فارس المشرق يتعقب فيلسوف المغرب

[المعقل العراقي]

ومما رأيته قبل فترة هذه الصفحة التي كتبها مدير تحرير مجلة المنتدى فضيلة الأستاذ الشيخ سعيد الشيباني،وظهرت –فيما يبدو- على صفحات المجلة
العدد 66 – ربيع الأول 1422 هجرية – يونيو 2001 م
كتب يقول:

لقاء الكبار في حوار الأفكار

فارس المشرق يتعقب فيلسوف المغرب

فجأة ، ارتأى البروفيسور سالم بن عبد الجبار آل عبد الرحمن إيقاف نشر حلقات مشروعه العلمي الرائد طوق العولمة ، الذي نشرت "المنتدى" حتى العدد الماضي خمس حلقات منه ، والذي لا زال قيد الانجاز ،ولا زال البروفيسور يستوفي أجزاءه ، ويستكمل بناءه.

فقد قرر البروفيسور التوجه باهتمامه وفكره وقلمه ،تلقاء المغرب العربي ، حيث ظهر هناك منذ بعض الوقت نتاج فكري جديد ،اسمه نقد العقل العربي ، يقع في نحو 1500 صفحة ، أمضى صاحبه في إنشائه ،ولملة أجزائه ، نحواً من ربع قرن ! وصاحبه هو فيلسوف المغرب العربي المعاصر ، البروفيسور محمد عابد الجابري.

ويأتي توجه فارس المشرق " آل عبد الرحمن " تلقاء فيلسوف المغرب " محمد الجابري " ، استجابة لرغبات متتالية وملحة ، من قبل العديد من الأكاديميين وطلاب العلم ،الذين رغبوا إلى البروفيسور " آل عبد الرحمن " الرد المنهجي ، والتعقيب العلمي ، لما تضمنته موسوعة الجابري ، من تجاوزات فكرية وعلمية ، وتنكبات تاريخية ،مثلت إساءة لرموز الإسلام ،وتاريخ المسلمين .

وكان في مقدمة من رغبوا إلى البروفيسور سالم بذلك ، أولئك الذين اطلعوا على مؤلفه النفيس النظر بالاعتقاد في الرد على الرواد ،الذي يقع في أربعة أجزاء ، والذي يراغم فيه العديد من أطاريح رواد المنظومات والمدارس والحركات الفكرية ،منذ نهاية الثلث الثاني من القرن التاسع عشر ، وحتى نهاية القرن العشرين.

وكان البروفيسور سالم قد شرع منذ بعض الوقت ،في إنشاء مؤلف يرد به على "الجابري" أسماه نقد نقد العقل العربي ، ولما يكتمل العمل فيه بعد ، وبعد إلحاح الملحين عليه في الرد ،ارتأى نشر " ملخصات " من الفصل الأول منه ، عبر مجلة " المنتدى " ، تكون إيماء لما وراءها ، ريثما يتم العمل بما بقي من المؤلف إن شاء الله.

و" المنتدى" في إطار اهتمامها بالعطاء الفكري ، والثراء المعرفي ، والتقويم المنهجي ،تبادر إلى نشر ما ارتأى البروفيسور نشره ،اعتبارا من هذا العدد ، وتدعو القارئ الكريم إلى تتبع هذا العطاء المحلّق ،الذي يأتي في إطار لقاء الكبار ، في حوار الأفكار.