|
|
الانضمام | الوصايا | محظورات الملتقى | المذاكرة | مشاركات اليوم | اجعل الحلَقات كافّة محضورة |
|
أدوات الحديث | طرائق الاستماع إلى الحديث |
#1
|
|||
|
|||
نصيحة الشيخ صالح بن عبدالله العصيمي -حفظه الله- لطلبة العلم الألبانيين
نصيحة الشيخ صالح بن عبدالله العصيمي -حفظه الله- في المدينة ليلة الاثنين 29 صفر 1433 :
وسبب الكلمة أن بعض الطلبة من ألبانيا اشتكوا إلى الشيخ طول الدورة . اللهم ارزقنا وإياهم العلم مع العافية . نصيحة الشيخ صَالح العُصَيْمِيّ –حفظه الله- لشباب الألبان في المدينة النبوية ليلة الاثنين 29 صفر 1433 الحمد لله وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فإن عمر سأل قوماً من العرب شُهروا بالشجاعة؛ فقال لهم: ما الشجاعة. فقالوا: صبر ساعة.أما بعد: فإن من تمام العقل الملائمة بين ما جرى به كلامُ المتكلمُ قبلُ وبينما أريد أن أقوله؛ فإن أَخانا قد ذكر في مبدأ قوله: ما يَعترينا من التعب. وهذا التعب الذي يعترينا هو مبتدأُ ما ينبغي أن نُذكر به. يعني أن العبد يصبرُ ساعةً فيكون شُجاعاً, وكذلك أخذا العبدِ للعلم خاصة وبُلوغه المقامات العالية في الدنيا والآخر يفتقر إلى صبر, قال الله :يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[آل عمران/200], فأمر الله -سبحانه و- بأمرين يرجعان إلى أصل الصبر: أحدهما: الصبر المجرد؛ وهو الذي يكون حال الابتداء. والثاني: الصبرُ المُقترن بمقابله؛ أي الذي يدعوا إليه مُقابل ما يستحسنُه وهو المُصابرة. وهذه الحال نحنُ فيها, فإننا في حال المُصابرة التي يوجدُ فيها مُنازعة, ومصابرتنا جميعاً هو في أمرٍ عظيم تفتقر إليه الأمة وهو العلم الذي به حياتها. روى الدارميَّ بسندٍ صحيح, عن محمد بن شهاب الزهري أحد التابعين, قال: كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة, ونعشُ العلم بقاءُ الدِّين والدنيا, وذهاب العلم ذهابُهما جميعا. فهذه الكلمة هي أصل ما ينبغي أن يجعله الإنسانُ في نفسه في هذا المطلب الذي يُحيط بنا, فإن عنايتنا بالعلم يَحصُل بها حفظ دين الناس وحفظ دنياهم, وذهابُ ذلك فيه ذهاب الدين وذهابُ الدنيا؛ فالقائم بهذه الوظيفة قائمٌ بالجهاد, بل بأعظم الجهاد, فقد ذكر ابن القيم - - في مفتاح دار السعادة كغيره: أن الجهاد نوعان: أحدهما: جهادُ الحجةِ والبيان. الثاني: جهادُ السيف والسنان. ثم قال: والأول أشرفُ وأعظم, لأن القائم به قليل, والمساعد عليه أقل. يعني أن القائم بوظيفة الحجة والبيان في هداية الخلق قليل, والمساعد الذي يتحسُك ويعضُدك وينصُرك ويقويك قليل, واعتبر هذا في ما يجتنبك من قواطعَ تصرفك عن هذا المطلب, فربما جاء الطالبُ من بلادٍ بعيدة وبين ناظريه العلم, فما هي إلا هُنيهة حتى ينصرف قلبه عن هذا الوارد العظيم الذي جاء لأجله, ويتلهى بأمورٍ لا تجدي عليه شيئاً يُقضي بها أيامه في سنواته الأربع ثم يرجعُ إلى قومه خالياً الوفاض؛ وآخرُ يكون