ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة النحو والتصريف وأصولهما (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   دروس في شرح الآجرومية ( للمبتدئين ) غاية في السهولة والوضوح . (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=7047)

أبو مصطفى البغدادي 10-05-2012 02:34 PM

دروس في شرح الآجرومية ( للمبتدئين ) غاية في السهولة والوضوح .
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن والاه.
أما بعدُ فقد التمس مني بعض الإخوة أن أكتب شرحا ميسرا على الآجرومية فأجبته لذلك عسى الله أن يبارك بها.
وقد انتهجتُ فيها طريقة التدرج في عرض المعلومات والتعاريف وعدم الإحالة على مجهول.
والله أسأل أن ينفعَ بها الكاتب والقارئ وأن يجعل أعمالنا صالحة ولوجهه الكريم خالصة إنه نعم المولى ونعم النصير هو حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

( الدرس الأول )

مقدمة

النحو: قواعد يعرف بها ضبط آخر الكلمة.
وفائدته: صون اللسان عن الخطأ في الكلام، وفهم القرآن والسنة.
بمعنى أن العرب الفصحاء كانوا يتحدثون بالعربية وفق قانون مستقيم، فلما فتحت البلاد واختلط العرب بالأعاجم تسرب اللحن والخلل إلى نطقهم فاشتدت الحاجة إلى وضع قواعد مستخرجة من كلام العرب الفصحاء يتمكن بها الناطق من صون لسانه عن الخطأ فمن أجل ذلك وضعوا علم النحو.
ثم إن أبحاث هذا العلم تتعلق بالحرف الأخير من الكلمة فتجده يعلمك متى تنطق بها مضمومة ومتى تنطق بها مفتوحة أو مكسورة أو ساكنة فقوله تعالى: ( الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ ) نلاحظ أن حركة الحرف الأخير من الكلمات كالدال من الحمد والهاء من الله مختلفة تبعا لقواعد علم النحو.
ثم إن فائدته ترجع إلى غرضين:
الأول: لفظي.
والثاني معنوي.
فأما الفائدة التي ترجع للّفظ فهي صون اللسان عن الخطأ في الكلام بحيث يكون نطقك بالكلام كنطق العرب الأوائل، ونحن اليوم وإن صرنا نتحدث بالعامية ولا نراعي في كلامنا علم النحو إلا أن طالب العلم يحتاج إليه في الخطب والدروس ، وكذا إذا أخذ في تأليف كتاب أو رسالة إذْ يقبح منه وهو يتكلم في الدين وينظر إليه على أنه صاحب علم ودعوة يحرك الكلمات بشكل خاطئ.
وأما الفائدة المعنوية فهي الاستعانة بالنحو على فهم القرآن والسنة النبوية اللذين هما مصدرا التشريع.
مثال: من مسائل وقواعد علم النحو هي ( الفاعل مرفوع- والمفعول به منصوب ) فإذا أردنا أن نُخبرَ عن زيد بأنه ضرب عمرا نقول: ضربَ زيدٌ عمراً، فبما أن زيدا هو الفاعل أي الذي قام بالضرب نرفعه هنا بالضمة، وبما أن عمرا هو المفعول به أي الذي وقع عليه الضرب ننصبه هنا بالفتحة.
فالمتكلم بهذه الجملة ( ضربَ زيدٌ عمراً ) متى رفع كلمة زيد ونصب كلمة عمرو يقال: إنه قد أصاب ومتى ما نطق بهما على غير تلك الصورة يقال إنه قد لَحَنَ في كلامه وأخطأ في النحو.
ثم إن السامع والقارئ لتلك الجملة يستطيع من خلال علم النحو أن يعرف من هو الضارب ومن هو المضروب لأنه حينما يجد كلمة زيد قد رفعت وكلمة عمرو قد نصبت يعلم من هو الفاعل ومن هو المفعول به فمِن هنا كان علم النحو مظهرا للمعنى الذي يقصده المتكلم والكاتب.
فإذا قرأ العاميّ قول الله تعالى: ( حضرَ يعقوبَ الموتُ ) فلعله يستشكل كيف أن يعقوب عليه السلام حضر وجاء للموت فهل قتل نفسه- حاشاه- أو ماذا؟ بينما طالب العلم الذي درس النحو ينظر في لفظ الآية فيجد أن الباء من يعقوب مفتوحة، والتاء من الموت مضمومة فيعلم أن الآية فيها تقديم المفعول على الفاعل والأصل حضرَ الموتُ يعقوبَ فالموت هو الذي حضر يعقوب.
ومثله قول الله تعالى ( إنما يخشى اللهَ من عبادِه العلماءُ ) فقد يستشكل كيف أن الله يخشى ويخاف من العلماء بينما نجد أن لفظ الجلالة مفعول به منصوب، والعلماء فاعل مرفوع فالتقدير إنما يخشى العلماءُ اللهَ فلا إشكال.
فالخلاصة هي أن علم النحو هو قواعد يعرف بها كيفية ضبط الحرف الأخير من الكلمة على الكيفية التي نطقت بها العرب، وأن معرفة قواعد النحو تعين على كشف المعنى الذي قصده المتكلم فلذا نحتاج النحو لفهم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.

( مسائل )

1- في ضوء ما تقدم ما هو علم النحو ؟
2- ما هي فائدة دراسة علم النحو؟
3- وضّح كيف أن النحو يكشف المعنى المراد؟


أحمد بن حسنين المصري 10-05-2012 04:09 PM

والله لقد أنار الملتقى بأستاذنا المبدع / أبي مصطفى البغدادي

أبو مصطفى البغدادي 10-05-2012 04:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل أحمد بن حسنين المصري (المشاركة 30275)
والله لقد أنار الملتقى بأستاذنا المبدع / أبي مصطفى البغدادي

جزاكَ الله خيرا.
قد رأيتُ مشاركتكَ في ملتقى أهل الحديث فقلتُ: في نفسي أنا أشرح الآجرومية الآن فلم لا أسجل مع الإخوة في ملتقى أهل اللغة.

أبو مصطفى البغدادي 10-05-2012 04:37 PM

( الدرس الثاني )

