|
|
الانضمام | الوصايا | محظورات الملتقى | المذاكرة | مشاركات اليوم | اجعل الحلَقات كافّة محضورة |
|
أدوات الحديث | طرائق الاستماع إلى الحديث |
#1
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم سر التاءات التي بسطت في القرآن في حزمة كاملة سأركز في هذه الحزمة على التاءات المبسوطة حتى أنتهي منها، وهي ليست بالكثيرة، لننتقل بعدها إلى موضوع آخر ... وأرجو أن تكون هذه الطريقة في النشر فيها اكتمال المواضيع الفرعية من سلسلة علم معاني الرسم القرآني تساعد أهل القرآن؛ دارسين ومدرسين في تعلمها، وتعليمها. القاعدة في بسط وقبض التاء؛ أن التاء المقبوضة يدل قبضها على أن الشيء مجهول كله أو بعضه، ورسمها كان كالكيس المربوط، إن عرفت بعض ما فيه، فلا تعرف كل ما فيه. والتاء المبسوطة يدل بسطها على أن الشيء معلوم وبين واضح غير مجهول، ورسمها كان كالصحن المكشوف لا يخفي ما يوضع فيه. ولنا مع كل تاء بسطت في الرسم القرآني -المشهور بالرسم العثماني- موقف وحديث .... والله ![]() أبو مُسْلم / عبد المجيد العَرَابْلي بسم الله الرحمن الرحيم (1) - خير الجنات جنت الواقعة خير ما يسأل المؤمن ربه ويتمناه جنة الواقعة؛ (جنت نعيم) المكتوبة بالتاء المبسوطة0 قال ![]() ![]() تكرر ذكر جنة، والجنة، عشرات المرات في القرآن الكريم (67 مرة) وكلها كتبت بالتاء المقبوضة (المربوطة) إلا واحدة؛ هي جنت الواقعة. ويعود السر في بسط تاء جنة الواقعة إلى فرق الدلالة ما بين التاء المقبوضة والمبسوطة؛ التاء المقبوضة من طريقة رسمها كالصرة المربوطة، إن لم يكن ما بداخلها مجهولاً بالكلية فبعضه مجهول أو جوانب منه. وليس كل من يدخل الجنة يطّلع على كل ما فيها من نعيم، فمن كان نصيبه في الجنة أن يكون في المنزلة العاشرة مثلاً -والجنة فيها مائة منزلة- فعندما يؤذن له بدخول الجنة يدخلها من أسفلها -ولا يكون الدخول إلا من أسفل الجنة بعد تجاوز النار- إلى أن يصل منزلته، فيجد في أول منازلها؛ ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وتكون فرحته وسروره عظيمًا، وعندما يرقى إلى المنزلة التالية يجدها أفضل من الأولى، وفيها زيادة ليست في الأولى، إلى أن يصل إلى المنزلة المكتوبة له، فيجدها خيرًا من كل المنازل التي مر عليها، وفيها زيادات لا توجد في المنازل التي مر عليها. لكن ما ذا يوجد من زيادات في المنازل التي أعلى من منزلته؟ سيبقى يجهل تلك الزيادات من النعيم، مع انه في داخل الجنة. أما إن كان من المقربين، فهو في أعلى منزلة في الجنة (في الفردوس الأعلى)، وليس هناك منزلة أعلى من منزلة المقربين، فأصحاب هذه المنزلة قد مروا على كل منازل الجنة واطلعوا على ما فيها من نعيم، وعندهم مثل هذا النعيم، وأفضل منه، وزيادات لا توجد في كل المنازل اللواتي من دونها. فأصحاب هذه المنزلة قد عرفوا كل نعيم الجنة، ولم يبق من نعيم الجنة شيء يجهلونه، فجنة هؤلاء فقط هم الذين كتبت تاء جنتهم مبسوطة، ونسأل الله ![]() هذا مسألة واحدة من آلاف المسائل التي تميز بها الرسم العثماني، وكل مسألة كتبت فيها الكلمة مخالفة للرسم الاصطلاحي وراءها سر يكشف صورة الواقع الذي صورته هذه الكلمة، وكشفت أيضًا عن سر كتابتها بالرسم