ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية  

العودة   ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية > الحلَقات > حلقة العلوم الشرعية
الانضمام الوصايا محظورات الملتقى   المذاكرة مشاركات اليوم اجعل الحلَقات كافّة محضورة

 
 
أدوات الحديث طرائق الاستماع إلى الحديث
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 29-07-2009, 02:18 PM
العرابلي العرابلي غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jul 2008
السُّكنى في: الأردن
العمر: 68
التخصص : باحث في علوم القرآن واللغة والفلك
النوع : ذكر
المشاركات: 93
افتراضي التسمية بآية الله جرأة كبيرة على الله


بسم الله الرحمن الرحيم
التسمية بآية الله جرأة كبيرة على الله
110.آية ورحمة

قال : (قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) مريم0
إن خلق عيسى على غير مثال سابق من البشر من أم بلا أب، ثم رفعه بالوفاة حيًا من غير موت، ثم ما يكون من إنزاله بعد مرور أكثر من ألفي سنة على رفعه، وهو كهل كما رفع لم يؤثر عليه طول الزمان الذي مر عليه، هو آية بينة على قدرة الله ، وأهل الجنة هم بعمره يوم رفعه ونزوله، ولا يظهر عليهم كبر فوق هذا العمر، فمن وضع السنن والقوانين للبشر هو الوحيد القادر على الخروج عنها، وتغييرها، أو أن يستبدل بها غيرها لما يراه سبحانه و من الحكمة في ذلك0
وكل الآيات هي من صنع الله ، أو أفعاله، أو ما يعطيه لرسله وأنبيائه، أو تكون كلماته؛ فكل آية من القرآن الكريم هي من الله ولا يستطيع بشر أن يأتي مثلها وإن كانت مفرداتها وحروفها من لغة البشر0
ووصف عيسى عليه السلام وأمه بأنهما آية هو وصف من الله ، لأن خلق عيسى عليه السلام المتميز من غير أب، وحمل مريم عليها السلام من غير زوج هو فعل من الله وقدرته، وليس من البشر،
قال : (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50) المؤمنون، وإحياء الذي مر على القرية الخاوية وحماره بعد مائة عام هو فعل من الله ،
قال : (وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) البقرة، وإخراج فرعون من اليم ليرى الناس هلاكه حتى لا يضعوا قصصًا خرافية عن ذهابه إلى ملك آخر فوق الأرض أو تحتها أو في البر أو البحر،
قال : (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92) يونس.
وسؤال يُطرح: هل يجوز أن يُوصف أحد من البشر أنه آية لله أو آية الله؟ والجواب على ذلك أن الله سبحانه و سبحانه و أعطى آيات للأنبياء، وهي غير ذات الأنبياء أنفسهم، وليست جزءًا منهم، ولم يصف أحدًا منهم بأنه آية غير عيسى عليه السلام ، ووصفه بأنه آية يدل على نفس صفات آيات الله الأخرى؛ أنه حجة من الله على خلقه تدل على أنها من الله، خرجت عن سنن أخرى من وضع الله ، ولا يمكن أن تكون من عند غير الله ، فهي تعلو ولا يعلى عليها، ولا يد لأحد على إبطال هذه الآيات بحجة، أو سلطان، يكون فوقها وأبلغ منها، فيدحضها ويبطلها0
وعيسى عليه السلام هو آية بنفسه لأنه خلق كآدم عليه السلام من تراب، وبلا أب، وأنه لا يد لأحد عليه سوى الله ، فليس لأحد قدرة على إنهاء الحياة، بالقتل وغيره، وأنه أعطاه من المعجزات التي لم تعط لغيره من الأنبياء مما لا يقدر عليه البشر؛ من إبراء الأكمه والأبرص، وإحياء الموتى، والنفخ في الطين الذي يخلق كهيئة الطير فيطير بإذن الله0
ووصف أحد من الأنبياء غير عيسى عليه السلام بأنه آية لا يصح بغير دليل واضح وبين بأن هذا الوصف هو من الله ، لأن الآية هي من صنع الله وفعله، أو من أمره ، أو من عطائه المعجز لرسله، فكيف بتسمية غير الأنبياء بأنهم آيات الله؟!، والناس تطلق لقب آية الله على من بلغ درجة كبيرة من العلم في مذهبه، وليست هذه التسمية كتسمية العالم بشيخ الإسلام، وحجة الإسلام، وبرهان الدين، وسيف الدين، وعلَّامة العصر، وغير ذلك من الأوصاف والألقاب؛ فهذه الأوصاف تطلق عليهم بما عَلِمه الناس من أفعالهم وتميزوا به على أقرانهم، وأمثالهم0
ولو أطلق العالم هذه التسمية على نفسه لتدل على ما عنده من العلم، لوجب أن يكون هذا العلم الذي لديه تلقاه من الله ، ولم يتلقه من مشايخ العلم، ولا أخذه من بطون الكتب، ولجعل نفسه مع المشرعين، وكان من الأنبياء المرسلين المعصومين، ولوجبت طاعته وحرمت معصيته، ولجاء بما لم يأت به محمد ، ولانتفت عن محمد أنه يكون خاتم الأنبياء والمرسلين 00 فلو فعل ذلك لجعل نفسه فوق الأنبياء، ولأخرج نفسه من الأمة، ولانتفت عنه صفة الإيمان 00 وعلى العامة أن تطلق من الأسماء والأوصاف ما تشاء، لكن العالم يرضى أو يرفض وفق تقواه وعلمه الذي تعلمه، وتبصُّره بأمور دينه فيما يصلح دنياه وآخرته، ولا ينقاد إلى ما يستهوي العامة، ويجهلون حقيقته، فهم ليس لهم من البصيرة في العلم ما للعالم، وعليه أن يبصرهم بما يجهلونه، لئلا يقعوا فيما فيه هلاكه وهلاكهم، وإلا فما فضله عليهم إذا كان هو وإياهم على سواء واحد ؟0
أما كونه رحمة من الله؛ .................
أبو مسلم / عبد المجيد العرابلي
من كتابي "أحبك أيها المسيح" ص: 212-214 ، ط 2006م
__________________
مدونتي معجزات وأسرار
منازعة مع اقتباس
 


الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1)
 
أدوات الحديث
طرائق الاستماع إلى الحديث

تعليمات المشاركة
لا يمكنك ابتداء أحاديث جديدة
لا يمكنك المنازعة على الأحاديث
لا يمكنك إرفاق ملفات
لا يمكنك إصلاح مشاركاتك

رمز [IMG] متاحة
رمز HTML معطلة

التحوّل إلى

الأحاديث المشابهة
الحديث مرسل الحديث الملتقى مشاركات آخر مشاركة
أيهما أصح : أبو بكر ( بن ) عبد الله ، أم أبو بكر ( ابن ) عبد الله ؟ يحيى صالح حلقة العروض والإملاء 12 25-04-2013 06:44 PM
مشكلة كبيرة المنتدى لا يفتح معى حامل المسك مُضطجَع أهل اللغة 3 05-05-2010 02:49 PM
( إن شاء الله ) أم ( إنشاء الله ) ؟ سبويه حلقة العروض والإملاء 19 19-11-2009 01:34 AM
فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله عبد العزيز حلقة النحو والتصريف وأصولهما 4 02-09-2008 04:41 AM
أخوكم في الله رسالة الغفران مُضطجَع أهل اللغة 2 01-06-2008 03:04 AM


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 07:06 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