ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة الأدب والأخبار (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   لامية ابن الوردي في الأخلاق والحكم (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=110)

أبو سهيل 02-06-2008 04:30 AM

لامية ابن الوردي في الأخلاق والحكم
 
البسملة1

لامية ابن الوردي في الأخلاق والحكم




اعتزل ذكـر الأغانـي والغـزل *** وقل الفصل وجانب مـن هـزل


ودع الذكـرى لأيـام الصبـا *** فلأيـام الصبـا نجـمٌ أفــل


إن أهنـا عيـشـة قضيتـهـا *** ذهبـت لذاتهـا والإثـم حـل


واتـرك الغـادة لا تحفـل بهـا *** تمس فـي عـز وترفـع وتجـل


وانه عـن آلـة لهـو أطربـت *** وعـن الأمـرد مرتـج الكفـل


وافتكر في منتهى حسـن الـذي *** أنت تهـواه تجـد أمـراً جلـل


واهجر الخمرة إن كنـت فتـى *** كيف يسعى في جنون من عقـل


واتـق الله فتـقـوى الله مــا *** جاورت قلب امرئ إلا وصـل


ليس من يقطـع طرقـاً بطـلاً *** إنمـا مـن يتقـي الله البـطـل


صدق الشرع ولا تركـن إلـى *** رجل يرصد فـي الليـل زحـل


حارت الأفكار في قـدرة مـن *** قد هدانـا سبلنـا عـز وجـل


أي بني اسمـع وصايـا جمعـت *** حكماً خصت بها خيـر الملـل


اطلب العلم ولا تكسـل فمـا *** أبعد الخير على أهـل الكسـل


واحتفل للفقـه فـي الديـن ولا *** تشتغـل عنـه بمـال وخـول


واهجر النـوم وحصلـه فمـن *** يعرف المطلوب يحقر مـا بـذل


لا تقـل قـد ذهبـت أربابـه *** كل من سار على الدرب وصـل


في ازدياد العلـم إرغـام العـدا *** وجمال العلـم إصـلاح العمـل


جمـل المنطـق بالنحـو فمـن *** يحرم الإعراب بالنطـق اختبـل


مات أهل الفضل لم يبق سـوى *** مكرف أو من على الأصل اتكل


أنـا لا أختـار تقبيـل يــدٍ *** قطعها أجمل مـن تلـك القبـل


إن جزتني عن مديحي صرت فـي *** رقهـا أولا فيكفينـي الخجـل


ملك كسرى تغني عنـه كسـرةٌ *** وعن البحـر اجتـزاء بالوشـل


أعذب الألفاظ قولي لـك خـذ *** وَأَمـرُّ اللفـظ نطقـي بلعـل


اعتبـر (نحـن قسمنـا بينهـم) *** تلقـه حقـاً وبالحـق نــزل


ليس ما يحوي الفتى مـن عزمـه *** لا ولا ما فات يومـاً بالكسـل


اطـرح الدنيـا فمـن عاداتهـا *** تخفض العالي وتعلي مـن سفـل


عيشة الراغـب فـي تحصيلهـا **** عيشة الجاهـد فيهـا أو أقـل


كم جهول وهو مسـرٍ مكثـر *** وعليـم مـات منهـا بالعلـل


كم شجاع لم ينل فيهـا المنـى *** وجبان نـال غايـات الأمـل


أيُ كف لـم تَفـد ممـا تُفـد *** فرماهـا الله مـنـه بالشـلـل


لا تقل أصلـي وفصلـي أبـداً *** إنما أصل الفتى مـا قـد حصـل


قد يسود المـرء مـن غيـر أبٍ *** وبحسن السبك قد ينفى الزغـل


وكذا الورد من الشـوك ومـا *** يطلع النرجـس إلا مـن بصـل


قيمـة الإنسـان مـا يحسنـه *** أكثـر الإنسـان منـه أو أقـل


اكتـم الأمريـن فقـراً وغنـى *** واكسب الفلس وحاسب من بطل


وادَّرع جداً وكـداً واجتنـب *** صحبة الحمقى وأربـاب الخلـل


بيـن تبذيـر وبخـل رتـبـةٌ *** وكـلا هذيـن إن دام قـتـل


لا تخض في سب سادات مضـوا *** إنهـم ليسـوا بأهـل للـزلـل


وتغافـل عـن أمـور إنــه *** لم يفز بالحمـد إلا مـن غفـل


ليس يخلو المرء مـن ضـدٍ وإن *** حاول العزلـة فـي رأس جبـل


مِل عن النمـام وازجـره فمـا *** بلـغ المكـروه إلا مـن نقـل


دار جار السَّـوء بالصبـر وإن *** لم تجد صبراً فما أحلـى النُقـل


جانب السلطان واحذر بطشـه *** لا تعانـد مـن إذا قـال فعـل


لا تل الحكم وإن هـم سألـوا *** رغبة فيك وخالف مـن عـذل


إن نصف النـاس أعـداء لمـن *** ولي الأحكـام هـذا إن عـدل


فهـو كالمحبـوس عـن لذاتـه *** وكلا كفيه فـي الحشـر تغـل


إن للنقـص والاستثقـال فـي *** لفظة القاضـي لوعظـاً ومثـل


لا تـواز لـذة الحكـم بـمـا *** ذاقه الشخص إذا الشخص انعزل


فالولايـات وإن طابـت لمـن *** ذاقها فالسـم فـي ذاك العسـل


نَصَبُ المنصب أوهـى جلـدي *** وعنائي مـن مـداراة السِفـل


قصِّر الآمال فـي الدنيـا تفـز *** فدليل العقـل تقصيـر الأمـل


غِب وزر غِباً تزد حبـاً فمـن *** أكثـر التـرداد أقصـاه الملـل


خذ بحد السيف واتـرك غمـده *** واعتبر فضل الفتـى دون الحُلـل


لا يضر الفضـلَ إقـلالٌ كمـا *** لا يضر الشمس إطباق الطفـل


حبك الأوطـان عجـز ظاهـرٌ *** فاغترب تلقَ عن الأهـل بـدل


فبمكـث المـاء يبقـى آسنـاً *** وسُرى البدر به البـدر اكتمـل


لا يغرنـك ليـن مـن فـتـى *** إن للحيـات ليـنـاً يعـتـزل


أنا مثـل المـاء سهـل سائـغٌ *** ومتـى سخـن آذى وقـتـل


أنا كالخيـزور صعـب كسـره *** وهو لينٌ كيفما شئـت انفتـل


غير أني في زمـان مـن يكـن *** فيه ذا مال هو المولـى الأجـل


واجب عنـد الـورى إكرامـه *** وقليـل المـال فيهـم يستقـل


كل أهل العصـر غمـرٌ وأنـا *** منهم فاتـرك تفاصيـل الجمـل

أبو العباس الظاهري 02-06-2008 04:49 AM

جمـل المنطق بالنحو فمن يحرم الإعراب بالنطق اختبل


بوركت يا أبا سهيل,,,


الظاهري.#

أبو سهيل 06-06-2008 03:58 AM

أشكرك على مشاركتك أخي الفاضل

أبو حفص المسندي 17-06-2008 02:09 PM

بارك الله فيكم ونفع بكم

أبو عبد العزيز 2 24-06-2008 06:28 PM

بوركت وبورك ما كتبت غير أني فقط أنبه أن القصيدة غير كاملة بارك الله فيك

رابح قاسم الصديق 13-08-2013 02:49 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل أبو سهيل (المشاركة 412)
البسملة1

