المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم نداء صفات الله - جل وعلا -


عائشة
28-02-2011, 10:23 PM
البسملة1

سُئِلَ فضيلة الشَّيخ صالح آل الشَّيخ -حفظه الله-:
نرى عبارةً مكتوبةً على بعض السَّيَّارات: (يا رِضَا اللهِ، ورِضَا الوالدَيْن!)

فأجابَ بقوله:
(قوله: (يا رِضَا الله ورِضَا الوالدَيْن!): فيها غَلَطٌ مِن جِهتَيْن:
الجهة الأولى: أنَّه نادَى "رِضَا الله"، ومناداةُ صفاتِ اللهِ -جلَّ وعلا- بـ "يا" النِّداء لا تجوز؛ لأنَّ الصِّفة في هذا المقام غير الذَّات في مقام النِّداء؛ ولهذا: إنَّما يُنادَى اللهُ -جلَّ وعلا- المُتَّصِف بالصِّفات. وقد نصَّ شيخُ الإسلام ابن تيميَّة -في ردِّه على البكريِّ-، وغيرُهُ مِنْ أهلِ العلم: علَى أنَّ مُناداة الصِّفة مُحرَّمٌ بالإجماع، فإذا كانَتِ الصِّفةُ هي الكَلِمة (كلمة اللهِ -جلَّ وعلا-)؛ كان كُفْرًا بالإجماع؛ لأنَّ مَن نادى الكَلِمةَ؛ يَعنِي بها عيسَى -عليه السَّلام-؛ فيكون تأليهًا لغير الله -جلَّ وعلا-. ورِضَا اللهِ -جلَّ وعلا- صفةٌ مِن صفاته، فلا يجوز نداء الصِّفة.
والمؤاخذة الثَّانية في تلك الكلمة: أنَّه جَعَلَ رِضَا الوالدَيْن مقرونًا برِضَا الله -جلَّ وعلا- بالواو، والأنسب هنا أن يكون العَطفُ بـ"ثُمَّ"، يقول -مثلاً-: أسأل اللهَ رضاه ثمَّ رِضَا الوالدَيْن، وإن كان استعمالُ الواو في مثل هذا السِّياق لا بأسَ بِهِ؛ لأنَّ اللهَ -جلَّ وعلا- قال: ((أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ المَصِيرُ)) [لقمان:14]، وقال -جلَّ وعلا-: ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)) [الإسراء:23]، ولأنَّ الواو هنا تقتضي تشريكًا في أصل الرِّضَا، وهذا الرِّضَا يُمكن أن يكون مِنَ الوالدَيْن -أيضًا-، فيكون التَّشريك بأصلِ المعنَى لا المرتبة) انتهى الجواب من " كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد "، نقلاً عن " مكتبة الشَّيخ صالح آل الشَّيخ "، إعداد/ موقع روح الإسلام.

أم محمد
05-03-2011, 04:20 PM
وذكر الشيخ بكر أبو زيد -رحمهُ الله- في "معجم المناهي اللَّفظيَّة" الدُّعاء بـ:
( يا رحمةَ الله! )، وقال:
( هذا مِن باب دُعاء الصِّفة.
والدُّعاء إنَّما يُصرف لمَن اتَّصف بها -سُبحانه-؛ لهذا: فلا يجوزُ هذا الدُّعاء.
ونحوه: (يا مغفرة الله!)، (يا قدرة الله!)، (يا عزَّة الله!)..
وليس له تأويل، ولا مَحمل سائغ، وهو دُعاء مُحدَث لا يُعرف في النصوص، ولا أدعية السَّلف.
وإنَّما المشروع هو: التَّوسُّل بها؛ كما في الحديث: "برحمَتِك أستغيثُ"، ونحوه.
وقد غلَّظ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّة -رحمهُ اللهُ-تعَالَى- النَّهيَ عن الدُّعاء بالصِّفة، وقال: إنه كُفر.
ولا يُسوِّغ الدُّعاءَ بالصِّفة جوازُ الحلِف بها؛ فإن الحلفَ بها مِن باب التَّعظيم؛ أمَّا الدُّعاء؛ فهو عبادة، والعبادة لا تُصرف إلا لله -تَعالى-؛ فكيف تُعبد صِفتُه -سُبحانه- فتُدعَى؟!
ومما تقدَّم؛ نعلم الأحوال الثَّلاث:
1- دُعاء الصِّفة: لا يجوز؛ لأن الدُّعاء عبادة، والعبادة لا تُصرف إلا لله -سُبحانه-.
2- التَّوسُّل إلى الله بِصفاته، أو بصفةٍ منها: مشروع؛ كما وردت به السُّنة وأدعية السَّلف.
3- الحلف بها: جائز؛ لأنه مِن باب التَّعظيم لله -سُبحانه-.