|
|
الانضمام | الوصايا | محظورات الملتقى | المذاكرة | مشاركات اليوم | اجعل الحلَقات كافّة محضورة |
|
أدوات الحديث | طرائق الاستماع إلى الحديث |
#1
|
|||
|
|||
( أيّ امرأة )، أم ( أيّة امرأة )؟
أيّ امرأة، أم أيَّة امرأة؟ وردَ إليَّ سُؤالٌ يسألُ فيهِ صاحبُه عن (أيّ) المشدَّدةِ إذا أضيفت إلى مؤنَّثٍ، أتبقَى على تذكيرها، فتقول: (أيّ امرأة)، أم تلحَقُها تاءُ التأنيثِ، فتقول: (أيّة امرأة)؟ والجوابُ عن ذلكَ أنَّ الوجهينِ كلاهما جائزٌ، إلا أنَّ التذكيرَ أعلَى، وأفصحُ. وأنا مبيِّنٌ الحُجَّة لذلك من السَّماعِ، ثمَّ القياسِ. أمَّا السَّماعُ، فقد قالَ تعالَى: وما تدري نفسٌ بأيِّ أرضٍ تموتُ، وقالَ: فبأيِّ آلاء ربِّكما تكذِّبان، وقالَ: في أيِّ صورةٍ ما شاءَ ركَّبَك، ثمَّ قالَ الشاعرُ: فسائلْ بني دُهمانَ، أيُّ سحابةٍ علاهم بأُبلَى ودقُها، فاستهلَّتِ فأضِيفت (أيٌّ) إلى (أرضٍ)، و(آلاءٍ)، و(صورةٍ)، و(سحابةٍ). وكلُّهنَّ أسماءٌ مؤنَّثةٌ، ولم تزايلِ التذكيرَ. وقالَ الشاعرُ: إذا استنجِدوا لم يسألوا من دعاهمُ لأيَّةِ حربٍ، أم بأيِّ مكانِ وقالَ الفرزدقُ: بأيَّةِ زنْمتيكَ تنالُ قومي إذا بحري رأيتَ له عُبابا وقالَ الكميتُ الأسديُّ: بأيِّ كتابٍ، أم بأيَّةِ سُنَّةٍ يُرَى حبُّهم عارًا عليَّ، ويُحسَبُ فأضِيفت إلى أسماءٍ مؤنَّثةٍ، ولحِقتها تاءُ التأنيثِ لذلكَ. فأمَّا اللغةُ الأولَى، وهي لزومُ التذكيرِ، فلغةٌ لا يرتابُ في ثبوتِها. وفي ما ذكرتُ من شواهدِ ورودها في القرآنِ ما يغنِي. وأمَّا اللغة الثانية، وهي تأنيث (أيّ) إذا أريدَ بها مؤنَّثٌ، فقد أنكرَها بعضُ المتأخِّرينَ لقصورٍ في الاطِّلاعِ. وهي لغةٌ صحيحةٌ ذكرتُ بعضَ ما ينصرُها من الشواهدِ. وقد حكَاها سيبويهِ عن الخليلِ في «كتابه». وتوجيهُ ذلكَ في القِياسِ أن يقالَ: إنَّ (أيًّا) اسمٌ يصدُقُ على كلِّ شيءٍ من الموجوداتِ، عاقلٍ، أو غيرِ عاقلٍ، ذكرٍ، أو أنثى. تقول: (أيَّ رجلٍ رأيتَ؟)، و(أيَّ الرجالِ رأيتَ)، و(أيَّ امرأةٍ رأيتَ؟)، و(أيَّ النساءِ رأيتَ؟)، و(أيَّ كتابٍ رأيتَ؟). فلمَّا كان كذلك، ذكَّروا لفظَه في جميعِ أحوالِه، إذْ كانَ اسمًا مشترَكًا يقعُ على المذكَّر كما يقعُ على المؤنَّثِ. ولم يجعلوه مؤنَّثًا، لأنَّ التذكيرَ هو الأصلُ، كما ألزَموا (مَن) صورةً واحدةً معَ أنَّه اسمٌ يقعُ على المؤنَّثِ، ولم يؤنِّثوه. فإن قلتَ: فما لهم جعلُوا لأسماء الإشارةِ، وبعضِ الموصولاتِ، كـ(الذي) ألفاظًا خاصَّةً بالمؤنثِ، ولم يفعلُوا مثلَ ذلكَ في (مَن)، و(أيٍّ)؟ قلتُ: أمَّا أسماءُ الإشارةِ، فإنهم أرادوا أن يختصُّوا كلَّ نوعٍ بلفظٍ له ينفرِد به عن غيرِه، فجعلُوا للمؤنثِ لفظًا كما جعلُوا للمذكَّر لفظًا. ومثلَ ذلكَ صنعُوا في (الذي) الموصولة. وأمَّا (مَن)، فإنَّهم أرادوا أن يخالفُوا بها عن سَبيلِ (الذي)، فجعلُوها اسمًا عامًّا يشمَل المذكَّر، والمؤنَّثَ. وكانَ لهم في وضع لفظٍ مؤنَّثٍ لـ(الذي) معدِلٌ عن وضعِ لفظٍ مؤنثٍ لـ(مَن). وأمَّا (أيّ)، فإنَّهم جعلُوها اسمًا مشترَكًا كما فعلُوا في (مَن)، فألزَموها التذكيرَ، وإن كانَت واقعةً على مؤنَّثٍ. وقومٌ من العربِ يُلحِقونها التاءَ إذا أضيفت إلى مؤنَّثٍ، فيقولون: (أيةَ امرأةٍ رأيتَ؟)