|
#1
|
|||
|
|||
وصية شيخ لابنه
على لسان شيخ أمضى عمره في طلب العلم وجمع الكتب:
1 أبنيّ إن أباك أفنى مالَه . قِدما شراءُ العسجد المسبوكِ 2 أشتاتُ أسفار تباعد شملُها . فنظمتُها كالجوهر المسلوكِ 3 يا ليت شعري والحوادث جمة . والدهر يبْدل محكَما بركيكِ 4 أتُراك تقرأ بعضَ ما جمّعتُه . أم تكتفي بمقاطع "التكتوكِ" 5 هبلتك أمك إن رضيتَ بمثلها . تشييع كل مضلَل مأفوكِ 6 مِن ذي لسان يستخفّك هالك . أو ذاتِ حسن تطّبيك هلوكِ 7 من لم يصُن عنهم خواطرَ فكره . صدعوا صفاة يقينه بشكوكِ 8 إن الملاحم قد أظلّ زمانها . فانظر إلى داني الحدوث وشيكِ 9 فالفجر لاح من المشارق ضوؤه . والغرب مالت شمسه لدلوكِ |
#2
|
|||
|
|||
2 كاللؤلؤ المسلوك: المنظوم بالسلك، وهو الخيط الذي يجمع حبات العقد.
5 التشييع: هنا: المتابعة، ومنه تشييع الجنازة: اتباعها، وشيعة الرجل: أتباعه وأنصاره. 6 الهلوك: الساقطة. 7 من لم يذدهم عن مسارح فكره: كما يذاد البعير الأجرب عن مسارح الإبل الصحاح. 8 أظلّ: دنا واقترب، وأحسبه من قولهم أظل العقاب فريسته إذا دنا منها ليأخذها فوقع عليها ظله، ومنه قول الحماسي: ورنقت المنية فهي ظل على الأعداء دانية الجناح |
#3
|
|||
|
|||
هذا جواب صديقنا مولود الكتبي على نفس البحر والروي:
1 إنّا لفي زمن الغَبَا و النُّوك إذ صار يعلو فيه كلّ ركيكِ 2 فأعزُّ من بَيض الأَنوق كرامُهم و يُكال أهل اللّؤم بالمكّوك 3 من كل مومسةٍ تُدِلّ بقدها و تُري مقابحها على التكتوك 4 وغريرِ قومٍ في الشريعةِ واغلٍ يُفتي بغير المنهج المسلوك 5 أو ملحدٍ في زعمه متنوّرٍ يهذي بفكرِ مضلّلٍ مأفوك 6 وتراه للدّين القويم مموّها بمزاعمٍ و عضائهٍ وشكوكِ 7 ويدسّ في العسل المصفّى سمَّه ليمرّر الشبهات غير أفيكِ 8 هانت على الأعداء أمّةُ أحمدٍ و عَنتْ لكلّ مغامرٍ صعلوك 9 و تصرّفوا في أهلها و ملوكها كتصرّف الأسياد بالمملوك 10 فكم استباحوا من قبيلٍ آمنٍ و كم استحلّوا من دمٍ مسفوك 11 واستحوذوا ظلمًا على ثرواتهم فالناس بين مُضيَّعٍ و ضريكِ 12 سقيا لأيام الجدود فقد بنوا مُلكا زها بصوالج و أريك 13 ومعارفا بثوا سناها في الورى فمضى بليل الغفلة الحلكوك 14 ما قارعوا الأبطال إلا وانثنوا بصفوف أسرى أو رؤوس ملوك 15 و لربّما قامت مقامَ جيوشهم فرسانُ لفظٍ في ظهورِ أَلوك 16 ونهى عداهم عن تجشّمِ حربهم ما عاينوا في وقعة اليرموكِ 17 لكنّ من عرف المعالِيَ قومُه لم يُلفَ دون فَعالِهم بِبَروكِ |
#4
|
|||
|
|||
قد عدّل صاحبنا في قصيدته وزاد أبياتا كثيرة، اخترت منها هذه:
16 ونهى عداهم عن تجشم حربهم وقعاتهم مذ خيبر وتبوك 17 ونزال معتصم بعمورية للروم بله وقيعة اليرموك 18 يا أمة سطعت أشعّة شمسها ما بين أندلس إلى بنكوك 19 والخَلق في الآفاق كالأنعام من جهلٍ عليهم كالظلام بَروك 20 الغرب يسعى في فنائكِ دائبا بمكايد الإضعاف و التفكيك 21 و إذا صغا الغربي نحوك ضاحكًا فلِخُطّةٍ من كيده تُبكيكِ 22 وأشدّ من كيد العدوّ مرارةً جرعات سمّ من عقوق بنيك 23 فرِدي المعامع وانفضي سِنة الكرى وخذي طريقا في الورى يعليك 24 وتقيّلي شيم الجدود فروحهم تسري إليك وذكرهم يحدوكِ |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
الأحاديث المشابهة | ||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
وصية الجاحظ لك يا طالب البيان ! | أبو العباس | حلقة الأدب والأخبار | 17 | 09-02-2017 06:41 PM |
طلب : نسخة صوتية من المعلقات .. | رابعة العدوية | المكتبة الصوتية | 3 | 13-01-2015 09:54 PM |
وصية أبي تمام للبحتري | عائشة | حلقة الأدب والأخبار | 3 | 04-06-2013 12:48 AM |
وصية الشيخ محمد مختار الشنقيطي | الفاضل محمد | مُضطجَع أهل اللغة | 1 | 08-09-2011 07:18 PM |