ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة الأدب والأخبار (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   من أوابد أبي تمام (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=2405)

عائشة 14-04-2010 09:14 AM

من أوابد أبي تمام
 
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمدُ للهِ، وبعدُ:
فقد رأيتُ أنْ أفتتحَ هذه الصَّفحةَ؛ لأنثرَ فيها ما تفرَّقَ في شِعْرِ أبي تمَّامٍ -حَبيبِ بْنِ أَوْسٍ الطَّائيِّ ( ت 231 )- من دُرَرٍ، وأوابِدَ، تصلحُ للاستشهادِ، والتمثُّل.
وأسأل اللهَ تعالَى أن ينفعَ بهذا الجَمْعِ.

،،، ،،، ،،، ،،، ،،،

وأبدأُ بهذَيْنِ البَيْتَيْنِ الذَّائِعَيْنِ:

وإذَا أَرَادَ اللَّـهُ نَشْـرَ فَضِيـلَةٍ * طُوِيَتْ أَتَاحَ لَهَا لِسَـانَ حَسُـودِ
لَوْلاَ اشْتِعَالُ النَّارِ فِي مَا جَاوَرَتْ * مَا كَانَ يُعْرَفُ طِيبُ عَرْفِ العُودِ


.

عمار الخطيب 14-04-2010 04:29 PM

وَأُثَنِّي بقوله:
نَقِّلْ فُؤَادَكَ حَيْثُ شِئْتَ مِنَ الْهَوَى ** مَا الْحُبُّ إلاّ لِلْحَبِيبِ الأَوَّلِ
كَمْ مَنْزِلٍ في الأرضِ يألَفُهُ الْفَتَى ** وَحَنِينُهُ أبَداً لأوَّلِ مَنْزِلِ

بتـول 14-04-2010 08:45 PM

ومن ذلكَ قولهُ:
أللعمرِ في الـدُّنيا تُجِدُّ و تَعمُرُ ** وأنتَ غدًا فيها تموتُ و تُقبرُ؟
تُلقِّحُ آمـالا وترجُـو نَتاجَها ** وعُمرُكَ مِمَّا قَدْ تَرجيهِ أقصرُ؟!
وهذا صباحُ اليومِ ينعاكَ ضَوْؤهُ ** وليلتُهُ تنعَاكَ إنْ كنتَ تشعرُ.

أم محمد 15-04-2010 01:33 AM

لا أذكر أني قرأت شعرًا لأبي تمام إلا في المدرسة، وهي قصيدته في فتح عمورية! -حسب ما أذكر-، والتي مطلعها:
السيف أصدق أنباء من الكتب /// في حده الحد بين الجد واللعبِ
ولم أكن أظن أن في شعره شيئًا من الرقة!
بانتظار المزيد من هذه الأوابد.

بتـول 15-04-2010 03:10 AM

الأخت الكريمة/ عائشة .
أخشى أني ذهبتُ بعيدًا عن مرادك، فهل تقصدين بوصفِ "الأوابدِ" ما قاله الزمخشري في (أساسه) :" فلانٌ مُولعٌ بأوابدِ الكلامِ وبأوابدِ الشِّعرِ وهي غرائبهُ، وبأوابدِ الشِّعرِ وهيَ الَّتي لا تُشاكَلُ جودةً.. وجئتَنا بآبدةٍ ما نعرفُها"، فإن كانَ مرادكِ فلكِ العذرُ؛ إذ اختياري كان لبعضِ زهدياتهِ، والَّتي آثرتُ ذكرَها لقلَّتها في شعرهِ، ولكِ جزيلُ الشكرِ.

الأخت الكريمة/ أم محمد .
لأبي تمَّامٍ أبياتٌ رائعةٌ رائقةٌ؛ استهوتني وآنستني وأسعدتني كثيرًا، ولازلتُ أكرِّرُها؛ محبَّةً وتسليةً للنفسِ في كثيرٍ من الأحوالِ.

