ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة فقه اللغة ومعانيها (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=5)
-   -   الفرق بين فقه اللغة، علم اللغة، لسانيات، الألسنية، اللغويات (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=5790)

حارث نديم 30-10-2011 08:37 PM

الفرق بين فقه اللغة، علم اللغة، لسانيات، الألسنية، اللغويات
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
أريد الفرق بين مصطلحات: فقه اللغة وعلم اللغة، واللسانيات والألسنية واللغويات وغيرها في دراسة اللغة.
ومن المعلوم أنّ المصطلحين العربيّين: "فقه اللغة" و "علم اللغة" يترجمان خطأً بـ المصطلحين الإنجليزيّين: "Philology" و "Linguistics" لأنّ خلفية المصطلحين العربيّين مختلفة تماماً عن خلفية المصطلحين الإنجليزيين.
أرجو إخوة ملتقى أهل اللغة الإفادة، وأظنّهم أن لا يتأخّرون في الإجابة.
والسّلام على جميع الإخوة الأفاضل

صالح العَمْري 30-10-2011 09:28 PM

بارك الله فيك
لا تشتغل يا أخي بهذه الخرافات: اللسانيات والألسنيات والنصيات والتناصيات، هذه ثرثرة لا تسمن ولا تغني من جوع.
وما زالت الجامعات تفرز كل سنة ملايين الرسائل من هذه البحوث الرديئة حتى غصت بها رفوف المكتبات، وما انتفع بها أحد من الناس، ولَكتابٌ واحد لإمام قديم من أئمة اللغة أنفع من مليار رسالة وبحث من هذه البحوث الرديئة التي أصبحت أضحوكة للعقلاء.
وإذا نظرت في عناوينها لم تستطع أن تمنع نفسك من الضحك:
- إلقاء الضوء على جوانب من فكر سيبويه وتجليات هذه الشخصية في الكتاب على أساس التنظير المُتَّزن المُتَلقَّى عن الخليل.
- شخصية الكسائي النصّيّة بين النقد التطبيقي ومنهجية التحقيق ومدرسته اللسانية وأثر ذلك في كتب ثعلب وابن السكيت.
- دراسة ألسنية مفصّلة لنصوص الأخفش الأوسط على ضوء العلاقة الإفرازية بين المدرستين الكوفية والبصرية خلال القرن الثالث والرابع.
أضحك الله سنك، وهذه عناوين اخترعتُها تمثل حال هذه البحوث والرسائل الرديئة، فالقوم لا هم لهم إلا متابعة الغرب حذو القذة بالقذة.

** ولقد أصبحت النوادي الأدبية حربا على العربية وأهلها، وأصبحت ضُحكة للعلماء وطلاب العلم، وأذكر أننا قلنا لمدرس في الجامعة: سنبدأ مشروعا في تيسير اللغة ونستعين عليه بالنادي الأدبي، فقال ما معناه:
المستجير بعمرو عند كربته ** كالمستجير من الرمضاء بالنار
وقال: لن تستفيدوا منهم شيئا بل هم بحاجة إلى الاستفادة منكم!

** وإذا نظرت فيما تخرجه هذه النوادي الأدبية الميتة الهامدة رأيت غثّاء وجُفاء، فلا تكاد تجد كتابا نافعا حققوه أو صنفوه، إن هو إلا الأقصوصة والأُقيصيصة والمسرحية والتفعيلة الحرة وما أشبه ذلك من الهذيان.

** ولقد كنت أنا وبعض إخواني إذا سئمنا أخذنا شيئا من تفعيلات هؤلاء المخرفين فنقرؤه ونضحك من ذلك ضحكا شديدا، فمن ذلك أن أحد هؤلاء المجانين يقول في نص يسميه شعرا:
"نسيتُ أصابعي على الطاولة، حسنا سآخذها فيما بعد!!!!!"

والحديث ذو شجون، والله المستعان

صالح العَمْري 31-10-2011 06:14 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وهنا طرفة تناسب ما ذكرنا من تخريف القوم وإتيانهم بألفاظ لا تعرف, وتراكيب منكرة.
** كان رجل يحبُّ الكلام ويختلف إلى حسين النجار، وكان ثقيلاً متشادقاً، لا يدري ما يقول؛ فآذى حسيناً، ثم فطن له، فكان يُعدُّ له الجواب من جنس السؤال، فينقطع ويسكت.
فقال له يوماً: ما تقول -أسعدك الله- في جدٍّ يلاشي التوهيمات في عنفوان القرب من دَرْك المطالب؟
فقال له حسين: هذا من وجود فَوت الكيفوية عن غير طريق الحسُّوبيَّة، وبمثله يقع إلينا في المجانسة على غير تلاق ولا افتراق.
فقال الرجل: هذا محتاج إلى فكر واستخراج.
فقال حسين: افتكر، فإنَّا قد استرحنا.