الكلمة والكلام


قد علمت أن علم النحو هو قواعد يعرف بها ضبط آخر الكلمة وأن فائدته صون اللسان عن الخطأ في الكلام وفهم القرآن والسنة، فلا بد لنا من أن نعرف بشكل مفصّل ما هو المقصود بالكلمة والكلام.
فلو لاحظنا الكلمات الآتية: ( جبل- كتاب- فم ) لوجدناها تتكون من مجموعة أحرف هجائية فالكلمة الأولى مثلا تتكون من ( الجيم- والباء- واللام ) وهكذا سائر الكلمات التي ننطق بها.
وحروف الهجاء تسعة وعشرون حرفا هي: ( أ- ب - ت - ث - ج - ح- خ - د - ذ - ر - ز- س - ش - ص - ض -ط - ظ - ع - غ - ف - ق - ك - ل - م - ن - هـ - و - ا - ي ) فالهزة أولها والياء آخرها والألف بين الواو والياء.
ثم إن هذه الأحرف إذا اجتمعت مع بعضها قد يحصل منها معنى في اللغة العربية وقد لا يحصل منها معنى فمثلا لفظ ( زيد ) له معنى ولفظ ( ديز ) لا معنى له.
ونعني باللفظ هو: الصوت المشتمل على بعض الأحرف، والصوت هو: كل ما يسمع.
فإذا كانت بيدك قطعة نقود معدنية وألقيتها في الأرض فستسمع لها صوتا، وإذا فتحت الباب فتسمع صوتا فكل ما سمعته بإذنك فهو صوت، وهذا الصوت إن كان خاليا من الأحرف فيسمى صوتا فقط كصوت الجرس، وإن كان ذا أحرف فيسمى لفظا مثل لفظ زيد، فالصوت أعم وأوسع من اللفظ.
واللفظ ينقسم إلى قسمين:
أولا- اللفظ المستعمل وهو: ما له معنى. مثل: زيد - بيت - رجل.
ثانيا- اللفظ المهمل وهو: ما ليس له معنى. مثل: ديز -فيس - تيب.
واللفظ المستعمل ينقسم إلى قسمين:
1- مفرد وهو: اللفظة الواحدة. مثل: ( زيد - كتاب - سيارة ) ويسمى اللفظ المستعمل المفرد بالكلمة.
2- مركب وهو: ما تكون من لفظتين فأكثر. مثل: ( غلام زيد - عصير البرتقال- الحمد لله رب العالمين ).
واللفظ المركب ينقسم بدوره إلى قسمين:
أ- مركب مفيد وهو: ما يحسن السكوت عليه. ويسمى بالمركب التام.
ب- مركب غير مفيد وهو: ما لا يحسن السكوت عليه. ويسمى بالمركب الناقص.
مثال: زيدٌ قائمٌ، هذا لفظ مركب من كلمتين وهو يفيد معنى يحسن السكوت عليه أي يصح الاكتفاء به فإذا سمع إنسانٌ شخصا يقول زيد قائم فسيفهم معنى تاما وهو أن شخصا يسمى بزيد قائم.
مثال: قامَ زيدٌ، هذا لفظ مركب مفيد لأنه يدل على معنى كامل يصح السكوت عليه والاكتفاء به.
مثال: عصيرُ البرتقالِ، هذا لفظ مركب من كلمتين ( عصير- البرتقال ) ولكنه غير مفيد لأنه لا يحسن السكوت عليه ولا يكتفي به السامع فهو ناقص الدلالة فعصير البرتقال ماذا به؟ هل هو حلو أو حامض أو غالي الثمن لم يبيّن فلا يفيد فائدة يحسن السكوت عليها فإذا أكمل المتكلم وقال: عصيرُ البرتقالِ حلوٌ فهذا يكون مركبا مفيدا.
مثال: إذا قامَ زيدٌ، هذا لفظ مركب من ثلاث كلمات: ( إذا- قام- زيد ) ولكنه غير مفيد والسامع يبقى ينتظر ولا يصح الاكتفاء به، فإذا قام زيدٌ يكون ماذا لم يبيّن، فلا يكون المركب مفيدا ولكن إذا قيل إذا قام زيد فسلم عليه أو فأكرمه أو ناوله المنشفة ونحو ذلك فسيكون مركبا مفيدا.
ويسمى اللفظ المركب المفيد بالكلام والجملة نحو زيد قائم، وقام زيد، وكما تلاحظ فإن الكلمات المستعملة في تركيب الكلام عربية أي نطقت بها العرب فالكلام عند النحاة لا يكون بغير ألفاظ العرب فلو استعلمنا غير لغة العرب كاللغة الانكليزية للمحاورة فلا تسمى تلك الألفاظ عند النحاة كلاما لأنها ليست موضوعة بلغة العرب فالكلام إذاً هو: اللفظ المركب المفيد بالوضع العربي.
فتلخص من ذلك أن اللفظ هو الصوت المشتمل على بعض الأحرف، وهو مستعمل ومهمل، واللفظ المستعمل مفرد ومركب، والمركب تارة يكون مفيدا تاما ويسمى بالكلام، وتارة يكون غير مفيد وهو الناقص.

( أسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هي الكلمة وما هو الكلام؟
2- عرِّف ما يلي: ( الصوت- اللفظ- المستعمل- المهمل- المركب الناقص )؟
3- مثِّل بمثال من عندك للفظ المفرد، والمركب الناقص، والمركب التام؟

( تمارين )

عيّن المركب الناقص، من الكلام فيما يلي:
( الحمدُ للهِ- إنما الأعمالُ بالنياتِ- المدينةُ المنورةُ- ليتَ المريضَ- إن اتقيتَ اللهَ- لا إلهَ إلا اللهُ- صحيحُ البخاريْ ).

أبو مصطفى البغدادي 11-05-2012 04:51 PM

( الدرس الثالث )


أقسام الكلام

قد علمتَ أن الكلامَ هو: اللفظُ المركبُ المفيدُ بالوضعِ العربي، وأن الكلمةَ هي: اللفظُ المستعملُ المفردُ ونريد أن نبيّن هنا أقسامَ الكلامِ أي أجزاءه التي يتألف منها.
فأقسامه ثلاثة هي: أولا- الاسم، ثانيا- الفعل،ثالثا- الحرف.
ولكل واحد منها علامة يُعرف ويتميّز بها عن البقية، فمن علامات الاسم هي:
1- التنوين وهو تنوين الضم والفتح والكسر ( ٌ، ً ، ٍ ) مثل: هذا كتابٌ-وقرأتُ كتاباً- ونظرت إلى كتابٍ فكتاب اسم والدليل هو وجود التنوين في آخره.
مثال: قال الله تعالى: ( سيصلى ناراً ذاتَ لهبٍ ) فنار ولهب اسمان لوجود التنوين في آخرهما.
2- الألف واللام. مثل: الرجل- الكتاب- الشمس- الزجاج، فهذه كلها أسماء لوجود أل في أولها.
مثال: قال الله تعالى: ( الرحمنِ الرحيمِ) فلفظ رحمن ورحيم اسمان لوجود الألف واللام في أولهما.
3- الإسناد إليه ومعناه: أن تنسب لشيء شيئا آخر، مثل: ( زيدٌ قائمٌ ) فهنا نسبتَ وأسندتَ لزيد القيام فيسمى زيد مسندا إليه، ويسمى القيام مسندا، فزيد هنا اسم لأنه أسند إليه القيام، وكل كلمة أسند إليها شيء تكون اسما فوقوع الكلمة مسندا إليه هو دليل على أنها اسم، ومثل: ( قامَ زيدٌ- نامَ بكرٌ- أنا مسلمٌ ) فزيد اسم لأنه أسند إليه القيام، وبكرٌ اسم لأنه أسند إليه النوم، وأنا اسم لأنه أسند إليه الإسلام.
مثال: قال الله تعالى: ( محمدٌ رسولُ اللهِ ) فمحمد اسم لأنه أسند إليه الرسالة صلى الله عليه وسلم.
وأما الفعل فهو كلمة تدل على وقوع عمل معين في زمن ما، مثل ضرب يدل على وقوع الضرب في زمن سابق، ومثل يضرب يدل على وقوع الضرب في الزمن الحالي، ومثل سأضرب يدل على وقوع الضرب في زمن المستقبل، ومثل ( كتب- سجد- يأكل- يصوم) فكلها تدل على وقوع فعل وعمل معين في زمن ما. ثم الفعل ثلاثة أقسام هي:
1- الفعل الماضي. مثل: ضربَ- كتبَ - استخرَجَ، وهو يدل على الزمن الفائت أي السابق لزمن التكلم.
2- الفعل المضارع. مثل: يضربُ- نكتبُ- تستخرِجُ، وهو يدل على الزمن الحالي أي زمن التكلم، والزمن المستقبلي فمثلا لو قلتَ: يحصدُ الفلاحُ الزرعَ، فقد يكون الفلاح يحصد في أثناء التكلم فيكون يحصد للحال وقد يكون المعنى سيحصد الفلاح الزرع أي بعد زمن التكلم فيكون يحصد للمستقبل، فالمضارع له زمنان: الحال، والاستقبال.
3- فعل الأمر. مثل: اضربْ- اكتبْ- اِستخرِجْ، فيدل على طلب الفعل في زمن المستقبل أي بعد التكلم. فعلامة الفعل الماضي هي: تاء التأنيث الساكنة مثل: ضربَتْ- كتبَتْ- استخرجَتْ، فهذه أفعال ماضية لوجود تاء التأنيث في آخرها وسميت تاء التأنيث لأنها تستعمل مع الإناث تقول: كتبَتْ هندٌ الدرسَ.
مثال: قال الله تعالى: ( قالتْ ربِّ ابنِّ لي عندك بيتاً في الجنةِ ) فقالتْ فعل ماضٍ لوجود تاء التأنيث في آخره.
وعلامة الفعل المضارع هي: ( لَمْ ) مثل: لم يضربْ- لم يلعبْ- لم يستخرجْ تقول: لمْ يهملْ زيدٌ الدرسَ فيهمل فعل مضارع بدليل وجود كلمة لمْ في أوله، فلمْ لا تدخل إلا على الفعل المضارع.
مثال: قال الله تعالى: ( لمْ يلدْ ولمْ يولدْ ولم يكنْ لهُ كفواً أحدٌ ) فيلد ويولد ويكن أفعال مضارعة بدليل لمْ. وفعل الأمر علامته مركبة من أمرين فلا بد من وجودهما معا كي تكون الكلمة فعل أمر وهما: أ- دلالته على الطلب، ب- قبوله ياءَ المخاطبَةِ، مثل: اكتبْ، فهو فعل أمر لأنه يدل على الطلب ويقبل ياء المخاطبة نقول اكتبيْ فقبلت الكلمة هذه الياء التي تستعمل لخطاب الإناث تقول اكتبي يا هندُ الدرسَ ومثل: اضربيْ المسيءَ فاضربي فعل أمر لدلالته على الطلب أي طلب الكتابة ووجود ياء المخاطبَةِ في آخره.
مثال: قال الله تعالى: ( فكليْ واشربيْ وقَرِّيْ عينا ) فكلي واشربي وقرِّي أفعال أمر لدلالتها على الطلب ووجود ياء المخاطبة في آخرها.

