سؤال عن كتاب " النوادر " لأبي علي القالي
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أساتذتي الفضلاء، أسأل عن كتاب "النوادر" لأبي علي القالي هل هو نفس كتاب "الأمالي" ؟
(حبذا لو نبذة صغيرة عليه)
وهل يصلح أن يبدأ به في علم الأدب وما هي أحسن طبعاته ؟

هنا تجد بُغيتك:

http://www.nebrass.net/show_bk_search.asp?bkid=000506

كتاب الأمالي هو المعروف بالنوادر ذكر ذلك صاحب الوسيط في تراجم أدباء شنقيط عندما ذكر رد أحد الشعراء على بعض الشيوخ وقد أنكر هذا الشيخ على الشاعر الإتيان بـ"لماذا " في آخر الكلام فقال :
هي العُرب تأتي من وجوه كثيرةٍ ... يتيه بها بعض النحاة الأكابرِ
لذلك أضحى بعض أشياخ معشري .. يقولون ماذا لا ترى في الأواخرِ
و" ألفٌ لماذا" في "النوادر" كرّرتْ ..... وهل تجهل الأشياخ ما في "النوادر"

وفقك الله وسدد خطاك
هل يقصد نوادر أبي علي القالي خاصة؟ لا أظن ذلك؛ لأنه لم يأت فيها ولا حتى عشر هذا العدد، فليحرر.

آمين ووفقك وسددك أيها الأخ المفضال
قال صاحب الوسيط بعد الأبيات :" يشير إلى قصة الأعرابي الذي سأل بعض الأمراء , فقال له ما يجبر كسرك ؟
فقال : ألف وألف وألف .
فقال الأمير : ألف لماذا , وألف لماذا , وألف لماذا ؟
فذكر الأعرابي لكل ألف وجها يصرفها فيه وهي في أمالي أبي علي القالي , وكتاب "الأمالي" يعرف عند أهل الصحراء بالنوادر ....
الصفحة 288 ط الرابعة 1409هـ 1989م

جزاك الله خيرا وبارك فيك
ويبدو أن القصة مختصرة من الأصل، وهذا نصها للفائدة:
{ وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه [الأصمعي] قال: قدم وفد على أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك وفيهم رجل من قريش يقال له: إسماعيل بن أبى الجهم، وكان أكبرهم سنا، وأفضلهم رأيا وحلما؛ فقام متوكئا على عصا وقال: يا أمير المؤمنين، إن خطباء قريش قد قالت فيك فأطنبت، وأثنت عليك فأحسنت؛ ووالله ما بلغ قائلهم قدرك، ولا أحصى مثنيهم فضلك؛ أفتأذن لى فى الكلام؟ قال: تكلم، قال: أفأوجز أم أطنب؟ قال: بل أوجز، قال: تولاك الله أمير المؤمنين بالحسنى، وزينك بالتقى، وجمع لك خير الآخرة والأولى؛ إن لى حوائج أفاذكرها؟ قال: نعم، قال: كبرت سنى، وضعفت قواى، واشتدت حاجتى، فإن رأى أمير المؤمنين أن يجبر كسرى، وينفى فقرى؛ قال: يا بن أبى الجهم، ما يجبر كسرك وينفى فقرك؟ قال: ألف دينار وألف دينار وألف دينار، قال هيهات يا بن أبى الجهم! بيت المال لا يحتمل هذا، قال: كأنك آليت يا أمير المؤمنين أن لا تقضي لي حاجةً مقامي هذا، قال: ألف دينار لماذا؟ قال: أقضى بها دينا قد فدحني حمله، وأرهقني أهله؛ قال: نعم المسلك أسلكتها، ديناً قضيت، وأمانةً أديت؛ قال: وألف دينار لماذا؟ قال: أزوج بها من أدرك من والدى، فأشد بهم عضدى، ويكثر بهم عددى؛ قال: ولا بأس، أغضضت طرفا، وحصنت فرجا، وأمرت نسلا؛ وألف دينار لماذا؟ قال: أشترى بها أرضاً فأعود بفضلها على ولدى، وبفضل فضلها على ذوى قراباتى؛ قال: ولا بأس، أردت ذخرا، ورجوت أجرا، ووصلت رحما؛ قد أمرنا لك بها، فقال: الله المحمود على ذلك، وجزاك الله يا أمير المؤمنين والرحم خيرا. فقال هشام: تالله ما رأيت رجلا ألطف فى سؤال، ولا أرفق فى مقال من هذا. هكذا فليكن القرشى }.