محاولة شعرية في التوحيد

[بصمة فتى]

هذه محاولة شعرية يسيرة في التوحيد، فرغت منها مساء أمس، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأسأل الله أن يحيينا وأن يميتنا على التوحيد والسنة.

يا أيها العبد لا تلجأ إلى أحدٍ 1 غير الإله إذا ما مسّك الضررُ

لا تفزعنّ لمن في الرمس منطرحٌ 2 ما ذاك عن دفع ما أضناك يقتدرُ

كل الذين سوى الرحمن تقصدهمْ 3 في النائبات جميعا مثلنا بشرُ

لا يملكون لنا نفعا ولا ضررا 4 والكل لله رب العرش مفتقرُ

فاقصد هُديت الذي فوق السماء له 5 ملك السماء وهذي الشمس والقمرُ

والأرض ملك له والخلق قاطبةً 6 كيف اللبيب لغير الله ينكسرُ؟!

رب كريم على العرش العظيم استوى 7 حيٌّ قديرٌ له سمعٌ كذا بصرُ

لم يتخذ أبدا زوجا ولا ولدا 8 ولا شريكٌ مع الرحمن معتبرُ

بل واحدٌ أحدٌ فردٌ كذا صمدٌ 9 جاءت لتوحيده الآياتُ والنُّذُرُ

ذاك الإله بحقٍ لا نظير له 10 وما سواه من الأنداد هم هدرُ

لا يستحقون شيئا من تألّهنا 11 ولا الدعاء ولا قربان من نحروا

بل كل ذاك لرب العرش نخلصه 12 منه العطا وله شكران من شكروا

واحذر من الشرك إن الشرك موبقةٌ 13 عظمى وليست لدى الرحمن تغتفرُ

يا ويل من جعل المخلوق آلهةً 14 وبات منه جميع الخير ينتظرُ

قد أوعد الله أهل الشرك قاطبةً 15 يوم التناد لهم مأوىً هي السقرُ

لا فرق بين الذي غير الإله دعا 16 القبرُ والصخرُ هم سيّان والبقرُ

إلا الذين لهم هذا الهدى أبدا 17 ما كان يبلغهم بالعذر نعتذرُ

وانظر إلى محكم التنزيل في سورٍ 18 تنبيك حقا بأن الشرك ذا خطرُ

يا أيها الناس إن الله منفردٌ 19 فنزهوه عن الأنداد واعتبروا

ثم الصلاة على المختار من مضرٍ 20 مع السلام ومن للحق ينتصرُ

[بصمة فتى]

في إثبات صفة الكلام لله سبحانه و:

وكلام رب العالمين حقيقةٌ 1 لا تقبل التعطيل والتأويلا

أثبتْ له صفة الكلام ولا تكنْ 2 عبدا هوى إذ عارض التنزيلا

والله ربي لم يزل متكلما 3 بالصوت لكنْ حاذر التمثيلا

وكلامه صفة له ولقوله 4 صوت يليق بربنا تبجيلا

هذا اعتقاد من اقتفى سُبُل الهدى 5 فاجعل لنفسك ما قفوه سبيلا

[بصمة فتى]

لا تأمنَنّ الشرك ما تحيا ولا تزهد من التوحيد يا مغرورُ
ذاك الخليل على يديه تكسرتْ أصنام قومٍ في البلاء دهورُ
سأل الإله بأن يكون بجانبٍ منها وذاك لأنه مذعورُ
مَن ذاك مِن بعد الخليل بمأمنٍ منها فحاذر من غزاه غرورُ

[العربية لساننا]

جزاك الله خيرا

[بصمة فتى]

وأثبتْ لربّ العرش ما كان ثابتا من النّعت والأسماء واحذر من الهوى
ولا تحسبنّ العقل للنقل حاكما بل النقل متبوعٌ فسُحقا لمن غوى
ولا ترفضنّ النص بالعقل زاعما فلا عقل في عبدٍ أبى الوحي والتوى
فسلّم لما في الوحي تحيا مُكرَّما ومن يأبَ وحي الله ربي فقد هوى

[بصمة فتى]

أحسن هُديتَ إلى الأنام وأظهرنْ حقّ الإله الحقّ ذي السلطانِ
فبيانك التوحيد دوما للورى هو أعظم المعروف والإحسانِ
من يُحرمِ التوحيد يُحرمْ في غدٍ دار الخلود وجنّة الرحمنِ

