المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مصادر النقد العربي - بقلم: أ. جمال رشيد


أبو حفص
19-11-2010, 10:57 PM
مصادر النقد العربي




الأستاذ: جمال رشيد


لقد عرف العرب النقد منذ أقدم عصورهم الأدبية , حيث نعثر في ثنايا أقوالهم على لمحات نقدية متناثرة نستطيع أن نعتبرها بذرة للفن الذي عُرف فيما بعد بـ(فن النقد)، ويُعدّ النابغة الذبياني أول روّاد النقد العربي , وكان النقد آنذاك شخصياً تأثرياً ومجرد إعجاب يترجَم إلى أحكام نقدية شخصية؛ لذلك نجد آراء الكُتّاب مختلفة متباينة حول أمْدح وأهْجى أو أغْزل بيتٍ قالته العرب .
وفي كتب الأدب كثير من هذه الأحكام النقدية السريعة كقولهم: البيت الفلاني أهجى ما قالته العرب والشاعر الفلاني أشعر العرب لقوله كذا، وهذه الأحكام السريعة العجلى تتمشى مع طبيعة الأعرابي الذي تطربه اللفظة المعبرة ويهزه التعبير المحبك المتين بما في مضمونه من معانٍ يستحسنها ومُثُلٍ يُقدّسها فيُصْدر أحكاماً جزئية يقفز فيها إلى تعميمات كلّية خاطئة ..
وأوّل كِتاب ظهر في النقد هو كتاب (طبقات فحول الشعراء) لابن سلام الجمحي؛ وقد نوّه بأهمية البيئة وتأثيرها في الشعر خاصة في كلام عن شعراء ثقيف؛ وهي الْتفاتة طيبة جديرة بالاهتمام والتقدير.
وتلاه بعد ذلك ابن قتيبة صاحب كتاب (الشعر والشعراء) حيث دعى إلى عدم التفريق بين قديم ومحدَث؛ خاصة بعد تلك الثورة التي أحدثها شعر بشار وأبي نواس ومسلم..
ثم جاء قدامة بن جعفر فوضع كتابيه المشهورين (نقد الشعر) و(نقد النثر) متأثراً بأرسطو في كتابيه (الشعر) و(الخطابة).
وظهر بعد ذلك كتاب (البديع) لابن معتز؛ حيث وضع فيه مصطلحات لأنواع البديع المختلفه.
ولعل أروع ما وضع بعد ذلك هو كتاب (الموازنة بين الطائيين) للآمدي؛ وهو أول كتاب في النقد المنهجي المقارن؛ عمد فيه صاحبه الى التحليل والمقارنة؛ فهو يزن كل قصيدتين ويقارن بينهما دون أن يفضل أحدهما على صاحبه كما كان يفعل أهل عصره، وقد جاء الآمدي بقواعد نقديه ما تزال معمولاً بها إلى اليوم ..
وتلاه بعد ذلك الجرجاني في كتابه (الوساطة بين المتنبي وخصومه) فسار على نهج الآمدي في أغلب كتابه.
وقد تحول النقد بعد ذلك إلى العناية بالبلاغة والصناعة اللفظية..
ولعل خير ما يوضح قولنا هذا: كتاب (أسرار البلاغة) للجرجاني وكتاب (العمدة) لابن رشيق و(المثل السائر) لابن الأثير، وما كان بعد ذلك لا يتعدى الشروح والتعليقات واجترار ما سبق من الآراء.



[صوت الغربية (ص31)/بغداد/العدد (12) - سنة 1966م]