، أو أريدَ بها مؤنَّثٍ، كما قالَ زهيرٌ: بانَ الخليطُ ولم يأوُوا لمن تركوا وزوَّدوك اشتياقًا أيَّةً سلكوا أي: أيةَ طريقٍ سلكوا. وذلكَ أنَّهم وجدُوا هذا اللفظَ مشترَكًا في أصلِ وضعِه، فلم يكن لهم أن يحدِثُوا للمؤنَّثِ لفظًا خاصًّا به، فألحَقوه التاءَ كما يلحِقونها بعضَ الأسماء الجامدةِ إذا أرادوا تأنيثَها، نحو قولِهم: (حمار، وحمارة)، و(رجل، ورجلة)، وإن كانَ الأصلُ في تأنيثِ الأسماء الجامدة أن يكونَ بلفظٍ آخرَ مباينٍ للفظِ المذكَّر، نحو (حمار، وأتان)، و(رجل، وامرأة). وجرَّأهم على ذلكَ بُعدُ لفظِ (أيّ) عن شبهِ الحروفِ، وجَريانُه على الغالبِ في الأسماءِ، إذ كانَ على ثلاثةِ أحرفٍ، فقالوا: (أيةَ امرأةٍ رأيتَ؟)، كما أنَّ بعضهم يؤنِّثُ (كلّ) بالتاء إذا أريدَ بها مؤنَّثٌ، فيقول: (كلُّ النساءِ، وكلَّتُهنَّ)، من حيثُ كانت على ثلاثةِ أحرفٍ. ولم يفعلوا هذا في (مَن) لقوَّة شبهِها بالحروفِ، لأنَّها ثنائيةُ الوضعِ، والحروفُ لا يدخلُها التأنيثُ إلا شذوذًا. فكذلكَ ما أشبهَها. تذييل على المقال السابق: كنتُ أوردتُّ في المقال السابق شاهدًا على ثبوتِ (دهسَ) في بيتٍ للعجَّاجِ لم أجد على طولِ التفتيش غيرَه. وبينا أنا أتصفَّح شرح الأصمعيِّ لديوان طفيلٍ الغنويِّ أتلمَّسُ نوادرَه، وأتصيَّد أوابدَه، وقعتُ على بيتٍ لرؤبةَ بنِ العجَّاج وردَ فيه هذا اللفظُ أيضًا، قالَ: يدهَسْن منه عقِدًا مدهوسا أعرافَه، والأوعسَ الموعوسا (ولا غروَ أن يحذو الفتى حذوَ والدِهْ). فلما راجعتُ ديوانَه، وجدتُّه فيه من أرجوزةٍ طويلةٍ. وهذا التواطؤ بينَ العجَّاجِ، وابنِه يدلُّنا بلا شَكٍّ على صِحَّة هذا اللفظ، وأنَّه كانَ من لسانِ هؤلاء القومِ، وإن كانَ العلماءُ لم يقيِّدوه في ما قيَّدوا في المعجَماتِ من ألفاظِ اللغةِ. فيصل المنصور
__________________
(ليس شيءٌ أضرَّ على الأممِ وأسرعَ لسقوطِها من خِذلان أبنائها للسانها وإقبالهم على ألسنةِ أعدائها)
|
#2
|
|||
|
|||
جميل
|
#3
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا
|
#4
|
|||
|
|||
أحسنتَ -جزاكَ اللهُ خيرًا، وبارك في علمِكَ-.
وقالَ ابنُ يعيش في «شَرْحِ المُفَصَّلِ 1/9»: (و«أيٌّ» قد تُؤنَّثُ إذا أُضيفَتْ إلى مُؤنَّثٍ، وتَرْكُ التَّأنيثِ أكثرُ فيها). |
#5
|
|||
|
|||
وجَمَعَ بينَ اللُّغَتَيْنِ في بيتٍ واحدٍ البُحْتُرِيُّ إذْ يقولُ:
رَحَلوا فأيَّةُ عَبْرَةٍ لَّمْ تُسْكَبِ أَسَفًا وأيُّ عَزِيمَةٍ لَّمْ تُغْلَبِ |
#6
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم جميعا ..
............................... ولي سؤال هنا : وهو إذا وقعت ( أي ) بعد النداء ، ودخلت على مؤنث ، فهل التذكير في هذه الحالة يكون مقدما على التأنيث ؟ مع ذكر الشاهد إن وجد . وجزاكم الله خيرا ..
