ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية  

العودة   ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية > الحلَقات > حلقة النحو والتصريف وأصولهما
الانضمام الوصايا محظورات الملتقى   المذاكرة مشاركات اليوم اجعل الحلَقات كافّة محضورة

منازعة
 
أدوات الحديث طرائق الاستماع إلى الحديث
  #46  
قديم 15-06-2022, 12:12 AM
محمد بن إبراهيم محمد بن إبراهيم غير شاهد حالياً
حفيظ
 
تاريخ الانضمام: Oct 2009
التخصص : طلب العلم
النوع : ذكر
المشاركات: 2,244
افتراضي

وقال--: وَكَم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَا فَجَآءَهَا بَأۡسُنَا بَيَٰتًا أَوۡ هُمۡ قَآئِلُونَ

ذكرَ أبو حيّانَ--في "الارتشاف" (4/ 1836، 1837) أنّهُ يجوزُ لكَ حذْفُ المضافِ إذَا كانَ الكلامُ مشعرًا بِهِ، فإن لم يكنْ مشعِرًا بِهِ لم يجُزْ حذْفُهُ إلا فِي ضرورةٍ، قالَ: «وإذَا حذِفَ فلَهُ اعتبارانِ:
أحدُهُمَا: وهُوَ الأكثَرُ فِي لسانِ العرَبِ أن تجرَى الأحكامُ علَى لفظِ مَا قامَ مَقامَهُ كقولِهِ--: وَسۡـَٔلِ ‌ٱلۡقَرۡيَةَ ‌ٱلَّتِي ‌كُنَّا فِيهَا يريدُ: (أهلَ القريَةِ)، وأعادَ الضمِيرَ علَى لفْظِ (القَرْيَة).
والآخَرُ: أن تجرَى الأحكامُ علَى المحذوفِ، فيراعَى ما يعودُ عليْهِ، ومنْهُ قوْلُهُ--: ‌أَوۡ ‌كَظُلُمَٰتٍ فِي بَحۡرٍ لُّجِّيٍّ يَغۡشَىٰهُ مَوۡجٌ تقديرُهُ: (أَوْ كذِي ظلماتٍ)، فأعادَ الضميرَ في (يغشاهُ) على المحذوفِ لا ما قامَ مَقامَهُ»

قالَ: «وممّا جاءَ فيهِ مراعاةُ الأمريْنِ قولُهُ--: وَكَم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَا فَجَآءَهَا بَأۡسُنَا بَيَٰتًا أَوۡ هُمۡ قَآئِلُونَ تقديرُهُ: (وكَمْ مِن أهْلِ قريَةٍ)، فأعادَ الضميرَ في (أهلكنَاهَا فجاءَهَا) علَى لفْظِ (قريَةٍ)، وأعادَ الضميرَ فِي (أوْ هُمْ قائلُونَ) علَى (أهْل) المحذوفِ»

وفي "الدر المصون" (5/ 248): «ولا بدّ من حَذْفِ مضافٍ في الكلام لقوله- -: أَوۡ هُمۡ قَآئِلُونَ، فاضْطُرِرْنَا إلى تقدير محذوف، ثم منهم مَنْ قَدَّرَهُ قبل (قرية)، أي: (كمْ مِن أهلِ قريَةٍ)، ومنهم مَنْ قدَّرَهُ قبل (ها) في (أهلكناها)، أي: (أهلكْنَا أهلَهَا)، وهذَا ليس بشيْءٍ لأنّ التقاديرَ إنّما تكونُ لأجلِ الحاجةِ، والحاجَةُ لا تدعُو إلَى تقديرِ هذا المضافِ في هذينِ الموضعينِ المذكورينِ لأنّ إهلاكَ القرية يمكِنُ أن يقعَ عليْهَا نفسِهَا، فإنَّ القرَى تُهْلَكُ بالخَسْف والهدمِ والحريقِ والغَرَقِ ونحوِه، وإنَّما يُحتاج إلى ذلك عندَ قوْلِهِ: فَجَآءَهَا لأجلِ عَوْدِ الضميرِ مِنْ قولِهِ: هُمۡ قَآئِلُونَ عليْهِ، فيُقَدَّرُ: (وكم مِن قريَةٍ أهلكنَاهَا فجاءَ أهلَها بأسُنا). قال الزمخشري: «فإن قلتَ: هل تُقَدِّرُ المضافَ الذي هو (الأهل) قبل (قرية) أو قبل الضمير في (أهلكنَاهَا)؟ قلتُ: إنَّما يُقَدَّرُ المضافُ للحاجةِ ولا حاجةَ، فإنَّ القرية تَهْلِكُ كما يَهْلِك أهلُهَا، وإنَّما قدَّرناهُ قبل الضميرِ في (فجاءها) لقوله: أَوۡ هُمۡ قَآئِلُونَ»

وقالَ السمينُ بعدَهَا (5/ 249): «واعلمْ أنَّهُ إذا حُذِفَ مضافٌ، وأقيمَ المضافُ إليهِ مُقامَه، جاز لك اعتبارانِ، أحدُهما: الالتفاتُ إلى ذلك المحذوفِ، والثاني-وهو الأكثر-: عدمُ الالتفاتِ إليْهِ، وقد جُمِعَ الأمرانِ ههُنَا، فإنَّهُ لم يُراعِ المحذوفَ في قولهِ: أَهۡلَكۡنَٰهَا فَجَآءَهَا، وراعاهُ في قوله: أَوۡ هُمۡ قَآئِلُونَ، هذَا إذَا قدَّرْنَا الحذْفَ قبلَ (قريَةٍ) ، أمَّا إذَا قدَّرْنَا الحذْفَ قبل ضميرِ (فجاءَهَا)، فإنَّهُ لم يُراعِ إلا المحذوفَ فقط، وهو غيرُ الأكثَرِ»

