ترجمة الإمام أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن عليّ الفيّوميّ ‏

[محمد تبركان]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ترجمة الإمام أحمد بن محمّد بن عليّ المُقْرِيء أبي العبّاس الفيّوميّ ( ... ؟(1) - ت:770هـ = 1368م)
هو أحمد بن محمّد بن عليّ شهاب الدّين أبو العبّاس الخطيب الفقيه اللّغويّ الفيُّومي(2) المُقْرِيء الشّافعيّ المصريّ ثمّ الحمويّ الشّهير بابن ظهير(3)،الشّيخ الضّابط الأديب الكامل المقريء.من أعلام القرن الثامن الهجري،صاحب (المصباح المنير في غريب الشّرح الكبير) في اللّغة.
نشأ بفيُّوم مصر(4) حيث تلقّى علومه الأولى واشتغل وبرع في العربيّة وكان له اتّصال بأبي حيّان محمّد بن يوسف النّحوي الغرناطي (ت:745هـ)،فعنه أخذ الفيُّومي علوم اللّغة العربيّة،كما اطّلع على كثير من المعارف العربيّة،ودرس القراءات وتبحّر في الفقه الشّافعي،كما كان خطيباً بارعاً.
ارتحل عن الدّيار المصريّة إلى حماة فاستوطنها،ولمّا أنشأ صاحب حماة الملك ‏المؤيّد إسماعيل عماد الدّين الأيّوبي الملقَّب بأبي الفداء (672 - 732هـ = 1273 - 1331م) جامع الدَّهْشَة في شعبان سنة 727هـ ندب الفيُّومي إلى الخطابة فيه،وقد كان - رحمه اللّه - إماما فاضلاً عارفاً بالفقه واللّغة شافعيّ المذهب .
وُلد له ابنه محمود بن أحمد أبو الثناء الهمذاني الفيّومي القاضي الشّهير بابن خطيب الدّهشة بحماة سنة خمسين وسبع مئة (750هـ - 1349م)،وتوفي بها سنة أربع وثلاثين وثمان مئة (834هـ - 1431م).
مؤلّفاته:
1. المصباح المنير في غريب الشّرح الكبير ‏.
2. ديوان خطب(5) .
3. شرح عروض ابن الحاجب(6) .
4. ‏‏نثر ‏الجُمان في تراجم الأعيان(7) .
5. مختصر معالم التّنزيل للبغويّ حسين بن مسعود(8) .
...
توفِّيَ(9) بحماة سنة سبعين وسبعمائة ونَيِّفٍ(10) 770هـ - 1368م .
مصادر التّرجمة :
1. الأعلام للزِّرِكْلي (1 /224 الفيُّومي أحمد بن محمّد) .
2. اكتفاء القنوع (1 /155 - 156، 325) .
3. البدر الطّالع‏ (ص848 رقم 539)‏ .
4. بغية الوعّاة (1 /389 رقم 764) .
5. الدّرر الكامنة (1 /314 رقم 787 ذكر مَن اسمه أحمد) .
6. الدّليل إلى المتون العلميّة (ص628 ‏الفصل السّادس:علما العروض ‏والقوافي).
7. روضات الجنات (1 /333 - 334 رقم 116) .
8. الضّوء اللّامع (10 /129 - 131 رقم 544 ذكر مَن اسمه محمود) و (11 /218 الفيُّومي).
9. طبقات الشّافعيّة لابن قاضي شهبة (4 /141 - 142 رقم 781)‏ .
10. فهرست الخدِّيويّة(11) (4 /‏‏187 – 188 علم اللّغة) .
11. كشف الظنون (2 /1710) .
12. مجلة مجمع اللّغة العربيّة بالقاهرة - الأعداد (96 - 98)‏ بحث د.شوقي ضيف/المعجمات العامة والخاصّة .
13. ‎المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل‏ (ص483 فرائد فوائد/الأمر السّادس)‏ .
14. المصباح المنير مقال بقلم:عبد الستّار فراج.مجلّة العربي (ص123 - 125 العدد 135 فبراير 1970م) .
15. معجم المطبوعات (2 /1476) .
16. معجم المؤلِّفين (1 /281 رقم 2047)‏ .
17. الموسوعة الفقهيّة الكويتيّة (15 /316)‏ .
18. هديّة العارفين (1 /113 باب الألف) .