من مثلِ قولهِ في معاتبةِ أحدِ إخوانهِ:
أجميلُ ما لَكَ لا تُجيبُ أخاكا ** ماذا الَّذي باللهِ أنتَ دهاكا
أغنى ظَفِرتَ بهِ فإنِّي في غنًى ** من نعـمةِ اللهِ الَّتي أعطاكا

وقولهِ في التغاضي والتسامحِ عنِ الإخوانِ:
مَـن لي بإنسـانٍ إذا أغضبتـهُ ** وجهِلتُ كانَ الحلمُ ردَّ جوابهِ
وإذا صبوتُ إلى المدامِ شربتُ مِنْ ** أخلاقهِ وسكـِرتُ منْ آدابهِ
وتراهُ يُصـغي للحـديثِ بطرفهِ ** وبقلـبهِ ولعـلَّهُ أدرى بـهِ

وقولهِ:
ما أُبالي إذا عنَتكَ أموري ** كيفَ أنحتْ عليَّ أيدي الصُّرُوفِ

وقوله:
أعاذلتي ما أخشنَ الليلَ مركبًا ** وأخشنُ منه في الملِمَّاتِ راكبُه
ذَريني وأهـوالَ الزَّمانِ أُفانِها ** فأهـوالهُ العظمى تليها رغائبُه

وقولهِ:
أنتَ في حـلٍّ فزدني سـقمًا ** أفنِ صبري واجعلِ الدَّمعَ دَمَا
وارضَ لي الموتَ بهجريكَ فإنْ ** لم أمـتْ شـوقًا فـزدني ألمًا

عائشة 15-04-2010 06:20 AM

أشكرُ لكُلِّ مَن شَكَرَ، ونازَعَ، وللمُشرفِ الَّذي صَدَّرَ هذا الحديثَ.

الأخت الكريمة/ بتـول
هذه التَّسمية (الأوابد) أفدتُّها مِنْ أستاذِنا القدير/ «فيصل المنصور» -وفَّقه الله- من بعضِ مُشاركاتِهِ في مُنتدَياتٍ أُخْرَى، ووجدتُّهُ يذْكُرُ تحتَ هذا العُنوانِ ما يدخُلُ في بابِ الحكمةِ، والأمثالِ. وفي «العُمدة 2/185» -لابن رشيق-: (والأوابِدُ مِنَ الشِّعْرِ: الأبيات السَّائرة كالأمثالِ). ولعلَّ الأُستاذ/ «فيصلاً» -نفع اللهُ بهِ- يُفيدُنا أكثر.

ولَنْ أذْكُرَ في هذا الحديثِ ما جاءَ في بابِ الوَعْظِ والزُّهْدِ من «ديوانِهِ»؛ فإنَّ مِثْلَ هذا يُدْرَكُ في مظانِّهِ؛ وإنَّما سأذْكُرُ ما تفرَّقَ في شِعْرِهِ بأغراضِهِ المُختلِفة؛ من مديحٍ، وهجاءٍ، ورثاءٍ، وغَزَلٍ، وغيرِ ذلكَ. حتَّى إذا قضَيْتُ ما عندي؛ ذَكَرَ الإخوةُ الجُلساءُ ما فاتَني.

وجزيتِ خيرًا.

عائشة 15-04-2010 06:46 AM

يَنَالُ الفَتَى مِنْ عِيْشِهِ وَهْوَ جَاهِلٌ * ويُكْدِي الفَتَى في دَهْـرِهِ وَهْوَ عَالِمُ
وَلَوْ كَانَتِ الأرْزَاقُ تَجْرِي علَى الحِجَا * هَلَكْنَ إِذَنْ مِنْ جَهْلِهِنَّ البَهَائِمُ
..................................* ...............................
وَلَمْ أَرَ كَالمَعْـرُوفِ تُدْعَى حُقُوقُهُ * مَغَارِمَ في الأَقْـوَامِ وهْيَ مَغَانِـمُ
ولا كالعُلَى ما لَمْ يُرَ الشِّـعْرُ بَيْنَهَا * فكَالأَرْضِ غُفْلاً لَيْسَ فِيهَا مَعالِمُ
وما هُوَ إلاَّ القَـوْلُ يَسْـرِي فَتَغْتَدِي * لَهُ غُرَرٌ في أَوْجُـهٍ ومَوَاسِـمُ
يُرَى حِكْمَةً ما فِيهِ وَهْوَ فُكَـاهَةٌ * ويُقْضَى بِمَا يَقْضِـي بهِ وَهْوَ ظَالِمُ

عائشة 16-04-2010 07:22 AM

لا خَيْـرَ فِي قُـرْبَى بِغَيْرِ مَوَدَّةٍ * وَلَرُبَّ مُنْتَـفِعٍ بِوُدِّ أَبَاعِدِ
وإِذَا القَرَابَةُ أَقْبَلَتْ بِمَوَدَّةٍ * فاشْدُدْ لَهَا كَفَّ القَبُولِ بِسَاعِدِ

.

