|
|
الانضمام | الوصايا | محظورات الملتقى | المذاكرة | مشاركات اليوم | اجعل الحلَقات كافّة محضورة |
|
أدوات الحديث | طرائق الاستماع إلى الحديث |
#1
|
|||
|
|||
موقف المؤمن من الشبهات / لشيخنا ووالدنا ( محمود عطية ) -أطال الله بالخير بقاءه-
موقف المؤمن من الشبهات بقلم: الشيخ محمود عطيّة بن محمد بن علي إنّ من ثوابت الإسلام: وجوب التثبّت من الأخبار. وإنّ أعظمَ أنواع التثبّت: أن يتثبَّتَ المرء من أمر دينه؛ فلا يقبل إلا الحق، ولا يقبل الحق إلا من أهله. وأهل الحق هم العلماء، وليسوا أدعياء العلم. وأهل الحق هم الراسخون في العلم، وليسوا هم أصحاب القلوب المريضة ومَن في قلوبهم زيغ. أهل الحق هم مَن يتبعون المحكم ويردّون المتشابه إلى المحكم؛ فيصبح كلّه محكماً، وليسوا هم مَن يتبعون المشابه وقصدهم في هذا الاتباع الفتنةَ والتأويل. قال : ﴿هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ﴾[آل عمران: 7] قال السعدي -- في «تفسيره»: «يخبر عن عظمته، وكمال قيوميته، أنه هو الذي تفرد بإنزال هذا الكتاب العظيم، الذي لم يوجد- ولن يوجد- له نظير أو مقارب في هدايته، وبلاغته وإعجازه، وإصلاحه للخلق، وأن هذا الكتاب يحتوي على المحكم الواضح المعاني البين، الذي لا يشتبه بغيره، ومنه آيات متشابهات، تحتمل بعض المعاني، ولا يتعين منها واحد من الاحتمالين بمجردها، حتى تضم إلى المحكم. فالذين في قلوبهم مرض وزيغ، وانحراف، لسوء قصدهم، يتبعون المتشابه منه، فيستدلون به على مقالاتهم الباطلة، وآرائهم الزائفة، طلبا للفتنة، وتحريفا لكتابه، وتأويلا له على مشاربهم ومذاهبهم ليضلوا ويضلوا. وأما أهل العلم الراسخون فيه، الذين وصل العلم واليقين إلى أفئدتهم، فأثمر لهم العمل والمعارف- فيعلمون أن القرآن كله من عند الله، وأن كله حق، محكمه ومتشابهه، وأن الحق لا يتناقض ولا يختلف. فلعلمهم أن المحكمات، معناها في غاية الصراحة والبيان، يردون إليها المشتبه، الذي تحصل فيه الحيرة لناقص العلم، وناقص المعرفة. فيردون المتشابه إلى المحكم، فيعود كله محكماً». ثم قال : «ففي هذا دليل على أن هذا من علامة أولي الألباب، وأن اتباع المتشابه، من أوصاف أهل الآراء السقيمة، والعقول الواهية، والقصود السيئة» [«تفسر السعدي» (1/357-358).] فَمِنْ أيّ الصنفينِ أنتم أيها الدعاة؟ أَمِنَ الذين في قلوبهم زيغ؟! أَم من الذين حذّر منهم رسول الله -- بعد أن تلا هذه الآية؟! عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-، قَالَتْ: تَلاَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ﴾؛ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : «فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللهُ فَاحْذَرُوهُمْ» [صحيح لذاته. أخرجه البخاري وأبو دود؛ من طريق زيد بن إبراهيم التستري عن ابن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة؛ مرفوعاً. وأخرجه ابن أبي عاصم في كتاب «السُّنَّة»؛ من طريق حماد بن سلمة به، وإسناده صحيح على شرط مسلم؛ كما قال شيخنا في «ظلال الجنة». وأخرجه -أيضاً- الدارمي في «سننه»؛ من طريق حماد بن سلمة ويزيد بن إبراهيم معاً.] أم تريدون أن تكونوا من الراسخين في العلم الذين شهدوا لربهم -- بالوحدانية الحقة؟! عليكم بالعلم؛ فإنّ قلّة العلم توقعكم في فتنة الشبهات. والعلم: قال الله ، قال رسوله -- . والعلم: ما فهِمَهُ الجيل السابق -جيل الصحابة- رضوان الله عليهم- مِن قول الله -- وقول رسوله -- . ولا يغرّنكم المتعالمون: الذين لا يميزون الغث من السمين! فإنْ شُبّه عليهم الأمر في مسألة نسبوا التناقض فيها لحديث رسول الله --. وإن زادَتْ الشبهة عليهم نسبوا التناقض