نَسَخَهُ ووَضَعَهُ للشبَـكة ونَسَّقه: أبو حَفص

حسن عبدالحميد الدراوي
20-11-2010, 07:54 PM
مصادر النقد العربي





الأستاذ: جمال رشيد


لقد عرف العرب النقد منذ أقدم عصورهم الأدبية , حيث نعثر في ثنايا أقوالهم على لمحات نقدية متناثرة نستطيع أن نعتبرها بذرة للفن الذي عُرف فيما بعد بـ(فن النقد)، ويُعدّ النابغة الذبياني أول روّاد النقد العربي , وكان النقد آنذاك شخصياً تأثرياً ومجرد إعجاب يترجَم إلى أحكام نقدية شخصية؛ لذلك نجد آراء الكُتّاب مختلفة متباينة حول أمْدح وأهْجى أو أغْزل بيتٍ قالته العرب .
وفي كتب الأدب كثير من هذه الأحكام النقدية السريعة كقولهم: البيت الفلاني أهجى ما قالته العرب والشاعر الفلاني أشعر العرب لقوله كذا، وهذه الأحكام السريعة العجلى تتمشى مع طبيعة الأعرابي الذي تطربه اللفظة المعبرة ويهزه التعبير المحبك المتين بما في مضمونه من معانٍ يستحسنها ومُثُلٍ يُقدّسها فيُصْدر أحكاماً جزئية يقفز فيها إلى تعميمات كلّية خاطئة ..
وأوّل كِتاب ظهر في النقد هو كتاب (طبقات فحول الشعراء) لابن سلام الجمحي؛ وقد نوّه بأهمية البيئة وتأثيرها في الشعر خاصة في كلام عن شعراء ثقيف؛ وهي الْتفاتة طيبة جديرة بالاهتمام والتقدير.
وتلاه بعد ذلك ابن قتيبة صاحب كتاب (الشعر والشعراء) حيث دعى إلى عدم التفريق بين قديم ومحدَث؛ خاصة بعد تلك الثورة التي أحدثها شعر بشار وأبي نواس ومسلم..
ثم جاء قدامة بن جعفر فوضع كتابيه المشهورين (نقد الشعر) و(نقد النثر) متأثراً بأرسطو في كتابيه (الشعر) و(الخطابة).
وظهر بعد ذلك كتاب (البديع) لابن معتز؛ حيث وضع فيه مصطلحات لأنواع البديع المختلفه.
ولعل أروع ما وضع بعد ذلك هو كتاب (الموازنة بين الطائيين) للآمدي؛ وهو أول كتاب في النقد المنهجي المقارن؛ عمد فيه صاحبه الى التحليل والمقارنة؛ فهو يزن كل قصيدتين ويقارن بينهما دون أن يفضل أحدهما على صاحبه كما كان يفعل أهل عصره، وقد جاء الآمدي بقواعد نقديه ما تزال معمولاً بها إلى اليوم ..
وتلاه بعد ذلك الجرجاني في كتابه (الوساطة بين المتنبي وخصومه) فسار على نهج الآمدي في أغلب كتابه.
وقد تحول النقد بعد ذلك إلى العناية بالبلاغة والصناعة اللفظية..
ولعل خير ما يوضح قولنا هذا: كتاب (أسرار البلاغة) للجرجاني وكتاب (العمدة) لابن رشيق و(المثل السائر) لابن الأثير، وما كان بعد ذلك لا يتعدى الشروح والتعليقات واجترار ما سبق من الآراء.



[صوت الغربية (ص31)/بغداد/العدد (12) - سنة 1966م]


كتبه ونقَلَه للشبَـكة ونَسَّقه: أبو حَفص



بســــم الله الرحمن الرحيم

الســـبت : 20 / 11 / 2010 م

أخي الأســـتاذ جمال ... جملك الله بالعلم والعمل الصالح

الســــلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... وبعد

ـ كلمات طيبة في النقد نقلتها لنا ، فأقول لك سَـلمت وســـلم قلمك .

تحيتي لك

محبك

أبولؤي الدراوي

أبو حفص
20-11-2010, 11:26 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته

حياكم الله أخي أبا لؤي..

للتنبيه: الأستاذ جمال أحد أساتذة اللغة العربية في مدرسة الغربية (في الرصافة - بغداد) ؛ وما أنا إلا ابنُ تلميذه.

رحمه الله حيّاً أو ميّتاً .

ربما كانَ تعبيري بلفظ: (كَتَبَهُ)؛ خطأ في هذا السياق لأنه أوْهَمَكم بأني أنا الكاتب! وإنما عَنَيْتُ أنّي مَن كتبه على الشبكة لكم ؛ لذا حبذا لو تكرَّم المشرِفُ بتعديل العبارة إلى: (نَسَخَهُ ووَضَعَهُ للشبَـكة ونَسَّقه: أبو حَفص).

وجزاكم الله خيراً.

محمد الراضي
21-11-2010, 01:29 AM
جزاكم الله ألفَ خير على الإفادةِ .

أبو الأزهر
21-11-2010, 01:41 AM
وتلاه بعد ذلك الجرجاني في كتابه (الوساطة بين المتنبي وخصومه) فسار على نهج الآمدي في أغلب كتابه.
...
ولعل خير ما يوضح قولنا هذا: كتاب (أسرار البلاغة) للجرجاني
حبذا لو فرَّق الكاتب -وفقه الله- بين الجُرْجَانِيَّيْن (الأول والثاني) فالأول هو علي بن عبد العزيز الشافعي, وهو أسبق الرجلين زمانا, وأما الثاني فهو عبد القاهر بن عبد الرحمن الشافعي الأشعري الممنعوت بـ(واضع علم البلاغة) صاحب الكتابين الشهيرين (أسرار البلاغة) و(دلائل الإعجاز) وهما في زمن التصنيف على هذا الترتيب؛ فالدلائل من أواخر تصانيفه إن لم يكن آخرها على الإطلاق كما حرره الشيخ شاكر وتلميذه أبو موسى.

