( قالوا وقلت ) في الشعر

[عائشة]

أدام الله نفعكَ، وشكَر إفادتكَ.
ولا يخفى على أمثالِكم أنَّ كلَّ زحافٍ مزدوجٍ فهو قبيحٌ.
واللهُ أعلمُ بما قال ابنُ بِيض.

[محمد بن إبراهيم]

جزاك اللهُ خيرًا من معلِّمَةٍ ومذَكِّرَة.


وقال الحُطَيْئَةُ، واسمُهُ جَرْوَلُ بنُ أوْسٍ:

قالَتْ أُمامَةُ لا تجْزَعْ فقلتُ لهَا إنَّ العزاءَ وإنَّ الصبرَ قدْ غلِبَا
هلَّا التمَسْتِ لنَا إنْ كنْتِ صادِقَةً مالًا نعيشُ بهِ في الخُرْجِ أوْ نَشَبَا

[شرح ديوانه لابن السكيت والسكري والسجستاني، ص: 127]

وقوله هذا من قصيدته المشهورة التي يقول فيها:
قوْمٌ هُمُ الأنْفُ والأذْنَابُ غَيْرُهُمُ وَمَن يسَوِّي بأَنْفِ النَّاقَةِ الذَّنَبَا

[محمد بن إبراهيم]

وقال الحماسِيّ:

ألا قالَتِ العصماءُ يومَ لقيتُهَا أراكَ حديثًا ناعِمَ البالِ أفْرَعَا
فقلتُ لهَا لا تنكرينِي فقلَّ ما يسودُ الفتَى حتَّى يشيبَ ويصْلَعَا
ولَلْقارِحُ اليَعْبُوبُ خيْرٌ عُلالَةً منَ الجَذَعِ المُرْخِي وأبعَدُ منْزَعَا

وفي معنى البيت الثاني قول الآخر:
وإنِّي لمِنْ قومٍ تشِيبُ سَراتُهُمْ كذَاكِ وفيهِمْ نائِلٌ وفَعَالُ
وقوله: (أراك حديثا ناعم البال ...) وقع مثله في شعر متمم بن نويرة كما أشار الشيخ عبد السلام هارون في تعليقه على هذا الموضع من شرح المرزوقي.
قال متمِّمٌ يرثِي أخاه مالكًا:

تَقُولُ ابْنَةُ العَمْرِيِّ مالَك بَعْدَما أَرَاكَ حَدِيثًا نَاعِمَ البَالِ أَفْرَعَا
فَقُلْتُ لَها طُولُ الأَسَي إِذْ سَأَلْتِنِي ولَوْعَةُ حُزْنٍ تَتْرُكُ الوَجْهَ أَسْفَعَا
وفَقْدُ بَنِي أُمٍّ تَدَاعَوْا فَلَمْ أَكُنْ خِلاَفَهُمُ أَنْ أَسْتَكِينَ وأَضْرَعَا

[المفضليات، ص: 268]

وهو كما ترى من باب (قال وقلت) أيضا، ولمتمم أيضا في أخيه، وهو على شرط الحديث:

لَقدْ لامَنِي عندَ القُبُورِ على البُكا رَفِيقِي لِتَذْرافِ الدُّمُوعِ السَّوافِكِ
فقالَ أَتَبْكِي كُلَّ قَبْرٍ رَأَيْتَهُ لِقَبْرٍ ثَوَى بَيْنَ اللِّوَى والدَّكادِكِ
فقلْتُ لهُ إنَّ الأَسَى يَبْعَثُ الأَسَى ذَرُونِي فهذا كُلُّهُ قَبْرُ مالِكِ

[الحماسة البصرية، 2/ 625]

[محمد بن إبراهيم]

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل محمد بن إبراهيم

قال متمِّمٌ يرثِي أخاه مالكًا:

تَقُولُ ابْنَةُ العَمْرِيِّ مالَك بَعْدَما أَرَاكَ حَدِيثًا نَاعِمَ البَالِ أَفْرَعَا
فَقُلْتُ لَها طُولُ الأَسَي إِذْ سَأَلْتِنِي ولَوْعَةُ حُزْنٍ تَتْرُكُ الوَجْهَ أَسْفَعَا
وفَقْدُ بَنِي أُمٍّ تَدَاعَوْا فَلَمْ أَكُنْ خِلاَفَهُمُ أَنْ أَسْتَكِينَ وأَضْرَعَا

[المفضليات، ص: 268]

وقال عامِرُ بنُ الطفَيْلِ:

تقولُ ابنَةُ العَمْرِيِّ مالكَ بعدَمَا أراكَ صحِيحًا كالسَّليمِ المعذَّبِ
فقلتُ لهَا هَمِّي الذِي تَعرِفينَهُ منَ الثَّأْرِ فِي حيَّيْ زُبَيدٍ وأَرْحَبِ

[زهر الآداب، 1/ 85]

وبعدهما قوله:
إنَ اغزُ زُبَيدًا أَغْزُ قوْمًا أعِزَّةً ومرْكَبُهُمْ فِي الحَيِّ خيْرُ مركَّبِ
وضبطه محقق الزهر(إن أَغْزُ)، والتصحيح من الكامل للمبرد بتحقيق الدكتور الدالي-حفظه الله-، وفيه (مركَّبُهُمْ) بطرح الواو. [الكامل، 1/ 212]

[محمد بن إبراهيم]

وقال الأحْوَصُ الأنصاريّ:

قالتْ وقلْتُ تَحَرَّجِي وصِلِي حَبْلَ امْرِئٍ بوصالِكُمْ صَبِّ
وَاصِلْ إذن بَعْلِي فقُلْتُ لها الغَدْرُ شيْءٌ ليسَ مِنْ ضَرْبِي
ثِنْتَانِ لا أدْنُو لِوَصْلِهما عِرْسُ الخَليلِ وجارَةُ الجَنْبِ
أمّا الخليلُ فلسْتُ فاجعَهُ والجارُ أوصانِي بِهِ رَبِّي

[شعر الأحوص، ص: 101، 102، ط: الخانجي]
وقولها: (واصل) هو مقول (قالت) في البيت الأول، والمعنى قالت لي: واصل بعلي إذ قلت لها: تحرجي وصلي حبلَ امرئ، ويروى: (توقفي وصِلِي).

[محمد بن إبراهيم]

وقال ابن المعتز:

وقالُوا لِمْ بكيْتَ دمًا ودمعًا وقَدْ لاقيْتَ بعْدَ العُسْرِ يُسْرَا
فقلْتُ لِفرْحَتِي بِرضَاهُ عَنِّي بكيْتُ عليْهِ ياقُوتًا ودُرَّا

[ديوانه، ص: 250، ط: صادر]

[محمد بن إبراهيم]

وقال جرير:

إنَّ الفؤادَ معَ الظُّعْنِ الَّتِي بكرَتْ من ذِي طُلوحٍ وحالَت دُّونَهَا البُصَرُ
قالُوا لعلَّكَ محْزُونٌ فقلْتُ لهُمْ خلُّوا الملامَةَ لا شكْوَى ولا عِذَرُ

[ديوانه بشرح محمد بن حبيبَ، 1/ 150]

[محمد بن إبراهيم]

وقال عروَة بنُ أذيْنَةُ:

قالَتْ وأبثَثْتُهَا سِرِّي فَبُحْتُ بِهِ قَدْ كنْتَ عِنْدِي تحِبُّ الستْرَ فاستتَرِ
ألسْتَ تبصِرُ مَنْ حوْلِي فقلْتُ لهَا غطَّى هوَاكِ ومَا ألقَى علَى بصَرِي

[زهر الآداب، 1/ 167]

[محمد بن إبراهيم]

وقال بشارُ بنُ بُرْدٍ:

يا قوْمِ أذْنِي لبعْضِ الحَيِّ عاشِقَةٌ والأذْنُ تعشَقُ قبْلَ العينِ أحيانَا
قالُوا بمَن لَّا ترَى تهذِي فقلْتُ لهُمْ الأذْنُ كالعَيْنِ توفِي القلْبَ مَا كانَا

وقالَ أيضًا في هذا المعنى:

قالَتْ عُقَيْلُ بْنُ كعْبٍ إذْ تعلَّقَهَا قلْبِي فأضْحَى بِهِ من حبِّهَا أثَرُ
أنَّى ولمْ ترَهَا تهْذِي فقلْتُ لهُمْ إنَّ الفؤادَ يرَى مَا لا يرَى البصَرُ

[زهر الآداب، 1/ 152]
و(عقيل بن كعب) ضبطها محقق الزهر بفتح العين، والصواب بالضم نسبة إلى القبيلة التي ينتسب إليها بشار بالولاء.

