|
|
الانضمام | الوصايا | محظورات الملتقى | المذاكرة | مشاركات اليوم | اجعل الحلَقات كافّة محضورة |
|
أدوات الحديث | طرائق الاستماع إلى الحديث |
#1
|
|||
|
|||
الدرس الثالث : الهمزة في أول الكلمة
قد تقدَّمَ الكلامُ على الهمزةِ ، وذكرنا أنَّه ليس لها صورةٌ ثابِتةٌ . وإذْ كانت الهمزةُ تقعُ أولاً ، ووسَطًا ، وآخِرًا ، فسنعرِضُ للتفصيلِ في أحوالِها هذه جميعًا بإذن الله .
أولاً : الهمزةُ في أوَّل الكلمة اعلمْ أنَّ الأصلَ في الهمزةِ أن تُنطقَ في البدءِ ، والوصلِ ؛ أي : إذا بدأتَ بها كلامَك ، وإذا تقدَّمَها كلامٌ ؛ حالُها في ذلكِ حالُ سائرِ الحروفِ ؛ فتقولُ مثلاً في الاسمِ : ( هذا أمرٌ ) ، وفي الفعلِ : ( لا أفعلُ ) ، وفي الحرف : ( لي أو لكَ ) ؛ فقد رأيتَ بالتجرِبةِ أنّك نطقتَ الهمزةَ في الحالينِ ، حالِ الوصلِ ، وحالِ البَدءِ . وتسمَّى حينَ إذٍ ( همزةَ قطعٍ ) . وتقعُ في أولِ الكلمةِ ، ووسطها ، وآخرِها . فإن وقعت في أولِ الكلمةِ ، فإنْ كانت مفتوحةً ، كـ ( أَحمد ) ، أو مضمومةً ، كـ ( أُجاج ) ، كُتِبت فوقَها . وإن كانت مكسورةً ، كـ ( إيمان ) ، كُتِبت تحتَها . وإنَّما لزِمت الألفَ ، لأنَّ الهمزةَ لا تُخفَّف إذا كانت في أوَّل الكلمةِ ؛ فلذلك بقِيت صورتُها واحدةً . -ولكنهم ربَّما احتاجوا أن ينطقُوا الهمزةَ في بعضِ المواضعِ إذا ابتدءُوا بها كلامَهم . فإذا وصلوها بكلامٍ قبلَها ، حذَفوها ، ويرسُمونها ألفًا من غيرِ همزةٍ ( ا ) ، ويسمُّونَها حينَ إذٍ ( همزةَ وصلٍ ) . ولا تكون إلا في أوَّل الكَلِمِ ، ولا تكون في وسطها ، ولا في طرَفها . وإنَّما فعلوا ذلكَ لعللٍ ثلاثٍ نذكرُها بعدَ قليلٍ . فإن قلتَ : ولِمَ جعلوا لها صورةً معَ أنها لا تُنطَق إلا في البدءِ ؟ قلتُ : ذلك أنَّ الإملاء مبنيٌّ على النظرِ إلى حالِ الكلمة في البدءِ ، والوقفِ . وهذا هو الأصل الثاني من أصولِ الإملاء . وكلُّ ما أولُه همزةُ وصلٍ ، فإنك إذا ابتدأت به ، ووقفتَ عليه ، نطقتَ الهمزةَ ، كما في ( اِسم ) ، و ( انطلاق ) . -مسائل همزة القطعِ : ( مسألتان ) -المسألة الأولى : إذا اتصلَ بهمزة القطعِ حرفٌ قبلَها ، فهل تكون في حُكم المتوسِّطة ؟ - قد يَلحق بهمزة القطعِ في أوَّلها بعضُ الحروفِ ، فلا تُغيِّر حكمَ أوَّليَّتِها . وذلك إذا كانت تلكَ الحروفُ في حُكم المنفصِلةِ ، كحُروف الجرِّ ؛ نحو ( بِأمنٍ ) ، وحروف الاستفهام ؛ نحو ( أَأَنت ؟ ) ، وحروف التنفيسِ ؛ نحو ( سأُصلّي ) . فإن كانت هذه الحروفُ في حُكم المتَّصلة . وآيةُ ذلكَ أنها لا تُعربُ إعرابًا منفصِلاً ؛ نحو ( يُؤْمن ) ، فإنك تنقُلُ حكمَها إلى حُكمِ المتوسِّطة - وستأتي إن شاء الله أحكامُها مفصَّلةً - . -المسألة الثانية : حُكم وصلِ همزةِ القطعِ : لا يَجوز وَصلُ همزةِ القطعِ ؛ أي : حذفُها في درجِ الكلام ، وكتابتُها كما تُكتب همزةُ الوصلِ ، إلا في ضرورةِ الشِّعرِ على قبحٍ . ومنه قولُ الشاعر : إن لَّم أقاتل ، فالبِسُوني برقُعا وفتَخاتٍ في اليدينِ أربعا