|
#1
|
|||
|
|||
![]() ![]() التجسيد والتشخيص : معنى التجسيد في اللغة :(تجسيد:(اسم) مصدر جسد تجسيد الصورة ، تجسيمها ،تمثلها التجسيد (بلاغة ) تحويل الأفكار والمشاعر إلى أشياء مادية وأفعال محسوسة كمخاطبة الطبيعة كأنها شخص تسمع وتستجيب ) (1) . أما التشخيص فيعني : " تشخيص (اسم) الجمع :شخصيات وتشاخيص مصدر شخص تمكن الطبيب من تشخيص المرض : من معرفته وتعيين عوارضه قام بتشخيص المسرحية : تمثيلها وتقمص أدوارها . (بلاغة ) إبراز المعنى المجرد أو الشيء الجامد كأنه شخص ذو حياة ) (2) . وعلى الرغم من الفرق بين دلالة التشخيص والتجسيد فهناك من لا يفرق بينهما ، ويجعلهما في سياق واحد ، وهذا ما يظهر في ( معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب ) و (معجم المصطلحات الأدبية ) إذ أوردا المصطلحين في متن واحد (3) . وإذا أردنا تتبع التجسيد والتشخيص في الدرس البلاغي والنقدي عند العرب فإن هناك بحثاً للأستاذ الدكتور فاضل عبود التميمي اذكر طرفاً منه : ( أما كتب البلاغة والنقد القديمة فإنها لم تقدم التجسيد بوصفه مصطلحاً بلاغياً أو نقدياً ، وإنما اكتفت بالحديث عن دلالته الفنية ، وهي تتحدث عن فاعلية الاستعارة ، ووظيفتها في المبالغة ، وتقديم الصورة ، وإثبات دلالتها ، وبناء على ذلك فإن :( التجسيد يكسب الصورة المعنوية ، أو الحسية ملامح الإنسان ، أو صفاته ، أو أفعاله وهو أدخل في هذا المعنى من (التشخيص) الذي يعني سواد الإنسان أو غيره ) (4) .....( وقد أخذ البحث (بالتجسيد) بديلاً عن (التشخيص) و(التجسيم)انطلاقاً من الدقة اللغوية التي رشحتها دلالة (الجسد)....)(5) ويذكر الدكتور فاضل التميمي أنه تعذر العثور على تعريف للتجسيد في معجمات البلاغة ، والنقد العربي ، وأن ما أثار اهتمامهم وخصصوا له حيزاً مهماً في كتابتهم النقدية الخاصة نقد الاستعارة (التجسيد) ، إذ الاستعارة تخلع صفات الإنسان على ما هو محسوس ، ومعنوي ...وأشار إلى أن الجاحظ من أوائل النقاد العرب الذين عنوا بذلك ومن ثم تتبع دراسة البلاغيين والنقاد العرب القدماء للاستعارة وما استشهدوا به من أمثلة ومن أبرزهم عبدالقاهر الجرجاني في (أسرار البلاغة ) ...) (6) . ومن الأمثلة على التشخيص والتجسيد في القرآن الكريم ، قوله ![]() ومنها قوله ![]() ![]() ![]() ![]() ومن أمثلته في الشعر العربي ، قول الشاعر الجاهلي عروة بن الورد : إن تأخذوا أسماء موقف ساعة فمأخذ ليلى وهي عذراء أعجب لبسنا زماناً حسنها وشبابها وردت إلى شعواء والرأس أشيب فقد جسد الشباب على شكل حسي وهو الثوب الذي يلبسه الإنسان . ويلاحظ التشخيص والجسيد في شعر الطبيعة لابن الرومي ، ومن ذلك قوله يصف غروب الشمس : إذا رنقت شمس الأصيل ونفضت على الأفق الغربي ورساً مذعذعاً وودعت الدنيا لتقضي نحبها وشول باقي عمرها فتشعشعا ولاحظت النوار وهي مريضة وقد وضعت خداً إلى الأرض أضرعا ويقول الشاعر الأندلسي المعتمد بن عباد ، يصف تحول رمحه إلى قيد أسود يعض رجليه كما لو كان أسداً ضارياً : تبدلت من عز ظل البنود بذل الحديد ، وثقل القيود وكأن حديدي سناناً ذليقاً وعصباً رقيقاً صقيل الحديد فقد صار ذاك وذا أدهما يعض بساقي عض الأسود ومن الشعر الحديث قول الشاعر حكمت صالح : فارقب الشهب ملياً أو تدري أنها خرت سجوداً للإله الرياحين .. إذا ما بلت الريح فلا تركع قط لسواه صه هل تسمع شدو الصخر إذا عاود ذكر الله يستجدي رضاه ( فالشهب ، الرياحين ، الصخر ) الشهب تسجد لله ، والرياحين تقصر دعاؤها لله ، والصخر يشدو بذكر الله . (1) موقع المعاني لكل اسم معنى ، معجم المعاني الجامع . (2) نفسه . (3) ينظر : معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب ، مجدي وهبة وكامل المهندس ، مكتبة لبنان ، ط2 ، 1984 :102 ، ومعجم المصطلحات الأدبية ، إبراهيم فتحي ، المؤسسة العربية ، صفاقس ، تونس ، 1986 : 85 (4) الصورة الفنية معياراً نقدياً ، د. عبدالإله الصائغ :419 دار الشؤون الثقافية ،بغداد : 1987م . (5) ينظر :دراسات في الشعر العربي المعاصر ، د.شوقي ضيف 236 ،دار المعارف بمصر ، طبعة منقحة 1997 ، الصورة الفنية في التراث النقدي البلاغي ، د. جابر عصفور 419،دار الشؤون الثقافية بغداد 1987 .... وغيرها . (6) للاستزادة ينظر : التجسيد في الدرس البلاغي والنقدي عند العرب ، أ.م .د فاضل عبود التميمي ، مجلة الفتح ، العدد التاسع والعشرون 2007 م . (7) سورة ق : الآية (30) (8) سورة الملك : الآية (7) (9) سورة الفرقان : الآية (12) (10) سورة الكهف :جزء من الآية (49) (11) سورة لقمان :الآية (24) |
![]() |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|