[محمد بن إبراهيم]

ومن شواهد النحويين واللغويين قول شمَيْرِ بنِ الحارثِ الضبِّيِّ-وينسَبُ لغيرِه-:

أتوْا نارِي فقلْتُ مَنُونَ قَالُوا سَرَاةُ الجِنِّ قلْتُ عِمُوا ظَلامَا
فقلْتُ إلى الطَّعامِ فقَالَ منْهُمْ زعِيمٌ نحْسُدُ الإنْسَ الطَّعَامَا

ويروى على قافية الحاءِ بلفظ (عموا صباحا)، وقد أنكرها الزجاجي، وقال: إن الناس يغلطون في روايته بدليل أن القافية ميمية، وتعقبه ابن السِّيد في شرح أبيات الجمل قائلا: لقد صدق فيما حكاه، ولكنه أخطأ في تخطئة رواية من روى: (عموا صباحا) لأن هذا الشعر الذي أنكره وقع في كتاب (خبر سد مأرب)، ونسبه إلى جِذْع بن سِنان الغسّاني في حكايةٍ طويلةٍ، زعم أنها جرت له مع الجن. وكلا الشعرين أكذوبة من أكاذيب العرب لم تقع قط. اهـ
ومطلع قصيدة الغسّانيّ :

أتَوْا نارِي فقلْتُ منُونَ أنْتُمْ فقالُوا الجِنُّ قلْتُ عِمُوا صبَاحَا
نزلْتُ بشِعْبِ وادِي الجِنِّ لمَّا رأيْتُ اللَّيْلَ قَدْ نشَرَ الجَنَاحَا

[خزانة الأدب للبغدادي، 6/ 167 ]

[محمد بن إبراهيم]

ولأبي الحسين أحمدَ بنِ فارسٍ اللغويّ:

وَقَالُوا كَيفَ حالُكَ قلْتُ خيْرٌ تقَضَّى حَاجَة وَّتفوتُ حَاجُ
إِذَا ازْدحمَتْ همومُ الصَّدْر قُلْنَا عَسى يَوْما يَّكونُ لَهَا انفراجُ

[يتيمة الدهر للثعالبي، 3/ 469]

[محمد بن إبراهيم]

وقال بشّارُ بنُ بُرْدٍ:

وقائلَةٍ ما لِي رأيتُكَ خاشعًا وقدْ كنْتَ ممَّا أنْ تلَذَّ وتطرَبَا
فقلْتُ لهَا مشَّى الهوَى فِي مفاصِلِي ورامِي فتاةٍ ليتَهُ كانَ أصوَبَا

[ديوانه، 1/ 237، ط: وزارة الثقافة بالجزائر]

وقال أيضًا:

قالَتْ تركتَ الصِّبَا فقلْتُ لهَا لا بَلْ تجالَلْتُ والصِّبَا لعِبُ

[السابق، 1/ 264]

وله:

وقائلةٍ حينَ استُحِقَّ رحيلُنَا وأجفانُ عينيْها تجودُ وتسْكُبُ
أغادٍ إلى حَرَّانَ في غيرِ شيعةٍ وذلِكَ شأوٌ عَنْ هوَانَا مغَرِّبُ
فقلْتُ لَهَا كلفْتِنِي طلبَ النَّدَى وليسَ وراءَ ابنِ الخليفةِ مطْلَبُ

[السابق، 1/ 314]
ورواية الأغاني: (وقائلة لي حين جدّ رحيلنا)، قال الشيخ ابن عاشور--: ولا يبعد أن يكون ما في الديوان تحريفا، وأن صوابه: (استخفت رحالنا)، أي: حمِلت على الرواحل.

وقال بشارٌ أيضًا:

أرسلَتْ خُلَّتِي مِنَ الدَّمْعِ غَرْبَا ثمَّ قالَتْ صبوْتَ بَلْ كنْتَ صَبَّا
قلْتُ كلَّا بَلْ صفَا لكِ حَتَّى زادَكِ اللهُ يا عُبَيْدَةُ حُبَّا
ما تعرَّضْتُ للكوانسِ في السِّتْرِ ولا العارضاتِ سِرْبًا فسِرْبَا
[السابق، 1/ 392]

وقال أيضًا:

قالَتْ فطَيْمَةُ صُمْ فينَا فقلْتُ لهَا إنْ شاء يعقوبُ صُمْنَا يا بْنَةَ الجُودِ

[ديوانه، 3/ 59، ط: لجنة التأليف والترجمة والنشر]
والمعنى-كما يقولُ الشيخُ ابنُ عاشور في شرحِه-: كنْ في شهرِ رمضانَ بيننَا.
بلغنا الله وإياكم شهر رمضان، وجعلنا فيه من السابقين بالخيرات في صحبة الصالحين الأبرار.