يريد : فألبسوني . -عللُ همزة الوصلِ : ( ثلاثٌ ) زادتِ العربُ في كلامِها هذه الهمزةِ ، لعللٍ ثلاثٍ ؛ هي : الأولى : التوصُّلُ إلى النطقِ بالساكنِ . وذلك أنَّ مِن الكلمِ كلِمًا أوَّلُها حرفٌ ساكِنٌ لعللٍ يأتي ذكرُها . ولمَّا كانتِ العربُ لا تبتدئ بساكنٍ ، اجتلبت همزةً متحرِّكةً ، لتتوصَّلَ بها إلى النُّطقِ بالسَّاكنِ . فإذا ابتدأتْ بكلامٍ قبلَها ، حذفتْها ، لزوالِ الغرضِ منها . وهذا من لطيفِ حكمتِها ، وسلامةِ علِلِها . ويطَّرِدُ هذا في موضعينِ : الأوَّلُ : أمرُ الفِعل الثلاثيِّ ؛ نحو : ( اُكتُبْ ) ، وماضي الفِعل الخماسيّ ، والسداسيِّ ، وأمرُهما ، ومصدرُهما ؛ فالخماسيُّ نحوُ : ( انطلقَ ، انطلِقْ ، انطِلاق ) ، والسداسيّ نحوُ : ( استغفرَ ، استغفرْ ، استغفار ) . وحِسابُ الحروفِ إنَّما هو للماضي ؛ فـ ( اكتبْ ) ثلاثيَّة ، لا رباعية ، لأن ماضيَها ( كتبَ ) . فلمّا سكنت أوائلُ هذه الأفعالِ ، احتاجوا إلى همزةِ وصلٍ قبلَها . فإن قلتَ : كانَ يُمكِنهم أن يفتحوا أوائلَها ؛ فيستغنوا عن اجتلابِ همزةِ وصلٍ لها ؛ فيقولوا مثلاً : ( نَطَلَقَ ) في ( اِنطلقَ ) ، وكانَ يُمكِنُهم أيضًا أن يجعلوا همزةَ الوصلِ همزةَ قطعٍ ، كما فعلوا في الرباعيِّ ، مثلِ : ( أكرمَ ) ؟ قلتُ : إنَّما صدفُوا عن الفتحِ فرارًا من ثِقَل توالي أربعِ حركاتٍ في الخماسيِّ ؛ نحو : ( نَطَلَقَ ) ، وكراهيةً لاجتماعِ أربعِ حركاتٍ بينها ساكنٌ في الصحيحِ اجتماعًا لا يبرَحُ في السداسيِّ ، خِلافًا للمبدوء بتاء المطاوعةِ ؛ نحوِ ( تباعدَ ) ، و ( تقطَّعَ ) ؛ فإنهما بناءان فرعيَّانِ ؛ أصلُهما ( باعدَ ) ، و ( قطَّعَ ) . وأمَّا لِمَ لمْ يجعلوها همزةَ قطعٍ ، فذلك أنَّهم لو جعلوها كذلكَ ، لكانَ يجِبُ أن تفيدَ معانيَ ، كالتعديةِ ، والاعتقادِ ، وغيرِها . وهذا مناقِضٌ للمعاني التي تُفيدُها صيغتا الخماسيِّ ، والسداسيِّ ، كالمطاوعةِ في نحو : ( انطلقَ ) ، والطلبِ في نحو : ( استغفرَ ) . وإذا ثبتَ وجهُ العلّةِ في ماضي الخماسيِّ ، والسداسيِّ ، فاعلمْ أنَّ الأمرَ منهما ، والمصدرَ محمولٌ عليهما . وذلكَ أنَّ القاعدةَ توجِب اشتقاقَ فعلِ الأمرِ من المضارعِ بحذفِ ياء المضارعة ؛ فإذا أردنا أن نصوغَ الأمرَ من ( ينْطلِقُ ) حذفنا ياءَ المضارعةِ ؛ فتصبح الكلمة ( نْطَلِقْ ) ساكنةَ الأوّل ؛ فنجتلبُ لهما همزةَ وصلٍ . ومثلُ هذا أمرُ السداسيّ ، وأمرُ الثلاثيِّ . أمَّا المصدَر ، فمن شأنِهم أن يُعِلّوه بإعلالِ الفعلِ ، كما قالوا : ( لذتُ لِياذًا ) . الثاني : الألفاظُ المحكيَّة [ أي : التي يُراد كتابتُها كما تُنطَق ] إذا كان أولُها ساكنًا ، كحكايتك لفظَ ( اِمْحمَّد ) في كلامِ العامَّةِ ، وكلمةَ ( اِقْرُوب ) [ group ] في الإنجليزيةِ مثلاً . وإن شئتَ حذفتَ همزةَ الوصلِ ، وحكيتَها مبتدأةً بساكنٍ ، لأنَّ الصحيحَ أنَّ الابتداءَ بساكنٍ ممكنٌ في الواقعِ . وهو كثيرٌ في اللغاتِ الأعجميَّةِ . وللحديث بقيَّةٌ ، نوردُها في الدرس القادم إن شاء الله .