لكتاب الله --. والنصوص عندهم وراء ظهورهم؛ فإن وافقَتْ فهمهم السقيم يستشهدون بها، وإن خالفت فهمهم ألقوا بها وراء ظهورهم كما يلقون زبالة لا قيمة لها. ولا يغرنكم المتعالمون: الذين يهرفون بما لا يعلمون! ولا تغرنكم كثرة كتبهم؛ فإنها طعنٌ وتحقيرٌ لسلف الأمة وأتباعِهم، وتمجيدٌ لأهل البدع والضلالة. وأحْلِفُ -غير حانث إن شاء الله- أنها كتبٌ بينها وبين العلم مفاوز تنقطع فيها أعناق الإبل. وأحْلِفُ -غير حانث إن شاء الله- أنها كتب تضليل وتجهيل. وَلأنكم -أيها الدعاة- قد أخذتم على عواتقكم دعوة الناس للحق، وتحمّلتم في سبيل ذلك ما تحمّلتم وتتحمّلون؛ فالواجب يحتم عليكم أن تتثبتوا من هذه الكتب قبل أن تمجدوا كاتبها فتشتركوا معه في الإثم. ليتناول كلٌّ منكم كتاباً من كتب هؤلاء الناشئة الأفاكين وليتناوَل مسألة واحدة فقط -مسألة نقلِ النصوص من كتب الأقدمين والمحدَثين والذين جعلوها هدفاً للتشهير والتحقير- ؛ لِتجدوا هؤلاء الأفاكين لا يتقون الله فيما ينقلون؛ فَهم يبترون النصوص؛ لتوافِق إفكَهم وضلالهم، وهم يفعلون هذا وهم مطمئنون؛ لأنّهم يعلَمون جهل المُطَبّلين والمُزمّرين لهم، ويعلمون أنهم لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يتثبّتون. وسيتبيّن لكم -أيها الدعاة- كذب هؤلاء الأفاكين، وكم ظلَموا سلفَ هذه الأمة وأتْباعَهم! فعندها يكون الواجب عليكم تحذير مَن تدعون مِن هذه الكتب وكاتبيها. عليكم باتباع أوامر الشريعة؛ فإن اتباع الهوى يؤدي إلى فتنة الشبهات. وأنتم تعلمون أن اتباع الهوى يجعل صاحبه لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا تبعاً لهواه. عليكم أن يكون قصدكم في هذه الحياة أن يعلو دين الله في الأرض؛ فإنّ فساد القصد يجعلكم تقبلون الشبهات لتصلوا إلى ما تصبون إليه من العلو والرفعة في الحياة الدنيا. عليكم أن تكونوا من أهل البصائر؛ فإن ضعف البصيرة يؤدي إلى فتنة الشبهات، ولن يتحقق لكم أن تكونوا من أهل البصائر إلا بمعرفة ربكم معرفةً يقينية بأسمائه وصفاته، وأن تعرفوا أوامره ونواهيه كما بَلَّغَنا إيّاها رسول الله -- ، وأن تعرفوا معرفة يقينية أنكم إلى ربكم راجعون ليجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته. أيها الأخوة، وأنتم أيها الدعاة! إياكم وفتنة الشبهات؛ فإنها فتنة مآلها الكفر والنفاق -عياذاً بالله - ، وهي فتنة المنافقين وفتنة أهل البدع -على حسب مراتبهم في الابتداع- . هلَكَتْ قلوب هؤلاء الناس؛ لأن أمراض الشبهات والشهوات أنهكتْها، فَسَدَتْ نيّاتهم وإراداتهم لغلبة القصود السيئة عليها. قال : ﴿فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾[البقرة: 10] قلوبهم مريضة.. مليئة بالشكوك.. مليئة بالرياء.. مليئة بالنفاق.. فإياكم أن تكونوا منهم. عليكم أن تتخلصوا من فتنة الشبهات؛ لتكونوا على بينة من دينكم؛ والأمر في ذلك سهل والخَطْب يسير. جَرّدوا الاتباع لرسول الله -- وحكّموه في دقّ الدين وجلّه، وظاهره وباطنه؛ فالهدى يدور على أقواله وأفعاله --، وكلّ ما خرج عنها فهو ضلال. [ مجلة الأصالة ، العدد 29 ، ص20-24 ] كـتـبه لكم على الشبكة ونَسَّقَه : أبو حفص |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
الأحاديث المشابهة | ||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
شرح منظومة مئة المعاني، لشيخنا الفاضل: جلال بن علي السلمي | أبو المقداد | حلقة البلاغة والنقد | 17 | 12-10-2023 06:14 PM |
الشجرة المباركة في قلب المؤمن | أم محمد | حلقة العلوم الشرعية | 0 | 03-11-2010 10:34 AM |
تفسير: " الدنيا سجن المؤمن " | عائشة | حلقة العلوم الشرعية | 6 | 04-12-2009 12:17 PM |