المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( الصوم ) و( الصيام )


أبو عبد الله
11-06-2008, 11:08 PM
البسملة1

اختلف علماء اللغة قديما وحديثا في وجود الترادف في اللغة العربية ، فمن قائل بوجوده ، ومن مانع له .
والذي لا شك فيه أنه لا وجود للترادف في القرآن الكريم الذي أحكمت آياته وكلماته ، فبين كل لفظين ـ يظن أن بيتهما ترادفا ـ فرقٌ وإن كان دقيقا .
ومن الألفاظ التي يُظنّ فيها الترادف كلمتا (الصوم) و(الصيام) ، وحقيقة الأمر أن سياق القرآن يدل على أن لكل منهما معنى ليس للأخرى ، فالصوم هو : مجرد الامتناع . قال الله تعالى ـ على لسان مريم : إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا .
أما الصيام فإنه الامتناع مع المشقة ؛ ولذلك عبّر القرآن عن الفريضة بلفظ (الصيام) ، فقال تباركت كلماته : يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ، كما عبر عن كفارة اليمين ، بقوله : فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ، وعبر عن الفدية في الحج بقوله : ففدية من صيام ....
والسؤال : لماذا جاء التعبير في ذلك كله بـ(الصيام) دون (الصوم) ؟
والجواب : أن كلمة (صيام) على وزن (فِعال) ، وفي هذا الوزن ما يشير إلى المشقة ، نحو : قتال ، وجهاد ، ونحوهما ، فعبر القرآن عن الامتناع مع المشقة بقوله (صيام) ، فسبحان منزل الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .

أبو العباس الظاهري
12-06-2008, 05:15 AM
جزيت الجنة يا أبا عبد الله ....


الظاهري.#

محمد التويجري
15-06-2008, 05:09 PM
والذي لا شك فيه أنه لا وجود للترادف في القرآن الكريم الذي أحكمت آياته وكلماته


السلام عليك أخي الكريم

لماذا لاشك فيه ؟
هل لك أخي أن توضح وتبين أكثر من ذلك
وهل الترادف عيب يحترز منه؟

وهل وزن فِعال خاص بالأمور الشاقة فقط

بارك الله فيك

أبو عبد الله
21-06-2008, 08:15 PM
بارك الله فيكم أخي وجزاكم خير الجزاء ، ووفقنا جميعا لطاعته ونيل رضاه ، ليس الترادف عيبا يجب الاحتراز منه ، وإنما اختلف العلماء في وقوعه ـ قديما وحديثا ـ ، فمنهم من أثبته ومنهم من أنكره ، ولكن القرىن الكريم ـ في رأيي الضعيف ونظري الكليل ـ قد خلا من هذه الظاهرة ، وليس فيه كلمتان مترادفتان ؛ ويدل على ذلك السياق الذي يستعمل فيه الكلمات المتقاربة في المعنى ، فتراه يستعمل كلمة في سياق ، ثم يستعمل كلمة أخرى مقاربة لها في سياق آخر ، فدلّ ذلك على أن بين هلتين الكلمتين فلاقا ، وإن كان هذا الفرق دقيقا ، وأحسب أن علماء العربية لو توفروا على هذه الكلمات المتقاربة في المعنى ـ في القرآن الكريم ـ ونظروا إلى سياقاتها المختلفة لوجدوا أن الترادف لا وجود له في القرآن الكريم . وأضرب لك الآن مثلا .
من المعلوم أن (العام) و(السنة) كلمتان متقاربتان في المعنى ، ولكن استخدام القرآن لهما يدل على أن بينهما فرقا ، فهو يستعمل السنة في الجدب والشدة ، ويستعمل العام في الرخاء . ألم تقرأ قوله تعالى : ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد ، والمراد سبع سنين ، وقال أيضا : ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ، فبين اللفطين فرق وإن دقّ . وادع لأخيك .