الاصطلاحي المقابل لها، ولكن الأمة عبر قرونها الطويلة أعرضت عن البحث في هذا العلم للكشف عن هذه الأسرار ولطائفها فحرمت هذه الأجيال من هذا العلم الجليل .... أبو مُسْلم/ عبد المجيد العَرَابْلي بسم الله الرحمن الرحيم (2) - شجرةالزقوم ... وشجرتالزقوم سيرًا على القاعدة العامة في رسم التاء المقبوضة، والتاء المبسوطة، فإن تاء الشجرة إذا كانت مقبوضة فهي شجرة نكرة مجهولة، غير محددة، ولم يسبق الاطلاع عليها، ومعرفة حقيقتها، وإذا كانت تاء الشجرة مبسوطة؛ كانت هذه الشجرة معلومة لمن اطلع عليها، وعرفها، وأكل منها والحديث عن شجرة الزقوم اختلف من موضع إلى آخر من آيات الله؛ ففي سورة الواقعة يتوعد الله ![]() وفي سورة الصافات بعد الحديث عما آل إليه قرين السوء، المكذب للبعث من عذاب في وسط جهنم، وما آل إليه المصدق بالبعث، ولم يضعف أمام كفر قرينه، ولم يستجب له، فدخل الجنة وتنعم بنعيمها؛ (لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ (61) الصافات ثم يذكر ![]() وهذه الشجرة لا يعلم قبحها أحد من هؤلاء الضالين في الحياة الدنيا، حتى يدخلوا النار ويأكلوا منها، فيعلمون شر ما توعدهم الله به ... وفي حديث عن الرسول ![]() أما الحديث عن شجرة الزقوم في سورة الدخان فهو الحديث عن شجرة قد عرفت للآثمين: (إِنَّشَجَرَتَ الزَّقُّومِ(43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46)، .... ثم يقال بعد أكلهم منها ... (خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَذَا مَا كُنتُم بِهِ تَمْتَرُونَ (50) الدخان يتبين لنا من ذلك؛ أنه لما كان الحديث عن شجرة الزقوم، وهذه الشجرة من شجر النار في الآخرة، والمخاطبين عنها في الآيات هم من أهل الحياة الدنيا، كانت الشجرة مجهولة لديهم، فكتبت التاء مقبوضة، وقد غر أبي جهل اسم الزقوم، وظن أنه هو التمر الذي يغمس في الزبد قبل تزقمه، وهو من طعام أهل اليمن، فقال ساخرًا: هذا الذي يتوعدنا به محمد؟! ... يا غلام ... ائتنا بتمر وزبد نتزقمه، فأنزل الله ![]() ولما تحدث ![]() هذا سر من أسرار الرسم العثماني الذي هاجمه جهال وأصحاب فتن لمن جهلوا ما وراء هذا الرسم من أسرار أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي بسم الله الرحمن الرحيم (3)- (قرة) أعين منتظرة ..... و(قرت) عين ممتلكة ذكرت "قرة" المقبوضة التاء في موضعين في القرآن الكريم، وهم قرتان لم تتحققا بعد، وزمن تحققها علمه عند الله ![]() قال ![]() ![]() ![]() وقال ![]() وهذه أيضًا حالها في الدنيا مجهولة، ولا تتحقق إلا في الآخرة لمن أنعم الله عليه بالجنة، فيبصر معاينة ما فيها من قرة أعين فتاء قرة في الموضعين السابقين رسمت مقبوضة مطابقة مع الحال في كل منهما، وتنبيهًا له. أما الموضع الثالث فاختلف عن الموضعين السابقين؛ قال ![]() ذكر أن امرأة فرعون كانت عقيمة؛ أي ليس لها ولد، ومُنى كل امرأة وقرة عينها أن يكون لها ولد، فها هي الآن يتبدل حالها، ويصبح بين يديها ولد ليس له أهل ينازعونها عليه، فهذا الغلام الحاضر بين يديها قرت عين قد تحققت لها، وليس قرة عين موعودة بها، فبسطت تاء قرت؛ مطابقة مع الواقع الذي حصل، فخالف رسمها في هذه الحال عن رسمها في الحالين السابقين.د أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي بسم الله الرحمن الرحيم (4)- (امرأة) نكرة ... و(امرأت) معرفة كل امرأة معرفة تكتب بالتاء المبسوطة، وكل امرأة نكرة تكتب بالتاء المقبوضة. وتعريف المرأة يكون بالإضافة إلى زوجها بضمير متصل يدل عليه أو إلى اسمه مصرحًا به؛ أما إذا أضيفت إلى ضمير متصل فبسط التاء يكون وجوبًا، ولا صورة أخرى لها غير البسط، ولا تكون المرأة في هذه الحال إلا معرفة. ومثالاً على ذلك قوله ![]() قال ![]() والمرأة جاء اسمها من مادة "مَرَأَ"، التي من المروءة، والمروءة أن يكون فعل المرء من نفسه، لا يريد ممن فعل له الفعل أجرًا ولا شكورًا، وذكر المرأة في القرآن كان في المواضع التي كان فعلها من نفسها، فاستقلت به عن زوجها وانفصلت بهذا الاستقلال عنه؛ - فاستقلال زوجة زكريا عليه السلام عن زوجها كان بعقمها؛ فلم تستطع أن تعطيه الولد الذي يربط بينهما، ومثلها زوجة إبراهيم عليه السلام؛.... فهذين المثالين الذَين كانا لزوجين مؤمنين. - وحالة ثانية في استقلال المرأة عن زوجها وانفصالها: استقلالها بالسوء عن زوجها، ومثاله قوله ![]() ![]() - وحالة ثالثة: خيانة زوجها في نفسها، فتطلب تحقيق رغبتها عند رجل آخر غير زوجها؛ ومثاله امرأة العزيز التي أرادت ذلك مع فتاها يوسف عليه السلام، قال ![]() وحالة رابعة: أن يكون الزوج مؤمنًا والزوجة كافرة؛ ومثاله امرأة نوح، وامرأة لوط؛ قال ![]() وحالة خامسة: أن تكون هي مؤمنة وهو كافر؛ ومثاله امرأة فرعون؛ قال ![]() وحالة سادسة: أن تستقل في رغبتها في أمر ما عن زوجها؛ ومثاله نذر امرأت عمران ما في بطنها دون زوجها؛ قال ![]() وحالة سابعة: أن يكون بين الزوجين خلافًا؛ ومثاله قوله ![]() وحالة ثامنة: أن تزوج المرأة نفسها بدون إذن وليها، ومثاله قوله ![]() وتسمية الأنثى بالمرأة جاءت من تأنيث امرئ، وهي من المروءة، وهي تدل على أن الفعل كان من إقدام النفس عليه بغير سبب ..... وتسمية الأنثى بالمرأة يطلق على المتزوجة، وعلى غير المتزوجة؛ فليس الزواج هو السبب في هذه التسمية. ولفظ المرأة يثنى ولا يجمع، والسر في ذلك؛ أن النفس تستقل بفعلها وهي منفردة لوحدها، ولا تتأثر كثيرًا عند اجتماعها بثانٍ غيرها، فليس هناك تبعية من إحداهما للأخرى ... أما عندما يكون الفرد مع جمع، فسينقاد الجمع خلف أحد منهم يقودهم ويكونون هم تبعًا له ... وهنا تنتفي الصفة عن موصوفها، وتخرج التسمية عن مضمونها، فلا يظل الفعل صادر من نفس صاحبه وبقرار منه، وهذا هو السر في عدم جمع المرأة بلفظ من جنسها. ولا امرئ كذلك. ولما كانت البنت محدودة التصرف في بيت والدها، ومطْلَقَة اليد في بيت زوجها؛ تتصرف فيه في أمور كثيرة كما تشاء من نفسها وبكامل إرادتها، غلب استعمال لفظ المرأة للمتزوجة دون البنت والأيم من النساء. ووصفت بنتا الرجل الصالح من مدين بالمرأتين؛ لأنهما نابتا عن أبيها في رعاية الغنم، وليس هذا العمل من أعمال النساء، وانفردتا بنفسيهما مبتعدتين عن الرعاء في مكان السقي؛ قال ![]() أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي بسم الله الرحمن الرحيم (5) - (ابنت) اشتهرت ... و(ابنة) لم تذكر "ابنة" لم ترد في القرآن إلا