أمالي ابن المزرع

أبو طيبة 12-01-2012 01:14 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل حارث نديم (المشاركة 24419)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
أريد الفرق بين مصطلحات: فقه اللغة وعلم اللغة، واللسانيات والألسنية واللغويات وغيرها في دراسة اللغة.
ومن المعلوم أنّ المصطلحين العربيّين: "فقه اللغة" و "علم اللغة" يترجمان خطأً بـ المصطلحين الإنجليزيّين: "Philology" و "Linguistics" لأنّ خلفية المصطلحين العربيّين مختلفة تماماً عن خلفية المصطلحين الإنجليزيين.
أرجو إخوة ملتقى أهل اللغة الإفادة، وأظنّهم أن لا يتأخّرون في الإجابة.
والسّلام على جميع الإخوة الأفاضل

فقه اللغة عند السلف: هو العلم بالعربية والفهم لها.
وعلم اللغة هو معرفة أفراد الكلم وكيفية أوضاعها كما قال الزبيدي في "تاج العروس".

وأما اللسانيات فإن أول من ذكرها - حسب علمي- ابن سيده - رحمه الله - في مقدمة "المحكم والمحيط الأعظم"، حيث قال (1/ 31-32، ط1، 1421هـ، دار الكتب العليمة):« وَذَلِكَ انه - أدام الله مدَّته، وَحفظ على مُلكه طُلاوته وجدتّه - لما جمع الْعُلُوم النافعة، من الديانيات واللسانيات، فسلك مناهجها، وشَهَر بمُقدماتها نتائجها، وذلّل من صعابها، وأخضع بفهمه من صِيِد رِقابها، وَعلم مُنتهى سِبارها، وميَّز بالتأمُّل اللَّطِيف طَبَقَات أقدارها، وضَح لَهُ فضلُ هَذَا الْكَلَام العربيِّ، الَّذِي هُوَ مَادَّة لكتاب الله جلَّ وعزّ، وَحَدِيث النبيّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وشرَّف وكرَّم "، فَلَمَّا وضح لَهُ مكانُ الْحَاجة إِلَى هَذِه اللِّسَان الفصيحة، الزَّائِدَة الْحسن، على مَا أُوتِيَه سَائِر الْأُمَم من اللُّسْن، أَرَادَ جمع ألفاظها، فَتَأمل لذَلِك كتب رواتها وحفَّاظها، فَلم يجد مِنْهَا كتابا مُسْتقِلّا بِنَفسِهِ، مُستغنيا عَن مثله، مِمَّا أُلِّف فِي جنسه، بل وجد كل كتاب مِنْهَا يشْتَمل على مَا لَا يشْتَمل عَلَيْهِ صَاحبه، وشلٌ " لَا " تعانَدُ عَلَيْهِ وُرًّادُه، وكلأ لَا تحاقدُ فِي مثله روَّادُه، لَا تشبع فِيهِ نابٌ وَلَا فطيمة، وَلَا تُغنى مِنْهُ خضراءُ وَلَا هشيمة».
وعرف علم اللسان في المخصص (1/ 40-41):« وَلَيْسَ هَذَا الَّذِي نذكرهُ هَهُنَا مَقْصُورا على اللِّسَان الْعَرَبِيّ فَحسب بل هُوَ حد شَامِل لَهُ ولعلم كل لِسَان فَأَرَدْت أَن أفيد المولع بِطَلَب هَذِه الْحَقَائِق هَذَا الْفَصْل اللَّطِيف وَالْمعْنَى الشريف. فَعلم اللِّسَان فِي الْجُمْلَة ضَرْبَان أَحدهمَا حفظ الْأَلْفَاظ الدَّالَّة فِي كل لِسَان وَمَا يدل عَلَيْهِ لشَيْء شَيْء مِنْهَا وَذَلِكَ كَقَوْلِنَا طَوِيل وقصير وعامل وعالم وجاهل وَالثَّانِي فِي علم قوانين تِلْكَ الْأَلْفَاظ وَمعنى القوانين أقاويل جَامِعَة تَنْحَصِر فِي كل وَاحِد مِنْهَا أَشْيَاء كَثِيرَة مِمَّا تشْتَمل عَلَيْهِ تِلْكَ الطَّرِيقَة حَتَّى يَأْتِي على جَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي هِيَ مصوغة للْعلم بهَا أَو على أَكْثَرهَا وَحفظ هَذِه الْأَشْيَاء الْكَثِيرَة أَعنِي هَذِه الْأَلْفَاظ المفردة إِنَّمَا يَدعِي علما بِأَن يكون مَا قصد بحفظه محصوراً بِتِلْكَ القوانين وَتلك القوانين كالمقاييس الَّتِي يعلم بهَا الْمُؤَنَّث من الْمُذكر وَالْجمع من الْوَاحِد والممدود من الْمَقْصُور والمقاييس الَّتِي تطرد عَلَيْهَا المصادر وَالْأَفْعَال وَيبين بهَا الْمُتَعَدِّي من غير الْمُتَعَدِّي وَاللَّازِم من غير اللَّازِم وَمَا يصل بِحرف وَغير حرف وَمَا يقْضِي عَلَيْهِ بِأَنَّهُ أصل أَو زَائِد أَو مبدل وكالاستدلالات الَّتِي يعرف بهَا المقلوب والمحول والاتباع..... »

