المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقطة وتاء تقصمان معاني " لغة الضاد "


رائد
24-05-2010, 02:34 PM
http://www.alkhaleej.ae/uploads/gallery/2010/05/23/100056.jpg


نقطة وتاء تقصمان معاني "لغة الضاد"


كتب عدنان عكاشة:




مجرد نقطة يتيمة في عبارة تحملها مجموعة من اللوحات العامة، العائدة لأحد مشاريع البنية التحتية في شارع مبنى الاتصالات القديم برأس الخيمة، قد لا تلفت أنظار الكثيرين في خضم مشاغل الحياة اليومية، ممن يعبرون المكان، إلا أن “النقطة” أصابت آخرين من الأهالي بالدهشة، ومست في الصميم غيرة البعض على اللغة، التي هي مكون رئيسي من مكونات الهوية الوطنية .

أهالٍ في رأس الخيمة تقدموا بشكوى، بسبب خطأ لغوي فادح، تسببت به “نقطة” ضلت طريقها في كلمة، رغم أن الخطأ لا يتعدى أبجديات اللغة، ولا يحتاج إلى عبقرية أو تخصص، في حين ارتكب الخطأ، وفقا لمصادر، أحد (الخطاطين)، يفترض أن يتحلى بحد أدنى من الثقافة اللغوية والإلمام بلغة الضاد، اللغة الرسمية للدولة، ليستنسخ بذلك مشهدا جديدا من مسلسل التعدي على “العربية” في حياتنا اليومية، على امتداد الطرق والمرافق العامة .

اللوحات، التي رصدتها “الخليج”، استبدلت كلمة (الحفر العميقة)، لتنبيه السائقين والمارة إلى وجود أعمال حفر أمامهم، ب(الخفر العميق)، بإضافة النقطة، لتتحول “الحاء”، بقدرة قادر، إلى “خاء”، في خطأ لغوي فادح ورفع التاء المربوطة من “العميقة” لتكتمل صورة الإهمال واللامبالاة، ويبدو المشهد مثيراً للسخرية والتندر من قبل البعض، والحزن على حال “العربية” بين أبنائها اليوم، من جانب آخرين .

الغريب، كما قال محمد صادق، من أهالي المنطقة، ومدير مكتب غرناطة العقاري، الواقع على الشارع مباشرة، أن اللوحات تقع في طريق حيوي، ومنطقة تجارية وسكنية مهمة، وهي بارزة للعيان من المارة وقادة المركبات، ممن يقطعون الشارع يوميا، ومضى على نصبها عدة أسابيع، من دون أن تحرك أي جهة ساكنا، لحفظ ماء وجه اللغة العربية .

وأوضح محمد سعيد، من الأهالي، أن عدد اللوحات يفوق 10 لوحات تقريبا، يتكرر فيها جميعا الخطأ ذاته، متسائلا عن الجهة المنوط بها دور الرقابة اللغوية في الطرق والمرافق العامة، وإلى متى تتواصل مثل تلك الأخطاء، التي تمس هويتنا الوطنية، وتصيب لغة القرآن في مقتل، بينما نرى الدول المتقدمة تحرص على حماية لغاتها والذود عن ثقافاتها في وجه أي أخطاء أو تعديات سافرة؟ .

مهلة حسن الملا، مدرسة لغة عربية في مدرسة زيد بن حارثة للتعليم الأساسي برأس الخيمة، طالبت بتعيين رقباء لغويين في الدائرة المعنية، لتولي مهام تدقيق اللوحات العامة قبل تركيبها، وتعديل أي أخطاء لغوية في المشاريع والمرافق والمؤسسات العامة، واقترحت تشكيل لجان من المتطوعين في الأحياء السكنية والمناطق العامة، لمراقبة أي أخطاء تمس اللغة العربية وحصرها، ومن ثم مخاطبة الجهة المختصة لتعديلها .

ورأى مختصون في اللغة العربية أن “على الدوائر الاقتصادية المختصة في الإمارات عدم ترخيص أي خطاط لعمل اللوحات والإعلانات باللغة العربية، إلا بعد التأكد من إتقانه لهذه اللغة واجتيازه امتحانا فيها، تحت إشراف مختصين، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والمؤسسات الأكاديمية، وتشجيع واستقطاب الخطاطين المواطنين والعرب على العمل في هذا القطاع .


جريدة الخليج - 24/5/2010.

أبو العباس
26-05-2010, 12:11 AM
كم من نقاط ونقاط ، والأمر في لغة القرآن عندهم هين ميسور ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .