ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة الأدب والأخبار (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   مفاكهة الإخوان بما جاء في الألوان (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=14743)

محمد بن إبراهيم 25-02-2021 07:29 PM

بيتان بديعان! ما شاء الله!
وإني أتساءل: بم كافأ الميكاليّ الشاعر بعد هذين البيتين!
فاصل1فاصل2فاصل1
وقالَ الراعِي يهجو أوْسَ بنَ مغْراءَ:

إنّ ابنَ مغْراءَ عبدٌ ليسَ نائِلَنَا * حتَّي ينالَ بياضَ الشمسِ رانيهَا
تبلَى ثيابُ بنِي سعدٍ إذا دفِنُوا * تحتَ الترابِ ولا تبلَى مخازيهَا

[ديوانه، ص: 255، ط: الجيل]
وفي التاج (بيض) أن الشمس تسمى بالبيضاءِ لبياضِها، ومنه قول الشاعر:
وبيضاءَ لم تَطْبَعْ ولم تدرِ ما الخَنَا * ترَى أعينَ الفتيانِ من دونِهَا خُزْرَا

اقتباس:

ومن إفاداتِ أخينا الأستاذ صالح العَمْري -نفع الله به- وإنشاداتِه في «دفائن الحماسة»:
( القدر، ووصفها بالسواد في شعرهم كثير جدًّا...
ولذلك هجوا البخيل ببياض القدر لأن بياضها يدل على أنها لا يُطبَخ فيها، قال أبو نواس:
رأيتُ قدور الناس سودًا من الصلى * وقِدرُ الرقاشيين بيضاءُ كالبدر
كنت أردت أن أعلق على كلام أبي حيان-زاده الله توفيقا-بفائدة في اسم القدر، ولكني أنسيت حتى أذكرتنيها البيضاء التي لم تدر ما الخنا!
فمن أسماء القدر-كما في التاج-(البيضاء) و(أم بيضاء) عن أبي عمرو، وأنشد:
وإذْ ما يريحُ الناسُ صرْماءُ جَوْنَةٌ * ينوسُ عليْهَا رحْلُهَا ما يحَوَّلُ
فقلْتُ لهَا يَا أمَّ بيضاءَ فتيَةٌ * يعودُكِ منْهُم مرمِلُونَ وعُيَّلُ
ولعلّ ذلك من تسميتها بالأصل الذي تصنع عليه بادِئ بَدءٍ.
والله أعلم.

محمد بن إبراهيم 25-02-2021 07:59 PM

ومن الطَّرِيفِ في وصف قِدْرِ البخيلِ أيضًا قول الراعي-وهو ثالث البيتين السابقين له-:
الآكِلِينَ اللَّوايَا دونَ ضيفِهِمُ * والقِدْرُ مخبوءةٌ منهَا أثافِيهَا

محمد بن إبراهيم 04-03-2021 11:28 PM

وبعد،
فقد ذكرنا قدرا كافيا في (الأبيض)، ولعلنا نرجع إليه مستدركين فيما بعد، وهذا أوان الشروع في (الأسود)، وقد مر معنا فيما سبق بعض ما وصف بالأسود كالرأس والشعر والشيب على المجاز لأنه أسود في القلب على ما زعم أبو تمام، وكذا الصبح واليوم والصحف والعيون ...
لطيفةٌ
كان من عادتهم إذا جلَوا العروس على زوجها أن يبرزوا معها جارية سوداء (سوداء العروس) تكون بإزائها ليكون أظهر لمحاسنها، وذلك أنه كما قيل: وبضدِّها تتبين الأشياء، والشيءُ يظهرُ حسنَهُ الضِّدُّ!

محمد بن إبراهيم 04-03-2021 11:42 PM

قال امرُؤُ القيْسِ :

وفَرْع يَّزِينُ المَتْنَ أسوْدَ فاحِمٍ * أثيثٍ كقِنْوِ النخْلَةِ المتَعَثْكِلِ

عائشة 06-03-2021 02:55 PM

بورك فيك.
فاصل1

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل عائشة (المشاركة 58471)
قالَ ابنُ خلّكان في «وفيات الأعيان» (1/ 126):
(وحكَى أبو الخطَّاب ابن عَوْن الحريريُّ النَّحويُّ الشَّاعِرُ أنَّه دخلَ علَى أبي العبَّاس النَّامي، قالَ: فوجدتُّه جالسًا، ورأسُه كالثَّغامةِ بياضًا، وفيه شعرةٌ واحدةٌ سوداءُ، فقلتُ له: يا سيِّدي! في رأسك شعرةٌ سوداءُ، فقالَ: نعم، هذه بقيَّة شبابي، وأنا أفرحُ بها، ولي فيها شِعرٌ، فقلتُ: أنشدْنيه، فأنشدَني:
رأيتُ في الرَّأسِ شعرةً بقيَتْ * سَوْداءَ تَهْوَى العُيونُ رُؤيتَها
فقُلتُ للبِيضِ إذْ تُرَوِّعُها * باللهِ ألَّا رَحِمْتِ غُرْبَتَها
فقَلَّ لَبْثُ السَّوداءِ في وَطَنٍ * تكونُ فيه البَيْضاءُ ضَرَّتَها
ثمَّ قالَ: يا أبا الخطَّاب! بيضاءُ واحدةٌ تُروِّعُ ألفَ سوداءَ، فكيف حالُ سوداءَ بين ألفِ بيضاءَ؟!) انتهى.