الهوامش :
1- قال عبد الستّار فراج في مقالٍ له بعنوان " المصباح المنير " [مجلّة العربي العدد 135 ص123 - 124]:(و لا نعلم السّنة الّتي وُلد فيها الفيّومي صاحب هذا الكتاب،ويُخيَّلُ إلينا أنّه ولد قبل سنة 700هجريّة بعشرة أعوام على الأقلّ [أي سنة 690هـ]؛ ذلك أنّ نسخته الأولى من المصباح عليها تاريخها الّذي أنجزها فيه،وهو كما يقول:" بمدينة حماة المحروسة،في العشر الأخَر من شوّال من شهور سنة 725 على صاحبها أفضل الصّلاة والسّلام" وهذه المخطوطة موجودة في دار الكتب بالقاهرة، ومكتوبة بخطّه النّسخي الجميل).
ويؤيّده ما قال د.عبد العظيم الشّنّاوي في تقديمه لِ:ط/دار المعارف (ط/الثانية صفحة و):(أمّا مولده فقد رجّح بعضُ الباحثين أنّه حين انتهى من كتاب المصباح سنة 734هـ كان عمره لا يقلّ عن 35 عاما،ولكنّني أُرجِّحُ أنّ عمره حينذاك لا يقلّ عن 45 عاما؛لأنّه ذكر في كتاب المصباح مادة " غزل " [ص266 دار الحديث] أنّه قابل في بغداد سَنَةَ عَشْرٍ وَسَبْعِمِائَةٍ مَجْدَ الدِّينِ مُحَمَّد ابْن مُحَمَّدِ ابنِ مُحْيِي الدِّينِ مُحَمَّد بْنِ أَبِي طَاهِرٍ شُرْوَان شَاه بنِ أَبِي الْفَضَائِلِ فخر أور بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ سِتِّ النِّسَاءِ بِنْتِ أَبِي حَامِدٍ الْغَزَالِيِّ،وَقَالَ له:" أَخْطَأَ النَّاسُ فِي تَثْقِيلِ اسْمِ جَدِّنَا وَإِنَّمَا هُوَ مُخَفَّفٌ نِسْبَةٌ إلَى غَزَالَةَ "من قرى طوس" .فبعيدٌ أن تتمّ هذه المقابلة في بغداد وهو دون العشرين).
2- الفَيُّوميّ بفتح الفاء وتشديد الياءين نسبة إلى الفَيُّوم المعروفة من أعمال الدِّيار المصريّة.قال في الضّوء اللّامع (11 /218 الأنساب/حرف الفاء): ("الفيّومي" بفتح ثمّ تشديد نسبة إلى الفَيُّوم المعروف الّذي احتفرَ نهرَهُ يوسفُ عليه السّلام بالوحي،وعمل له سِكْراً بالآجرّ والكلس)،وفي الأعلام (1 / 224)،والموسوعة الكويتيّة (15 / 316):(ولد ونشأ بالفيّوم ‏بمصر).‏
وفي الأنساب للسّمعاني (4 /420):(الفَيُّومي:بفتح الفاء وضمّ الياء المشدّدة آخر الحروف " بعدهما الواو " وفي آخرها الميم.هذه النّسبة إلى فَيُّوم وهو موضع وراء مصر من أرضها وهي مدينة يوسف النّبيّ " عليه السّلام " وهو الّذي احتفر نهرها بالوحي.يقال لنهرها اللاهون وله سِكْرٌ [السِّكْر:السَّدُّ كما في القاموس (2/ 49 سكر)،وأساس البلاغة (ص215 س ك ر)] عظيم يأخذ من عرض النِّيل وهو مبنيّ بآجرّ كبار وكلس وفيه تجول السّفن من النّيل إلى فوق السِّكْر حتّى تصل إلى الفَيُّوم.وهذا السِّكْر يرتفع فيه الماء ويتردّد أكثر من مائة ذراع وعرضه نحو من سبعين ذراعا،وبنى في الفيوم بما في مائة قرية وأجرى إليها خليجا من النّيل وجعل لكلّ قرية شربا على حدة وغرس فيها النّخل وأنواع الفواكه.وقُتل بها مروان الحمار وهو أبو عبد الملك مروان بن محمّد بن مروان ابن الحكم الأُموي ...).
وفي اللّباب في تهذيب الأنساب (2 /453):( الفَيُّومي:بفتح الفاء وتشديد الياء تحتها نقطتان وفي آخرها ميم بعد الواو - هذه النّسبة إلى الفَيُّوم، وهو موضع بأرض مصر مشهور،وهو الّذي احتفر نهرها يوسف النّبي عليه السّلام بالوحي وعمل له سِكْراً بالآجرّ والكلس،وهو معروف،وبها قُتل مروان بن محمّد بن مروان بن الحكم الأموي المعروف بالحمار آخر بني أميّة).
وفي لبّ اللّباب في تحرير الأنساب (ص201 باب الفاء والياء):(الفَيُّومي:بالفتح وضم الياء المشدّدة إلى الفيُّوم مدينة بمصر)،وفي مختصر فتح رب الأرباب (ص46 حرف الفاء):(الفَيُّومي:للفَيُّوم موضع قريب من هيت بلدة بالعراق على الفرات وهو غير الفَيُّوم المشهورة بلدة بمصر غربية).
3- الضّوء اللّامع (10 /129)،وشذرات الذهب (9 /305 وفيات سنة 833).
4- وقد نسبه كلٌّ من:د.شوقي ضيف في مجلّة مجمع اللّغة العربيّة بالقاهرة‏/مقال:المعجمات العامة والخاصة (ص14)،ود. خضر الجواد في تقديمه لطبعة مكتبة لبنان 1987م للمصباح المنير إلى فيّوم العراق،لا إلى فيّوم مصر.ولست أدري مَن سبقهما إلى ذلك !.وزاد نسبته في:لسان المحدّثين (3 /220) إلى همدان،ولا أعلم أحدا نسبه إليها غيره !.نعم،نُسب إليها ولدُه الشّهير بابن خطيب الدّهشة في البدر الطّالع (ص848 رقم 539)، والضّوء اللّامع (10 /129)،وشذرات الذّهب (9 /305)،ومعجم المؤلّفين (3 /796)،والأعلام (7 /162)،وهديّة العارفين (2 /164 باب اللّام) .
والظّاهر أنّه التبس عليه الأمر في إضافة هذه النّسبة (الهمداني) الّتي شُهر بها ولده ابن خطيب الدّهشة إلى والده خطيب الدّهشة،فقد قال عن الفيّومي:(وذكر الشّيخ الإمام شهاب الدّين أحمد بن محمّد بن عليّ الهمداني الفَيُّومي ثم الحموي المشهور بابن خطيب الدّهشة [كذا] في كتابه « المصباح المنير في غريب الشرح الكبير »).
5- أو (ديوان ‏‏الخطب)،قال في مقدّمته كما في معجم المطبوعات (2 /1476):(أنّ السّلطان الملك المؤيّد عماد الدّين صاحب حماه لمّا أنشأ الجامع بظاهر حماه في شعبان سنة ‏‏727 نَدَبَني إلى خطابته،ولم أكن يومئذ مستعدّا لها؛فطرقت باب المولى الكريم الخ)،وفي الأعلام (1 /224):(خ بدأ ‏بتأليفه ‏سنة 727‏‎‏).هديّة العارفين (1 /113 باب الألف)،البدر الطالع (ص848).
6- ‎‏هديّة العارفين (1/113 باب الألف)،وذكر في‏‎ ‎الدّليل إلى المتون العلميّة (ص628 ‏الفصل السّادس:علما العروض ‏والقوافي) أنّ:(‏منه نسخة في الخزانة التّيموريّة برقم 16 ‏عروض)،وقد صدر عن دار الكتب العلميّة ببيروت سنة 2013م بتحقيق وتعليق: د.محمود محمّد العامودي ضمن 272 صفحة .
7- في الأعلام (1 /224):("خ" أجزاء منه،بلغ في آخرها سنة 745‏)،قال في معجم المصطلحات الإسلاميّة في المصباح المنير (ص9):(وقد نسب بروكلمان للفيّومي كتابين آخرين:4- نثر ‏الجُمان في تراجم الأعيان،وهو مخطوط،وأشار إلى وجود نسخة منه في طنطا،وقد ترجم فيه للمشاهير من العلماء والأدباء حتّى وصل فيه إلى سنة 745هـ،وقد رتّبه على حسب السّنين).
وفي موقع باحثون:يوجد منه بعض الأجزاء الخطية محفوظة في دار الكتب الوطنية بالقاهرة ورقمها 5 /383 فهرس ثان ولم يطبع منه شيء إلى اليوم وقد بلغ في آخرها سنة 745هـ).
وهذه بيانات للمخطوط نقلا عن موقع " دونكم إرثكم / مجلّة مركز ودود للمخطوطات،بابُ،الفُلْك المشحون:
عنوان المخطوط:نثر الجمان في تراجم الأعيان - المصنِّف الفيومي عليّ بن محمّد بن عليّ المقرئ الفيّومي - عدد الأوراق:907 - مصدر المخطوط: إدارة المخطوطات والمكتبات الإسلاميّة بوزارة الأوقاف الكويتيّة:2305 - ملاحظات نسخة مكتبة تشستربيتي ،في آخره تقييدات بالإنكليزية.
وذكر في موقع خزانة التّراث نسخه في العالم وهي:
أ- مكتبة دار الكتب المصريّة بالقاهرة رقم الحفظ : 5 /283 (1746).
ب- مكتبة شستربيتي بدبلن إيرلندا رقم الحفظ : 5 /4113 [ نسخة ودود ] .
8- معجم المصطلحات الإسلاميّة في المصباح المنير (ص9):(وقد نسب بروكلمان للفيّومي كتابين آخرين:5- مختصر معالم التّنزيل).
9- قال في‏‎ ‎الأعلام (1 /224)‏:(وعلّق " محمّد بن السّابق الحمويّ " على إحدى النّسخ المخطوطة من الدّرر الكامنة بأنّه توفي ‏في ‏حدود ‏‏760 [1358م]،وأثبته مصحّح الدّرر الكامنة د.سالم الكرنكوي في (1 /314 الهامش1).وقال ابن قاضي شهبة في طبقاته (4 /109):(لا أعلم وقت وفاته) .
10- معجم المطبوعات (2/ 1476)،قال ابن حجر في الدّرر الكامنة (1 /314 رقم 787):(و‏كأنّه عاش إلى بعد سنة ‏‏770).
11- فهرست الكتب العربيّة المحفوظة بالكتبخانة الخدّويّة المصريّة،جمع وترتيب أحمد الميهي ومحمّد الببلاوي،ط/الأولى المطبعة العثمانيّة بمصر سنة 1307هـ.

