ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية  

العودة   ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية > الحلَقات > حلقة النحو والتصريف وأصولهما
الانضمام الوصايا محظورات الملتقى   المذاكرة مشاركات اليوم اجعل الحلَقات كافّة محضورة

 
 
أدوات الحديث طرائق الاستماع إلى الحديث
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 16-11-2015, 04:39 PM
أبو عبد الله العربي أبو عبد الله العربي غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Nov 2012
التخصص : نحو
النوع : ذكر
المشاركات: 367
افتراضي مختارات من كتاب ( مسك الختام في معرفة الوقف والابتداء ) - جمال القرش

ومن الرسائل المقترحة للشيخ جمال القرش
ارتباط التوجيه النحوي بالتفسير وأثره على الوقف والابتداء مثال ذلك
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد
لما كان الإعراب هو الإفصاح والبيان وغَايَةُ المُعْرِبِ هو إيضاح المعنى، فكان لزاما على المعرب أن أَنْ يَرْتَكِزَ عَلَى أَسَاس المَعْنى، وهو التَّفْسِيْرُ.
ومن يتأمل تَوْجِيْهَاتِ النُّحَاةِ وأَقْوالهم يلاحظ أنها تَرْجَمَةٌ لأَقْوَالِ المفسرين، بل إن تَعَدُّدَ الآرَاءِ النَّحْوِيّة مُرْتَبِطٌ ارتباط وثيق بِتَعَدُّدِ آرَاءِ أَهْلِ التَّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ، مثال ذلك :
1- قوله : ] وَإِذْ قَالَ مُوسَىَ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَآءَ وَجَعَلَكُمْ مّلُوكاً وَآتَاكُمْ مّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مّن الْعَالَمِينَ [ المائدة: 30].
أقوال النحاة:
اختلف النحاة في جملة (وَآتَاكُمْ) على قولين:
الأول: أنها مستأنفة باعتبار انفصال المعنى عما سبق.
الثاني: أنها في محلّ جرّ معطوفة على جملة جعل فيكم باعتبار اتصال المعنى بما سبق[1].
أقول أهل التفسير:
إذا تأملنا الأقوال السابقة وربطنها بأقول أهل التفسير سنعرف أن ذلك الاختلاف ناتج عن اختلاف المفسرين في توجيه المقصود بقوله: (وَآتَاكُمْ مّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مّن الْعَالَمِينَ) على قولين:
الأول: أن الكلام موجه لأمة محمد r وهو قول سعيد بن جبير[2]
الثاني: أن الكلام موجه لأمة موسى، وهو قول مجاهد .. يعنى: المن والسلوى. [3]
واستدل اصحاب الرأي الأول بما روي عن أبي مالك وسعيد بن جبير: "وآتاكم ما لم يؤت أحدًا من العالمين"، قالا أمة محمد [4]
واستدل أصحاب الرأي الثاني بما روي عن قال مجاهد فِي قَوْلِهِ: وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ [المائدة: 20] قَالَ: «يَعْنِي الْمَنَّ وَالسَّلْوَى وَالْحَجَرَ وَالْغَمَامَ»[5]
أقوال أهل الوقف والابتداء:
وبناء على اختلاف أهل اللغة والتفسير في التوجيه اختلف أهل الوقف والابتداء على قولين:
الأول: أن الوقف تام: إن كان ما بعده لأمة محمد r، وهو قول الداني عن نافع .
الثاني: لا وقف إن كان ما بعده لأمة موسى يعنى: المن والسلوى، وهو قول السجاوندي.
الثالث: الوقف صالح، أي كاف وهو قول الأنصاري.
الرابع: التفصيل بين التمام وعدم الوقف، وهو قول النحاس، والأنصاري والأشموني.
قال الداني: « قال نافع: وجعلكم ملوكاً تام. وهذا إذا جعل [ما] بعده لأمة محمد ، وهو قول أبي مالك وسعيد بن جبير» [6]
قال النحاس: « قال نافع: ( وجعلكم ملوكا) تم، وقال غيره: ليس بتمام ولكنه قطع صالح وما بعده معطوف عليه» [7].
وقال السجاوندي: « ق: قد قيل ولا يصح إلا ضرورة للعطف »[8].
وقال الأنصاري: « وَجَعَلَكُمْ مُلُوكا)ً صالح. وقال أبو عمرو: تام » ([9])
وقال الأشموني: « مُلُوكًا [20]: حسن، إن جعل ما بعد لأمة محمد - -، وهو قول سعيد بن جبير، وليس بوقف لمن قال: إنَّه لقوم موسى، وهو قول مجاهد، يعني بذلك: المنِّ، والسلوى، وانفلاق البحر، وانفجار الحجر، والتظليل بالغمام، وعليه فلا يوقف على ملوكًا؛ لأنَّ ما بعده معطوف على ما قبله » ([10])
ترجيح الأقوال:
بعد عرض أقوال النحاة والتفسير والوقف والابتداء يتضح أن ترجيح الخلاف يكون من خلال التفسير، والذي عليه جمهور المفسرين كالطبري وابن كثير، والشوكاني وغيرهم أن قوله : (وَآتَاكُمْ مّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مّن الْعَالَمِينَ) لأمة موسى ، وأن المقصود بقوله: ( وأتاكم) هو تفضيلهم على أهل زمانهم، وعللوا ذلك بأنه لا ينبغي العدول عن الظاهر لغير مُوجِبٍ، وبدون دليل، فالظاهر أن سياق الكلام كله عن بني إسرائيل فلا يعدل عنه إلا بدليل.
قال أبو جعفر: « وأولى التأويلين في ذلك عندي بالصواب، قولُ من قال: (وآتاكم ما لم يؤت أحدًا من العالمين)، في سياق قوله: "اذكروا نعمة الله عليكم"، ومعطوفٌ عليه. ولا دلالة في الكلام تدلّ على أن قوله: " وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ " مصروف عن خطاب الذين ابتدئَ بخطابهم في أوّل الآية. فإذ كان ذلك كذلك، فأنْ يكون خطابًا لهم، أولى من أن يقال: هو مصروف عنهم إلى غيرهم»[11]
وقال ابن كثير: « وَالْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّهُ خِطَابٌ مَنَّ مُوسَى لِقَوْمِهِ وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى عَالَمِي زَمَانِهِمْ كَمَا قَدَّمْنَا، وَقِيلَ: الْمُرَادُ: وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ يَعْنِي بِذَلِكَ: مَا كَانَ تَعَالَى نَزَّلَهُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْمَنِّ وَالسَّلْوَى، وتَظلَّلهم مِنَ الْغَمَامِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، مِمَّا كَانَ تَعَالَى يَخُصُّهُمْ بِهِ مِنْ خَوَارِقِ الْعَادَاتِ »[12]
وقال الشوكاني: « وَالصَّوَابُ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ جُمْهُورُ الْمُفَسِّرِينَ مِنْ أَنَّهُ مِنْ كَلَامِ مُوسَى لِقَوْمِهِ، وَخَاطَبَهُمْ بِهَذَا الْخِطَابِ تَوْطِئَةً وَتَمْهِيدًا لِمَا بَعْدَهُ مِنْ أَمَرِهِ لَهُمْ بِدُخُولِ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ » [13].