__________________
... .....
|
#7
|
|||
|
|||
هي في هذا تابعةٌ لتابعها، فتذكر مع المفرد والمثنى المذكرينِ وجمع المذكر السالم، وتؤنث مع المفرد والمثنى المؤنثينِ، ويجوز الوجهانِ فيما عدا ذلك.
|
#8
|
|||
|
|||
والشاهد :
( يا أيتها النفس المطمئنة ) |
#9
|
|||
|
|||
( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم )
|
#10
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا ..
والشاهد على تذكير ( أي ) مع المذكر وتأنيثها مع المؤنث لا يخفى على أحد ، وإنما أردت بطلب الشاهد : الشاهد على المخالفة إن وجدت . وسبب سؤالي هو قول الشيخ عبد الغني الدقر في كتابه القيم ( معجم القواعد العربية ) تحت عنوان ( أي الندائية ) : ( تكون ( أي ) وصلة إلى نداء ما فيه ( أل ) ، يقال : يا أيها الرجل ، و يـأيها الذين ءامنوا ويجوز أن تؤنث مع المؤنث ، فتقول : يا أيتها المرأة ) اهـ فتعبيره بـ ( يجوز ) مشعر أن التذكير في ( أي ) أولى وإن وقعت في نداء المؤنث . وإذا لـم يكن في النداء إلا التأنيث مع المؤنث فكيف يكون توجيه عبارة الشيخ عبد الغني الدقر ؟
__________________
... .....
|
#11
|
|||
|
|||
اقتباس:
( فتعبيره بـ ( يجوز ) مشعر أن التذكير في ( أي ) أولى وإن وقعت في نداء المؤنث ) قلت : نعم ، فالتأنيث هنا جائز ، وفي همع الهوامع للسيوطي ، نشرة : المكتبة التوفيقية - مصر 2/52 جاء : ( ويؤنث - لفظ أي - لتأنيث الصفة قال : ( يا أيتها النفس المطمئنة ) الفجر / 27 . وفي ( البديع ) أن ذلك أولى لا واجب فيجوز يا أيها المرأة . ولا يلحقها من علامة الفروع غير التاء لا علامة تثنية ولا جمع ، قال : ( أَيُّهَ الثَّقَلاَنِ ) الرحمن / 31 . ( أَيُّهَ المُؤمِنُونَ ) النور / 31 ) اهـ وجاء في اللسان ( أي ) : ( وأما قوله : " يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده " فقد يكون على قولك يا أيها المرأة ويا أيها النسوة ) . يعني على جواز هذا ، والله أعلم . |
#12
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل على هذا الجواب المفصل الموثق - بارك الله في علمك ونفعنا وإياك به - .
................ ومعنى هذا أن ما قرره الأستاذ فيصل المنصور - حفظه الله - في أول الحديث : اقتباس:
وعليه فعبارة الشيخ عبد الغني الدقر فيها نظر ، وكان الأصح أن يقول : ( تؤنث مع المؤنث ويجوز التذكير ) فيكون التأنيث هو الأصل ، لا العكس كما يفهم من عبارته ، والله أعلم .. وجزاكم الله خيرا ..
__________________
... .....
|
#13
|
|||
|
|||
اقتباس:
وفي الكتاب: (باب لا يكون الوصف المفرد فيه إلا رفعًا ولا يقع في موقعه غيرُ المفرد وذلك قولك، يا أيها الرجلُ، ويا أيها الرجلان، ويا أيها المرأتان.) (2/188-هارون) قال الشيخ عبد السلام هارون: (وأيها المرأتان باتفاق النسخ، وهو جائز كما في الهمع 1:175، والأولى: أيتها.) |
#14
|
|||
|
|||
اقتباس:
كلامي إنما كان عن (أيّ) إذا أضيفت إلى مؤنث، فلا يدخل فيه (أيّها) في النداء، ولا يُتوهَّم دخولها، لأنها لم تضَف إلى مؤنَّث. أما (ها) فيها، فحرفُ تنبيهٍ.
__________________
(ليس شيءٌ أضرَّ على الأممِ وأسرعَ لسقوطِها من خِذلان أبنائها للسانها وإقبالهم على ألسنةِ أعدائها)
|
#15
|
|||
|
|||
اقتباس:
وأنا لـم أرد بكلامي تصويبا لما قررته أو توضيحا له ، وإنما قصدت توجيه كلام الشيخ عبد الغني الدقر ، فإن عبارته تشعر أن الحكم عام ، والله أعلم . والمراد بتأنيثها قول ( أيتها ) بالتاء ، ولم أقل أن ( ها ) في ( أيها ) للتأنيث وكونها للتنبيه لا يخفى .
__________________
... .....
|
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
الأحاديث المشابهة | ||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
وفاء امرأة | زاهر | حلقة الأدب والأخبار | 5 | 18-06-2008 09:55 PM |