وأما الحرف فعلامته هي: عدم قبول أي علامة من علامات الاسم أو الفعل، بمعنى أن علامات الأسماء هي: ( التنوين- والألف واللام- والإسناد إليه ) وعلامات الفعل هي: ( تاء التأنيث- ولم- ودلالته على الطلب مع قبوله ياء المخاطبَة ) فنأتي بالكلمة ونختبر عليها جميع علامات الاسم والفعل فإذا لم تقبلها فهي حرف مثل ( في- عن- على- إلى ) فإذا أخذنا إلى مثلا وجدناها لا تقبل التنوين ولا تقبل أل فلا نقول الإلى ولا تصلح للإسناد ولا تقبل تاء التأنيث فلا يقال إلات، ولا لمْ فلا يقال لمْ إلى، وليس فيها دلالة على الطلب ولا تقبل ياء المخاطبة فتكون حرفا، فكل كلمة تقبل علامة من علامات الاسم فهي اسم وكل كلمة تقبل علامة من علامات الفعل فهي فعل وكل كلمة لا تقبل شيئا من علامات الاسم ولا الفعل فهي حرف.
تنبيه: هذه العلامات السابقة يستدل بها في حالة كونها موجودة في الكلمة وفي حالة قبولها لها فمثلا نقول إن (الرجل ) اسم لوجود الألف واللام، ونقول ( رجل ) اسم أيضا لقبول الألف واللام فتصير الرجل.

( الأسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هي أقسام الكلام؟
2- ما هي علامة كل قسم من أقسام الكلام؟
3- مثل بمثال من عندك لكل قسم من أقسام الكلام؟

( التمارين 1 )

ميّز بين الاسم والفعل والحرف مع ذكر الدليل فيما يأتي: ( نخيل- مصباح- هل- ينصر- المتقون- يؤمنون- مِنْ- كاتبٌ- أفلحَ ).

( التمارين 2 )

عيّن الماضي والمضارع والأمر من الأفعال الآتية مع ذكر الدليل: ( هُزي- نعبدُ- نستعينُ- يقيمونَ- أنذرَ- رأَى- سبِّحْ- اِستقمْ ).


أبو مصطفى البغدادي 11-05-2012 04:52 PM

( الدرس الرابع )

الإعراب

قد علمتَ أن النحو هو: قواعد يعرف بها ضبط آخر الكلمة، وأن البحث في علم النحو إنما يكون في الحرف الأخير من الكلمة.
وآخر الكلمة يكون محلا لتغيرات مختلفة لاحظْ قول الله تعالى: ( الذينَ قالَ لهمُ الناسُ إنَّ الناسَ قد جمعوا لكم ) فانظر إلى كلمة ( الناس ) ذكرت مضمومة ثم ذكرت مفتوحة، ولاشك أنَّ هذا التغير إنما هو بسبب قواعد النحو، وكذلك انظر إلى هذه الآيات قال الله تعالى: ( قُتِلَ الإنسانُ ما أكفرَهُ ) وقال سبحانه: ( إنَّ الإنسانَ لفيْ خُسرٍ ) وقال: ( هل أتى على الإنسانِ حينٌ مِن الدهرِ ) تجد كلمة ( إنسان ) ذكرت مضمومة ثم مفتوحة، ثم مكسورة، بحسب موقعها في الكلام، فكلمة ( الناس- والإنسان ) تسمى بالمعربة.
والكلمة المعربة هي:
الكلمة التي تتغيّر حركة آخرها بحسب موقعها في الكلام.

وهنا نصل إلى سؤال مهم وهو: متى يصح أن نجعل آخر الكلمة مضمومة ومتى يصح أن نجعلها مفتوحة ومتى يصح أن نجعلها مكسورة ؟

والجواب هو: أن ضبط حركة آخر الكلمة يكون بحسب موقعها في الجملة والكلام.

ولنذكر بعض القواعد:
أولا: ( الفاعل يضم آخره )، ثانيا: ( المفعول به يفتح آخره )، ثالثا: ( الاسم المسبوق بحرف الجر يكسر آخره ).
وإليك الشرح والبيان:

قد عرفتَ كيف تميّز بين الاسم والفعل والحرف، ثم الفعل دائما يقتضي وجود فاعل قام بذلك الفعل فانظر إلى هذه الأمثلة: ( قامَ زيدٌ- جاءَ عمروٌ- استيقظَ الولدُ ) تجد ثلاث جمل كل واحدة منها متكونة من فعل واسم فالجملة الأولى ( قامَ زيدٌ ) متكونة من فعل ماض، واسم، وكذلك البقية ولو لاحظنا معاني تلك الجمل لوجدناها تدل على فعل، وشخص قام بذلك الفعل، يسمى بالفاعل وتكون حركة آخره هي الضمة.
فالفاعل هو: اسمٌ يأتي بعد الفعل، ويدل معناه أنه هو الذي قام بالفعل، ويكون آخره ضمة.
فهذا الضابط الأول الذي مسكناه وهو أننا نضم آخر الاسم إذا كان فاعلا.
مثال: قال الله تعالى: ( قالَ نسوةٌ في المدينةِ ) فقالَ: فعل ماض، ونسوةٌ، فاعلٌ آخره ضمة.
وأما المفعول به فانظر معي إلى هذه الأمثلة:( ضربَ زيدٌ عمراً- أكرمَ عليٌ بكراً- قرأَ الطالبُ الدرسَ )
تجد كل جملة متكونة من فعل واسمين الأول منها مضموم والثاني مفتوح ونجد من حيث المعنى أن الاسم الأول يدل على الفاعل، والثاني يدل على الذي وقع عليه الفعل، فالاسم الذي قام بالفعل يسمى فاعلا ويكون مضموما، والاسم الذي وقع عليه الفعل يسمى مفعولا به ويكون مفتوحا.
فالجملة الأولى ( ضربَ زيدٌ عمراً ) متكونة من فعل ماض، ومن اسم قام بفعل الضرب وهو زيد ويسمى فاعلا، ومن اسم وقع عليه الضرب وهو عمرو ويسمى مفعولا به.
فالمفعول به هو: اسم، يدل على الذي وقع عليه الفعل، ويكون آخره فتحة.
وهذا الضابط الثاني الذي نمسكه وهو أننا نفتح آخر الاسم إذا كان مفعولا به.
مثال: قال الله تعالى: ( وورثَ سليمانُ داودَ ) فورثَ فعل ماض، وسليمان فاعل، وداود مفعول به.
وأما الاسم المجرور فهو: اسم يسبقه حرف من حروف الجر. مثل ( مِن- إلى - عَن- على- في- الباء ) فهذه الحروف تدخل على الأسماء وتجعل حركة آخرها هو الكسرة، وإليك هذه الأمثلة: ذهب زيدٌ مِن البيتِ إلى المدرسةِ، فهنا دخل الحرف ( مِن ) على البيت فتسبب في كسره، ودخل الحرف ( إلى ) على المدرسة فكسرها أيضا، ومثل: رميتُ السهمَ عن القوسِ، فالقوس اسم مكسور والذي سبب له هذه الكسرة هو حرف الجر ( عن )، ومثل: صعدَ زيدٌ على الدرجِ، فالدرج اسم مكسور لأنه مسبوق بحرف الجر ( على ) ومثل: دخلَ زيدٌ في المسجدِ، فالمسجد اسم مكسور آخره والذي عمل فيه هذه الكسرة وجلبها له هو ( في )، ومثل: كتبَ زيدٌ بالقلمِ، فالباء حرف جر وقد كسرت القلم.
فحروف الجر هي: حروف معينة مثل مِن وإلى تدخل على الأسماء وتقوم بكسر آخرها.
وهذا الضابط الثالث الذي نمسكه وهو أننا نكسر الاسم المسبوق بحرف الجر.
مثال: قال الله تعالى: ( مِن المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأقصى ) فالمسجد كسر مرتين مرة بسبب ( مِن ) ومرة بسبب ( إلى ).
فتلخص من ذلك أن الإعراب هو: تغير يحدث في آخر الكلمة لاختلاف موقعها في الكلام.
فالكلمة تتغير من ( الضمة إلى الفتحة إلى الكسرة ) بحسب موقعها فإذا وقعت في الجملة فاعلا حدثت الضمة، وإذا وقعت مفعولا به حدثت الفتحة، وإذا وقعت مسبوقة بحرف جر حدثت الكسرة.

( أسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هو الإعراب؟
2- ما هو الفاعل وما هو المفعول به وما هو الاسم المجرور؟
3- مثل بمثال من عندك للفاعل والمفعول به والاسم المجرور؟

( تمارين 1 )

استخرج الفاعل والمفعول به والاسم المجرور فيما يأتي:
( صاحَ الديكُ- بكى الطفلُ- يزرعُ الفلاحُ الأرضَ- مزَّقَ الغلامُ الورقَ- يقطعُ النجارُ الخشبَ بالمنشارِ- ترقدُ الدجاجةُ على البيضِ- ركبَ زيدٌ الطائرةَ من العراقِ إلى الشامِ- يغوصُ السبَّاحُ في الماءِ ).

( تمارين 2 )

ضع الأسماء التالية في كلام بحيث تكون مرة مضمومة ومرة مفتوحة ومرة مكسورة:
( الرجل- الأسد- البرق- المؤمن- المطر ).


أبو مصطفى البغدادي 12-05-2012 11:42 AM

( الدرس الخامس )


أقسام الإعراب

قد علمتَ أن الإعراب هو: تغيير يحدث في آخر الكلمة لاختلاف موقعها في الكلام، وأن الكلمة المعربة هي: التي تتغير حركة آخرها بحسب موقعها في الكلام.
ثم إن للإعراب أربعة أقسام هي:
1- الرفع، 2- النصب، 3- الجر، 4- الجزم.
فالتغير بالضمة يسمى رفعا. مثل: قامَ زيدٌ، فزيد كلمة مرفوعة بدليل الضمة التي في آخرها وبما أن الفاعل آخره ضمة فيكون كل فاعل مرفوعا.
والتغير بالفتحة يسمى نصبا. مثل ضربَ زيدٌ عمراً، فعمرو كلمة منصوبة بدليل الفتحة التي في آخرها وبما أن المفعول به آخره فتحة فيكون كل مفعول به منصوبا.
والتغير بالكسرة يسمى جرا. مثل ذهبَ الطالبُ إلى المدرسةِ، فالمدرسة كلمة مجرورة بدليل الكسرة في آخرها وبما أن الاسم المجرور آخره كسرة فيكون كل اسم مسبوق بحرف الجر مجرورا.
والتغير بالسكون يسمى جزما. مثل لم يقمْ زيدٌ، فيقمْ فعل مضارع مجزوم بدليل السكون في آخره.
وبما أنه قد تقدم بيان الفاعل والمفعول به والاسم المجرور فلنتكلم بشيء من التفصيل عن الجزم فنقول:
قد مرّ عليك أن الفعل ثلاثة أقسام: ماض، ومضارع، وأمر، وعرفت العلامة التي تميز كل فعل عن الآخر ثم إن الفعل المضارع كالاسم تحدث في آخره تغيرات مختلفة لاحظ هذه الآيات قال الله تعالى: ( اليومَ يغفِرُ اللهُ لكم ) وقال تعالى: ( فلنْ يغفِرَ اللهُ لهم ) وقال تعالى: ( إنْ ينتهوا يُغفَرْ لهم ) تجد الفعل المضارع ( يغفر ) عرضة للتغيرات فمرة آخره ضمة، ومرة فتحة، ومرة سكون، وبالتأكيد إن هذه التغيرات تابعة للقواعد.
وإليك بعض تلك القواعد:
أولا: ( الفعل المضارع ينصب إذا سبقه حرف نصبثانيا: ( الفعل المضارع يجزم إذا سبقه حرف جزم) ثالثا: ( الفعل المضارع يرفع إذا لم يسبقه حرف نصب أو جزم) وإليك الشرح والتفصيل:
انظر في الأمثلة التالية: ( لنْ يقومَ زيدٌ- لنْ يهملَ الطالبُ الدرسَ، لنْ يفلحَ الكافرُ ) تجد أن الحرف ( لنْ ) دخل على الأفعال المضارعة: ( يقوم- يهمل- يفلح ) فنصبها أي جعل في آخرها فتحة.
فظهر أن الحرف ( لنْ ) إذا دخل على الفعل المضارع فإنه ينصبه دائما.
مثال: قال الله تعالى: ( وقال الذين كفروا لنْ نؤمنَّ بهذا القرآن ) فلن حرف نصب، ونؤمنَ فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
وأنظر في الأمثلة التالية: ( لم يذهبْ عمروٌ- لم يهمِلْ الطالبُ الدرسَ- لم يكسرْ الطفلُ الزجاجَ ) تجد أن الحرف ( لمْ ) دخلَ على الأفعال المضارعة ( يذهب- يهمل- يكسر ) فجزمها أي جعل آخرها سكونا.
فظهر أن الحرف ( لمْ ) إذا دخل على الفعل المضارع فإنه يجزمه دائما. مثال: قال الله تعالى: ( لم يلدْ ولم يولدْ ولم يكنْ له كفواً أحدٌ ) فلم حرف جزم والأفعال المضارعة: ( يلد- يولد- يكن ) مجزومة وعلامة جزمها السكون.
وأنظر في الأمثلة التالية: ( يقومُ زيدٌ- يكرمُ الناسُ العاِلمَ - يشكرُ المؤمنُ اللهَ ) تجد أن الأفعال المضارعة ( يقوم- يكرم- يشكر ) لم يسبقها حرف ناصب ولم يسبقها حرف جازم فلهذا رفعت أي كان آخرها ضمة فظهر أن الفعل المضارع متى تجرد عن الناصب والجازم فإنه يرفع.
مثال: قال الله تعالى: ( أرأيتَ الذي يكذِّبُ بالدينِ ) فيكذب فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
وبهذا البيان قد حصلت لك صورة واضحة عن المقصود بالجزم.
ولعلك لاحظتَ أن الأسماء دخلها الرفع والنصب والجر فتوجد أسماء مرفوعة كالفاعل، وتوجد أسماء منصوبة كالمفعول به، وتوجد أسماء مجرورة إذا سبقت بحرف جر، ولا توجد أسماء مجزومة في العربية أبدا.
وأيضا رأيتَ أن الأفعال المضارعة تكون مرفوعة إذا لم يدخل عليها حرف ناصب أو جازم، وتكون منصوبة إذا دخل عليه حرف ناصب، وتكون مجزومة إذا دخل عليها حرف جازم، ولا تكون مجرورة فلا توجد أفعال مجرورة في لغة العرب إطلاقا.
فتلخص أن أقسام الإعراب أربعة رفع ونصب وجر وجزم، وأن الرفع والنصب يدخل على الأسماء والأفعال المضارعة، وأن الجر يختص بالأسماء، وأن الجزم يختص بالأفعال المضارعة.
وقد حصلنا في نهاية الدرس على ست قواعد نحوية مهمة يجب استيعابها جيدا هي:
أولا: كل فاعل مرفوع- ثانيا: كل مفعول به منصوب- ثالثا: كل اسم مسبوق بحرف جر مجرور. رابعا: كل فعل مضارع مسبوق بناصب منصوب- خامسا: كل فعل مضارع مسبوق بجازم مجزوم. سادسا: كل فعل مضارع تجرد عن الناصب والجازم مرفوع.

( أسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هي أقسام الإعراب؟
2- وزّع أقسام الإعراب على الأسماء والأفعال؟
3- مثل بمثال من عندك لكل قسم من أقسام الإعراب؟

( تمارين 1 )

عيّن الكلمات المرفوع والمنصوبة والمجرورة والمجزومة فيما يأتي:
( طلعتْ الشمسُ من المشرقِ- اجتهدَ الطالبُ في الامتحانِ- لم يكثِرْ المريضُ من الطعامِ- لن يتركَ المؤمنُ الصلاةَ- يحبُ المسلمُ الخيرَ ).

