ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة النحو والتصريف وأصولهما (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   كاف الخطاب اللاحقة لاسم الإشارة (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=14725)

محمد بن إبراهيم 28-12-2020 12:29 AM

كاف الخطاب اللاحقة لاسم الإشارة
 
البسملة1
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبعد
فقد ذكر الشاطبي رحمه الله في المقاصد أن كاف الخطاب تلحق اسم الإشارة على ستة وثلاثين وجها، فللخطاب ست أحوال، وهي المفرد للمذكر والمؤنث، والمثنى بنوعيه، والجمع بنوعيه، وكذا للمشار إليه ستة الأحوال نفسها، فتقتضي القسمة العقلية ستة وثلاثين وجها.
وأبادر، فأذكر الستة الأولى، فأقول:
ذاكَ يا محمد، وذاكِ يا هند، وذاكما يا زيدان، وذاكما يا هندان، وذاكم يا زيدون، وذاكنّ يا هندات،
فمن يزيدنا ستة أخرى؟

محمد بن عبد الحي 28-12-2020 06:55 PM

إيه يا أستاذنا، هذا كلام قد ذهب أهله!
((فذانِكَ بُرْهانانِ من ربِّكَ))، ذانِكِ أبواكِ يا هند، وذانِكُما أبواكما يا غلامان، وذانِكُما أبواكما يا جاريتانِ، ذانِكُم الشَّيخان يا طلاب، ذانِكُنَّ طريقانِ يا أخواتِ.

محمد بن إبراهيم 28-12-2020 08:40 PM

بارك الله فيكم يا أستاذنا الحبيب،
قد أحسنتم بذكر المشار إليه، وهو فيما ذكرت أنا المفرد المذكر كما لا يخفى، وتقديره: ذاكَ أبوكَ، وذاكِ أبوكِ ...
وقد صار عدة ما ذكرنا اثني عشر وجها، فمن يزيدنا؟

محمد بن إبراهيم 30-12-2020 01:30 AM

لعلي أذكر الإشارة للمفردة المؤنثة، ثم يكمل لنا أحد الكرام المثنى بذكر النوع الثاني منه، فأقول:
ذِيكَ التقوى يا محمد، وذِيكِ يا هندُ، وذِيكما يا محمدان، وذِيكما يا هندان، وذِيكم يا محمدون، وذِيكنّ يا هندات،
ومثل ذلك يقال في (تي) و(تا)، قال أبو النجم:
جئنا نحيّيك ونستجديكا
فافعلْ بنا هاتاكَ أو هاتيكا

محمد بن إبراهيم 27-01-2021 11:27 PM

بارك الله فيكم.
وهذه هي الصور المتبقية:
نقول في الإشارة للمثنى المؤنث:
تانِكَ آيتانِ يا محمدُ، وتانِكِ آيتانِ يا هندُ، وتانِكُمَا آيتانِ يا محمدانِ، وتانِكُمَا آيتانِ يا هندانِ، وتانِكُمْ آيتانِ يا محمدونَ، وتانِكُنَّ آيتانِ يا هنداتُ،
ولجمع المذكر:
أولائِكَ المؤمنونَ يا محمدُ، وأولئِكِ المؤمنونَ يا هندُ، وأولئِكمَا المؤمنونَ يا محمدانِ، وأولئِكُمَا المؤمنونَ يا هندانِ، وأولئِكُمُ المؤمنونَ يا زيدونَ، وأولئِكُنَّ المؤمنونَ يا هنداتُ،
ولجمع المؤنث:
أولئِكَ المؤمناتُ يا محمدُ، وأولئِكِ المؤمناتُ يا هندُ، وأولئِكُمَا المؤمناتُ يا محمدانِ، وأولئِكُمَا المؤمناتُ يا هندانِ، وأولئِكُمُ المؤمناتُ يا محمدونَ، وأولئِكُنَّ المؤمناتُ يا هنداتُ،

محمد بن إبراهيم 29-01-2021 10:41 PM

شواهد المسألة في القرآن الكريم.
 