[بصمة فتى]

لا تعبد الشيخ الدفين بقبرهِ ألأجل ذا بُعث النبيّ المصطفى؟!
ألأجل ذا خُلق الخلائق كلهم حتى تذل لميّتٍ عنك اختفى!
قد مات شيخك يا لبيب بعلّةٍ وأراك تجهد منه تلتمس الشفا؟!
لو كان يملك دفع ضرٍّ لم يكنْ يوما بسُقمٍ أو بسمٍّ أُتلفا
فالجأ إلى رب العباد تضرّعا تلقاه في كشف المضرة مُسعفا

[بصمة فتى]

علّقتَ من ضعف اليقين تميمةً خوفا من الأمراض والأشرارِ
أوَيستطيع الخيط يحمي نفسهُ من حُرقة النيران والأضرارِ؟!
من ليس يحفظ نفسه من عجزهِ قل كيف يحفظكمْ من الأخطارِ؟!
لا يحفظ الإنسان إلا ربّه فاسأله في عَلَنٍ وفي إسرارِ

[بصمة فتى]

ولقد عجبتُ وكيف لا أتعجب حيٌّ يلوذ بميّت يتوسلُ!
نسيَ الذي خلق الخلائق كلها ومضى إلى المخلوق يدعو يسأل!
فغدا له ربا مجيبا قادرا ذاك الذي تحت الثرى متحَللُ!!
عجبا لقوم يشركون بربهم وهو الغني المنعم المتفضلُ
وهو الذي قد قال قولا محكما ادعوا أجيب فلستُ عنكم أغفلُ
من يسأل المخلوق عند ملمة ذاك السفيه عن البهائم أجهلُ
والعز للإنسان في توحيده والذل في الإشراك هلا تعقلُ
والله يعفو عن جرائم عبده والشرك لا يُمحى لديه ويُقبلُ
والشرك للأعمال طرا محبطٌ كالبول فاعلم للطهارة مبطلُ
فعليك بالتوحيد دين محمدٍ ما كان بالإشراك يرضى المرسَلُ
واحذر هديتَ الشرك واجنب دربه ذو الشرك يوم البعث ذاك الأرذلُ

‏ألم تدرِ أن القبر يحويه ميّتٌ وقد صار من طول الزمان رميما
فكيف إذًا تدعوه في كل كُربةٍ وتنسى عظيما في السماء كريما!
كأنكَ للقرآن ما كنتَ تاليا ولا كنتَ للمعنى العظيم فهيما!
فحاذر هديتَ الرشد أشنع زلةٍ فذو الشرك فاعلم لن ينال نعيما

على نعمة التوحيد يا رب أحمدُ فلستُ سواك الله أدعو وأعبدُ
بفضلك لم أعبد جمادا وميّتا ولم أكُ يوما للبهائم أسجدُ
لقد صنتني عن أعظم الذنب مِنّةً فذو الشرك في دار الشقاء مخلّدُ
فيا رب ثبتني على دين أحمدٍ محالٌ بلا ذا الدين أهنى وأسعدُ

[بصمة فتى]

ما معشر عبدوا القبور وعظّموا إلا وتلقى الفقر فيهم مدقعُ
لما أضاعوا حق من برأ الورى نالوا الذي منه النواظر تدمعُ
هذا مآل من اقتفى غير الهدى والجهل فيهم والخرافة ترتعُ
ونتيجة التوحيد أمنٌ والرضى والرزق والعيش السعيد الممتعُ
والشرك يهدم ما ترى من أنعُمٍ لا ذنب منه لدى المهيمن أشنعُ!!

دون العقيدة لن تنجو من النار أعني عقيدة خير الخلق والآلِ
فاسأل أولي العلم أو فتّش بما زَبَروا عن منهج الحق في قولٍ وأعمالِ
وانظر بسيرة أعلى الناس منزلةً ما كان يصنع في حِلٍّ وترحالِ
من يبتغي الحق في الوحيين مصدره لا في المنامات أو في عقل محتالِ
كم ضل قوم وعن درب الهدى ابتعدوا لمّا بجهلٍ أطاعوا زيف ضُلّالِ
فاعرف ذوي الحق واسلك في مسالكهمْ واحذر سموم الهوى في فكر جهّالِ
واعلم بأنك دون العلم في ظُلَمٍ فاغرف من العلم تحيا طيّب الحالِ