مع شرح ابن عقيل ٢

[منيب ربيع]

مع نص من شرح ابن عقيل

حين نقرأ مع إخواننا من طلاب العلم قول ابن مالك - -
بالجر والتنوين والندا و(أل)
نردد على أسماعهم ما قاله سادتنا الشراح، ومنهم ابن عقيل - - من أن الجر ثلاثة أنواع: جرٌّ بالحرف، وجرٌّ بالإضافة، وجرٌّ بالتبعية، كما نذكر لهم المثال الشائع: مررت بغلام زيد الفاضل، ف(غلام) مجرور بالحرف، و(زيد) مجرور بالإضافة، و(الفاضل) مجرور بالتبعية، ويُفهم من هذا أن الحرف هو عامل الجر في الاسم المجرور به، وأن الإضافة هي عامل الجر في المضاف إليه، وأن التبعية هي عامل الجر في التابع المجرور .
أما لقول بأن الحرف هو عامل الجر في الاسم المجرور به فمُسَلّم .
وأما القول بأن التبعية هي عامل الجر في التابع، فمذهب ضعيف، والصحيح أن عامل الجر في التابع هو الحرف الذي جُرّ به المتبوع .
وأما القول بأن الإضافة هي عامل الجر في المضاف إليه فهو أحد الأقوال، ولكنه ليس مذهب ابن عقيل؛ لأن ابن عقيل يرى أن عامل الجر في المضاف إليه هو المضاف، كما صرّح بذلك في باب الإضافة؛ إذ يقول : واختلفوا في الجارّ للمضاف إليه، فقيل : هو مجرور بحرف مقدر... وقيل: هو مجرور بالمضاف، وهو الصحيح من هذه الأقوال .
والعبارة الأخيرة دالة دلالة قاطعة على اختياره، وما جاء في حديثه عن علامات الاسم جرى فيه على الشائع المشهور على الألسنة وليس اختيارا له، وكثيرا ما تختلف لغة التأليف عن لغة التقعيد .
ويؤخذ من ذلك أن القول الذي يُنسب إلى العالم إنما هو القول الذي صرَّح به في بابه، وأما ما ورد في باب آخر فإنه يُحمل على أي محمل حسن شريف يليق بسادتنا من أهل العلم ، م، ورزقنا حسن الانتفاع بهم .