وردت بعض صور هذه المسألة في القرآن الكريم، وأنا ذاكر لك ما تيسر من شواهدها إن شاء الله تعالى.
جاء المشار إليه في القرآن الكريم-وقد لحقته كاف الخطاب-في خمس أحوال:
وردة1الحال الأولى: حال الإشارة للمفرد المذكر، وذلك في خمس صور:
الصورة الأولى: أن يكون المخاطب مفردا مذكرا، وشاهدها قوله تعالى: ((ذلكَ الكتابُ لا ريبَ فيهِ)).
والصورة الثانية: أن يكون المخاطب مفردة مؤنثة، وشاهدها قوله تعالى: ((قالَ كذلكِ قالَ ربُّكِ)).
والصورة الثالثة: أن يكون المخاطب مثنى مذكرا، وشاهدها قوله تعالى عن يوسف عليه السلام: ((ذلِكُمَا ممَّا علَّمَنِي ربِّي)).
والصورة الرابعة: أن يكون المخاطب جمعا مذكرا، وشاهدها قوله تعالى: ((ذلِكُمُ اللهُ ربُّكُمْ)).
والصورة الخامسة: أن يكون المخاطب جمعا مؤنثا، وشاهدها قوله تعالى عن امرأة العزيز: ((فذلِكُنَّ الذِي لمتُنَّنِي فِيهِ)).
وردة1والحال الثانية: حال الإشارة للمفردة المؤنثة، ووردت الشواهد عليها في ثلاث صور:
الأولى: أن يكون المخاطب مفردا مذكرا نحو قوله عز وجل: ((تلكَ أمةٌ قدْ خلتْ)) .
والثانية: أن يكون المخاطب مثنى مذكرا نحو قوله سبحانه: ((وناداهُماَ ربُّهُمَا ألَمْ أنْهَكُمَا عنْ تلكُمَا الشَّجرةِ)).
والثالثة: أن يكون المخاطب جمعا مذكرا نحو قوله تعالى: ((ونودُوا أن تلكُمُ الجنةُ أورثتمُوها بما كنتُمْ تعملونَ)).
وردة1والحال الثالثة: الإشارة للمثنى، وليس فيها إلا شاهد على صورة واحدة، وهي صورة المخاطب المفرد المذكر، وقد ذكره الأستاذ الكريم أبو ثابت-حفظه الله-، وهو قوله تعالى: ((فذانِكَ برهانانِ من ربِّكَ)).
وردة1والحال الرابعة: الإشارة لجمع المذكر، ووردت الشواهد عليها في صورتين:
الأولى: أن يكون المخاطب مفردا مذكرا نحو قوله تعالى: ((أولئِكَ المقربونَ)).
والثانية إذا كان المخاطب جمعا مذكرا، وشاهدها قوله تعالى: ((أكفارُكُمْ خيرٌ منْ أولئِكُمْ)).
وردة1والحال الخامسة: الإشارة لجمع ما لا يعقل، والمخاطب مفرد مذكر، وشاهدها قوله تعالى: ((إنَّ السمعَ والبصرَ والفؤادَ كلُّ أولئِكَ كان عنه مسؤولا)).
والله أعلم.

محمد بن إبراهيم 31-01-2021 11:32 PM

اقتباس:

والثالثة: أن يكون المخاطب جمعا مذكرا نحو قوله : ((ونودُوا أن تلكُمُ الجنةُ أورثتمُوها بما كنتُمْ تعملونَ)).
وشاهده في السنة النبوية قول الرسول الكريم-صلى الله عليه وسلم-عن عائشة-رضي الله عنها-: {كيف تِيكُمْ؟}.

محمد بن إبراهيم 27-05-2021 06:41 PM

ومِن شواهدِ النحويينَ المتداولةِ قولُ الشاعر:
يَا مَا أُمَيْلِحَ غِزْلانًا شَدَنَّ لنا * مِنْ هؤُليّائِكُنَّ الضّالِ والسَّمُرِ
يستشهدون به في عدَّةِ مواضعَ، ويصلحُ أن يكونَ شاهدًا في مسألتِنا هذهِ على صورةٍ أخرى في الحالِ الخامسةِ، وهيَ الإشارةُ لجمعِ ما لا يعقلُ، والمخاطَبُ جمعُ مؤنثٍ، لكنْ قال بعض العلماء: إنّ متأخري النحاةِ ينشِدون هذا البيتَ، ويظنونَ أنه قديمٌ، والصوابُ أنه لشاعرٍ متأخر كان يتفاصحُ في شعرِه، ويرومُ التشَبُّهَ بطريقةِ العربِ في الشعر، وينظَر للفائدةِ الكلامُ على هذا البيتِ في شرح ِالشاهدِ السادسِ من خزانةِ الأدبِ للبغداديّ-رحمه الله-.

محمد بن إبراهيم 03-02-2022 06:13 PM

ومن شواهد الصورةِ الثانيةِ في الحالِ الأولَى في الشعرِ-وهي الإشارةُ للمفردِ المذكرِ، والمخاطَبُ مفردةٌ مؤنثةٌ-قولُ منظورِ بنِ مرْثَدٍ الأسَدَيِّ:
عمدًا فعلتُ ذاكِ بيدَ أنَّي * أَخَالُ لَوْ هلَكْتُ لَمْ تُرِنِّي
ذكر البغداديّ في شرحِ أبياتِ المغني (3/ 23) عن أبي عبيد أنه يجوز فتحُ الكافِ من (ذاك) وكسرُهَا، من فتح جعله اسمًا، ومن كسرَ جَعلَهُ مخاطبَهُ المؤنثَ، وليس قولُهُ هذَا في غريبِ الحديثِ كمَا قالَ محققُهُ، والأولى فتحُ الهمزةِ من (أخال) لأنَّ الشاعرَ من بني أسدٍ الذينَ يفتحونَ همزةَ (إخال)، وإِنْ كانَ الكسْرُ أفصحَ وأكثرَ استعمالًا.
https://www.ahlalloghah.com/images/buttons/edit.gif

محمد بن إبراهيم 20-06-2022 12:56 AM

1 مرفق
وقد أحصى الأشموني في "منهج السالك" هذه الصور جميعها، وجعلها في جدولين على النحو الذي تراه في المرفق، فرحم الله علماءنا، وجزاهم عنا خيرًا.


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 01:35 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