لامية ابن الوردي في الأخلاق والحكم




اعتزل ذكـر الأغانـي والغـزل *** وقل الفصل وجانب مـن هـزل


ودع الذكـرى لأيـام الصبـا *** فلأيـام الصبـا نجـمٌ أفــل


إن أهنـا عيـشـة قضيتـهـا *** ذهبـت لذاتهـا والإثـم حـل


واتـرك الغـادة لا تحفـل بهـا *** تمس فـي عـز وترفـع وتجـل


وانه عـن آلـة لهـو أطربـت *** وعـن الأمـرد مرتـج الكفـل


وافتكر في منتهى حسـن الـذي *** أنت تهـواه تجـد أمـراً جلـل


واهجر الخمرة إن كنـت فتـى *** كيف يسعى في جنون من عقـل


واتـق الله فتـقـوى الله مــا *** جاورت قلب امرئ إلا وصـل


ليس من يقطـع طرقـاً بطـلاً *** إنمـا مـن يتقـي الله البـطـل


صدق الشرع ولا تركـن إلـى *** رجل يرصد فـي الليـل زحـل


حارت الأفكار في قـدرة مـن *** قد هدانـا سبلنـا عـز وجـل


أي بني اسمـع وصايـا جمعـت *** حكماً خصت بها خيـر الملـل


اطلب العلم ولا تكسـل فمـا *** أبعد الخير على أهـل الكسـل


واحتفل للفقـه فـي الديـن ولا *** تشتغـل عنـه بمـال وخـول


واهجر النـوم وحصلـه فمـن *** يعرف المطلوب يحقر مـا بـذل


لا تقـل قـد ذهبـت أربابـه *** كل من سار على الدرب وصـل


في ازدياد العلـم إرغـام العـدا *** وجمال العلـم إصـلاح العمـل


جمـل المنطـق بالنحـو فمـن *** يحرم الإعراب بالنطـق اختبـل


مات أهل الفضل لم يبق سـوى *** مكرف أو من على الأصل اتكل


أنـا لا أختـار تقبيـل يــدٍ *** قطعها أجمل مـن تلـك القبـل


إن جزتني عن مديحي صرت فـي *** رقهـا أولا فيكفينـي الخجـل


ملك كسرى تغني عنـه كسـرةٌ *** وعن البحـر اجتـزاء بالوشـل


أعذب الألفاظ قولي لـك خـذ *** وَأَمـرُّ اللفـظ نطقـي بلعـل


اعتبـر (نحـن قسمنـا بينهـم) *** تلقـه حقـاً وبالحـق نــزل


ليس ما يحوي الفتى مـن عزمـه *** لا ولا ما فات يومـاً بالكسـل


اطـرح الدنيـا فمـن عاداتهـا *** تخفض العالي وتعلي مـن سفـل


عيشة الراغـب فـي تحصيلهـا **** عيشة الجاهـد فيهـا أو أقـل


كم جهول وهو مسـرٍ مكثـر *** وعليـم مـات منهـا بالعلـل


كم شجاع لم ينل فيهـا المنـى *** وجبان نـال غايـات الأمـل


أيُ كف لـم تَفـد ممـا تُفـد *** فرماهـا الله مـنـه بالشـلـل


لا تقل أصلـي وفصلـي أبـداً *** إنما أصل الفتى مـا قـد حصـل


قد يسود المـرء مـن غيـر أبٍ *** وبحسن السبك قد ينفى الزغـل


وكذا الورد من الشـوك ومـا *** يطلع النرجـس إلا مـن بصـل


قيمـة الإنسـان مـا يحسنـه *** أكثـر الإنسـان منـه أو أقـل


اكتـم الأمريـن فقـراً وغنـى *** واكسب الفلس وحاسب من بطل


وادَّرع جداً وكـداً واجتنـب *** صحبة الحمقى وأربـاب الخلـل


بيـن تبذيـر وبخـل رتـبـةٌ *** وكـلا هذيـن إن دام قـتـل


لا تخض في سب سادات مضـوا *** إنهـم ليسـوا بأهـل للـزلـل


وتغافـل عـن أمـور إنــه *** لم يفز بالحمـد إلا مـن غفـل


ليس يخلو المرء مـن ضـدٍ وإن *** حاول العزلـة فـي رأس جبـل


مِل عن النمـام وازجـره فمـا *** بلـغ المكـروه إلا مـن نقـل


دار جار السَّـوء بالصبـر وإن *** لم تجد صبراً فما أحلـى النُقـل


جانب السلطان واحذر بطشـه *** لا تعانـد مـن إذا قـال فعـل


لا تل الحكم وإن هـم سألـوا *** رغبة فيك وخالف مـن عـذل


إن نصف النـاس أعـداء لمـن *** ولي الأحكـام هـذا إن عـدل


فهـو كالمحبـوس عـن لذاتـه *** وكلا كفيه فـي الحشـر تغـل


إن للنقـص والاستثقـال فـي *** لفظة القاضـي لوعظـاً ومثـل


لا تـواز لـذة الحكـم بـمـا *** ذاقه الشخص إذا الشخص انعزل


فالولايـات وإن طابـت لمـن *** ذاقها فالسـم فـي ذاك العسـل


نَصَبُ المنصب أوهـى جلـدي *** وعنائي مـن مـداراة السِفـل


قصِّر الآمال فـي الدنيـا تفـز *** فدليل العقـل تقصيـر الأمـل


غِب وزر غِباً تزد حبـاً فمـن *** أكثـر التـرداد أقصـاه الملـل


خذ بحد السيف واتـرك غمـده *** واعتبر فضل الفتـى دون الحُلـل


لا يضر الفضـلَ إقـلالٌ كمـا *** لا يضر الشمس إطباق الطفـل


حبك الأوطـان عجـز ظاهـرٌ *** فاغترب تلقَ عن الأهـل بـدل


فبمكـث المـاء يبقـى آسنـاً *** وسُرى البدر به البـدر اكتمـل


لا يغرنـك ليـن مـن فـتـى *** إن للحيـات ليـنـاً يعـتـزل


أنا مثـل المـاء سهـل سائـغٌ *** ومتـى سخـن آذى وقـتـل


أنا كالخيـزور صعـب كسـره *** وهو لينٌ كيفما شئـت انفتـل


غير أني في زمـان مـن يكـن *** فيه ذا مال هو المولـى الأجـل


واجب عنـد الـورى إكرامـه *** وقليـل المـال فيهـم يستقـل


كل أهل العصـر غمـرٌ وأنـا *** منهم فاتـرك تفاصيـل الجمـل

تتمة القصيدة اللامية
‍وصـلاةُ اللهِ ربـي كُلّما * * * طَلَـعَ الشمسُ نهـاراً وأفـلْ
للذي حازَ العُلى من هاشمٍ * * * أحمدَ المختارِ من سـادَ الأوَلْ
وعلى آلٍ وصحبٍ سـادةٍ * * * ليسَ فيـهمْ عاجزٌ إلا بَطَـلْ