( تمارين 2 )

ضع الأفعال المضارعة الآتية في جمل مفيدة واجعلها تارة مرفوعة وتارة منصوبة وتارة مجزومة: ( يشرب- ينصر- تشرق- يسجد- يستخرج ).

أبو مصطفى البغدادي 12-05-2012 11:43 AM

( الدرس السادس )



البناء

قد علمتَ أن الإعرابَ هو: تغيرٌ يحدث في آخر الكلمة لاختلاف موقعها في الكلام، وأن أقسام الإعراب أربعة هي: رفع ونصب وجر وجزم، فلا يخلو أي إعراب من قسم من هذه الأقسام.
ثم إن الإعراب لن يحصلَ إلا بتوفر أمرين هما:1- العامل، 2- المعمول.
بمعنى أن كل مرفوع لا بد له من رافع، وكل منصوب لا بد له من ناصب، وكل مجرور لا بد له من جار، وكل مجزوم لا بد له من جازم.
مثل: ذهبَ زيدٌ إلى البيتِ، فالبيت اسم مجرور، والذي عمل وجلب له الجر والكسرة هو حرف الجر ( إلى ) فـ ( إلى ) يسمى بالعامل، والكلمة التي وقع فيها الجر وهي هنا ( البيت ) تسمى بالمعمول، والجر الذي هو التغير الحاصل بالكسرة هو العمل والإعراب.
فالعامل هو: الذي يجلب الرفع أو النصب أو الجر أو الجزم.
والمعمول هو: الكلمة التي يظهر في آخرها الرفع أو النصب أو الجر أو الجزم.
وأما العمل فهو نفس الإعراب أي الرفع أو النصب أو الجر أو الجزم ( ُ، َ ، ِ ، ْ ).
وحروف الجر هي التي تعمل الجر في الاسم، وأما الفاعل والمفعول به فالذي يعمل فيهما هو الفعل أي أن الذي جعل الفاعل مرفوعا، وجعل المفعول به منصوبا هو الفعل، مثل: ضربَ زيدٌ عمراً، فالذي رفع زيدا وجعل آخره ضمة هو ( ضربَ )، والذي نصب عمراً وجعل آخره فتحة هو ( ضربَ ) أيضا.
فضربَ هو العامل، وزيد وعمرو هما المعمولان، والرفع الذي في آخر زيد، والنصب الذي في آخر عمرو هو العمل والإعراب.
فظهر أنه يوجد رافع ومرفوع ورفع، فالرافع هو العامل، والمرفوع هو المعمول، والرفع هو الإعراب والعمل وكذا قل في البقية من نصب وجر وجزم.

فلو أردنا أن نعدّل على تعريف الإعراب ونجعله أكثر دقة نقول: الإعراب هو: تغيرٌ يحدث في آخر الكلمة بسبب دخول العامل. أي أن الذي يجلب التغير الإعرابي في آخر الكلمة هو العامل.
وأما البناء فهو عكس الإعراب إذْ هو: لزوم آخر الكلمة حركة واحدة مهما تغيّرت العوامل.
فإذا كان الإعراب تغير بسبب عامل، فالبناء لزوم حالة واحدة بلا تأثر بأي عامل ومهما تغير موقع الكلمة.
والآن لاحظ معي هذه الآيات قال الله تعالى: ( وما ينظرُ هؤُلاءِ إلا صيحةً واحدةً ) وقال تعالى: ( إنَّ هؤلاءِ لشِرذِمَةٌ قليلونَ ) وقال: ( وجئنا بكَ شهيداً على هؤلاءِ ) تجد أن كلمة هؤلاءِ قد لازمت حالة واحدة وهي الكسر رغم اختلاف العوامل الداخلة عليها ورغم تغير موقعها فهي لا تتأثر وتبقى ملازمة لحركة واحدة.

وأنظر في الأمثلة التالية: ( جاءَ هؤلاءِ- أكرمَ زيدٌ هؤلاءِ- سلّمَ زيدٌ على هؤلاءِ ) تجد أن هؤلاء في المثال الأول وقعت فاعلا فالمفروض أنها تضم ولكنها لم تتأثر بالفعل جاء، وفي المثال الثاني وقعت هؤلاء مفعولا به فالمفروض أنها تفتح ولكنها لم تتأثر بالفعل أكرم وفي المثال الأخير سبقت بحرف الجر على ولكن الكسرة في آخرها ليست بسبب حرف الجر لأنها ملازمة للكسر دائما سواء دخل عليها الجار أو الرافع أو الناصب.
فيقال إن كلمة هؤلاء مبنية أي ثابتة كبناء البيت الذي لا يتحرك فهي تظل محافظة على حالة واحدة.
وهنا نصل لسؤال مهم وهو قد عرفنا أن الكلمة ثلاثة أقسام هي: ( اسم- وفعل- وحرف ) وعرفنا أن الكلمة إما أن تكون معربة أو مبنية فأي أقسام الكلمة معرب وأيها مبني؟
والجواب هو: أن الحروفَ كلها مبنية فلا يوجد حرف معرب أبدا، والأفعال ثلاثة أقسام: ماض ومضارع وأمر، فالماضي والأمر مبنيان دائما، والفعل المضارع تارة يعرب، وتارة يبنى، والأسماء أيضا تعرب وأحيانا قد تبنى، فزيد من الأسماء معرب، وهؤلاءِ من الأسماء مبني.
فالذي يعرب ويكون محلا للتغيرات هو ( الاسم- والفعل المضارع ) فقط، والباقي يبنى.
ثم إن الكلمة المبنية تارة يكون حركة بنائها هي: السكون مثل مِنْ، ولنْ ولمْ وهذه حروف.
وتارة يكون حركة بنائها هو الفتح مثل الفعل الماضي نحو: ضربَ- كتبَ- سجدَ- ركعَ- ذهبَ- قامَ.وتارة يكون حركة بنائها هو الكسر مثل اسم هؤلاءِ ومثل الباء حرف الجر( بـِ ) تقول: كتبتُ بِالقَلَمِ.
وتارة يكون حركة بنائها هو الضم مثل اسم نحنُ وحيثُ.
مثال: قال تعالى: ( وورثَ سليمانُ داودَ ) فنقول في وصف هذه الكلمات من حيث القواعد النحوية:
وَرِثَ: فعل ماض مبني على الفتحِ. ( كلمة مبنية ).
سليمانُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة. ( كلمة معربة ).
داودَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبة الفتحة. ( كلمة معربة ).

( الأسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هو الإعراب وما هي أركانه؟
2- ما هو البناء وما هي حركاته؟
3- مثل بمثال من عندك لكلمة معربة ولكلمة مبنية في جملة مفيدة؟

( التمارين )

عيّن الكلمات المعربة والمبنية وبيّن حركة الإعراب والبناء فيما يأتي:
( أكرمَ الرجلُ الشيخَ- ينصرُ اللهُ الحقَ- لنْ يفلحَ الساحرُ- اذهبْ إلىْ المسجدِ- لمْ يستقبلْ زيدٌ هؤلاءِ ).