[خبيب بن عبدالقادر واضح]

أستاذَنا هذه التّرجمة والإفادة.
وحقًّا أنّ الفيّوميّ صاحبَ "المصباحِ المنير" هو خطيبُ الدّهشة، وابنُه محمود هو ابنُ خطيبِها، وكثيرًا ما يلتبسُ الأبُ بالابنِ، فيقال: ابن خطيبِ الدّهشة؛ لصاحبِ المصباح، وهو الخطيبُ أبوه.
والابنُ كان عالمًا كأبيه، وله شرحٌ واسعٌ على "الكافيةِ الشّافية" لابنِ مالك، واعتنى فيه بتمحيصِ رواياتِها ونُسَخِها، وعارض بعضَها ببعضٍ، وذَيَّل عليها بنظمٍ في الخطِّ، وشرَحه.
رحمهم الله جميعًا.

[أبو محمد فضل بن محمد]

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل محمد تبركان

ابنه محمود بن أحمد أبو الثناء الهمذاني الفيّومي القاضي الشّهير بابن خطيب الدّهشة
وزاد نسبته في:لسان المحدّثين (3 /220) إلى همدان،
شهاب الدّين أحمد بن محمّد بن عليّ الهمداني الفَيُّومي

الاسمُ الأعجميُّ الفارسيُّ مفتوحُ الميمِ ، مهملُ الدَّالِ ، وإعجامها تعريبٌ كما ذكرَ صاحبُ التَّاج ، ولهذا نظائرُ ، ومن أشهرِها ( سادَه = ساذَج ) أيِ : الخالي منَ الشَّوبِ ، و ( فالودَه = فالوذَج ) الحلوى .
والأولى إعجامُها على كلِّ حالٍ ؛ لأنَّه الأشهرُ في الاستعمالِ العربيِّ ، وأبعدُ عنِ الالتباسِ بالنسبة إلى ( همْدان ) بسكونِ الميمِ وإهمالِ الدَّال ، القبيلة اليمنيَّة المعروفة ، مع أنَّ ترجمته في الضَّوءِ اللامعِ والأعلامِ ليسَ فيها ما يعرفُ منه سببُ نسبتِه إلى مدينة ( همذان ) ، ولم أنشط لمراجعة غيرهما !
فائدة : ذكر بعضُ العلماءِ أنَّ النسبةَ في المتقدِّمينَ إلى القبيلةِ أكثر ، وفي المتأخرينَ إلى المدينة ، بلْ قال النَّوويُّ في شرحِ صحيح مسلمٍ : ( وجميع مافي الصحيحين فهو همداني بالإسكان والمهملة ) اهـ .

يلحظُ أنَّه سماه ( محمود بن محمد بن خطيب الدهشة ) فهلْ أخذته الدهشة من الكتاب ومصنفه حتى أخطأ في اسمه ؟ أم أنه اختصار بنسبة الرجل إلى جده ، ثم قصد بـ ( بن خطيب الدهشة ) الأول ؛ فكان ينبغي أن يبين ذلك ؟ أم أنَّ أبا الثَّناءِ حفيدُ صاحب المصباحِ و ( محمد ) أبو ( محمود ) هو ابنُ ( أحمدَ خطيبِ الدهشة ) ؟! أنا مندهش !

[خبيب بن عبدالقادر واضح]

بوركتم.
وكنت نظمت اسم القبيلة والبلاد ليفرق بينهما، فقلت:
همدان بالإسكان بطن باليمن وهمذان معجم الذال وطن