وأما المحدثون فيخبطون خبط عشواء شأنهم شأن المغلوب في الاقتداء بالغالب، مثال ذلك ترجمتهم لكتاب
" cours de linguistique générale" لدو سوسر فهناك:
1- ترجمة التونسية لصالح القرمادي ومحمد عجينة ومحمد الشاوش بعنوان "دروس في الألسنية العامة" وصدرت سنة 1985 عن الدار العربية للكتاب.
2- وهناك ترجمة مصرية لأحمد نعيم الكراعين بعنوان "فصول في علم اللغة العام" سنة 1985 عن دار المعرفة الجامعية بالإسكندرية.
3- الترجمة العراقية ليوئيل يوسف عزيز بعنوان "علم اللغة العام" سنة 1985، عن دار آفاق عربية.
4- والترجمة السورية ليوسف غازي ومجيد نصر بعنوان "محاضرات في الألسنية العامة" سنة 1986 عن المؤسسة الجزائرية للطباعة.
5- والترجمة المغربية، لعبد القادر القنيني سنة 1987، بعنوان "محاضرات في علم اللسان العام" عن دار إفريقيا الشرق بالدار البيضاء.
واشتهرت عند الجزائريين باللسانيات.

وما أظن محدثي العرب أوتوا إلا من إلا مما أتي منه متى بن يونس حينما قال له أبو سعيد السيرافي في مناظرته له كما الإمتاع والمؤانسة (1/ 115-116، دار مكتبة الحياة) :« على أنّ هاهنا سرّا ما علق بك، ولا أسفر لعقلك، وهو أن تعلم أن لغة من اللغات لا تطابق لغة أخرى من جميع جهاتها بحدود صفاتها، في أسمائها وأفعالها وحروفها وتأليفها وتقديمها وتأخيرها، واستعارتها وتحقيقها، وتشديدها وتخفيفها، وسعتها وضيقها ونظمها ونثرها وسجعها، ووزنها وميلها، وغير ذلك ممّا يطول ذكره، وما أظنّ أحدا يدفع هذا الحكم أو يشكّ في صوابه ممن يرجع إلى مسكة من عقل أو نصيب من إنصاف، فمن أين يجب أن تثق بشيء ترجم لك على هذا الوصف؟ بل أنت إلى تعرّف اللغة العربيّة أحوج منك إلى تعرّف المعاني اليونانيّة، على أنّ المعاني لا تكون يونانيّة ولا هنديّة، كما أنّ اللغات تكون فارسيّة وعربيّة وتركيّة، ومع هذا فإنّك تزعم أن المعاني حاصلة بالعقل والفحص والفكر، فلم يبق إلّا أحكام اللّغة، فلم تزري على العربيّة وأنت تشرح كتب أرسطوطاليس بها، مع جهلك بحقيقتها؟».

ثم ههنا سر ينبغي التنبه له وهو أن علماء الغرب المستشرقين استولوا على تراث المسلمين واطلعوا عليه، واستفاد منه أتباعهم، وهم يرجعون بضاعتنا إلينا مشوهة بترجمتها الارتجالية.

و "Philology" عند الأنكليز لا يقابل فقه اللغة وإنما يتطرق لدراسة النصوص القديمة كالمخطوطات والنقوش دراسة لغوية فهو أشبه بعلم تحقيق المخطوطات عند علمائنا.
والله أعلم .


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 06:42 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