أبو مصطفى البغدادي 13-05-2012 05:50 PM

( الدرس السابع )

الإعراب اللفظي والتقديري والمحلي

قد علمتَ أن الإعرابَ هو: تغير يحدث في آخر الكلمة بسبب دخول العوامل، وأن البناء هو: لزوم آخر الكلمة حالة واحدة مهما اختلفت العوامل.
ثم إن للإعراب ثلاثة أنواع: أولا: الإعراب اللفظي- ثانيا: الإعراب التقديري- ثالثا: الإعراب المحلي.
انظر في الأمثلة التالية: ( جاءَ زيدٌ- أكرمَ عليٌ زيداً- مرَّ بكرٌ بزيدٍ ) تجد أن زيدا معرب والدليل أن الدال فيه لم تثبتْ على حركة واحدة بل تغيرت بحسب العوامل، وتجد أيضا أن علامات الإعراب على الدال ظاهرة ملفوظة مقروءة وهي الضمة والفتحة والكسرة ويسمى هذا النوع بالإعراب اللفظي والظاهري وهو: أن تكون علامة الإعراب فيه ملفوظة، وهذا هو حال أكثر المعربات تكون علامة إعرابها ظاهرة في آخرها.
نقول في ( أكرمَ عليٌ زيداً ): ( أكرمَ ): فعل ماضٍ مبني على الفتح، ( عليٌ ): فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، ( زيداً ): مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
مثال: قال الله تعالى: ( ختمَ اللهُ على قلوبِهم ) نقول فيها (ختمَ ): فعل ماض مبني على الفتحَ، ( اللهُ ) لفظ الجلالة فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره،( على ) حرف جر مبني على السكون ( قلوبِ ) اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.
والآن انظر في هذه الأمثلة ( جاءَ الفتى- أكرمَ عليٌ الفتى- مرَّ بكرٌ بالفتى ) تجد أن الفتى وقع أولا فاعلا لأنه من فعل المجيء ولكن قد يبدو هذا الأمر غريبا فأين الضمة في آخره؟ ثم وقع مفعولا به لأنه وقع عليه الإكرام ولكن أين الفتحة في آخره؟ ثم وقع اسما مجرورا ولكن أين الكسرة علامة الجر ؟ والجواب هو أن العلامة مقدرة أي غير مذكورة باللفظ ولكننا سنفترض وجودها لأن الألف يستحيل أن تُضم أو تفتح أو تكسر فهنا وجد مانع يمنع النطق بالحركة مما اضطرنا إلى افتراض وتقدير وجودها فإنه لولا أن الألف مانع من ظهور صوت الحركة لظهرت فلو كان بدل الفتى الغلام مثلا لقلنا جاء الغلامُ وتظهر الحركة من غير مانع.
ومثل الفتى كل اسم انتهى بألف مثل: ( الهدى- الصدى- الأذى - الرضا- العصا- الربا-)، نقول في جاء الفتى : ( جاءَ ) فعل ماض مبني على الفتح، ( الفتى ) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة في آخره.
فظهر أن الإعراب التقديري هو: أن تكون علامة الإعراب فيه غير ملفوظة لمانع في الحرف الأخير.

مثال: قال الله تعالى: ( وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا ) فـ ( إلى ) حرف جر مبني على السكون ( الهدى ) اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة المقدرة في آخره.
والآن انظر في هذه الأمثلة ( جاءَ هؤلاءِ- أكرمَ عليٌ هؤلاءِ- مرَّ بكرٌ بهؤلاءِ ) تجد أن هؤلاءِ اسما مبنيا بدليل أن الهمزة في آخره ملازمة للكسر رغم اختلاف العوامل الداخلة عليه، ولكن هنا مشكلة وهي: أن كل فاعل مرفوع، والرفع إعراب، والبناء ضد الإعراب، فمتى وجدتَ كلمة مبنية فاعلم أنها غير مرفوعة وغير منصوبة وغير مجرورة وغير مجزومة لأن هذه حصص الإعراب فلا تكون للمبنيات، وعليه فما هو حال هؤلاءِ في قولنا: ( جاء هؤلاءِ ) إذْ هي الفاعل هنا بلا شك، رغم كونها مبنية فلا يمكن أن نقول إن هؤلاء فاعل مرفوع؛ لأن الرفع لا يدخل المبنيات فكيف السبيل للخروج من هذا المشكِل؟.
والجواب: بالقول بأن هؤلاء وقعت في موقع الفاعل أي أن كلمة هؤلاء وقعت في محل وموضع تستحق فيه الرفع بحيث لو كان بدل هؤلاءِ أي كلمة معربة تنوب عنها في المعنى مثل القوم لكانت مرفوعة.
ونقول فيها ( جاء ) فعل ماض مبني على الفتح، ( هؤلاء ) اسم مبني على الكسر في محل رفع فاعل، وفي المثال الثاني اسم مبنى على الكسر في محل نصب مفعول به، وفي المثال الثالث في محل جر بحرف الجر.
فعلم أن كل كلمة مبنية فإن إعرابها يكون في المحل ونقصد أن الكلمة وقعت في موضع تستحق فيه الرفع أو النصب أو الجر أو الجزم بحيث لو جعل مكانها أي كلمة معربة لرفعت أو نصبت أو جرت أو جزمت.
فالإعراب المحلي هو: أن تكون علامة الإعراب فيه غير ملفوظة لانشغال الكلمة بالبناء.
مثال: قال الله تعالى: ( وما ينظرُ هؤلاءِ إلا صيحةً واحدةً ) فـ ( ينظرُ ) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، ( هؤلاءِ ) اسم مبني على السكون في محل رفع فاعل.
ثم إن الفرق بين الإعراب التقديري والمحلي مع أن كليهما لا تظهر عليه علامة الإعراب هو أنه في التقديري يكون في الحرف الأخير مانع يمنع ظهور صوت الحركة بحيث لو وقع بدله حرف آخر ليس فيه مانع لظهرت عليه العلامة الإعرابية، بينما في المحلي قد لا يكون فيه أي مانع مثل كلمة هؤلاء فإن الهمزة تحتمل الحركات ولكن لأن العرب ألزمتها الكسرة صارت مبنية وغير قابلة للتغير.
والفرق الثاني هو أنه في الإعراب التقديري تكون العلامة مقدرة على الحرف الأخير بينما في الإعراب المحلي لا نقدِّر حركة على الحرف الأخير وإنما نجعل الإعراب في محل الكلمة بأكملها لا في حرفها الأخير فقط.
فتلخص أن الكلمة المعربة يكون إعرابها لفظيا أو تقديريا، وأن الكلمة المبنية يكون إعرابها محليا.

( أسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هي أنواع الإعراب عددها وعرف كل نوع؟
2- ما الفرق بين الإعراب التقديري والمحلي ؟
3- مثل بمثال من عندك لكل نوع من أنواع الإعراب ؟

( تمارين )

بيّن نوع الإعراب في الكلمات التالية: ( استجابَ اللهُ للدعاءِ- حرمَ القرآنُ الربا- يسافرُ هؤلاءِ بالسفينةِ- ضربتْ ليلى موسى بالعصا ).

أبو مصطفى البغدادي 13-05-2012 05:53 PM

1 مرفق
وإليكم في المرفقات الباب الأول وفيه:
1- جمع الدروس السابقة مع مراجعتها.
2- إضافة المخططات.
3- وضع زيادات نحوية تمهيدا لدراسة المتن.
4- وضع خلاصة الباب.
5- شرح ألفاظ المتن.
وختاما أدعو الإخوة الكرام إلى حفظ المتن مع الدروس لأن النحو يتفلت.
وهذا الباب أعتبره مفتاح النحو فليفهم جيدا.
مع التقدير.

متبع 13-05-2012 06:40 PM

متابع لموضوعك أخي .
أسأل الله أن ينفعَ بك .
نتمنى منكم ألا تتوقف بعد الآجرومية , تستمر بمتن أرفع منه .

أبو مصطفى البغدادي 14-05-2012 10:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل متبع (المشاركة 30456)
متابع لموضوعك أخي .
أسأل الله أن ينفعَ بك .
نتمنى منكم ألا تتوقف بعد الآجرومية , تستمر بمتن أرفع منه .

آمين.
جزاك الله خيرا.
نسأل الله أن ييسر لنا الخير.