أبوالليث الشيراني 24-10-2013 05:41 PM

هذا جزءٌ من بحث لي عنوانه: (العَرف الوردي في سيرة ابن الوردي), إذ تحدّثت عن لاميته أيضًا, وفي ذلك:
هي المشهورة بمطلعها:
اعتزل ذكر الأغاني والغزل
ودع الذكر لأيام الصبا
وقُلِ الفصل وجانب من هزل
فلأيام الصِّبا نجم أفل
وقد صارت أبياتها مضرب مثلٍ شرود على الألسنة, يتغنّى بها كل شادٍ أدبًا أو علمًا أو حكمة رائقة, بل لا تكاد تذهب في دار من دور العلم إلا ويترنّم أصحابها بقول ابن الورديّ:
لا تقل : قد ذهبت أربابه
لا تقل : أصلي وفصلي , أبدًا ..
كلّ من سار على الدرب وصل ..
إنما أصل الفتى ما قد حصل !
يقول محقق شرح اللاميّة: «تعد لاميّة ابن الورديّ من أجلّ وأعظم ما أبدعته قريحة من نظم في ميدان النصيحة الإسلاميّة, وإرشاد الناس إلى ما ينفعهم في الدنيا والعقبى, فجاءت قصيدة غزيرة المعاني, محكمة المباني, في أسلوب جميل وبهاءٍ أخّاذ, حتى غدت بعض أبياتها حكمًا تتردد في المجالس الكلاميّة, والخطب المنبريّة»(1).
وهي تقع في خمسة وسبعين بيتًا, حوت الحكمة, والأدب, والنصيحة الفريدة.
- أما اهتمام العلماء بها, فقد ظهر في أمور منها :
أوّلًا : شَرْحُهَا وبيانُ معانيها, وشروحها على سبيل المثال:
1. «زهر الأزاهر السنيّة في شرح القصيدة الورديّة», شرح من شخص مجهول, فرغ منه سنة (763هـ).
2. «العَرْفُ الندي في شرح منظومة ابن الورديّ», للشيخ عبد الوهَّاب الغمريّ, فرغ منه سنة (1031هـ). ومنه مخطوط في دار الكتب المصريّة وغيرها(2).
3. «التحفة النديّة في شرح اللاميّة الورديّة», للشيخ أبي المكارم محمد بن محمد نجم الدين الغزّي, (1061هـ).
4. شرحٌ للشيخ ياسين بن زين الدين الحمصي العُلَيْمي, العلم النحوي المشهور, (1061هـ).
5. شرح للشيخ محمد بن أبي بكر بن محمد الدمشقي, الشهير بالزُّهَيْريّ, (1076هـ).
6. «التحفة المرضيّة في شرح القصيدة الورديّة», للشيخ أبي الإخلاص جاد الله الغُنَيمي الفيومي, (بعد: 1101هـ), ومنه مخطوط في دار الكتب المصريّة(3).
7. شرح للشيخ خليل بن محمد الفتال, (1186هـ).
8. «تحفة الخلان بشرح نصيحة الإخوان», للشيخ عطاء الله الأزهريّ, (بعد: 1186هـ), ومنه مخطوطة بخطّه في دار الكتب المصريّة(4).
9. «فتح الرحيم الرحمن في شرح نصيحة الإخوان», أو: «شرح لاميّة ابن الورديّ», للشيخ مسعود بن حسن القناوي الشافعيّ, (1205هـ), وقد طبعته دار المنهاج, وسأعرّج عليه بعد انتهائي من هذا السَّرْد إن شاء الله.
10. شرح للشيخ حمزة بن محمود بن قيران الكلاعي التونسي, (بعد: 1207هـ).
11. شرح للشيخ: يحيى مؤذن بن محمد بن جعفر المكّي, (1260هـ).
12. «فتح المبدي على لاميّة ابن الورديّ», للشيخ عبد الفتّاح الجارم, (1300هـ).
13. القول المجدي على لاميّة ابن الورديّ», للشيخ أبي عياشة محمد البيومي بن محمد بن علي الدمنهوريّ, (1335هـ).
14. «النفح الورديّ على لاميّة ابن الورديّ», للشيخ حكمت بن محمد شريف الطرابلسي, (1364هـ).
15. ولعبد العزيز الحربيّ شرح يفكّ معانيها, طبع مؤخّرًا.
- ثانيًا: وكذلك ظهر اهتمام بها وولوع من حيثُ التخميسات عليها, فمنها:
1. (بغية الأريب وغنية الأديب), أو: (إهداء المهتدي في تخميس لاميّة ابن الورديّ), وهو تخميس للشيخ يوسف بن زكريا المغربي, (1019هـ), ومنه مخطوط في مكتبة الكتّاني بالمغرب(5).
أولّه:
حِكَمٌ جَاءَتْ كَإِرْسَالِ الْمَثَلْ
موقظاتٌ كلِّ ذي عَقْل غَفَل !
2. تخميس للشيخ عبد الرحمن الملّاح, (1044هـ), وهو مطبوع مشهور.
3. تخميس للشيخ محمد بن عثمان بن محمد الهوش الدمشقي, (1091هـ).
4. «العَرْف النَّدِي في تخميس لاميّة ابن الورديّ», تخميس للشيخ محمد بن عمر بن عبد القادر الكفيري, (1130هـ).
5. تخميس لا يعرف صاحبه, منه مخطوطتان بدار الكتب المصريّة(6), فرغ من كتابتها يوم الأحد, 16/1270هـ, أوّلها:
كُنْ مع الله الذي عزّ وجلّ
أيها اللاهي على أقوى وجل
وإذا ما رمت هُجْران الزلل
اعتزل ذكر الأغاني والغزل
وقل الفصل وجانب من هزل
6. تخميس للشيخ عطيّة بن سيد أحمد البنا الشبراويتي, (1304هـ).
7. «النصائح الشرعيّة في تخميس القصيدة الورديّة», تخميس للشيخ أحمد مرزوق أفندي (1312هـ) (7).
أوّله:
اتّق الله وأخلص في العمل
واقتدي بالمصطفى طه الأجَلّ
واصنع المعروف واعمل بالمثل:
اعتزل ذكر الأغاني والغزل
وقل الفصل وجانب من هزل
8. تخميس للشيخ محمد أفندي محمد.
9. تخميس للشيخ كمال الدين محمد بن محمد بن عبد القادر الأدهمي, (بعد: 1353هـ), وهو مطبوع ومن المطبوع نسخ في دار الكتب المصريّة والأزهريّة(8).
10. «التخميس الندي على لامية ابن الوردي», تخميس للشيخ علي بن أحمد الصيرفي الأحمدي الرشيدي.
11. تخميس للشيخ عبد الجليل المصريّ, منه مخطوطة بدار الكتب المصريّة(9), أوّله:
قل لمن غرّه طول الأمل
وبدنياه عن الأخرى اشتغل
ونسى الله بلهوٍ واحتفل
اعتزل ذكر الأغاني والغزل
وقل الفصل وجانب من هزل
وهناك تخميس منشور في الأوساط العلميّة لست أعلم لمن هو, مطلعه:
سر على مهلك يا من قد عقل
واجتهد في الخير قولًا وعمل
وإذا ما شئت تسمو وتُجَلّ
اعتزل ذكر الأغاني والغزل
وقل الفصل وجانب من هزل
فلعلّه لأحد الذين مرّوا معنا, أو يكون تخميسًا آخر.
- ثالثًا: وعليها أيضًا تشطيرات, منها:
1. تشطير للشيخ سالم بن علي بن نجم.
2. وتشطير للشيخ أحمد بن بن داود بن سليمان العاني البغدادي, (1367هـ), لا يزال مخطوطًا في بغداد(10).
- رابعًا: وعليها بعض المحاكاة, ومنها:
1. محاكاة في لاميتين للشيخ علي بن عبد الله الأزهري, الشهير بالطحّان, (1207هـ) (11).
* * *
* ثانيًا: الحديث عن شرح لاميّة ابن الورديّ للقناوي الشافعي .
وفي آخر المطاف يجدر بي أن أعرض شرحًا من الشروح التي تناولت لاميّة ابن الورديّ, وقد اخترت شرح العلّامة الشريف مسعود بن حسن بن أبي بكر القناوي الشافعي الحسيني, المتوفّى بعد سنة (1205هـ), وهو من أجلّ شروح اللاميّة وأمتعها, طُبِع مؤخّرًا باسم: «شرح لاميّة ابن الورديّ», أو: «فتح الرحيم الرحمن شرح نصيحة الإخوان ومرشدة الخلان».
وقد اخترته بين الشروح الكثيرة لأمور منها:
1. أنه مطبوع في متناول اليد, والشروح الأخرى أكثرها مخطوط, أو مفقود.
2. أني قرأته مرّتين, واعتنيت به منذ طبعه.
وأجمل الكلام عليه فيما يلي:
طُبِع الكتاب في دار المنهاج بجدّة, في مجلّد واحد, من القطع المتوسّط, يقع في أربع عشرة وأربعمائة صفحة, وقد اعتنى به وحققه: بو جمعة عبد القادر مكري.
