل السنة والجماعة في مسألة الرؤية. ولو عدنا بالذاكرة قليلاً لوجدنا أن سؤالي ابتداءاً أتى على وجه الاستفهام، فقلت: وهل صحيح ما يقال في إعراب الآية الكريمة التالية، أن من أعربها مفعولاً ثانياً فقد كفر، ومن أعربها حالاً فقد أصاب السنة؟ هكذا سمعتها في مجالس العلم من بعض مشايخنا فنقلتها كما هي.

وقولك حفظك الباري : "ثم ما علاقة إنكار الأعمال بإنكار رؤية الله عز وجل؟!!! بصراحة أنا لم أفهم العلاقة بين هذين هل من ينكر رؤية الأعمال ينكر رؤية الله والعياذ بالله؟!!."
جوابه أن من ينكر رؤية الأعمال يلزم منه أن ينكر صفة الرؤية لله عز وجل، وهذا هو محض الخلاف بين أهل السنة والمعتزلة.

هذا حاصل ما يقال مما في جعبتي ولا أزيد على ذلك حرفاً، ومن كان عنده فضل علم فيما مضى فليتحفنا به وجزى الله الجميع كل خير.

أما ما تعقّبني فيه أخي وأستاذي الفاتح فأقول له أولاً جزاك الله خيرا، ومن أساتذتنا نستفيد، وأبى الله أن تكون العصمة إلا لنبيه صلى الله عليه وسلم. وما تعقّبتني فيه أخي إليك بيان تأويله:
(الأستاذةِ رنا والأستاذةِ) : الصحيح أنهما مفتوحتان لأنهما بدل من الأختين المنصوبتين على المفعولية والله أعلم.
(تفضّلتي) : تفضّل: فعل ماضٍ، والتاء للتأنيث وهي حرف، والياء في محل جر بالإضافة والله أعلم.

( غيرُ ) : خطأٌ مني، لعلها مستثنى منصوب فتكتب هكذا : غيرَ . والله أجلّ وأعلم.

وشكر الله أدبك وتلطّفك في الرد، لم تشأ أن ترميَني بالخطأ وإنما تلطّفت معي وأخرجت الأمر على أنه ربما كان عندي مساغ في ذلك، فشكر الله لك هذا الخلق الذي هزّ عطفي، وأشرق نداه في قلبي فجزاك الله عني خيراً..


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 03:50 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