أبو مصطفى البغدادي 14-05-2012 10:39 PM

( الدرس الثامن )
المعربات- الاسم المفرد
قد علمتَ أن الكلمة إما أن تكون معربة، أو مبنية. وعلمت أن المعربات هي الأسماء والأفعال المضارعة.
ثم إن الأسماء تنقسم عدة أقسام ويتنوع إعرابها بحسب تلك الأقسام فتنقسم إلى:
أولا: مفرد وهو: ما دل على واحد أو واحدة. مثل: رجل- بنت- كتاب- مسلمة- عامل- فاطمة.
ثانيا: مثنى وهو: ما دل على اثنين أو اثنتين. مثل: رجلان- بنتان- كتابان- مسلمتان- عاملان- فاطمتان.
ثالثا: جمع وهو: ما دل على ثلاثة فأكثر. وذلك مثل: رجال- بنات- كتُب- مسلمات- عاملون- فاطمات.
ثم إن الاسم المفرد ينقسم إلى قسمين:
1- المنصرف. 2- غير المنصرف.
ونقصد بالمنصرف هو: الذي يدخله التنوين. مثل: ( جاءَ رجلٌ- رأيتُ زيداً- مررتُ بسيارةٍ ) فهنا الأسماء ( رجل - زيد - سيارة ) منونة إما تنوين ضم أو فتح أو كسر على حسب العامل الذي دخل عليها ويسمى الاسم الذي يدخله التنوين بالاسم المنصرف. وأكثر الأسماء في العربية منصرفة.
وتكون علامة إعراب الاسم المفرد المنصرف هي: ( الضمة ) في حالة الرفع، و ( الفتحة ) في حالة النصب و ( الكسرة ) في حالة الجر كما سبق في الأمثلة.
مثال: قال الله تعالى: ( وجاءَ رجلٌ مِن أقصى المدينةِ يسعى ) وقال تعالى: ( أكفرتَ بالذي خلقكَ من ترابٍ ثمَّ مِن نطفةٍ ثمَّ سواكَ رجلاً ) وقال سبحانه: ( وقالوا لولا أُنزلَ هذا القرآنُ على رجلٍ من القريتينِ عظيمٌ ) تجد كلمة رجل منونة بتنوين الضم، ثم الفتح، ثم الكسر على حسب العوامل الداخلة على الكلمة.
وأما الاسم غير المنصرف فهو: الذي لا يدخله التنوين. مثل اسم ( إبراهيم ) فهو لا ينصرف أي لا يدخله التنوين في آخره تقول: جاءَ إبراهيمُ، ولا يصح أن تقولَ: جاءَ إبراهيمٌ، وتقول: أكرمَ محمدٌ إبراهيمَ، ولا يصح أن تقول: أكرمَ محمدٌ إبراهيماً، فمحمد اسم منصرف لوجود التنوين، وإبراهيم اسم غير منصرف لعدم وجود التنوين في آخره.
وتكون علامة إعراب الاسم المفرد غير المنصرف هي: ( الضمة ) في حالة الرفع من غير تنوين، و ( الفتحة ) في حالة النصب من غير تنوين، و ( الفتحة ) أيضا في حالة الجر ، فالاسم الذي لا ينصرف يجر بالفتحة بدل الكسرة.
مثل: جاء إبراهيمُ، ويكون إعرابها ( جاءَ ) فعل ماض مبني على الفتح، ( إبراهيمُ ) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
ومثل: أكرمَ محمدٌ إبراهيمَ، وإعرابها ( أكرمَ ) فعل ماض مبني على الفتح، ( محمدٌ ) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، ( إبراهيمَ ) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
ومثل: مرَّ الرجلُ بِإبراهيمَ، وإعرابها ( مرَّ ) فعل ماض مبني على الفتح، ( الرجلُ ) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، ( الباء ) حرف جر مبني على الكسر، ( إبراهيمَ ) اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الفتحة الظاهرة في آخره لأنه اسم غير منصرف.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف نعرف أن هذا الاسم غير منصرف فلا ننونه ونجره بالفتحة؟
والجواب: توجد عدة ضوابط منها:
1- كل اسم علم أعجمي فهو غير منصرف، ونعني بالعلم أسماء الأشخاص والمدن والمناطق مثل: ( آدم- إبراهيم- إسماعيل- إسحاق- يعقوب- يوسف ) فأعلام الأنبياء هذه غير عربية أي أعجمية ومثل: ( جون- جورج- ديفيد- لندن - باريس- نيويورك- ) تقول: جاءَ جورجُ، ورأيتُ باريسَ، وسافرتُ إلى نيويوركَ، ورجعتُ من لندنَ، فلا تدخل عليها التنوين، وتجرها بالفتحة بدل الكسرة لأنها أسماء غير منصرفة.
مثال: قال الله تعالى: ( وإذْ قالَ إبراهيمُ لأبيهِ ) وإبراهيم هنا فاعل مرفوع بالضمة من غير تنوين، وقال تعالى:( أم تقولونَ إنَّ إبراهيمَ وإسماعيلَ وإسحاقَ ويعقوبَ والأسباطَ كانوا هوداً أو نصارى ) فوقعت أسماء الأنبياء منصوبة غير منصرفة، وقال: ( سلامٌ على إبراهيمَ ) فوقع ابراهيم اسما مجرورا بالفتحة بلا تنوين.
2- كل علم مؤنث فهو غير منصرف مثل: ( فاطمة- زينب- سعاد- مريم- عائشة- خديجة ) تقول: جاءتُ فاطمةُ، وأكرمَ عليٌّ فاطمةَ، وذهبتُ إلى فاطمةَ، فلا ندخل عليها الصرف أي التنوين، ونجرها بالفتحة بدلا من الكسرة.
مثال: قال الله تعالى: ( وبِكفرهمْ وقولِهم على مريمَ بهتانا عظيماً ) فمريم اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الفتحة لأنه اسم غير منصرف.
فتلخص أن الأسماء المفردة إما أن تكون منصرفة فترفع بالضمة وتنصب بالفتحة وتجر بالكسرة، وإما أن تكون غير منصرفة كالأعلام الأعجمية والأعلام المؤنثة فترفع بالضمة وتنصب وتجر بالفتحة.


( أسئلة )
1- في ضوء ما تقدم ما هي أقسام الاسم من حيث الوحدة والتعدد؟
2- ما الفرق بين الاسم المنصرف وغير المنصرف وما هو ضابط غير المنصرف؟
3- مثل بمثال من عندك لاسم منصرف واسم غير منصرف في حالة الرفع والنصب والجر؟

( التمارين 1 )

عيّن الكلمات غير المنصرفة مع بيان سبب عدم انصرافها فيما يأتي:
( إن فاطمةَ بنتَ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ سيدةُ نساءِ العالمينَ- ليفربولُ بلدٌ تجاريٌ مزدهرٌ- آدمُ أبو البشرِ- عائشةُ هيَ أمُ المؤمنينَ- يوسفُ الصديقُ نبيٌ كريمٌ ).

( التمارين 2 )
ضع الكلمات التالية في جمل واجعلها تارة مرفوعة وتارة منصوبة وتارة مجرورة مع ضبط حركة الآخر بالشكل:
( مكة- بثينة- بكر- يونس- قندهار ).

( التمارين 3 )
أعرب ما يلي:
1- تابَ اللهُ على آدمَ.
2- كلمَّ عيسى الناسَ في المهدِ.

أبو مصطفى البغدادي 14-05-2012 10:40 PM

( الدرس التاسع )
المثنى
قد علمتَ أن الاسم ينقسم إلى: مفرد، ومثنى، وجمع، وقد تقدم بيان المفرد فلنتبعه ببيان المثنى.
فالمثنى هو: اسم يدل على اثنين أو اثنتين بزيادة ألف ونون أو ياء ونون في آخره.
فإذا أردنا أن نحصل على المثنى فالأمر سهل نأتي بالمفرد ثم نضيف في آخره الألف والنون، أو الياء والنون مثل: ( رَجُل- رَجُلانِ ) ( سَيَّارَة- سَيَّارَتَانِ ) ( دِرْهَم- دِرْهَمانِ ) ( بَحْر- بَحْران ) ( قَرْيَة- قَرْيَتانِ ).
ويلاحظ أن النون في المثنى مكسورة.
ثم إن المثنى يرفع بالألف بدل الضمة، وينصب بالياء بدل الفتحة، ويجر بالياء أيضا بدل الكسرة.
مثل: جاءَ رَجُلانِ، وإعرابها: ( جاءَ ) فعل ماض مبني على الفتحِ، ( رِجُلانِ ) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى، فرجل يرفع بالضمة ورجلان يرفع بالألف، فالألف في المثنى نائبة عن الضمة.
ويلاحظ أن الاسم المفرد مثل رجل آخره تنوين نحو جاءَ رجلٌ، بينما في المثنى لا يوجد تنوين فلأجل الموازنة أضافت العرب حرف النون المكسور في آخر المثنى، فالنون المكسورة في المثنى هي عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
فلا تتوهم أن المثنى في قولنا جاءَ الرجلانِ مرفوع بالألف والنون، بل الألف فقط هي علامة الإعراب.
وأما النون فهي عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
مثال: قال الله تعالى: ( قالَ رجلانِ من الذين يخافونَ ) وإعرابها: قال: فعل ماض مبني على الفتح، رجلانِ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
وأما في حالة النصب فالمثنى ينصب بالياء نيابة عن الفتحة مثل: أكرمَ زيدٌ الرجلينِ، وإعرابها: أكرمَ: فعل ماض مبني على الفتح، زيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، الرجلينِ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
مثال: قال الله تعالى: ( مرَجَ البحرينِ يلتقيان ) وإعرابها: مرجَ: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل هنا لم يذكر في اللفظ أي هو مستتر فنقدره ( هو ) ويكون عائدا على الله والتقدير: مرجَ اللهُ البحرينِ، البحرينِ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم الفرد.
وأما في حالة الجر فالمثنى يجر بالياء نيابة عن الكسرة مثل: سلمَّ زيدٌ على الرجلينِ، وإعرابها: سلمَّ: فعل ماض مبني على الفتح، زيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة ورفعه الضمة الظاهرة في آخره، على: حرف جر مبني على السكون، الرجلينِ: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الياء لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
مثال: قال الله تعالى: ( وقالوا لولا أُنزِلَ هذا القرآنُ على رجلٍ مِنْ القريتينِ عظيمٌ ) وإعرابها: مِن: حرف جر مبني على السكون، القريتينِ: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الياء لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
فتلخص أن المثنى: اسم يدل على اثنين أو اثنتين بزيادة ألف ونون في آخره في حالة الرفع، وياء ونون في حالتي النصب والجر، وأن النون المكسورة التي في آخره هي عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