* والشرح ليس ممزوجًا, بل يذكر الشارح البيت, ثم يشرع في شرحه, ويذكر مبتدئًا معنى البيت وشرحه, ثم يعقب ذلك بالمسائل اللغويّة, والفقهيّة, والتاريخيّة, وما يتعلّق بالبيت من قريب أو بعيد.
* يمتاز الشرح بوفرة المادة العلميّة فيه, من حيث الاستشهاد, وجلب المتعلّق بالبيت.
* أسلوبه رائق من علّامة أديب لا تكاد تجد له هفوة وكبوة في سياقه وسباقه.
* يزخر بالمعاني الوعظيّة, والقصص من بطون الكتب, والآثار والأحاديث التي في هذا الباب.
* مما يؤخذ عليه:
- أنّه يعتمد كثيرًا على الأحاديث الموضوعة والمكذوبة, ولو كان الحديث ضعيفًا جرى العمل به في فضائل الأعمال, أما أن يكون موضوعًا أو مكذوبًا فهذا لا يقبل.
- يحتوي على الإسرائيليّات التي هي أقرب إلى الوضع, وفي القرآن نقض لها.
- فيه نَفَسٌ صوفيٌّ عميقٌ, وينطلق من منطلقاتهم ومبادئهم, ويعتذر لابن عربي, وابن الحلّاج, وغيرهما من رؤوس الضّلال.
* وأما تحقيق دار المنهاج فقد كان خروجه في حلّة بهيّة قشيبة, وقد خدموا الكتاب بتخرج أغلب نصوصه وآثاره وأحاديثه, وذيّلوه بفهرس للموضوعات.
* ويؤخذ على التحقيق ما يلي:
- أنّه عارٍ من الحكم على الأحاديث الموضوعة, بل يكتفي المحقق بعزو الحديث للكتاب الذي نقل منه, وهذا عيبٌ في التحقيق, إذ إن كثيرًا من الناس لا يعرف درجة الحديث, وعزوه لموضعه فقط فيه تلبيس وتدليس على الناس بأنّه موجود في الكتب! وهل كلّ ما يوجد صواب؟!
- أنه خلا في المقدّمة التعريفيّة بابن الورديّ ولاميّته من الفهارس الموثّقة لعملهم, فلست أعلم من أين عرفوا بعض الشروح التي بحثت عنها في المصادر المعتمدة ككشف الظنون وهدية العارفين وإيضاح المكنون ومعجم المطبوعات العربيّة والمعرّبة واكتفاء القنوع, ولست أشكّ في صحّة ما كتبوه, بيد أنّي أود منهم أن يثبتوا ذلك بذكر المصدر له. وقد أحلتُ إليهم, والعهدة عليهم.
والشرح مع تحقيقه على العموم خطوة متقدّمة جدًّا في إخراجه وتقريبه للناس, والكمال عزيز, ولم أكتب هذه الكلمات إلا بغية الإصلاح, وبيان مواضع الخلل.
وقد يعجب القارئ؛ إذ إني ركزت على الأخطاء أكثر مما امتاز به الشرح والتحقيق, ويزول عجبه إذا أدرك أن المزايا كثيرة, والفضائل وافرة, وكفى المرء نبلًا أن تعدّ معايبه.
ــــــــــــــــــــ
(1) شرح لاميّة ابن الورديّ, للقناوي, 11.
(2) الأعلام, 4/185.
(3) مصدر سابق, 2/105.
(4) مصدر سابق, 4/236.
(5) مصدر سابق, 8/232. وانظر: فهرس المخطوطات العربيّة المحفوظة في الخزانة العامّة بالرّباط, 6/157, برقم: «338»- «137ك», في ثلاث وعشرين لوحًا تقريبًا.
(6) فهرس الكتب العربيّة الموجودة بالدّار (دار الكتب المصريّة بالقاهرة) لغاية آخر شهر مايو سنة 1962م, 3/57, والمخطوطتان برقم: «55, 669مجاميع».
(7) انظر: معجم المطبوعات العربيّة والمعرّبة, 1/285. وكذا: 2/1731.
(8) الأعلام, 7/81.
(9) فهرس الكتب العربيّة الموجودة بالدّار (دار الكتب المصريّة بالقاهرة), 3/57, برقم: «97مجاميع م».
(10) الأعلام, 1/123.
(11) مجمل ما وضعته من حيثُ الشروح والتخميسات والتشطيرات والمحاكاة من مقدّمة تحقيق شرح القناوي, من 11-13, وما كان من عندي فإنّي أثبتّ له حاشية وثقته فيها.

