لغة العلم

[محمد محمد مقران]

لغة العلم

1 رُبّ حبر أجنّ في الصدر علما ظلّ منه بموضع الإحرازِ
2 وصَناع اليدين حاول صنعا كَلَّ مِن جهله عن الإنجازِ
3 حال ما بين ذا وذاك لسان عَيَّ دون البيان والإبرازِ
4 فأعدنا الحساب عند ابن سينا وأعدنا التشريح عند الرازي
5 (وكأن الفريد والدرّ والياقوتَ مِن لفظِهم و سامَ الركازِ)
6 نبذت إرثَكم بنوكم فأمسوا يجتدون الأقوامَ من إعوازِ
7 وعزَوكم إلى الأعاجم مِن جهل وإني لكم إلى العُرب عازي
8 إن مَن خطّ "أبجدا" لمن العُرب وإن كان عاش في شيرازِ
9 إنما الأعجميُّ من قال "ألفا بِيتَ دلتا" ولو نشَا في الحجازِ

1، 2، 3: سيأتي تفسيرها.
4، 5: الهندسة والحساب في كتاب الشفاء لابن سينا، والتشريح في كتاب المنصوري في الطب لأبي بكر الرازي، وذلك أن "كبار المتكلمين ورؤساء النظارين فوق أكثر الخطباء، وأبلغ من كثير من البلغاء" كما يقول الجاحظ، وصدق.
والبيت الخامس من زائية المتنبي كما هو بين، وسيأتيك كلام حول هذه القصيدة.
8، 9: ألفا، بيتا، جاما، دلتا..هي حروف الأبجدية في اليونانية القديمة (الإغريقية)، وقوله: "بيت" كان حقه أن يقول بيتا بالمد كما قال ألفا ودلتا، ولكن العرب مما تتصرف في اللفظ الأعجمي، ( كما تتصرف الأعاجم في اللفظ العربي، مقاصة ).

[محمد بن عبد الحي]

أبياتٌ محكمات، لا تشلل يدك ولا تكلل !

[محمد محمد مقران]

بورك فيك أبا ثابت، ووقيت الزلل والشلل والكلل!

[محمد محمد مقران]

.
1، 2، 3: " ..ومعنى ذلك أن حبال الصلة بين العقول التي كانت تسجل الثقافة وتنميها وتفسرها..وبين العقول والأيدي التي كانت تقيم صروح الحضارة - قد بدأت تتهتك وتبلى، فلا الثقافة تمد الحضارة بما ينميها من البحث والتنقيب والتمحيص، ولا الحضارة تحرك الثقافة وتغذيها بما يزيد أبحاثها وتنقيبها وتمحيصها جدة ونقاء وإشراقا.. "
" ..وأوشك اللسان العربي أن يصبح وسيطا غير صالح لإيجاد التفاهم بين الطرفين "
محمود محمد شاكر: الفقيه الجليل ورموز التكنولوجيا
.

[محمد محمد مقران]

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل محمد محمد مقران

البيت الخامس من زائية المتنبي كما هو بين، وسيأتيك كلام حول هذه القصيدة.
.

إن شاء الله.

[محمد محمد مقران]

هذا كتاب أصول الهندسة لاقليدس بتهذيب ابن سينا (ولصاحبكم تعليقات على المقالة الأولى)، وتكاد تكون النسخ الانجليزية والفرنسية الموجودة اليوم مطابقة له كلمة كلمة، وفائدة هذا ظاهرة لمن أراد تأليف كتاب للمبتدئين أو ترجمته بألفاظ عربية وعبارة فصيحة:
https://www.4shared.com/s/fVIfAraR6ge

وهذا تحرير أصول اقليدس المنسوب للطوسي، من أوائل الكتب المطبوعة بأوربة (أظن عام 1594م):
https://www.4shared.com/s/f2DgyRGkbjq

[محمد محمد مقران]

قال الجاحظ:
قال العتبي ذات يوم لابن الجهم: ألا تتعجّب من فلان! نظر في كتاب الإقليدس مع جارية سلمويه في يوم واحد وساعة واحدة، فقد فرغت الجارية من الكتاب وهو بعد لم يحكم مقالة واحدة، على أنّه حرّ مخيّر، وتلك أَمة مقصورة، وهو أحرص على قراءة الكتاب من سلمويه على تعليم جارية.
قال ابن الجهم: قد كنت أظنّ أنّه لم يفهم منه شكلا واحدا، وأراك تزعم أنّه قد فرغ من مقالة!
قال العتبي: وكيف ظننت به هذا الظنّ، وهو رجل ذو لسان وأدب؟
قال: لأنّي سمعته يقول لابنه: كم أنفقت على كتاب كذا؟ قال: أنفقت عليه كذا، قال: إنّما رغّبني في العلم أنّي ظننت أنّي أنفق عليه قليلا وأكتسب كثيرا، فأمّا إذا صرت أنفق الكثير، وليس في يدي إلّا المواعيد، فإنّي لا أريد العلم بشيء!
[قال الجاحظ:]
فالإنسان لا يعلم حتى يكثر سماعه، ولا بدّ من أن تكون كتبه أكثر من سماعه؛ ولا يعلم، ولا يجمع العلم، ولا يُختلف إليه، حتى يكون الإنفاق عليه من ماله ألذّ عنده من الإنفاق من مال عدوّه. ومن لم تكن نفقته التي تخرج في الكتب ألذّ عنده من إنفاق عشّاق القيان والمستهترين بالبنيان، لم يبلغ في العلم مبلغا رضيّا. وليس ينتفع بإنفاقه حتّى يؤثر اتّخاذ الكتب إيثار الأعرابي فرسَه باللبن على عياله، وحتّى يؤمّل في العلم ما يؤمّل الأعرابي في فرسه.