فيصل المنصور
22-06-2008, 07:27 PM
هذا التفريقُ لا يُسلَّمُ بهِ ، لأنه إمّا أن يَّكونَ خاصًّا بكلامِ الله تعالَى ، وإمَّا أن يّكونَ عامًّا .
فإن قيلَ : إنه عامٌّ .
قلتُ :
هذا باطلٌ ؛ فإن المستقريَ كلامَ العربِ يجِدُ غيرَ ذلكَ ؛ ألم ترَ ما قالَ المفضلُ النُّكريُّ :
يجاوِبنَ النِّياحَ بكلِّ فجرٍ *** فقد صحِلت من النَّوحِ الحُلُوقُ

وإن قيلَ : هو خاصٌّ بكلامِ الله تعالَى .
قلتُ :
كلامُ الله تعالَى إنما نزلَ على لسانِ العربِ . وهذا ليسَ من لسانِهم ، ولا أصلُه معروفًا عندهم في هذا الموضعِ .

وأنا أحبُّ أن يكونَ الأمرُ كما تريدونَ ؛ ولكني أجِدُ الواقعَ ، والقرائنَ تخالفُه ؛ فهل أظلُّ سامدًا في خيالي ، مسترسِلاً إلى ما يُسمونَه التذوقَ ؛ فأحمِّلَ كلامَ الله ما لا يحتملُ ، وأركبَه على مركبٍ وعرٍ من التكلُّفِ ، والقولِ الذي ما أسرعَ ما تبدي الأيَّامُ ما فيهِ من ضَعفٍ ووهنٍ ؟
وليسَ إعجازُ القرآنِ في هذا ؛ فإنه أمرٌ أجلُّ من ذلكَ كلِّهِ ، وأشرفُ موضعًا ، وأهدى سبيلاً .



أبو قصي

أبو عبد الله
23-06-2008, 08:37 PM
بارك الله فيكم أبا قصي ، ونفعنا بعلمكم في الدارين ، ووفقنا جميها لما يحب ويرضى

محمد التويجري
24-06-2008, 09:17 PM
من المعلوم أن (العام) و(السنة) كلمتان متقاربتان في المعنى ، ولكن استخدام القرآن لهما يدل على أن بينهما فرقا ، فهو يستعمل السنة في الجدب والشدة ، ويستعمل العام في الرخاء . ألم تقرأ قوله تعالى : ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد ، والمراد سبع سنين ، وقال أيضا : ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ، فبين اللفطين فرق وإن دقّ . وادع لأخيك .

السلام عليكما

أخي الكريم لا أسلم لك بالتفريق السابق بين العام والسنة فقد وردتا مترادفتين في القرآن الكريم

سأعود مرة أخرى لاستجلاب الشواهد إن شاء الله<!-- / message -->

محمد التويجري
28-06-2008, 07:13 AM
الشواهد

(الشعراء)(o 205 o)(أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ)
ولعلك تلاحظ كلمة متعناهم صاحبت كلمة سنين

(التوبة)(o 126 o)(أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ)
ولاحظ كلمة الفتنة مصاحبة للعام

(الكهف)(o 11 o)(فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا)
(الكهف)(o 25 o)(وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا)

هنا وردت في النص القرآني السنون تعبيرا عن المدة لكن في قصة أخرى وردت كلمة عام في موضوع مماثل

(البقرة)(o 259 o)(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

حامل المسك
28-06-2008, 08:19 AM
مناقشة مثمرة جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
وأنا أحبُّ أن يكونَ الأمرُ كما تريدونَ ؛ ولكني أجِدُ الواقعَ ، والقرائنَ تخالفُه

أبو عبد الله
28-06-2008, 09:03 AM
جزى الله الأستاذ التويجري خيرا ؛ فقد تعلمت كثيرا من كلماته ، وبارك الله فيكم جميعا .

محمد التويجري
28-06-2008, 02:01 PM
جزيتم خيرا جميعا

الفائدة الكبرى في هذا الموضوع لأستاذنا أبي قصي ونحن نقتات على مائدته

محمد التويجري
28-06-2008, 02:16 PM
والسؤال : لماذا جاء التعبير في ذلك كله بـ(الصيام) دون (الصوم) ؟
والجواب : أن كلمة (صيام) على وزن (فِعال) ، وفي هذا الوزن ما يشير إلى المشقة ، نحو : قتال ، وجهاد ، ونحوهما ، فعبر القرآن عن الامتناع مع المشقة بقوله (صيام) ، فسبحان منزل الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .

المصدر الوارد على وزن فِعال لا يلزم أن يكون مما فيه مشقة
جماع - نقاش - حوار - طباق - رضاع - نداء
هذا ما يحضرني الآن

وجزيتم خيرا إخوتنا