حمزة أحمظ إسماعيل 20-10-2017 05:01 PM

لامية ابن الوردي في النصائح والآداب وترجمة ابن الوردي
 
البسملة1
فهذه لامية مشهورة من أجمل اللاميات الإرشادية ، وهي عبارة عن نصائح شرعية وأخلاقية واجتماعية وسياسية
وآداب وحكم وتجارب يومية .
ناظمها هو الشيخ الفقيه النحوي القاضي المؤرخ زين الدين أبو حفص عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن
أبي الفوارس المعري البكري نسبة لأبي بكر الصديق
رضي الله عنه ، المشهور بابن الوردي ، من شعراء القرن الثامن الهجري .
وقد ولد في المعرة غرب مدينة حلب بالشام زمن المماليك سنة 689 هـ ، وخالف الزركلي فقال : إنه ولد سنة 691 هـ .
وكان من علماء اللغة العربية والنحو والفقه والأدب والتاريخ ,كما دل على ذلك تلك المصنفات المتنوعة له ،*
وقد اشتهر بالزهد والورع وحسن الخلق وطيب المعشر ، فكانت له مهابة في قلوب معاصريه .
تولى القضاء في منبج وشيزر وحلب ، ثم ما لبث أن ترك ذلك كله وعزل نفسه لمنام رآه ، وكتب أبياتاً في ذم القضاء وأهله ، ثم اشتغل بالتعليم والتأليف حتى شاع ذكره وطار صيته في البلدان ، وقد توفي بالطاعون سنة 947 هـ*
لمزيد من الترجمة ، راجع : الأعلام ، والدرر الكامنة.


اعتـزلْ ذِكـرَ الأَغَاني والغـَزَلْ * * * وقُلِ الفَصْـلَ وجانبْ مـَنْ هـَزَلْ
ودَعِ الـذِّكـرَى لأيـامِ الصِّبـا * * * فَـلأَيـامِ الصِّبـا نجَـمٌ أفَـلْ
إنْ أَهنـا عـِيشـةٍ قَضَّيتُهـا * * * ذَهبـتْ لـذَّاتُهـا وَالإثـمُ حَـلْ
واتـرُكِ الغـادَةَ لاَ تحفــلْ بهـا * * * تمُـسِ فـي عِـزٍّ رفيـعٍ وتُجَـلْ
وَافتَكـرْ فـي مُنتهَى حُسنِ الْذَّي * * * أنْـتَ تهَـواهُ تجـدْ أمـراً جَلَـلْ


وَاهجُـرِ الخْمَـرةَ إنْ كُنتَ فـتىً * * * كَيفَ يَسعى فـي جُنـونٍ مَنْ عَقَـلْ
واتَّـقِ اللهَ فَتقـوْى اللهِ مَـا * * * جاورتْ قَلبَ امـريءٍ إلا وَصَـلْ
لَيـسَ مـنْ يَقطعُ طُـرقاً بَطـلاً * * * إنمـا مـنْ يتَّقِـي اللهَ البَطَـلْ
صـدِّقِ الشَّـرعَ وَلاَ تـركنْ إِلى * * * رَجلٍ يَـرَّصِـدُ فـي الْلَّيل زُحـلْ
حَـارتِ الأَفْكارُ فـي حِكمةِ مَنْ * * * قَـدْ هَـدانـا سبْلنـا عـزَّ وجَـلْ


كُتِـبَ المـوتُ على الخَلقِ فكمْ * * * فَـلَّ مِـن جَيـشٍ وأَفنَى مِـنْ دُوَلْ
أيـنَ نمـُرودُ وَكَنعـان ُ ومَـنْ * * * مـَلَكَ الأرْضَ وَوَلـىَّ وعَـزَلْ
أَينَ عـادٌ أَيـنَ فِـرعَـونُ وَمَنْ * * * رَفـعَ الأَهَـرامَ مِـنْ يسمعْ يَخَـلْ
أَيـنَ مَـنْ سَـادوا وشَادوا وبَنَوا * * * هَلَكَ الكُـلُّ و َلـم تُغـنِ القُلَـلْ
أَيـنَ أرْبـابُ الحِجَى أَهْـلُ النُّهى * * * أَيـنَ أهْـلُ العلـمِ والقـومُ الأوَلْ