قلتُ: فعلَى قوْلِ الزمخشَرِيّ في تقديرِ المحذوفِ قبلَ (فجاءَهَا) لا تكون الآيةُ جمعَتْ بين الأمريْنِ اللذينِ ذكرَهُمَا أبو حيّانَ، وإنَّمَا يكونُ فيهَا مراعاةُ المحذوفِ لا غيْرُ، علَى أنَّ الزمخشرِيّ ذكرَ فِي "المفصّل" أنّ الآيةَ ممّا جاءَ للثابِتِ والمحذوفِ جميعًا، قالَ شارحُهُ ابنُ يعيشَ (2/ 195، 196): «وأمَّا قوْلُهُ--: وَكَم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَا فَجَآءَهَا بَأۡسُنَا بَيَٰتًا أَوۡ هُمۡ قَآئِلُونَ ، فالمرادُ: (وكَمْ مِن أهلِ قريَةٍ)، ثُمَّ حُذِفَ المضافُ، وعادَ الضميرُ علَى الأمرَيْنَ، فأُنِّثَ في قولِهِ: فَجَآءَهَا بَأۡسُنَا نظرًا إلَى التأنِيثِ فِي اللفْظِ، وهُوَ (القريَةُ)، وذُكِّرَ في قوْلِهِ: أَوۡ هُمۡ قَآئِلُونَ مُلاحَظةً للمحذوفِ» انتهى.
منازعة مع اقتباس
  #47  
قديم 17-06-2022, 05:59 AM
محمد بن إبراهيم محمد بن إبراهيم غير شاهد حالياً
حفيظ
 
تاريخ الانضمام: Oct 2009
التخصص : طلب العلم
النوع : ذكر
المشاركات: 2,244
افتراضي

هذَا، والآيَةُ منَ الشواهِدِ المتداوَلَةِ بينَ أكثر مِنْ بابٍ نحوِيٍّ كالإضافةِ والحالِ والعطْفِ وغيرِهِن.
منازعة مع اقتباس
  #48  
قديم 17-06-2022, 06:46 AM
محمد بن إبراهيم محمد بن إبراهيم غير شاهد حالياً
حفيظ
 
تاريخ الانضمام: Oct 2009
التخصص : طلب العلم
النوع : ذكر
المشاركات: 2,244
افتراضي

وقالَ الأعشَى ميمونٌ:
ومرَّ دَهْرٌ على وَبَارِ … فَهَلَكَتْ جَهْرَةً وبارُ

سبقَ ذِكْرُ هذَا البيْتِ فِي حديثِ "بيْتٌ واحدٌ يجمَعُ لغتَيْنِ" للأستاذَةِ عائِشَةَ-وفقها الله-، واللُّغَتانِ المذكورَتانِ همَا فِي (وبار)، حيْثُ جاءَ الأولُ علَى لغَةِ من يبنِيهِ علَى الكسْرِ، والآخَرُ علَى لُغَةِ من يعرِبُهُ إعرابَ مَا لا ينْصَرِفُ.

وأجازَ فيهِ أبُو حيّانَ وجْهًا آخَرَ، وهُوَ المناسِبُ لحدِيثِنَا، فقالَ: (ويحتمِلُ وجهًا آخرَ منَ الإعرابِ، فلا يكونُ جمعًا بينَ اللغتينِ، بل يكونُ بناه في البيتِ، ويكونُ (وبارُ) فعلًا ماضيًا لأنَّ المعنَى أنَّ الدهرَ أهلَكَ أهلَ وبارِ، ولا يريدُ بذلك المكانَ، وإنَّما المرادُ أهلُهُ، وأعادَ الضميرَ في (هلكتْ) مؤنَّثًا على (وبار) مراعاةً للَفظ (وبارِ)، ثم أعادَ الضميرَ جمعًا على الأهلِ المحذوفِ، أيْ: (وبارَ أهلُهَا)، أيْ: (هلكوا) على جهةِ التأكيدِ مِن حيثُ المعنى، ونظيرُهُ قولُه--: وَكَم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَا فَجَآءَهَا بَأۡسُنَا بَيَٰتًا أَوۡ هُمۡ قَآئِلُونَ، فـ(أهلكناها) نظِيرُ (فهلكتْ)، و(هُمْ) نظِيرُ (وبارُوا).
ويحتمل أن يكونَ الضميرُ في (وبارُ) لا يعودُ علَى محذوفٍ، بل علَى مَا علِمَ مِنْ سابقِ الكلامِ، وهم أهلُ وبارِ، فيكونَ قد أخبرَ بأنَّ البلَدَ هلَكَ بخرابِهِ، وهلَكَ أهلُهُ بموْتِهِمْ وفنائِهِمْ) انتهى من "المقاصد النحوية" للعيني (4/ 1836) عن أبي حيان من "التذييل والتكميل" في باب (الممنوع من الصرف).
منازعة مع اقتباس
منازعة


الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1)
 
أدوات الحديث
طرائق الاستماع إلى الحديث

تعليمات المشاركة
لا يمكنك ابتداء أحاديث جديدة
لا يمكنك المنازعة على الأحاديث
لا يمكنك إرفاق ملفات
لا يمكنك إصلاح مشاركاتك

BB code is متاحة
رمز [IMG] متاحة
رمز HTML معطلة

التحوّل إلى

الأحاديث المشابهة
الحديث مرسل الحديث الملتقى مشاركات آخر مشاركة
أفضل كتاب يجمع الشواهد الشعرية النحوية مع الكلام عليها أبو عمر الدوسري أخبار الكتب وطبعاتها 9 08-04-2014 05:57 AM


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 09:21 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