شعلةً يَعلمُ أن مقصوده من إتيانه إلى هذه البلاد هو طلب ما فيها من العلم, فيكون أصدق وصفٍ عليه ما ذُكر في ترجمة أبي طاهرٍ السِّلفي وغيره: أنه لما دخل بغداد مر على محدثيها فكان كالشعلة النار, يعني من شدة نشاطره كالشعلة التي تشتعل ثم تتابع كهذه الصورة التي فيها (المفلس) فيها النار هذه تتابعها كتتابعِ حاله - -؛ فلما كان هذا مرادهم كانت أحوالهم كذلك. حتى قال شُعبة بما رواه ابن السَمعانيَّ في أدب الإملاء والإستملاء: ما رأيت رجلاً يركض إلا قلت: مجنون أو صاحبُ حديث. أي إما رجلٌ لا عقل له أم رجلٌ شديد العقل يعلمُ أن له مطلوباً عظيماً ينبغي أن يُنفق وقته فيه. ومن بدائع كلمات ابن عطاء قوله: من لم تكن له بدايةٌ مُحرقة, لم تكن له مشرقة. فالمرء إذا لم يأخذ نفسه بالعزم ويجتهد في تحصيل مطلوبه الذي يرفعه إلى المقامات العالية في الدنيا والآخرة فإنه لا تشرق شمسه؛ وأنتم لم تأتوا هنا إلا لمقصودٍ عظيم وهو طلب العلم. فينبغي أن تتواصوا بينكم في الحرص على العلم أن يحثُ بعضُكم بعضا, والله –- في صفاته الآمنين من الخُسر في سورة العصر: وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ [العصر/3], يعني أوصى بعضهم بعضاً بما يلزمهم. ومن أعظم ما يَلزمكم العلم الذي تنفعون به أقوامكم. ومن لطائفِ الأخبار في هذه الدار وهو المدينة النبوية: أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب -- وفد إليها, فتلقى العلم عن جماعة من العلماء من الحنابلة وغيرهم, فكان فيها رجلٌ حنبليٌّ يقال له: عبدالله بن إبراهيم بن سيف. أصله من أهل نجد ثم استقر في المدينة, فأخذه شيخه مرةً وقال له: تعال أُريك سلاحاً أعدتُه لأجل نجد. فأخذه معه إلى بيته ففتح له باب غرفةٍ فيها كتبٌ كثيرة فقال: هذه اعتدته لأهل نجد. يعني تحصيل هذه الكتب وتحصيل العلم الذي ينفعنكم. فينبغي أن تجتهدوا في تحصيل هذا المطلب, وأن تعلموا أن بلادكم خاصة وبلاد المسلمين عامة تفتقرُ إلى العلم الشرعي الذي يَعرف به الناس دينهم, ولن تكون في قلوب الناس وغيرهم , ولا حميةٌ لدينهم إلا مع الإيمان الذي يُورثه العلم, أما بدون إيمان ولا علم فلا تنفع الأحساب ولا الأنساب والشعارات الإقليمية والوطنية فإنها تزول لأنها سرابٌ خداع, وإنما يبقى صدقُ الإيمان ولما امتلأت قلوب أصحاب النبي بالإيمان لم يلتفتوا إلى شيءٍ من الدنيا, وانقلبت عندهم غُصص الآلام إلى حلاواتٍ تمتد بها قلوبهم, فباعوا نفوسهم لأجل الله- سبحانه و-. ينبغي أن يجتهد كلُ واحدٍ منها ممن يَسمعُ هذا الكلام في تحصيل ما يقربهم إلى الله-- من العلم, وما يتخذه عدةً يهدي بها الناس, وأن يُقطع الأيام والليالي بكتابه, وأن يعلم أنه ميراث النبوة؛ فالنبي لم يترك ديناراً ولا درهماً, وإنما ورث العلم, فمن أخذه أخذ بحظٍ وافر, فهذا ميراث النبي r, وقد قال أبو هريرة مرةً لأهل السوق: يا أهل السوق, إن ميراث محمدٍ r يُقسم بالمسجد, فأصيبوا حظكم