سيُعيــدُ اللهُ كُـلاً مِنهـمُ * * * وَسيَجـزِي فَاعِـلاً مـا قـد فَعَـلْ
أيْ بُنـيَّ اسمـعْ وَصَايَا جَمعَـتْ * * * حِكمـاً خُصَّـتْ بهـِا خَـيرُ المِللْ
أُطلـبِ العِلـمَ وَلاَ تَكسَـلْ فَمَا * * * أَبعـَدَ الخْـيرَ عَلى أهـلِ الكَسَـلْ
وَاحتَفِـلْ للفقهِ فـي الـدِّينِ وَلا * * * تَشَّتغِـلْ عَنـهُ بمِـالٍ وخَـوَلْ
وَاهْجُـرِ النَّـومَ وَحصِّلهُ فمـنْ * * * يَعـرفِ المْطلُـوْبَ يَحقِِـرْ ما بَـذَلْ


لاَ تَقـلْ قَـدْ ذَهَبـتْ أربـابُهُ * * * كُلُّ مِـنْ سارَ عَلى الـدَّربِ وَصْـلْ
فـي ازدِيـادِ العِلمِ إِرغْامُ العِدى * * * وَجمَـالُ الْعِلـمِ إِصـلاَحُ الْعَمـلْ
جَمِّـلِ المَنطِـقَ بالنَّحـو فَمـنْ * * * يحُـرَمِ الإِعـرْابَ بالنُّطـقِ اخَتَبـلْ
انظُـمِ الشِّعـرَ وَلاَزِمْ مَـذْهَبِـي * * * فـي اطَّـراحِ الرَّفد لاَ تبغِ النَّحَـلْ
فَهـوَ عُنـوانٌ عَلَى الْفَضـلِ وَمَا * * * أحَسـنَ الشِّعـرَ إِذْا لـمَ يُبتـذلْ


مَاتَ أهـلُ الْفَضـلِ لم يَبقَ سِوى * * * مُقرفٍ أَوْ مَـنْ عَلَى الأَصْـلِ اتَّكـلْ
أَنَـا لاَ أَخَتَـارُ تَقبِيـلَ يـدٍ * * * قَطْعُهـا أَجمْـلُ مِـنْ تـِلكَ القُبَـلْ
إِنْ جَزتْني عَنْ مَديحِي صِرتُ فـي * * * رقِّهـا أَوْ لاَ فَيكفِيـني الخَجَـلْ
أَعـذْبُ الأَلْفَاظِ قَولي لَكَ : خُـذْ * * * وَأمَـرُّ الْلفـظِ نُطقـي بِلَعَـلّْ
مُلكُ كِسـرى عَنهُ تُغني كِسْرةٌ * * * وَعنِ الْبحْـرِ اجْتـزاءٌ بـالـوَشـلْ


اَعتـَبر " نحَـن قَسَمنّـَا بَيَنَهُـمُ" * * * تَلقَـهُ حَقَـا ً وَبـِالحْـقِ نَـزْلْ
لَيـسَ مَا يَحْـوي الْفَتى مِنْ عَزمِهِ * * * لاَ وَلاَ مـَا فَاتَ يَـومـاً بِالكْسَـلْ
اطْـرَحِ الـدُّنيا فَمـنْ عَـادَاتهِا * * * تَخفِـضُ العاليْ وتُعلـي مَـنْ سَفَـلْ
عَيشةُ الـرَّاغـبِ فـي تحَصِيلِها * * * عَيشَـةُ الجْـاهـلِ فِيهْـا أَوْ أقْـلْ
كَـمْ جَهـولٍ بَاتَ فَيها مُكثـراً * * * وَعَليـمٍ بَـاتَ مِنهـا فـي عِلَـلْ


كَـمْ شُجاعٍ لم يَنـلْ فيها المُـنى * * * وَجَبـانٍ نَـالَ غـايـاتِ الأَمْـلْ
فَاتـركِ الحْيلَةَ فِيهَا وَاتَّكِـلْ * * * إِنمـا الحْيلَـةُ فـي تَـركِ الحِيَـلْ
أيُّ كَـفٍّ لمْ تَنـلْ مِنها المُـنى * * * فَـرْمَـاهَـا اللهُ مِنـهُ بـالشَّلَـلْ
لاَ تَقُـلْ أَصْلـي وَفَصلي أَبـداً * * * إِنما أصْـلُ الفَـتى مَـا قَـدْ حَصَـلْ
قَـدْ يسُـودُ المرءُ مِنْ دُونِ أبٍ * * * وَبِحُسـنِ السَّبْـكِ قـدْ يُنفَى الدَّغَلْ


إِنما الْـوردُ مِـنَ الشَّـوكِ وَمَا * * * يَنبُـتُ النَّـرجِـسُ إِلاَ مِـنْ بَصَـلْ
غَـيرَ أَنـي أَحمـدُ اللهَ عَلـى * * * نَسـبي إِذْ بِـأَبِـي بِكَـرِ اتَّصـلْ
قِيمـةُ الإِنْسـانِ مَـا يُحسنُهُا * * * كثَّـرَ الإنِسـانُ منـهُ أمْ أقَـلْ
أُكْتمِ الأَمـرينِ فقـراً وغَنِـى * * * وَاكسَب الفَلْسَ وَحَاسِب منْ مطَـلْ
وَادَّرع جِـدا ً وكَـداً واجتنبْ * * * صُحبـةَ الحْمقـى وَأَرْبـابُ الخَلَـلْ