أم محمد 16-04-2010 07:48 AM

جزاك الله خيرًا أختي بتــول على الإضافات الماتعات.

وللفائدة: هناك كتاب للعلامة ابن سعدي بعنوان: " مجموع الفوائد واقتناص الأوابد ".

والمعذرة للأخت عائشة إن تحول موضوعها (من أوابد أبي تمام) إلى (أوابد الجلساء الكرام)! ولعلها فكرة من أوابد الأفكار!!

عائشة 17-04-2010 08:16 AM

إذَا جَارَيْتَ في خُـلُقٍ دَنيئًا * فأَنتَ وَمَن تُجَارِيهِ سَواءُ
رَأَيْتُ الحُرَّ يَجْتَنِبُ المَخَازِي * وَيَحْمِيهِ عَنِ الغَدْرِ الوَفاءُ
ومَا مِن شِـدَّةٍ إلاَّ سَيَأْتي * لَهَا مِن بَعْدِ شِـدَّتِها رَخَاءُ
لَقَدْ جَرَّبْتُ هَذا الدَّهْرَ حَتَّى * أَفَادَتْني التَّجَارِبُ والعَناءُ
إذَا مَا رَأْسُ أهْلِ البَيْتِ وَلَّى * بَدَا لَهُمُ مِنَ النَّاسِ الجَفَاءُ
يَعِيشُ المَرْءُ مَا اسْتَحْيَا بِخَيْرٍ * وَيَبْقَى العُودُ ما بَقِي اللِّحَاءُ
فَلا واللهِ ما في العَيْشِ خَيْرٌ * ولا الدُّنْيَا إذا ذَهَبَ الحَياءُ
إذا لَمْ تَخْشَ عاقِبةَ اللَّيالي * ولَمْ تَسْتَحْيِ فاصْنَعْ مَا تشَاءُ
لَئيمُ الفِعْلِ مِن قَوْمٍ كِـرَامٍ * لَهُ مِـن بَيْنِهِمْ أبَـدًا عُوَاءُ

.

عائشة 17-04-2010 02:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل عائشة (المشاركة 11856)
وإذَا أَرَادَ اللَّـهُ نَشْـرَ فَضِيـلَةٍ * طُوِيَتْ أَتَاحَ لَهَا لِسَـانَ حَسُـودِ

لَوْلاَ اشْتِعَالُ النَّارِ فِي مَا جَاوَرَتْ * مَا كَانَ يُعْرَفُ طِيبُ عَرْفِ العُودِ

فَاتَني أنْ أذْكُرَ البيتَ التَّالي لهما؛ وهو قولُهُ:
لَوْلا التَّخَوُّفُ للعَوَاقِبِ لَمْ تَزَلْ * لِلْحَاسِدِ النُّعْمَى عَلَى المَحْسُودِ

ويقولُ في ما يُقارِبُ هذا المعنَى:
واعْذِرْ حَسُودَكَ في مَا قَدْ خُصِصْتَ بِهِ * إنَّ الْعُلَى حَسَنٌ في مِثْلِهَا الحَسَدُ

.

عائشة 18-04-2010 08:37 AM

اِصْبِرِي أيَّتُها النَّفْـ * ـسُ فإنَّ الصَّبْـرَ أَحْجَى
نَهْنِهِي الحُزْنَ فإنَّ الْـ * ـحُزْنَ إن لَّمْ يُنْهَ لَجَّـا
والْبَسِـي اليَأْسَ مِنَ النَّا * سِ فإنَّ اليَـأْسَ مَلْجَا
رُبَّما خَـابَ رَجَـاءٌ * وأَتَى مَا لَيْسَ يُرْجَـى

.

عائشة 19-04-2010 09:56 AM

[ في مَعْنَى أنَّ في السَّفَرِ، والسَّعْيِ، وركوبِ الشَّدائدِ= صلاحَ الحالِ، وتوسِعةَ الرِّزْقِ، وإدراكَ المطالبِ ]

