رائعة الحطيئة ( وطاوي ثلاث )
البسملة2 السلام1 هذه قصيدة من خرائد بل من عجائب الشعر في رأيي بما فيها من صور تجعلك كأنك تنظر إلى الصورة -المرسومة بالكلمات- عيانا، ومن إيقاع شعري يقل نظيره في الروعة انسيابا وإطرابا. وَطاوي ثَلاثٍ عاصِبِ البَطنِ مُرمِلٍ==بِتيهاءَ لَم يَعرِف بِها ساكِنٌ رَسما أَخي جَفوَةٍ فيهِ مِنَ الإِنسِ وَحشَةٌ==يَرى البُؤسَ فيها مِن شَراسَتِهِ نُعمى وَأَفرَدَ في شِعبٍ عَجُوزا إِزاءَها==ثَلاثَةُ أَشباحٍ تَخالُهُمُ بَهْمَا رَأى شَبَحاً وَسطَ الظَلامِ فَراعَهُ==فَلَمّا بَدا ضَيفاً تَسَوَّرَ وَاِهتَمّا وَقالَ ابنُهُ لَمّا رَآهُ بِحَيرَةٍ==أَيا أَبَتِ اذبَحني وَيَسِّر لَهُ طُعْما وَلا تَعتَذِر بِالعُدمِ عَلَّ الَّذي طَرا==يَظُنُّ لَنا مالاً فَيوسِعُنا ذَمّا فَرَوَّى قَليلاً ثُمَّ أَجْحَمَ بُرهَةً==وَإِن هُوَ لَم يَذبَح فَتاهُ فَقَد هَمّا فَبَينا هُما عَنَّت عَلى البُعدِ عانَةٌ==قَدِ انتَظَمَت مِن خَلفِ مِسحَلِها نَظما عِطاشًا تُريدُ الماءَ فَانسابَ نَحوَها==عَلى أَنَّهُ مِنها إِلى دَمِها أَظما فَأَمهَلَها حَتّى تَرَوَّت عِطاشُها==فَأَرسَلَ فيها مِن كِنانَتِهِ سَهما فَخَرَّت نَحوصٌ ذاتُ جَحشٍ سَمينَةٌ==قَدِ اِكتَنَزَت لَحمًا وَقَد طُبِّقَت شَحما فَيا بِشرَهُ إِذ جَرَّها نَحوَ قَومِهِ==وَيا بِشرَهُم لَمّا رَأَوا كَلمَها يَدمى فَباتَوا كِرامًا قَد قَضَوْا حَقَّ ضَيفِهِم==فَلَم يَغرِموا غُرمًا وَقَد غَنِموا غُنما وَباتَ أَبوهُم مِن بَشاشَتِهِ أَبًا==لِضَيفِهِمُ وَالأُمُّ مِن بِشرِها أُمّا وردة1 |
أحسنت نقلاً واختياراً .
وهذه القصيدة يقال: إنها أول ما وصلنا في الأدب العربي من الشعر القصصي . |
جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم.
هذه القصيدة مشهورة جدا، وهي منسوبة إلى الحطيئة، وفي نفسي منها شيء، وأخشى أنها ليست له على أنني لا أجزم بذلك. وفي آخر ديوان الحطيئة بشرح السكري وتصحيح أحمد بن الأمين الشنقيطي: "هذا آخر شعر الحطيئة في رواية ابن حبيب عن ابن الأعرابي وأبي عمرو الشيباني" وشعر الحطيئة المذكور برواية ابن حبيب ليست فيه هذه القصيدة، ثم ألحقها المحقق بالديوان، فقال: "تذييل وتكميل لديوان الحطيئة، قصيدة من مشهور شعره" ثم أورد هذه القصيدة وشرحها، ولم يذكر مصادر هذه القصيدة التي وصفها بأنها من مشهور شعره. وكذلك في ديوان الحطيئة برواية وشرح ابن السكيت وتحقيق الدكتور مفيد محمد قميحة لم ترد هذه القصيدة على ما فهمته من صنع المحقق، فإن المحقق -عفا الله عنه- لم يورد شرح ابن السكيت وروايته كما هي بل رتب الديوان على القوافي، وجعل شرح ابن السكيت في الحاشية، وخلط القصائد التي رواها ابن السكيت بالقصائد التي ألحقها هو، ولما أورد هذه القصيدة في قافية الميم لم يصرح بأن ابن السكيت لم يروها لكنك إذا نظرت في الشرح عرفت أنه من صنع المحقق وليس من شرح ابن السكيت، فهذا يدل على أن ابن السكيت لم يروها وإلا لكان شرحها، وإنما أدخلها المحقق في الديوان ولم يشر إلى ذلك، وخلط رواية ابن السكيت برواية غيره، ورتب ذلك كله على القوافي. وكذلك في ديوان الحطيئة بشرح ابن السكيت والسكري والسجستاني -وقد جمعه وحققه نعمان أمين طه- أوردها في آخر الديوان وعلق عليها بقوله: "غير موجودة في ع و ق، وذكرها جولد تسيهر ضمن (القصائد التي تضاف للحطيئة) في آخر طبعته" (ق) ترمز إلى مخطوطة للديوان برواية السكري، و (ع) ترمز إلى