بَـينَ تَبـذيـرٍ وبُخـلٍ رُتبةٌ * * * وَكِـلاَ هَـذيـنِ إنْ زادَ قَتَـلْ
لاَ تخُضْ فـي حَقِ سَاداتٍ مَضَوا * * * إِنهـم لَيسًُّـوا بـأهْـلِ للـزَّلَلْ
وَتَغَاضَـى عَـنْ أُمـورٍ إِنهُ * * * لم يفُـزْ بـِالحْمـدِ إِلاَ مَـنْ غَفَـلْ
لَيسَ يخَلُـو المْـرءُ مِنْ ضدٍّ وَلَو * * * حَـاوْلَ العُـزلـةَ فـي رَأسِ الجبَـلْ
مِـلْ عَنْ النَمَّامِ وازجُـرْهُ فَمَا * * * بلَّـغَ المْكـروهَ إلا مَـنْ نَقَـلْ


دارِ جارَ السَّـوءِ بِالصَّبرِ وإنْ * * * لمْ تجـدْ صَـبراً فَمـا أحَلـى النُّقَـلْ
جَانِبِ السُّلطانَ واحذرْ بَطشَهُ * * * لاَ تُعـانِـدْ مَـنْ إِذْا قـالَ فَعَـلْ
لاَ تَلِ الأحَكامَ إِنْ هُمْ سَأَلْـوا * * * رَغبـةً فيـكَ وَخَالفْ مَـنْ عَـذَلْ
إنَّ نِصـفَ النَّاسِ أَعَـداءٌ لمنْ * * * وُلـيَ الأَحكَـامَ هَـذْا إِنْ عَـدَلْ
فَهُـوُ كَالمحَبُوسِ عـَنْ لـذَّاتهِ * * * وَكِـلاَ كفّيـهِ فـي الحْشـرِ تُغَـلْ


إِنَّ لِلنقـصِ والاسَتْثِقال ِ فـي * * * لَفظَـةِ الْقَاضِـي لَـوَعظاً أَوْ مَثَـلْ
لاَ تُـوازى لَـذةُ الحُكـمِ بمِا * * * ذَاقَهُ الشَّخـصُ إِذْا الشَّخـصُ انعـزْلْ
فَالْـوِلاَيَاتُ وَإِنْ طَابتْ لمـنْ * * * ذاقَهـا فَالسُّـمُّ فـي ذَاكَ العَسَـلْ
نَصَبُ المنصِبِ أَوْهى جَلَـدي * * * وَعَنـائـي مَـنْ مُـداراةِ السَّفَـلْ
قَصِّـرِ الآمالَ فـي الدُّنيا تفُزْ * * * فَـدْليـلُ الْعَقـلِ تقصـيرُ الأَمْـلْ


إِنْ منْ يطلِبهُ المْـوتُ عَلـى * * * غِـرَّةٍ مِنـهُ جَـديـرٌ بِـالـوَجَـلْ
غِبْ وزُرْ غِبَّا َ تـزِد ْ حُبَّاً فَمنْ * * * أكثـرَ التَّـردَادَ أَقصـاهُ المَلَـلْ
لاَ يَضُرُّ الْفَضـلَ إِقـلالٌ كَما * * * لاَ يَضـرُّ الشَّمـسَ إطْبـاقُ الطَّفَـلْ
خُذْ بِنصْلِ السَّيفِ واتركْ غِمدهُ * * * واعتـبرْ فَضـلَ الفـتى دونَ الحُلُـلْ
حُبُّكَ الأوْطانَ عَجـزٌ ظَاهِـرٌ * * * فَاغْتـربْ تلـقَ عَـنْ أَهْـلٍ بَـدَلْ


فَبمُكـثِ المَاءِ يَبقـى آسِنـاً * * * وَسُـرى البـدرِ بهِ الْبـدرُ اكتمـلْ
أيُّهْا الْعَائِـبُ قُـولـي عبثـاً * * * إِن طيـبَ الْـوردِ مُـؤذٍ لِلجُعـلْ
عَدِّ عَن أسهُمِ قَـولي وَاستتـِرْ * * * لاَ يُصيبنَّـكَ سَهـمٌ مِـن ثُعَـلْ
لاَ يَغـرَّنَّكَ لَيْـنٌ مِـنْ فـتىً * * * إنَّ لِلحيَّـاتِ لينـاً يُـعتـزلْ
أَنـا مِثـلُ المْاءِ سَهَـلٌ سَائـغٌ * * * وَمـتى سُخِّـنَ آذى وقَتَــلْ


أَنا كَالخيَـزور صَعبٌ كسْـرهُ * * * وَهُـوْ لَـدْنٌ كَيفَ ما شِئتَ انفتَـلْ
غَيرَ أنـيّ َ فـي زَمانٍ مَـنْ يكنْ * * * فيهُ ذَا مَـالٍ هُـوْ المـولَى الأَجـلْ
وَاجبٌ عِنـد الْورى إكـرامُـهُ * * * وَقليـلُ المـالِ فيهـم ْ يُستقـلْ
كُلُّ أهـلِ العصـرِ غمـرٌ وَأَنَا * * * مٍِنهُـمُ فَـاتـرُّكِ تَفَاصِيـلَ الجُمَـلْ
وَصـلاةُ اللهِ ربـي كُلَّمـا * * * طَلَـعَ الشَّمـسُ نهَـاراً وَأَفْـلْ
لِلذِّي حَازَ العُلى مِـنْ هَـاشِمٍ * * * أحمَـدَ المُختـارِ مَـنْ سَـادَ الأَوَْلْ

النبيل 02-04-2020 07:24 PM

سر على مهلك يا من قد عقل
واجتهد في الخير قولًا وعمل
وإذا ما شئت تسمو وتُجَلّ
اعتزل ذكر الأغاني والغزل
وقل الفصل وجانب من هزل
هذا التخميس للقاضي محمد بن عبد اللطيف آل محمود البحريني


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 01:32 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