الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله، وعلى آله وصحبِه ومن والاه.
وبعدُ،
فإنّ حاجتَنا إلى الدعاءِ أعظمُ من حاجتِنا إلى الطعامِ والشرابِ، فالدعاءُ-كما في الأثر-هو العبادةُ، والأولى بالمسلمِ أن يتجنبَ اللحنَ في الدعاءِ ما أمكنَه ذلك، وقد بالغَ الأصمعيّ في الحطِّ على من سمِعَه يدعُو، فيقولُ: (يا ذو الجلالِ والإكرامِ!)، فسأله عنِ اسمه، فقالَ: ليْثٌ، فقالَ:
يناجِي ربَّهُ باللحنِ ليْثٌ

لِذَاكَ إذَا دعَاهُ لَا يجِيبُ
وهذا منه-

-مبالغةٌ في الإنكارِ على طالبِ العلم أو العالمِ الذي يلحن في دعائِهِ، ولا يريدُ به أن الله-

-لا يقبلُ دعاءً فيه لحنٌ أو خطأٌ، فكَمْ من داعٍ بغير العربيةِ أصلًا قَدْ أجابَ الله دعاءَه، وكَمْ من داعٍ صادقٍ بلهجتِه العاميةِ التي لا يعرفُ غيرَها ليس بينَ دعائِه وبينَ اللهِ حجاب!
وأما طلابُ العلمِ وأئمةُ المساجد، فحرِيٌّ بهم أن يسلكوا الجادّةَ في مثلِ هذا إسوةً بأفصحِ من نطقَ باللسانِ العربيّ-

-، وليقتديَ بهم غيرُهم ممن يسمعُهم.
والله-سبحانه-الموفّق والهادي لسبلِ الرشاد.