( أسئلة )
1- في ضوء ما تقدم ما هو المثنى ؟
2- ما هو إعراب المثنى ؟
3- مثل بمثال من عندك لمثنى في حالة الرفع والنصب والجر؟

( تمارين 1 )
ثنِّ الكلمات الآتية وضعها بعد التثنية في جمل مفيدة بحيث يقع كل منها مرة مرفوعا ومرة منصوبا ومرة مجرورا:
( السفينة- الجبل- المسلم- الجندي- الغلام )

( تمارين 2 )
أعرب ما يلي:
1- قامَ الزيدانِ.
2- يكرمُ الفتى الشيخينِ.
3- وقفَ الطلابُ في صفينِ.

أبو مصطفى البغدادي 15-05-2012 10:34 PM

( الدرس العاشر )
جمع المذكر السالم
قد علمتَ أنّ الاسم مفرد، ومثنى، وجمع، وقد تقدم بيان المفرد والمثنى فلنتبعه ببيان الجمع.
والكلمة قد تجمع بأكثر من طريقة كقولنا ( عاملون- عاملات- عمّال ) فلنبدأ ببيان جمع المذكر السالم.
وجمع المذكر السالم هو: اسم يدل على ثلاثة فأكثر بزيادة واو ونون أو ياء ونون في آخره.
فإذا أردنا أن نحصل على جمع المذكر السالم فالأمر سهل نأتي بالمفرد ثم نضيف في آخره الواو والنون أو الياء والنون.
مثل: ( مُفْلِح- مُفْلِحُوْنَ ) ( مُسْلِم- مُسْلِمُوْن ) ( لاعِب- لاعِبُونَ ) ( سَارِق- سَارِقُوْنَ ) (عِرَاقِي- عِرَاقِيُّوْنَ ) ( النجَّار- النجَّارُوْنَ ) ( الكَاتِب- الكَاتِبُوْنَ ) ( الرَاكِع- الرَاكِعُوْنَ ).
ويلاحظ أن النون في جمع المذكر السالم مفتوحة بخلاف المثنى فإنها فيه مكسورة.
وسُمي هذا النوع من الجمع بجمع المذكر لأن مفرده مذكر وليس مؤنثا، وسمي سالما، لأن المفرد لم تتغير هيئته عند الجمع وإنما يضاف عليه الواو والنون أو الياء والنون فلو لاحظتَ المثال ( عَاْمِل- عَاْمِلُوْنَ ) لوجدت المفرد حينما جمع قد حافظ على نفس ترتيب الحروف ونفس الحركات والسكنات وكذا في كل الأمثلة، ولكن لو لاحظتَ هذا المثال ( عَاْمِل- عُمَّاْل ) لوجدت أن المفرد حينما جمع لم يسلم من التغير.
ثم إنّ جمع المذكر السالم يرفع بالواو بدل الضمة، وينصب بالياء بدل الفتحة، ويجر بالياء أيضا بدل الكسرة.
مثل: جاءَ المسلمونَ، وإعرابها: ( جاءَ ) فعل ماض مبني على الفتحِ، ( المسلمونَ ) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم، فالمسلم يرفع بالضمة، والمسلمونَ يرفع بالواو، فالواو نائبة عن الضمة.
ويلاحظ أن الاسم المفرد مثل مسلم آخره تنوين نحو جاءَ مسلمٌ، بينما في جمع المذكر السالم لا يوجد تنوين فلأجل الموازنة أضافت العرب حرف النون المفتوح في آخره، فالنون المفتوحة في جمع المذكر السالم هي عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
فلا تتوهم أن جمع المذكر السالم في قولنا جاءَ المسلمونَ مرفوع بالواو والنون، بل الواو فقط هي علامة الإعراب. وأما النون فهي عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
مثال: قال الله تعالى: (قَدْ أفلحَ المؤمِنونَ) وإعرابها: قدْ: حرف مبني على السكون، أفلحَ: فعل ماض مبني على الفتح، المؤمنونَ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
وأما في حالة النصب فجمع المذكر السالم ينصب بالياء نيابة عن الفتحة مثل: أكرمَ زيدٌ المؤمِنينَ، ، وإعرابها: أكرمَ: فعل ماض مبني على الفتح، زيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، المؤمِنينَ : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
مثال: قال الله تعالى: ( وعدَ اللهُ المؤمِنينَ والمؤمناتِ جناتٍ) وإعرابها: وعدَ: فعل ماض مبني على الفتح، اللهُ: لفظ الجلالة فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، المؤمنينَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
وأما في حالة الجر فجمع المذكر السالم يجر بالياء نيابة عن الكسرة مثل: سلمَّ زيدٌ على المؤمِنينَ، وإعرابها: سلمَّ: فعل ماض مبني على الفتح، زيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة ورفعه الضمة الظاهرة في آخره، على: حرف جر مبني على السكون، المؤمِنينَ: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
مثال: قال الله تعالى: ( لقدْ مَنَّ اللهُ على المؤمِنينَ ) وإعرابها: مَنَّ: فعل ماض مبني على الفتح، اللهُ: لفظ الجلالة فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، على: حرف جر مبني على السكون، المؤمِنينَ: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
بقي أن المثنى وجمع المذكر السالم لا يشتبهان على الناظر في حالة الرفع لأن المثنى سيكون آخره الألف والنون بينما جمع المذكر السالم سيكون آخره الواو والنون، ولكن في حالتي النصب والجر يكون المثنى وجمع الذكر السالم منتهيين بالياء والنون فلعلهما يشتبهان فالفرق بينهما يكون في أن نون المثنى مكسورة والياء التي قبلها ساكنة وما قبل الياء مفتوح، بينما في جمع المذكر السالم تكون النون مفتوحة والياء التي قبلها ساكنة وما قبل الياء مكسور مثل: ( عاملَيْنِ- عاملِيْنَ ) ( كاتبَيْنِ- كاتبِيْنَ ) ( مهندسَيْنِ- مهندسِيْنَ ) وهكذا.
فتلخص أن جمع المذكر السالم: اسم يدل على ثلاثة فأكثر بزيادة واو ونون في آخره في حالة الرفع، وياء ونون في حالتي النصب والجر، وأن النون المفتوحة التي في آخره هي عوض عن التنوين في الاسم المفرد.




( أسئلة )
1- في ضوء ما تقدم ما هو جمع المذكر السالم ؟
2- ما هو إعراب جمع المذكر السالم ؟
3- مثل بمثال من عندك لجمع مذكر سالم في حالة الرفع والنصب والجر؟

( تمارين 1 )
اجمع الكلمات الآتية جمع مذكر سالم وضعها بعد الجمع في جمل مفيدة بحيث يقع كل منها مرة مرفوعا ومرة منصوبا ومرة مجرورا: ( المصوِّر- المعلم- البائع- الصيَّاد- المجرم )

( تمارين 2 )
أعرب ما يلي:
1- صلى المسلمونَ للهِ.
2- فضَّلَ اللهُ المجاهدِينَ على القاعدِينَ.
3- يرضى اللهُ عن المحسنِينَ.


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 08:21 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