مرة واحدة، وهي معرفة بالإضافة إلى عمران، بل إن ابنة عمران أكثر امرأة نالت شهرة في الأرض، فكان حقها أن ترسم تاؤها مبسوطة، وكذلك رسمت؛ قال ![]() أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي بسم الله الرحمن الرحيم (6) - بسط تاء لعنت لعنت : وردت كلمة لعنة في القرآن (14) مرة؛ قبضت تاؤها في (12) موضعًا، وبسطت مرتان فقط. جاء ذكر اللعنة التي قبضت تاؤها في (7) آيات لأولئك الذين ماتوا على الكفر فكانوا من أصحاب النار ... كقوله ![]() وجاء ذكر اللعنة المقبوضة التاء في (3) آيات لمن لعنوا في الدنيا وفي الآخرة ... كقوله ![]() وآيتان متعلقة بلعن إبليس إلى يوم القيامة ومن هلك ملعونًا بعث ملعونًا؛ كقوله ![]() فهذه المواضع الاثنا عشر؛ قبضت فيها التاء؛ لأن الذين لعنوا دخلوا في اللعنة، وهي محيطة بهم، ولا مخرج لهم منها، فقبضت تاؤها على الصورة التي عليها الملعونين... نعوذ بالله من كل ذلك. أما الموضعان التي بسطت فيهما التاء فهما لأناس لم يلعنوا بعد، حتى يقدموا على عمل هم مخيرين فيه، فإن فعلوا فإن اللعنة تفتح لهم للدخول فيها ... فإن دخلوا فيها فلن يكون لهم مخرجًا منها بعد ذلك. الموضع الأول كان في الابتهال؛ قال ![]() وأما الموضع الثاني؛ فكان في حديث اللعان بين الزوجين ... فإذا شهد الزوج المتهم لزوجه، أربع شهادات بالله إنه من الصادقين، وهو كاذب، ثم طلب في الخامسة اللعنة عليه إن كان من الكاذبين، فتحت له اللعنة ليدخل فيها لأنه ارتضاها لنفسه؛ قال ![]() اللعنة في الآتيتين موجبة، وإذا وجبت فقد فتحت، ولا يخرجه منها استغفار بعد ذلك، ولا توبة، لعلم الملعون بنتائج عمله قبل طلب اللعنة لنفسه، وهو يعلم أنه كاذب، ومستحق لها، فيقدم على طلبها مستهينًا بها، غير مرتدع عن الاعتراف بكذبه وجرمه. أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي بسم الله الرحمن الرحيم (7) - بسط تاء معصيت معصيت : لم ترد إلا مرتين فقط، وبسطت في كلتيهما؛ قال ![]() وقال ![]() بسطت تاء معصيت الرسول لأنه جاء في الآيتين تحذير من الله ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ولم ترد معصية مقبوضة في القرآن؛ فليس هناك معصية في الواقع لم يدخل فيها الناس؛ من أعظمها إلى أدناها، أي من الشرك بالله إلى اللمم من الذنوب. لقد تكلمنا في أمثلة الحلقات السابقة على أن التاء المبسوطة هي علامة للمعلوم المعروف البين، وأن التاء المقبوضة علامة للشيء المجهول بعضه أو كله. وبينا في هذين المثالين صورة أخرى لدلالة التاء المقبوضة والمبسوطة؛ صورة من هو في الداخل ومقفل عليه الخروج، أو من هو في الخارج ومقفل أيضًا عليه الدخول ....فكان في رسم التاء المقبوضة صورة لهذا الحال. وصورة من هو في الخارج، وفتح وبسط له الطريق للدخول والولوج إلى الداخل، مما فيه غضب الله وسخطه.... فكان في رسم التاء المبسوطة صورة لهذا الحال..... والله ![]() .............