__________________
(ليس شيءٌ أضرَّ على الأممِ وأسرعَ لسقوطِها من خِذلان أبنائها للسانها وإقبالهم على ألسنةِ أعدائها)
|
#2
|
|||
|
|||
بارك فيكم ربي .. |
#3
|
|||
|
|||
وفيك بارك الله .
__________________
(ليس شيءٌ أضرَّ على الأممِ وأسرعَ لسقوطِها من خِذلان أبنائها للسانها وإقبالهم على ألسنةِ أعدائها)
|
#4
|
|||
|
|||
التمرينات تأتي في الدرس القادم ، أو الذي بعده إن شاء الله .
__________________
(ليس شيءٌ أضرَّ على الأممِ وأسرعَ لسقوطِها من خِذلان أبنائها للسانها وإقبالهم على ألسنةِ أعدائها)
|
#5
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيراً
|
#6
|
|||
|
|||
بارك الله في جهودكم نحو لغة أهل الضاد .. وهي لغة كتاب رب العالمين أنزله على محمد
سيد المرسلين سيدنا محمد الأمين .. وهي لغة أهل الجنة في الجنة ، والحمد لله رب العالمين . أسعدكم الله وسدد خطاكم ..وجعلنا الله و إياكم من أهل القرآن الكريم . |
#7
|
|||
|
|||
" فيصل المنصور" ، غفر الله ذنبك ، وأصلحَ أمركَ ، وزادكَ علماً وفقهاً .
أيَّها الفاضلُ : أريدُ أنْ أصبحَ مثلكَ ! فأنّى لي ذلك ! ، لقد تبخرتْ أحلامي ؟! يا لجهلي ! كيف السبيل إلى الأدبِ ، والنحوِ ، والصرفِ ، والبلاغة . تارةً يصالحني الأملُ فيها ، وتارةً يخاصمني ، وأنا يائسٌ ، قاتلَ اللهُ تفريطي وقلةِ حظي . وقبَّح اللهُ شاكلتي من الجهلةِ ، _ كم أحبكم أيَّها الفضلاءُ _ رأيتُ كثيراً ممَّا كتبتمْ ، وكأنّها اشبهُ بالطلاسمِ السحريةِ ، فسحرتْ بصري ، وقطّعتْ فؤادي ، فكيف السبيل إلى هذا العلمِ ؟ ، وهل فعلاً سأكونُ أديباً في يومٍ ما ؟! أكتبُ لكً وعينايَ تدمعانِ حباً ، وعشقاً ، وشغفاً للغة العربيةِ ! لمْ أجدْ أحداً يُعيرُني اهتمامهُ ، ويُعلمنِي ، ويصبرُ علي كما أن بكائي مفخرةٌ لي ، فها نحنُ نرى من يبكي على كرة القدم ! ورأينا من يبكي على المطرب الفلاني ! فكانَ حقاً ولازماً أن أبكي على هذه اللغة ، وعلى هذا التفريط ، وعلى هذا الذي أراهُ أمامَ عيناي من سحرٍ لايقاومْ . وعذراً عذراً إنْ أسئتُ الأدب معكم . أخوكم المحب : اسماعيل أبو معاذ . |
#8
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم وأسعدكم في الدارين
|
#9
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيراً
|
#10
|
|||
|
|||
بارك الله فيك أستاذنا الكريم
__________________
|
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 2 ( الجلساء 0 والعابرون 2) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
الأحاديث المشابهة | ||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
الدرس الثاني : ما ليس له رسم ثابت من الحروف 1- الهمزة ( مقدمة ) | فيصل المنصور | حلقة العروض والإملاء | 23 | 22-10-2015 11:57 PM |
الدرس الثالث: فصل في الألقاب | عصام البشير | حلقة العروض والإملاء | 21 | 03-11-2014 11:29 PM |
الدرس الرابع : الهمزة في أول الكلمة ( تابع ) | فيصل المنصور | حلقة العروض والإملاء | 5 | 25-12-2008 06:40 PM |