وقال ابنُ المعتزّ:

إِنّي غَريبٌ بِدارٍ لا كِرامَ بِها * كَغُرْبَةِ الشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ في الشَّمَطِ
ما أُطلِقُ العَينَ في شَيءٍ أُسَرُّ بِهِ * وَلَستُ أُبدي الرِّضا إِلَّا عَلَى السَّخَطِ

[ ديوانه، ص: 247، ط: الأرقم ]

محمد بن إبراهيم 07-03-2021 01:19 PM

حفظكم الله، وبارك فيكم.
وقال الأخيطِلُ المخزومِيّ-وينسَب لعدةِ شعراءَ-في القصيدةِ المعروفةِ باليتيمةِ أو الدعديةِ:

فالوَجْهُ مثْلُ الصُّبْحِ مبيَضٌّ * والفرْعُ مِثْلُ اللَّيْلِ مسوَدُّ
ضدَّانِ لمّا استُجْمِعَا حسُنَا * والضِّدُّ يظهِرُ حسْنَهُ الضِّدُّ

[حماسة الظرفاء، 2/ 85، ط: منشورات وزارة الإعلام (الجمهورية العراقية)]

عائشة 08-03-2021 02:35 PM

وحفظكم، وبارك فيكم.
...

وقال أبو تمَّام:

مَا ابْيَضَّ وَجْهُ الْمَرْءِ فِي طَلَبِ العُلَى * حَتَّى يُسَوَّدَ وَجْهُهُ في البِيدِ

[ ديوانه 4/ 508 ]

محمد بن إبراهيم 08-03-2021 10:53 PM

بوركتم.

وكان المأمون يتمثل:

رأَتْ وضَحًا فِي الرأْسِ منِّي فرَاعَهَا * فريقانِ مبيَضٌّ بِهِ وبهِيمُ
تفَارِيقُ شيْبٍ فِي السَّوادِ لوامِعٌ * ومَا حسْنُ ليلٍ ليْسَ فيهِ نجُومُ

[ربيع الأبرار للزمخشري، 3/ 43]
والبيت الأول في الأغاني (19/ 71، ط: صادر) لمحمدِ بنِ وهيبٍ الحميَرِيِّ، وفيه (شريحين) بدل (فريقان).

عائشة 09-03-2021 02:49 PM

بورك فيكم.
فاصل1

ولمحمود الورّاق:
فاجَاكَ مِن وَفْدِ الـمَشِيبِ نَذيرُ * والدَّهْرُ مِن أَخْلاقِهِ التَّغييرُ
فَسَوادُ رَأسِكَ في البَياضِ كَأَنَّهُ * لَيْلٌ تدِبُّ نُجومُهُ وتَسيرُ

[ أمالي القالي 1/ 108 ]

محمد بن إبراهيم 09-03-2021 11:43 PM

جزاكم الله خيرا.
وقالَ الرّاعِي:

ولسْتُ بلاقٍ فِي قبائِلِ قومِهَا * لوَبْرَةَ جارًا آخِرَ الدهْرِ قالِيَا
كغرَّاءَ سوْدَاءِ المدامِعِ ترتَعِي * بحوْمَلَ عِطْفَيْ رَمْلَةٍ وتناهِيَا

[ديوانه، ص: 244، ط: دار الجيل]
ومعنى (سوداء المدامع) -كما يقول شارح الديوان-: مدامعها سوداء بلون الكحل في عينيها.

محمد بن إبراهيم 10-03-2021 02:25 PM

وقال الشاعر:

لئِنْ أكُ أسوْدًا فالمِسْكُ لوْنِي * ومَا لسوادِ جلْدِي مِنْ دوَاءِ
ولكِنْ تبعُدُ الفحشَاءُ عنِّي * كبعْدِ الأرضِ عنْ جوِّ السمَاءِ

يروى لعنترةَ بنِ شدّاد، وهو مما لا يشبه شعر الجاهليين بلْهَ أحدَ المقدمين من شعرائهم!

