يشيع على ألسنة المتحدثين وأسلات أقلامهم استعمال الفعل (رجع) لازما فقط ، فإذا أرادوا تعديته أدخلوا عليه همزة التعدية ، فيقولون ـ مثلا ـ : أرجع المسؤولون السبب في ازدهار السياحة إلى كذا وكذا ، فيستعملون الفعل (أرجع) ، والأفصح أن يستعمل الفعل (رجع) لازما ومتعديا .
أما استعماله لازما فمما لا خلاف فيه ، وأما استعماله متعديا فقد ورد في القرآن الكريم ـ أفصح الكلام وأبلغه ـ استعمال الماضي والمضارع والأمر
أما استعماله ماضيا فمنه قوله
: فرجعناك إلى أمك كي تقرّ عينها ولا تحزن ، فالفعل (رجع) متعدٍّ ، والكاف ضمير متصل مبني في حل نصب مفعول به .
وأما استعماله مضارعا فمنه قوله
: ترجعونها إن كنتم صادقين ، بفتح حرف المضارعة ، وهو يدل على أنه ثلاثي (رجع) ؛ إذ لو كان رباعيا (أرجع) لكان حرف المضارعة مضموما .
وأما استعماله أمرا فمنه قوله
: ثم ارجع البصر ... بهمزة وصل ، ولو كان رباعيا لكانت همزته مقطوعة .
ومما يدل على أن الفعل الثلاثي (رجع) متعدٍّ ورود مصدره على وزن (فَعْل) في قوله
: إنه على رجعه لقادر ، فالمصدر على وزن (فَعْل) ، و
فَعْلٌ قياس مصدر المعدى من ذي ثلاثة كـ(رد ردا)
كما قال ابن مالك ـ
رحمة واسعة ـ
والخلاصة أن اللغة الفصحى التي جاء بها القرآن الكريم هي استعمال الفعل (رجع) لازما ، ومتعديا بدون همزة التعدية ، وهي اللغة التي يجمل النسج على منوالها . والله أعلى وأعلم . منه الهداية وبه التوفيق .