وخلاصة القول: أن الراجح في المسألة هو أن الكلام يعود على أمة موسى ، لعدم العدول عن الظاهر بغير موجب، وبناء عليه تكون جملة ( وأتاكم..) في محلّ جرّ معطوفة على جملة جعل فيكم باعتبار اتصال المعنى بما سبق، ويترتب على ذلك في الوقف والابتداء: أن الأولى هو عدم الوقف على ( ملوكا) للتعلق اللفظي بينها وبين ما بعدها ، والله أعلى وأعلم.
[1] انظر البحر المحيط: 216
[2] تفسير الطبري: 10/ 166
[3] انظر: البحر المحيط: 216
[4] تفسير الطبري: 10/ 166
[5] تفسير مجاهد: 305، ومعاني القرآن للزجاج: 2/162
[6] المكتفى: 58.
[7] القطع: 199
[8] علل الوقوف: 449
([9]) المنار مع المقصد/ 244
([10]) المنار مع المقصد/ 244
[11] تفسير الطبري: 10/ 166
[12]ابن كثير: 3 / 74
[13] فتح القدير / 2/32

أعد هذا المبحث / من كتاب / (مسك الختام في معرفة الوقف والابتداء) لـ جمال القرش تحت الإعداد

أصل المقال : ارتِبَاطُ التَّوْجِيْهِ النَّحْوِيّ بِالمَعْنى وأثره على الوقف والابتداء
http://vb.tafsir.net/tafsir45416/#.VknaZ9KrRko
منازعة مع اقتباس
 


الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1)
 
أدوات الحديث
طرائق الاستماع إلى الحديث

تعليمات المشاركة
لا يمكنك ابتداء أحاديث جديدة
لا يمكنك المنازعة على الأحاديث
لا يمكنك إرفاق ملفات
لا يمكنك إصلاح مشاركاتك

رمز [IMG] متاحة
رمز HTML معطلة

التحوّل إلى

الأحاديث المشابهة
الحديث مرسل الحديث الملتقى مشاركات آخر مشاركة
المعين على إتقان الوقف والابتداء عائشة حلقة العلوم الشرعية 3 21-02-2017 07:43 PM


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 10:27 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