تابع معنا بقية الأمثلة في الأيام المقبلة إن شاء الله ![]() أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي بسم الله الرحمن الرحيم (8) - بسط تاء رحمت رحمت : بسطت تاء رحمت في (7) مواضع فقط، وقبضت في أكثر من (70) موضعًا، واستعمال مادة "رحم" هو في التواصل والاستمرار، ويكون بسبب العطاء الرباني، فالله سبحانه و ![]() والرحم في المرأة هو سبب استمرار البشرية بنشأة الذرية فيه، وهو يمد هذه الذرية بالعطاء والنمو حتى يكتمل جسمه، ثم يولد ويخرج للحياة وهو قادر على تناول غذائه عن طريق الفم. والرحم من النساء؛ كالبنات، والأخوات، والعمات، والخالات، وبنات الأخوات، وبنات الإخوان، هن سبب التواصل بين الأسر والعائلات، وتوسيع دائرة العلاقات بينهم، فتنشأ المجتمعات القادرة على الدفاع عن نفسها، وبسبب حرمة الزواج من الأقارب الأدنين لهن، وزواجهن من رجال أغراب عليهن يجعل الأسر المختلفة تمد بعضها بعضًا بالجينات الوراثية التي تساعد على استمرار البشرية بذراري سليمة لئلا تضوى، هذه الأسر بعد أجيال عديدة. والناس تفهم الرحمة على أنها عطف وشفقة ... والعطف يكون على الضعيف غير القادر، والشفقة تكون للضعيف الذي أثقله الفقر أو المرض أو المصائب ... والله ![]() والمواضع التي بسطت فيها تاء "رحمت" كان لرحمة قد بسطت بعد قبضها؛ فبعد مرور السنين الطويلة، وتعدي الزوجة للسنين التي تستطيع أن تحمل وتلد، وتعطي الذرية فيها؛ - تأتي البشرى لإبراهيم عليه السلام وزوجه، قال ![]() - وتأتي كذلك استجابة لدعاء زكريا عليه السلام؛ قال ![]() ![]() ففتحت هذه الرحمة لهما بعد قبضها زمنًا طويلاً. - وبعد قبض المطر عن النزول وموت الأرض، يأتي الغيث وتستمر الحياة بهذه الرحمة التي بسطت؛ قال ![]() - والله ![]() ![]() - وها هي رحمت الله قد بسطت باختيار محمد ![]() ![]() ![]() - وها هم المؤمنون يطلبون لهذا الدين الثبات والاستمرار، والامتداد في الأرض بالإيمان والعمل الصالح، والهجرة، والجهاد؛ قال ![]() أما العابد القانت الساجد آناء الليل ويحذر الآخرة فهو يرجوا رحمة ربه في الآخرة؛ ألا وهي الجنة .. التي هي مقفلة دونه في الحياة الدنيا .. وستفتح له يوم القيامة؛ قال ![]() والوقوف على كل رحمة وردت في القرآن قبضت تاؤها أمر يطول، ويكفي أن يقال فيها أنها كتبت على القاعدة في رسمها، والالتباس يكون في معرفة سر بسطها أكثر من معرفة سر قبضها. فبعض الرحمة التي قبضت تاؤها؛ هي رحمة مرجوة لم تفتح للسائل بعد، كما في قوله ![]() أو هي رحمة موعود بها، كما في قوله ![]() أو هي رحمة هم فيها لم يخرجوا منها، بل لن يخرجوا منها؛ كما في قوله ![]() وأترك بقية الأمثلة للقراء والدارسين، لتعليلها بأنفسهم، مستفيدين مما قرؤوه، ففي تدبر الآيات خير كثير، وأجر عظيم، فإن شق على أحدهم مثال فليسأل عنه ...... ونسأل الله لنا ولهم التوفيق. أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي بسم الله الرحمن الرحيم (9) - بسط تاء نعمت ذكر لفظ النعمة غير مضافة لضمير متصل في القرآن الكريم في (36) موضعًا، منها (25) موضعًا قبضت فيها التاء، وبسطت التاء في (11) موضعًا. - نعم الله ![]() كما في قوله ![]() فوصف ![]() وأما قوله ![]() فوصف الله ![]() - ومن ذلك كفر النعمة التي سبق لهم التمتع بها، فبسطت تاؤها؛ قال ![]() - ومثلها النعمة التي عُرفت وأُنكرت وكُفر بها في قوله ![]() - ومثلها النعمة التي بدلت في قوله ![]() - ومن النعمة التي بسطت تاؤها: (فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ(114) النحل. فالشكر لا يكون إلا على النعمة التي بسطت لهم، فعرفت، وتم التمتع بها. - ومن النعم التي بسطت تاؤها النعم التي عرفت كالرزق؛ قال ![]() - وكالريح المرسلة التي تجري الفلك في البحر في منفعة الناس: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ(31) لقمان. - وكنعمة القرآن والإسلام الذي أنزل على محمد ![]() وأما قبض التاء في قوله ![]() ففي هذه الآية وما يليها من سورة القلم مدح ومواساة للرسول ![]() ![]() وأما قوله ![]() ![]() - ومن النعم التي بسطت تاؤها النعم التي يذكِّر الله ![]() ![]() - ونعمة الإسلام التي بسطت لهم ليخرجوا من العداوة التي كانت بينهم، والشرك المهلك لهم، ليدخلوا في الإيمان وتؤلف قلوبهم عليه، ويسلموا من الشرك وتبعاته؛ قال ![]() وأما قبض تاء النعمة في تذكير موسى عليه السلام لقومه؛ فذلك لأن الحديث فيه كان عن نعمة بعث أنبياء من بينهم، وجعل ملوك فيهم، وليس من غيرهم، فحكموا أنفسهم بأنفسهم، وبشرع نزل على بعضهم: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَقَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ(20) المائدة. - وبسطت تاء نعمة الخروج بالسلامة والعودة بها، بعد كف أيدي الفتك والأذى عنهم في قوله ![]() وأما قوله ![]() فقد انقلبوا راجعين بالنعمة التي خرجوا بها، فظلوا فيها ولم يخرجوا منها. وأما قبض تاء نعمة في قوله ![]() فقد ظلوا في نعمة السلامة، ولم تتمكن الأحزاب الدخول عليهم في المدينة والبطش بهم، وإخراجهم من هذه النعمة. وأما قبض التاء في قوله ![]() فقد كان التذكير بنعمة النجاة والأمن الذي هم فيه، بعيدًا عن فرعون وبطشه، بعد طول عذاب وحرمان، وقتل واستعباد. فهذه أربع صور مختلفة لنعمة النجاة التي تحدثت الآيات الأربع عنها؛ وقد بسطت في واحدة منها، وقبضت في الثلاث الباقية؛ نجاة بالسلامة من العدو، والعودة سالمين إلى مقرهم، وكان المتوقع غير ذلك، فبسطت لذلك تاؤها، وحديث عن الانقلاب بنفس نعمة السلامة التي كانت لهم قبل الذهاب للعدو؛ فقضت تاؤها، وحديث عن نعمة النجاة بالثبات في موطنهم، وانصراف العدو عنهم؛ فقبضت ذلك تاؤها، ونعمة النجاة من عدو والدخول في مأمن بعيدًا عنه؛ فقبضت كذلك تاؤها. ونوع آخر من النعمة التي قبضة تاؤها؛ نعمة لم يتم فتحها وبسطها بعد؛ قال ![]() والأمثلة كثيرة، وفيما ذكرناه فيه البيان والكفاية إن شاء الله ![]() ![]() أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي بسم الله الرحمن الرحيم (10)- بسط تاء سنت سنت : بسطت سنت في خمس مواضع، وقبضت في المواضع الثمانية الأخرى. والملاحظ أن السُنَّة التي بسطت تاؤها يراد بها العذاب المهلك الذي يسلطه الله على الكفار عقابًا لهم، فتختم به حياتهم في الدنيا، ويمتد عليهم في الآخر. وأما السُنَّة المقبوضة التاء؛ فيراد بها التزام الكفار بكفرهم، وتمسكهم به، لا يخرجون منه، ولا يفارقونه، استجابة لنداء الإيمان. - قال ![]() سنة الأولين التي مضت كانت إصرارهم على الكفر مع علمهم بأن الهلاك الذي تنتهي به حياتهم قادم، فإذا انفتح عليهم العذاب، فاتتهم المغفرة، واتصل عليهم عذاب الدنيا بعذاب الآخرة. - وقال ![]() فهل ينظرون غير ما حل بالأولين من العقوبة في الدنيا، ليستمر عليهم في الآخرة، عاقبة لهم على مكرهم السيئ، ولا يقفل بتبديله بنعمة، أو بصرفه عنهم. - وقال ![]() سنة الله أنه لا يقبل من الكفار إيمان يرفع عنهم العذاب، إذا رأوا عقوبة الله قد نزل بهم. في هذه المواضع الخمسة ربطت السنة بالهلاك، وأن ما كانوا عليه من الكفر لم يحفظهم، ولم يحصنهم من عقوبة الله الذي كان تنفتح عليهم منهية حياتهم الدنيا، وأن عقوبة الله لا يردها شيء يحول من وصولها إلى مستحقيها، لذلك رسمت تاؤها مبسوطة، وسميت عقوبة الله بالسنة لأنها أصبحت عادة من الله ![]() وأما تاء السنة المقبوضة فقد جاءت في الآيات التالية؛ - قال ![]() خلت سنة الأولين في تكذيبهم واستهزائهم برسلهم، وتمسكهم بكفرهم الذي تمكن في قلوبهم، لا يخرجون منه إلى الإيمان، ولم يأت ذكر للهلاك كما في الآيات السابقة، وإن كانت العقوبة تنتظرهم. ![]() ![]() سنة دامت بتكذيب أقوام الرسل لهم، ومحاولة استفزازهم من الأرض ليخرجوهم منها؛ بالتهديد لهم والوعيد بالرجم وغيره، وكان الهلاك للكفار يقع في حياة الأنبياء، وفي هذه الآية هو تهديد لهم، وأنه لا يبقيهم الله من بعده، فالهلاك لم يقع عليهم .. وقد تحول الذين نزلت فيهم هذه الآيات بفضل الله بعد ذلك إلى الإيمان والإسلام وخاصة بعد فتح مكة. ![]() ![]() سنة الأولين في التكذيب بالرسل والصد عن سبيل الله، وبقائهم مصرين على كفرهم، وقوله ![]() ![]() ![]() سنة الله ![]() ![]() ![]() ![]() سنة وحكم من الله مكتوب على أمثالهم بحصرهم باللعن والأخذ والقتل، ولن ينجوا منه، ولا تبديل لسنة الله في ترك أهل النفاق على ما هم عليه، ولم يكن للمنافقين بعدها دعوة ظاهرة غير إخفاء نفاقهم، والتعلل بالعلل الكاذبة في معصية الرسول ![]() ![]() ![]() سنة الله ألا يخرج أهل الكفر عن طوقهم، ولو خرجوا للقتال لولوا مدبرين لا يجدون وليًا ولا نصيرًا يثبتهم أمام المسلمين، ما دام المؤمنون ملتزمين بإيمانهم، ومتمسكين به، وسنة الله أن يدحر الكفار منهزمين. في هذه المواضع السبعة تحدثت الآيات عن سنة الأولين؛ وهي بقاء أهل الكفر متقوقعين في كفرهم، ومحصورين فيه، وليس الحديث عن هلاكهم، فقبضت التاء في توافق مع الواقع الذي عليه أهل الكفر، وكذلك سنة الله في حفظ أنبيائه، أو حصر الكفار وأخذهم بالعقاب. وسمي أيضًا طريق الكفر الذي ساروا عليه بالسنة؛ لأنهم أحدثوه، فكل فئة منهم جاءت من ذرية فئة مؤمنة نجت من قبل بعد هلاك أمثالهم في الكفر ممن سبقهم. أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
![]() |
||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
أسماء الجلساء التي غُيّرت ( مهمّ ) | ملتقى أهل اللغة | مُضطجَع أهل اللغة | 20 | 18-12-2008 11:14 AM |
طبق في سر الهمزات التي كتب على الوصل لا الوقف | العرابلي | حلقة العلوم الشرعية | 3 | 16-12-2008 07:40 PM |
كيف أستطيع قراءة وتصفح الكتب التي بصيغة ( بي دي إف ) ؟ | سلسبيل | أخبار الكتب وطبعاتها | 1 | 12-10-2008 11:07 AM |
سؤال : ما إعراب ( إلا ) التي بمعنى ( غير ) ؟ | صلوا على النبي المختار | حلقة النحو والتصريف وأصولهما | 6 | 29-07-2008 07:16 PM |