مخطوطة للديوان رجح المحقق أنها برواية ابن السكيت، فترى أن المحقق عوَّل في إيرادها على إيراد المستشرق لها في آخر الديوان، ولم يذكر المحقق من أين أخذها المستشرق ولعل المستشرق أصلا لم يذكر ذلك وإلا لكان المحقق أشار إلى ذلك المصدر. ولست أعلم أول مرجع وُجدت فيه هذه القصيدة لكنني بحثت في كتب الأدب في الموسوعة الشاملة ببعض الكلمات من بعض الأبيات فلم أجد لها أثرا في شيء من كتب الأدب! وهي غير مشهورة في كتب الأدب القديمة ولا أذكر أنني قرأتها في شيء منها وإن كانت مشهورة في زماننا هذا. فالمرجو ممن يجدها في شيء من كتب الأدب القديمة أو يجد شيئا منها في الكتب القديمة أن يدلنا على ذلك مشكورا. وبالله التوفيق. |
شكرا لك أخي جبران سحاري
|
شكرا لك أخي صالحا العمري
وجزاك الله خيرا على ما تفضلت به من تدقيق يجعل من لا ناقة له ولا جمل في ما يتعلق بالمخطوطات ونسخها وتحقيقها يتوقف معطيا القوس باريها. وإن كان لي من رأي فهو أن تتم دراسة القصيدة دراسة مستفيضة والنظر في ما إذا كانت من حيث الشعر مشتملة على نَفَس الحطيئة الشعري وطريقته في النظم ولغته (على أنّ نتيجة هذه الدراسة مما لا يُقطع بصحته أيضا). لكني استغربت مما وجدتُه من هفوات المحققين في شرح بعض مفردات القصيدة -في ما اطلعتُ عليه من تحقيقٍ لديوانه- ولعلي أعود إن شاء الله للإشارة إلى ذلك. شكرا لك مرة أخرى وبارك الله فيكم ونفع بعلمكم |
بارك الله فيك
|
اقتباس:
وعندي الآن طبعة أخرى لشرح ابن السكيت بعناية حنا نصر الحتي ليست فيها القصيدة المذكورة، ثم أوردها بعد ذلك في ملحق جمعه من كتب متفرقة. وليس فيها جديد أمر فإن مرد الرواية إلى المستشرق غولدسيهر. قال المحقق الحتي: "يقول فؤاد افرام البستاني: إن هذه القصيدة ليست في ديوان الحطيئة، بل ألحقت به في طبعة غولدسيهر، وفي طبعة الشنقيطي". وقد كنتُ ترددت لما كتبت ردي الأول عن الجزم في أمر القصيدة بشيء، والآن أجزم جزما لا شك معي فيه ولا ريب أنها ليست للحطيئة بل ليست لأحد من المخضرمين ولا الأمويين، وزمانها بعد ذلك. والله تعالى أعلم. |
قرأت شيئا مميزا حقا
اشكر لك هذه التقدمة |
اقتباس:
يُسطَى علينا ولا نسطو على أحد * لنحن ألطف أكبادًا من الإبل! هذه المشاركة كتبتُها كما ترى في تاريخ: 2012/6/26 الموافق: 1433/8/7ه، ولم أر أحدا سبقني إلى التشكيك في صحة نسبة هذه القصيدة، ثم رأيتُ الدكتور فواز اللعبون وفقه الله كتب مقالًا في جريدة الجزيرة يشكك في نسبة هذه القصيدة إلى الحطيئة، والمقال في هذا الرابط: http://www.al-jazirah.com/2013/20130711/cu8.htm وقد كتب مقاله هذا بتاريخ 1434/8/24ه، أي بعد ما كتبتُ مشاركتي هذه بحول كامل كَرِيت، ولم يُشر إلى أنه سُبق إلى هذا، فهل هو من الاتفاق أو هو سطو صريح، ما أعجب أن تنصرم القرون تلو القرون لا يفطن أحد إلى هذا ثم إذا نبهتُ لها وافق ذلك أن يتنبه لها غيري مصادفة بعد تنبيهي بسنة واحدة! إن ذلك لعجاب! لكن قد سُطي على من هو أجلّ مني، وأكثر من آلمه السطو شيخ العربية أبو فهر لما سطا طه حسين على كتابه عن المتنبي، فاقرأ حسراته في (لمحة من فساد حياتنا الأدبية). وانظر إلى كلام الدكتور فواز وقارنه بكلامي، وانظر إلى قولي: اقتباس:
"1 - أن القصيدة لم ترد في ديوان الحطيئة المعتمد الذي جمعه ورواه ابن السِّكِّيت (تـ: 246هـ)، إنما أوردها المحقق د. نعمان محمد أمين طه في آخر الديوان، وعلق عليها في الحاشية بقوله: «ذكرها جولدتسهير في نشرته لديوان الحطيئة سنة 1891م في نهاية القصائد والمقطوعات التي أَخَلَّتْ بها مخطوطات ديوان الحطيئة، وكذلك ذكرها الأستاذ إفرام البستاني في العدد الذي خص به الشاعر الحطيئة من أعداد مجموعته «الروائع» باختلاف في الرواية، والظاهر أنه نقلها عن ديوان الحطيئة المطبوع في القسطنطينية سنة 1308هـ- 1890م ولم أطلع عليه».(13) ولم ترد أيضاً في رواية أبي الحسن السكري (275هـ) إلا في آخر الديوان تحت عنوان: (تذييل وتكميل لديوان الحطيئة)،(14) وهذا التذييل والتكميل إما من صنعة مصحح الديوان أحمد بن الأمين الشنقيطي، أو من صنعة أحد الذين أشار إليهم محقق شرح ابن السكيت نعمان طه في حاشيته، فنقل عنه الشنقيطي. 2 - أن المصادر الأدبية والنقدية المتقدمة لم تشر إلى هذه القصيدة ولا إلى أي بيت منها، ومثل هذه القصيدة لو كانت حقّاً للحطيئة أو حتى كُتبت في زمنه لتناولها الأدباء والنقاد واللغويون عرضاً ودراسة واستشهادا". فقارن بين الكلامين وتأمل! والحكم بعد ذلك لك. _________ ثم جاء دكتور ثالث فسطا على كتابتي وعلى كتابة الدكتور فواز اللعبون التي اختلسها مني، فصار ذلك سطوا مركَّبا، والأمر لله من قبل ومن بعد. _______ ومن أعاجيب السطو أني اخترتُ مختارات من الحماسة سميتها (عروق الذهب)، نشرتها بتاريخ: 2012/5/4 الموافق: 1433/6/13 ثم رأيت دكتورًا رابعًا أعلنت الصحيفة نفسها في هذا الرابط: http://www.al-jazirah.com/2016/20161008/cm13.htm بتاريخ: 2016/10/8 أنه طبع رسالة دكتوراة سماها (عروق الذهب)، وقدمت الصحيفة بقولها: "(عروق الذهب: دراسة لجماليات النقد الأدبي)، وأصله أطروحة نال بها درجة الدكتوراه"، وهذا كما ترى بعد ما نشرت مختاراتي بأربع سنوات، والغريب أنها رسالة في الأدب أيضا كما كان متني متنًا أدبيا، فهل يُعقل أيضا أن تذهب القرون الطوال كلها لا يخطر هذا العنوان ببال أحد حتى إذا ابتكرتُه انقدح في ذهن رجل آخر مصادفة واتفاقا، أدع الجواب لك. ____________ وأعجب من هذا كله أن دكتورًا خامسًا يعرفني جيدا ولا أشك أنه يعرف كتابتي عن الحطيئة ويعرف متن (عروق الذهب) رأيته يروج لكتابة من سطا على هذه ورسالة من سطا على هذا، وكأنه يمالئ هذا وذاك على السطو ويعاضدهما عليه، والأسباب يعلمها الله تعالى، والأظهر أنها تعصبات فكرية ومناطقية، فهي المتحكم اليوم في جمهرة طلاب العلم. ____________ فهذا كما ترى! أصبح الدكاترة المشهورون يسطون على المساكين المغمورين مثلي، كما سطا طه حسين على أبي فهر، وقد عبّر أبو فهر عما أجده الآن بقوله في (لمحة من فساد حياتنا الأدبية) عن سطو طه حسين: "وأغراه بذلك ما يعلم من عظيم شهرته وبعيد صيته، وما يعلم مما نحن فيه من الخَفاء والصمت وقلة الاكتراث بالدعاية الملفقة لأنفسنا"! ما بقي إلا السطو والسلب والنهب، وافتراس (الدكاترة!) للضعفاء والمساكين. |
الدكتور زيد بن عمرو بن قيس بن عتّاب اليربوعي |
أضحك الله سنك :)
زيد اليربوعي ليس دكتورًا ولكنه أبو الدكاتير، رحمه الله وغفر له، فإنه شاعر إسلامي، أظن ذلك. |
بورك فيكم.
قال الصَّلاح الصَّفديُّ (ت 764) في {شرح لامية العجم} (1/ 253): ( ويُعجبُني أبياتُ الحطيئةِ -وإن كانَ فيها طُولٌ-: وطاوي ثلاثٍ عاصبِ البطنِ مرملٍ * ببيداءَ لم يعرفْ لها ساكنٌ رَسْما ... ) إلى آخرِ الأبياتِ. |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 08:46 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