المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خاتمة سورة المنافقون ومناسبتها للسورة الكريمة


عائشة
26-07-2011, 02:25 PM
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم


قال الله -عزَّ وجلَّ-:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المنافقون: 9].

جاء في " جامع العلوم والحِكَم " للحافظِ ابن رَجَبٍ -رحمه الله- (2/516- ط. مؤسسة الرسالة):
( ... الله تعالى وَصَف المنافِقين بأنَّهم لا يذكُرُون اللهَ إلاَّ قليلاً، فَمَنْ أكْثَرَ ذِكْرَ اللهِ؛ فَقَدْ بايَنَهُم في أوصافِهِم؛ ولهذا: خُتِمَتْ سورة المنافقين بالأمر بذكر الله، وأنْ لا يُلْهيَ المؤمِنَ عن ذلك مالٌ ولا وَلَدٌ، وأنَّ مَنْ ألهاهُ ذلك عَن ذِكْرِ الله؛ فهو مِنَ الخاسِرين ) انتهى.

وقال العلاَّمة الشَّوكانيُّ -رحمه الله- في " فتح القدير " (5/310- ط. دار الوفاء):
( لمَّا ذَكَر -سبحانه- قبائح المنافقين؛ رَجَعَ إلى خطابِ المؤمِنين؛ مُرغِّبًا لَهُمْ في ذِكْرِه؛ فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾، فحذَّرَهُمْ عَنْ أخلاقِ المنافِقين؛ الَّذين ألْهَتْهُمْ أموالُهم وأولادُهم عن ذكر الله ) انتهى.

أم محمد
26-07-2011, 02:58 PM
سبحان الله! اليوم أرسلتُ لبعض الأخوات حول هذه الفائدة؛ ردًّا على مَن نصحتها(!) بأن لا تُكثر من ذِكر الله؛ فإن ذلك سببٌ فيما ينتابها من وساوس!!!
قال ابن القيِّم -رحمهُ اللهُ- في "الوابل الصيِّب" (161):
( كثرة ذِكر الله -عزَّ وجلَّ- أمانٌ مِن النِّفاق؛ فإنَّ المُنافِقين قليلو الذِّكر لله -عزَّ وجلَّ-.
قال الله -عزَّ وجلَّ- في المنافِقين: ﴿ولا يَذكُرونَ اللهَ إلا قليلًا﴾ [النساء: 142].
وقال كعبٌ: "مَن أكثرَ مِن ذكر الله -عزَّ وجلَّ- برئَ مِن النِّفاق".
ولهذا -والله أعلمُ- ختمَ الله -تَعالَى- سورة المُنافِقين بِقولِه -تَعالَى-:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المنافقون: 9]؛ فإن في ذلك تحذيرًا مِن فتنة المنافِقين الذين غفلوا عن ذِكر الله -عزَّ وجلَّ-؛ فوقعوا في النِّفاق.
وسُئل بعضُ الصَّحابة -رضيَ الله عنهم- عن الخوارج: أمُنافِقون هم؟ فقال: "لا، المنافِقون لا يذكرون الله إلا قليلًا".
فهذا مِن علامات النِّفاق قِلَّة ذِكر الله -عزَّ وجلَّ-، وكثرة ذِكره أمانٌ من النِّفاق، واللهُ -عزَّ وجلَّ- أكرم من أن يُبتَلي قلبًا ذاكرًا بالنِّفاق؛ وإنما ذلك لقُلوب غفلت عن ذِكر الله -عزَّ وجلَّ- ) اهـ.

عائشة
26-07-2011, 03:04 PM
سُـبحانَ اللَّـه!
جُزِيـتِ خـيرًا علَى إضـافتكِ الطيِّـبةِ -أختي الفاضـلة/ أمَّ محمَّـدٍ-.

اللَّهـمَّ أعِنَّـا علَى ذِكْـرِكَ، وشُـكركَ، وحُسـنِ عبـادتكَ.