منه. فخرجوا إلى المسجد, فلما جاؤا إلى المسجد لم يجدوا ما كانوا يُؤملُونهُ من الآنية والمتاع والأثاث الذي يباع ليشتروه, فرجعوا إلى أبي هريرة فقالوا: ما عهدناك رحمك الله كَذَّابا. فقال: أم وجدتم في المسجد أقواماً يأتون حلقاً حِلقاً يقرؤون القرآن ويتفقهون في العلم. فقالوا: بلى. فقال: فذلك ميراث النبي , فخذوا حَظكم منه. فخذوا أيها الأخوان حظكم من العلم, واجتهدوا واصبروا وصابروا, واعلموا أن الله-سبحانه و- لا يُضيعُ عمل المحسنين, وأن من اخذ بنفسه بالجد والاجتهاد, فإن الله -- يوفقه, وأنه لا يحتاج في ذلك حسبٍ ولا نسبٍ ولا لونٍ ولا إلى غير ذلك, بل إن الله -سبحانه و- يُخرج في هذه الأمة ويرفع من صدق في طِلابِ الحق, ولو كان الناسُ لا يأبهون بجنسه أو أصله أو نسبه أو لونه, لكنه صدق الله وصَدقه. ولما جاء هشام بن عبدالملك مع ابنيه إلى عطاءِ بن أبي رباح, يريد أن يسأله, رده عطاءُ بن أبي رباح؛ لأن الناس قبلَه يسألون, فلما انصرف هشام قال لأبنائه: يا بنيَّ اطلبوا العلم, فما رأيتنا في مقامٍ أذل منا في هذا المقام. لأن حتى المَلِك يحتاج إليه, فالذي يصدق مع الله -سبحانه و- يصدق الله -سبحانه و- معه. نسأل الله -سبحانه و- أن يرزقنا جميعاً عِلماً نافعاً وعملاً صالحاً, وأن يُلهمنا رشدنا وأن يقينا شر أنفسنا, وأن يُقرّ أعيننا بنصرة الإسلام والمسلمين, وأن يهدي ضال المسلمين, وأن يوفق حكامهم جميعاً للعمل بشريعة الله -- والإتباع لنبي . والحمد لله ربِّ العالمين.
__________________
تنبيهات مهمة لطالب العلم الشيخ صالح العصيمي http://safeshare.tv/w/XJdaxLbdXo [ صوتي ] انصح باستماع المادة |
#2
|
|||
|
|||
باركَ الله فيكما .
اقتباس:
__________________
"وَلَيْسَ لِقِدَمِ الْعَهْدِ يُفَضَّلُ الْفَائِلُ وَلَا لِحِدْثَانِهِ يُهْتَضَمُ الْمُصِيبُ وَلَكِنْ يُعْطَى كُلٌّ مَا يَسْتَحِقُّ" |
#3
|
|||
|
|||
بارك الله فيك أستاذي الأديب .
نسيت أن أقول التحميل الذي في الأعلى هو للمقطع الصوتي .
__________________
تنبيهات مهمة لطالب العلم الشيخ صالح العصيمي http://safeshare.tv/w/XJdaxLbdXo [ صوتي ] انصح باستماع المادة |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
الأحاديث المشابهة | ||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
بشرى لطلاب العلم : دروس المسجد النبوي - الشيخ صالح بن عبد الله العصيمي | متبع | حلقة العلوم الشرعية | 3 | 12-02-2012 08:34 AM |
حكم ترتيل قراءة المتون - الشيخ صالح العصيمي - حفظه الله تعالى - | متبع | حلقة العلوم الشرعية | 2 | 06-02-2012 12:05 AM |
ما ينبغي للمبتدئ في الطلب مذهبان اثنان - الشبخ صالح العصيمي - حفظه الله تعالى - | متبع | حلقة العلوم الشرعية | 0 | 04-02-2012 01:39 PM |
التقوى أساس صلاح طالب العلم - نصيحة من الشيخ صالح السحيمي | أم محمد | حلقة العلوم الشرعية | 4 | 28-12-2011 09:23 AM |