جزاك الله خيرا أبا حفص الكرخي ..

أبو حفص
21-11-2010, 08:08 PM
الأخوان : الراضي وأبا الأزهر ؛ جزاكما الله خيراً ...
سررتُ لمروركما وكرمكما في التعليق ...
وأحسنتَ أخي أبا الأهر لتنبيهك الجيّد بارك الله فيك.

عائشة
21-11-2010, 08:35 PM
بارك الله فيكَ.

مِنَ الكُتُبِ المُفيدةِ في هذا المجالِ:
- « البلاغة تطور وتاريخ »، للدكتور/ شوقي ضيف.
- « تاريخ النقد الأدبي عند العرب »، للدكتور/ إحسان عباس.

أبومـعاذ
30-04-2011, 10:25 PM
بوركت على هذا الطرح .

الحضني
25-08-2011, 02:08 AM
مصادر النقد العربي






الأستاذ: جمال رشيد


لقد عرف العرب النقد منذ أقدم عصورهم الأدبية , حيث نعثر في ثنايا أقوالهم على لمحات نقدية متناثرة نستطيع أن نعتبرها بذرة للفن الذي عُرف فيما بعد بـ(فن النقد)، ويُعدّ النابغة الذبياني أول روّاد النقد العربي , وكان النقد آنذاك شخصياً تأثرياً ومجرد إعجاب يترجَم إلى أحكام نقدية شخصية؛ لذلك نجد آراء الكُتّاب مختلفة متباينة حول أمْدح وأهْجى أو أغْزل بيتٍ قالته العرب .
وفي كتب الأدب كثير من هذه الأحكام النقدية السريعة كقولهم: البيت الفلاني أهجى ما قالته العرب والشاعر الفلاني أشعر العرب لقوله كذا، وهذه الأحكام السريعة العجلى تتمشى مع طبيعة الأعرابي الذي تطربه اللفظة المعبرة ويهزه التعبير المحبك المتين بما في مضمونه من معانٍ يستحسنها ومُثُلٍ يُقدّسها فيُصْدر أحكاماً جزئية يقفز فيها إلى تعميمات كلّية خاطئة ..
وأوّل كِتاب ظهر في النقد هو كتاب (طبقات فحول الشعراء) لابن سلام الجمحي؛ وقد نوّه بأهمية البيئة وتأثيرها في الشعر خاصة في كلام عن شعراء ثقيف؛ وهي الْتفاتة طيبة جديرة بالاهتمام والتقدير.
وتلاه بعد ذلك ابن قتيبة صاحب كتاب (الشعر والشعراء) حيث دعى إلى عدم التفريق بين قديم ومحدَث؛ خاصة بعد تلك الثورة التي أحدثها شعر بشار وأبي نواس ومسلم..
ثم جاء قدامة بن جعفر فوضع كتابيه المشهورين (نقد الشعر) و(نقد النثر) متأثراً بأرسطو في كتابيه (الشعر) و(الخطابة).
وظهر بعد ذلك كتاب (البديع) لابن معتز؛ حيث وضع فيه مصطلحات لأنواع البديع المختلفه.
ولعل أروع ما وضع بعد ذلك هو كتاب (الموازنة بين الطائيين) للآمدي؛ وهو أول كتاب في النقد المنهجي المقارن؛ عمد فيه صاحبه الى التحليل والمقارنة؛ فهو يزن كل قصيدتين ويقارن بينهما دون أن يفضل أحدهما على صاحبه كما كان يفعل أهل عصره، وقد جاء الآمدي بقواعد نقديه ما تزال معمولاً بها إلى اليوم ..
وتلاه بعد ذلك الجرجاني في كتابه (الوساطة بين المتنبي وخصومه) فسار على نهج الآمدي في أغلب كتابه.
وقد تحول النقد بعد ذلك إلى العناية بالبلاغة والصناعة اللفظية..
ولعل خير ما يوضح قولنا هذا: كتاب (أسرار البلاغة) للجرجاني وكتاب (العمدة) لابن رشيق و(المثل السائر) لابن الأثير، وما كان بعد ذلك لا يتعدى الشروح والتعليقات واجترار ما سبق من الآراء.



[صوت الغربية (ص31)/بغداد/العدد (12) - سنة 1966م]


نَسَخَهُ ووَضَعَهُ للشبَـكة ونَسَّقه: أبو حَفص

جزاك الله خيرا على اختصار هذا المسار
وودت لو كان الترتيب:
صحيفة بشر بن المعتمر
ابن المعتز
أعمال الجاحظ ونظرياته
ابن قتيبة
...
وألف شكر