أَهُنَّ عَوَادِي يُوسُـفٍ وصَواحِبُهْ * فَعَزْمًا فَقِـدْمًا أَدْرَكَ السُّـؤْلَ طَالِبُهْ
إذَا المَرْءُ لَمْ يَسْـتَخْلِصِ الحَزْمُ نَفْسَـهُ * فذِرْوَتُـهُ للحـادِثاتِ وغارِبُهْ
أَعَاذِلَـتي مَا أخْشَـنَ اللَّيْلَ مَرْكَبـًا * وأخْشَـنُ مِنْهُ في المُلِمَّاتِ راكِبُهْ
ذَرِيـني وأَهْوالَ الزَّمَـانِ أُفانِـها * فأَهْـوَالُهُ العُظْمَى تَليهَا رَغَائِبُـهْ
أَلَمْ تَعْلَمي أنَّ الزِّمَاعَ عَلَى السُّرَى * أَخُو النُّجْحِ عِندَ النَّائباتِ وصاحِبُهْ
دَعِينِي علَى أخْـلاقِيَ الصُّمِّ لِلَّتي * هِيَ الوَفْـرُ أَوْ سِرْبٌ تُرِنُّ نَوَادِبُهْ
فإنَّ الحُسَـامَ الهُنـدُوَانيَّ إنَّمـا * خُشُـونَتُهُ مَا لَمْ تُفَلَّلْ مَضَـارِبُهْ
وقَلْقَلَ نَأْيٌ مِّنْ خُرَاسَانَ جَأْشَهَا * فقُلْتُ اطْمَئِنِّي أنضَرُ الرَّوْضِ عَازِبُهْ

،،، ............. ،،، ............. ،،،

وَطُـولُ مُقَامُ المَرْءِ في الحَـيِّ مُخْـلِقٌ * لِدِيباجَتَيْهِ فاغْتَرِبْ تَتَجَـدَّدِ
فَإِنِّي رَأَيْتُ الشَّمْسَ زِيدَتْ مَحَبَّةً * إلَى النَّاسِ أن لَّيْسَتْ عَلَيْهِم بِسَرْمَدِ

،،، ............. ،،، ............. ،،،

مَنْ أَبَنَّ البُيُوتَ أَصْبَحَ فِي ثَوْ * بٍ مِّنَ العَيْشِ لَيْسَ بِالفَضْفَاضِ
والفَتَـى مَن تَعَرَّقَتْهُ اللَّيَالي * والفَيـافي كالحَيَّـةِ النَّضْـنَاضِ

،،، ............. ،،، ............. ،،،

والطَّائِرُ الطَّائِرُ في شَـانِهِ * يُلْوِي بِحَظِّ الطَّائِرِ الوَاقِـعِ
أخْفَـقَ فاسْتَقْدَمَ في هِمَّـةٍ * وغَادَرَ الرَّتْعَـةَ للرَّاتِـعِ
تَرْمِي العُلَى مِنْهُ بِمُسْتَيْقِظٍ * لا فَاتِرِ الطَّرْفِ ولا خَاشِعِ
وإنَّما الفَتْكُ لِذِي لأْمَةٍ * شَـبْعَانَ أَوْ ذِي كَرَمٍ جَائِعِ

عائشة 20-04-2010 06:58 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل عائشة (المشاركة 11953)
فَاتَني أنْ أذْكُرَ البيتَ التَّالي لهما؛ وهو قولُهُ:
لَوْلا التَّخَوُّفُ للعَوَاقِبِ لَمْ تَزَلْ * لِلْحَاسِدِ النُّعْمَى عَلَى المَحْسُودِ

ويقولُ في ما يُقارِبُ هذا المعنَى:
واعْذِرْ حَسُودَكَ في مَا قَدْ خُصِصْتَ بِهِ * إنَّ الْعُلَى حَسَنٌ في مِثْلِهَا الحَسَدُ


وقالَ:
هُمُ حَسَدُوهُ لا مَلُومِينَ مَجْدَهُ * ومَا حَاسِدٌ في المَكْرُمَاتِ بِحَاسِدِ

.

عائشة 20-04-2010 07:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل عائشة (المشاركة 11917)
لا خَيْـرَ فِي قُـرْبَى بِغَيْرِ مَوَدَّةٍ * وَلَرُبَّ مُنْتَـفِعٍ بِوُدِّ أَبَاعِدِ
وإِذَا القَرَابَةُ أَقْبَلَتْ بِمَوَدَّةٍ * فاشْدُدْ لَهَا كَفَّ القَبُولِ بِسَاعِدِ


ويقولُ:
وقُلْتُ أخِي ، قالُوا أَخٌ ذُو قَرَابَةٍ ؟ * فقُلْتُ ولكنَّ الشُّكُولَ أَقَارِبُ
نَسِيبِيَ في عَزْمٍ ورَأْيٍ ومَذْهَبٍ * وإنْ بَاعَدَتْنَا في الأُصُولِ الْمَنَاسِبُ

.


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 10:23 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