لي حاجة في علامات الترقيم !

[ابن عبدالحي]

أيُّها الأكارم، إنِّي لم أزل آخذ نفسي بعلاماتِ الترقيم، وأرجو ان أتقنها يومًا؛ لما أرى من جمالها في كتابة المتقنين لها. غير أنَّه لا تزال تعرِض لي مواضع لا يتبيَّن لي فيها وجهُها، فيَسوؤني ذلك جدًّا، ومنها: جملة الحال، وجملة النعت، وجواب الشرط... إلخ
فلا أدري هل أضع الفصلةَ، أو الفصلة المنقوطةَ، أو أترك الكلام غُفلا؛ إذ إنَّ هذه الجمل تكون متَّصلة بالمعني -أحيانًا- إتِّصالا وثيقًا، يأبى علىَّ أن أفصل بينه!
فحاجتي أن يتصدَّق علىَّ بعضُكم، فيكتب لي فقرةً خاليةً من العلامات، ويأمرني بترقيمها، ثم يصِّوب لي...
وإنِّي للفاعل هذا من الشاكرين، وله بظهر الغيب من الدَّاعين، زادني الله وإياكم علمًا! آمين.

[عائشة]

.

أرَى أنَّ ما تفضلتُم بها كافٍ في الدلالةِ على إتقانكم لأمر هذه العلامات -ما شاء الله!-.
وهي أمورٌ فيها سعةٌ، ويعودُ بعضُها إلى اجتهادِ المرءِ، وتقديرِه.
ومن النَّاسِ مَنِ اطَّرح الفاصلةَ المنقوطةَ، فارتاح من عنائها! ولا تثريبَ عليهم.
وانظر -غيرَ مأمورٍ- رأيَ الأستاذ فيصل المنصور -حفظه الله- فيها علَى هذا الرابطِ:
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=2839

[ابن عبدالحي]

قد كان هذا نافعًا، بارك الله فيكم!

[تقنويه]

حياك الله أخي الكريم وبيَّاك..
وقد شغلت بهذا الأمر زمنًا، وكنت أراقبُ علامات الترقيم في كلِّ كتابٍ أو مقالٍ أقرؤه، فما وجدت أحدًا سَلِمَ له منهجٌ، أو استبان له طريقٌ، فضلًا عن أن أجد منهجًا موحَّدًا يسير عليه الكتبة، ويحتكمون إليه. ووصلت بعد كثيرٍ من التأمُّلِ إلى قناعةٍ راسخة أنَّ على كلِّ كاتبٍ أن يختطَّ لنفسه منهجًا محدَّدًا لا يحيد عنه، يراعي في مجمله المبادئَ المعروفة عن علامات الترقيم، ويحتكمُ في دقائقه إلى ذوقه. والمهم في هذا أن يراعي الكاتب أمرين:
الأول: الحرص على اتساق المنهج، وعدمِ اضطرابِ الكاتب في تطبيقه.
الثاني: مراعاة المعنى لا الإعراب في الاحتكام إلى الذوق.
والمعيار الذي أسيرُ عليه في هذا واضحٌ، فإن اكتملت الفكرة (والاكتمال نسبيٌّ) وضعتُ نقطةً، وإن كانت الأفكار مترابطةً وضعتُ الفاصلة، وإن كانت التالية تعليلًا للسالفة أو في معنى التعليل وضعتُ الفاصلةَ المنقوطة.
وإنَّما قلتُ بمراعاة المعنى لا الإعراب مع ما بينهما من صلةٍ وثيقةٍ لأنَّ الإعراب لا يراعي تعدُّدَ الأفكار وتتابعها وطولَ العهدِ بينها، ولذلك لو قلنا مثلًا: اختلف النحويون في رافع الخبر، فقال بعضهم: الابتداء، وقال بعضهم: المبتدأ، وقال بعضهم: الاثنان معًا. فنحن هنا استعملنا الفاصلة، وهو أمرٌ مقبول ومستساغٌ. ولكن لو أنَّنا قلنا: اختلف النحويون في رافع الخبر، فقال بعضهم هو المبتدأ؛ لأنَّه كذا وكذا... وجئنا بكلام طويلٍ في الاحتجاج للرأي أفيصحُّ بعد ذلك أن تضع الفاصلة قبل قولك: وقال بعضهم: المبتدأ ؟!! لا شكَّ أنَّ هذا غير مقبولٍ إطلاقًا، مع أنَّ الرابط النحويَّ بين الجملتين في السياقين واحدٌ. وهذا بخلاف ما إذا احتكمنا إلى المعنى؛ لأنَّ المجال فيه واسعٌ، والمعاني تقبل التجزئة، كما أنَّ في مراعاة المعنى اتساقًا مع الغايات التي من أجلها وضعت علامات الترقيم، والمتمثلة في خدمة القارئ؛ كي يفهم النصَّ المكتوبَ على الوجه الذي أراده له الكاتب.
ولقد وجدتُ كثيرًا من الكتَّاب المعنيِّين بعلامات الترقيم يغفلونَ جانب المعنى، فتظهر علامات الترقيم عندهم في غير مكانها الصحيح. انظر -مثلًا- إلى قول الأستاذ فيصل المنصور في الرابط أعلاه: أنَّه استبانَ لي بطولِ التجرِبةِ، وكثرةِ الممارسةِ أنَّها مُقحَمةٌ في العلاماتِ إقحامًا، وسترى أنَّه فصل بين (وكثرة) وما قبلها بفاصلة، وهذا شائعٌ عند أكثر الكتاب، والصواب عندي إلغاء تلك الفاصلة؛ لأنَّ الجملة لم تكتمل، فالفاعل -وهو المصدر المؤول (أنَّها..) لـمَّا يأتِ. وانظر أيضًا إلى قوله: أمَّا الجمَل الطويلةُ، فليس لها حدٌّ ينتهَى إليه أولاً، فقد وضع الفاصلة قبل (فليس) وهي خبرٌ لا يكتمل المعنى دونه. ومن أمثلةِ ذلك أيضًا ما نراه عند بعض الكتَّاب من وضعِ الفاصلة المنقوطة قبل التعليلِ دون مراعاة اكتمال المعنى، كأن يقول مثلًا: وإنَّما جاز حذف المفعول به؛ لأنَّه فضلةٌ. وهذا خطأٌ؛ لأنَّ الجملة لم تكتمل، والصواب حذف الفاصلة.
وللحديث بقيَّةٌ إن يسَّر الله .

[عصام الكردي]

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل ابن عبدالحي

أثابك الله ، وشكر الله لك ، وأنعم عليك من نعمه التى لا تعد ولا تحصى ، نعمة الإسلام .

........... أخى الفاضل :

فى نظرى المدرسة الحقيقية للفواصل اللُّغَويّة ، إن لم تكن وزارة تربية وتعليم ، أم وزارة تعليم عالى ، هى الجهد المبذول فى ترجمة القرءان الكريم للغة الإنجليزية ، وأجدها فرصة لي ولكل مستفيد من طبعة القرءان الكريم باللُّغة الإنجليزية ، أن يشكر مجمع الملك فهد بن عبد العزيز
" " لطباعة المصحف الشريف ؛ وكل من له حق بهذا الشُّكر .
وَ