محمد بن إبراهيم 13-03-2021 11:03 PM

وقال عروةُ بنُ الوَرْدِ:

قعيدَكِ عمْرَ اللهِ هلْ تعلَمِينَنِي * كريمًا إذَا اسوَدَّ الأنامِلُ أزْهَرَا
صبورًا علَى رُزْءِ الموالِي وحافظًا * لعرضِيَ حتَّى يؤكَلَ النبْتُ أخْضَرَا

[ديوان عروة بشرح ابن السكيت، ص: 60، 61]
قوله: (إذا اسودّ الأنامل) يقولُ: إذا جاءَ الشّتاءُ، واشتدّ البردُ، وغشِيَ الناسُ النيرانَ والصِّلاءَ، فاسودّتْ أناملهم ومعاصمهم من الوَقود وشدة السَّنَة، واقشعرّتْ جلودهم، يقول: فإذا كان هؤلاءِ كذا، وجدتِنِي أنا أزهرَ أبيضَ اللونِ لا أحتاجُ إلى الوقودِ والصِّلاءِ ...، ومعنى البيت الثاني أنه لم يزلْ على هذه الحالِ كريما صبورا حافظا لعرضه حتى تذهب السَّنة، ويقبِلَ الخِصْب، ويورِقَ الشجر. انتهى بتصرف يسير من شرح ابن السكيت.

محمد بن إبراهيم 14-03-2021 11:17 PM

وقالَ الرَّاعِي:

صلَّى على عزَّةَ الرحمنُ وابنتِهَا * ليلَى وصلَّى على جاراتِهَا الأُخَرِ
هُنَّ الحرائِرُ لا ربَّاتُ أحْمِرَةٍ * سودُ المحاجرِ لا يقرأْنَ بالسُّوَرِ

[ديوانه، ص:134 ]
(قوله: (سود المحاجر) صفة (ربات) ...، وكذلك (سود المحاجر) أي: مسودة محاجرها، وهو جمع (محجر) كمجلس ومنبر. قال الجواليقي: هو من الوجه حيث يقع عليه النقاب، وما بدا من النقاب أيضًا. اهـ. وأراد بهذا الوصف الإماء السود.
قال صاحب (أشعار اللصوص): سود المحاجر، من سواد الوجوه، وخص المحاجر دون الوجه والبدن كله لأنه أول ما يرى، ومن هذا قول النابغة:
*ليستْ مِن السُّودِ أعقابًا إذا انصرفَت*
وإنما أراد سواد الجسد كله، وجملة: (لا يقرأن) صفة ثانية لـ(ربات).
قال الجواليقي: يقول: هن خَيْراتٌ كريماتٌ، يتلون القرآن، ولسْنَ بإماءٍ سُودٍ ذواتِ حُمُرٍ يسقِينَهَا.اهـ) [خزانة الأدب، 9/ 110]
وروي هذان البيتان في شعر للقتّال الكلابي أيضا، وفيه: (صلَّى على عَمْرَةَ) بدل (عزَّة). [الخزانة، 9/ 111]


محمد بن إبراهيم 17-03-2021 12:29 AM

وقال أبو إسحاقَ الغزِّيُّ يمدح مُكْرَمَ بنَ العلاءِ الوزير، ويذكر قتله الخوارج:

ويومَ العمانِيِّينَ ماجُوا وفوقَهُمْ * سماءُ قِسِيٍّ ترسِلُ النَّبْلَ حاصِبَا
قلوبُهُمُ اسودَّتْ وصارِمُكَ اشتكَى * مشيبًا فلمْ تُعْدِمْهُ منهُنَّ خاضِبَا
وفيها:
بدا بكَ وجهُ الدينِ أبيضَ مشرقًا * ووجهُ عدوِّ الدينِ أسودَ شاحبَا

[خريدة القصر وجريدة العصر (قسم شعراء الشام)، 1/ 13، 14]


محمد بن إبراهيم 19-03-2021 12:01 AM

وقال أبو نُخَيْلَةَ الرَّاجِزُ:

وادَّرِعِي جِلبابَ لَيْلٍ دُحْمُسِ * أَسْوَدَ داجٍ مِثْلِ لَوْنِ السُّنْدُسِ

[ الملمَّع للنَّمَرِيّ، ص: 69 ]
وفي تاج العروس (16/ 58): (ليلةٌ دُحْمُسَةٌ بالضَّمِّ: مظلِمَةٌ، ولَيْلٌ دُحْمُسٌ بالضَّمِّ، وضَبَطَه الصّاغَانِيُّ كزِبْرِجٍ: مُظْلِمٌ شَدِيدُ الظُّلمةِ.) انتهى.
والبيتُ ذكره النمَريّ شاهدًا على الدُّحْمُسِ بمعنى الأسوْدِ، قال: (والدُّحَامِسُ والدُّحْمِسَانِيُّ والدُّحْمُسُ، قالَ أبو نُخَيْلَةَ ...)


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 03:02 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